عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (74) إلى الآية (79) ]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر... (74).
قرأ الحضرمي وحده (لأبيه آزر) رفعًا، وقرأ الباقون (آزر) نصبًا.
[معاني القراءات وعللها: 1/363]
قال أبو منصور: من قرأ (آزر) فعلى النداء (يا آزر)، ومن قرأ (آزر) فهو في موضع الخفض؛ لأنه بدل لأبيه، المعنى: لآزر.
ونصب لأنه لا ينصرف). [معاني القراءات وعللها: 1/364]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أراك وقومك... (74).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (إنّي أراك) محرك الياء، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/366]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أُبي وابن عباس والحسن ومجاهد والضحاك وابن يزيد المدني ويعقوب، ورُويت عن سليمان التيمي: [لِأَبِيهِ آزَرُ].
وقرأ ابن عباس بخلاف: [أَأَزْرًا نَتَّخِذ] بهمزتين، واستفهام، وينصبهما، وينون.
وقرأ أبو إسماعيل رجل من أهل الشام: [أَئزرًا] مسكورة الألف منونة [تتَّخذ].
قال أبو الفتح: أما [آزَرُ] فنداء، وأما [أَئِزْرًا] فقيل: [إِزْرًا] هو الصنم، و[أَزْرًا] بالفتح أيضًا). [المحتسب: 1/223]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {لِأَبِيهِ آزَرَ} [آية/ 74] رفعًا:
قرأها يعقوب وحده.
ووجهه أنه منادى حذف منه يا، والتقدير: يا آزر، وآزر اسم علم، فلذلك جاز حذف حرف النداء منه.
وقرأ الباقون {آزَرَ} بفتح الراء.
وهو مجرور إلا أنه غير منصرف، فهو نصب في حال الجر؛ لأنه كان غير منصرف، والجر ممتنع منه، وهو في حال الجر منصوب، و{آزَرَ} بدل من {لِأَبِيهِ} أو عطف البيان). [الموضح: 477]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (رأى كوكبًا... (76). ونظائره.
قرأ ابن كثير وحفص، عن عاصم والأعشى عن أبي بكر عن عاصم ويعقوب (رأى كوكبًا) و(رأى قميصه) و(رأى أيديهم) ونحو هذا بفتح الراء والهمز حيث كان، وقرأ نافع هذا كله بين الفتح والكسر، وقرأ أبو عمرو (رأى) بفتح الراء وكسر الهمزة في جميع القرآن، وقرأ ابن عامر (ريى كوكبا) بكسر الراء والهمزة في هذه الحروف كلها ونحوها مما اسم الرؤية فيه مظهرة، مثل (رأى قميصه) و(رأى أيديهم).
وفتح الراء والهمز في جميع القرآن مع الكنايات، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (رئى) بكسر الراء والهمزة، وكذلك روى عبيد عن أبي عمرو
[معاني القراءات وعللها: 1/364]
(رأى كوكبًا)، وقال أبو جعفر البزار عن يحيى عن أبي عاصم بكسر الراء والهمزة عند الاسم الظاهر، وبفتح الراء والهمزة عند الكنى نحو (رآها تهتزّ) و(رآه نزلةً أخرى) و(أن رآه استغنى).
وقال ابن مجاهد كسر الراء عند الظاهر والمكنى في كل القرآن.
وروى نصيرا عن الكسائي (رأى كوكبًا)، و(رأى قميصه) ونحو هذا بالفتح مثل ابن كثير، و(رأى الشّمس) و(رأى القمر) ونحوه بكسر الراء وفتح الهمزة مثل حمزة، وهذا ضد رواية أبي عمرو وأبى الحارث وغيرهما، هذه رواية أبي جعفر النحوي عن نصير عنه وأظنه وهمًا. والله أعلم.
[معاني القراءات وعللها: 1/365]
وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة (رأى القمر) و(رأى الشمس) و(رأى المؤمنون) و(رأى المجرمون) ونحو هذا إذا لقي الهمزة ساكن بكسر الراء وفتح الهمزة، وقال خلف عن يحيى عن أبي بكر بكسر الراء والهمزة جميعًا، والأعشى عن أبي بكر بفتح الراء والهمزة، وقرأ الباقون هذا الجنس بفتح الراء والهمزة.
قال أبو منصور: والذي نختاره من هذه الوجوه (رئى) بفتح الراء وكسر الهمزة، وهو اختيار أبي عمرو، وإن قرئ بفتح الراء والهمز فهو صحيح جيد، ومن قرأ (رئى) و(رأى) فلا ينبغي له أن يشبع كسر الراء، وإنما يشمّها كسرةً للفظ الراء، ومن أشبع الراء كسرة في هذا الباب فليس من كلام العرب). [معاني القراءات وعللها: 1/366]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {رأى كوكبًا} [76].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/160]
قرأ نافع في رواية [ورش] بين الكسر والفتح.
وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن عامر في رواية [هشام] بالتفخيم يفتحون الراء والهمزة جميعًا.
وقرأ أبو عمرو بخلاف السوسي بفتح الراء وكسر الهمزة.
وقرأ الباقون بكسر الراء والهمزة، فمن فخمه فعلى أصل الكلمة، والأصل: رأى مثل دعى فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفًا في اللفظ وياءً في الخط. ومن أمال الهمزة فلمجاورة الياء، وفي الحقيق الألف هي الممالة. أشير إلى كسرة الهمزة كما يُشار إلى كسرة الميم في قوله: {ولكن الله رمى} وإنما أمالوا تخفيفًا، ليعمل اللسان من وجه واحد.
ومن كسر الراء فإنه أتبع الإمالة الإمالة فكسر الهمزة لمجاورة الياء، وكسر الراء لمجاورة الهمزة، فإذا استقبل الياء ألف ولام مثل {رأى القمر} [77] {ورأى الشمس} [78] و{رأى المجرمون} و{رأى الذين ظلموا} و{رأى الذين أشركوا} فإن القراء فتحوا؛ لأن الإمالة كانت من أجل الياء، فلما سقطت الياء لاجتماع الساكنين ذهبت الإمالة إلا حمزة وعاصمًا في رواية أبي بكر وأبا عمرو في رواية السوي بخلاف عنه فإنهما أمالا الراء وفتحا الهمزة ليدلا على أن الأصل ممال قبل الوصل.
وروى خلف عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم {رأى القمر}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/161]
ونحوها بكسر الراء والهمزة، وهو رديء جدًا ونحوه قرأ حمزة: {ولقد رآه} بكسر الراء والهمزة، والاختيار التفخيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/162]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في فتح الراء والهمزة وكسرهما من قوله تعالى: رأى كوكبا [الأنعام/ 76].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص، رأى بفتح الراء والهمزة.
وقرأ نافع: بين الفتح والكسرة.
وقرأ أبو عمرو: رأى كوكبا بفتح الراء وكسر الهمزة.
وروى القطعيّ عن عبيد بن عقيل عن أبي عمرو: بكسر الراء والهمزة جميعا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائيّ
[الحجة للقراء السبعة: 3/326]
رأى* بكسر الراء والهمزة.
وجه قول ابن كثير وعاصم في إحدى الروايتين عنه أنّهما لم يميلا، كما أنّ من قال: رعى ورمى لمّا لم يمل الألف لم يمل الفتحة التي قبلها، كما يميلها من يرى الإمالة ليميل الألف نحو الياء.
قال: وقرأ نافع بين الفتح والكسر [قوله: بين الفتح والكسر] لا يخلو من أن يريد الفتحتين اللتين على الراء والهمزة، أو الفتحة التي على الهمزة وحدها، فإن كان يريد فتحة الهمزة فإنّما أمالها نحو الكسرة لتميل الألف التي في رأى نحو الياء، كما أمال الفتحة التي على الدّال من هدى* والميم من رمى*.
وإن كان يريد أنّه أمال الفتحتين جميعا، الّتي على الراء، والتي على الهمزة، فإمالة فتحة الهمزة على ما تقدّم ذكره.
وأمّا إمالة الفتحة التي على الراء، فإنّما أمالها لاتباعه إياها إمالة فتحة الهمزة، كأنّه أمال الفتحة لإمالة الفتحة، كما أمال الألف لإمالة الألف في قولهم: رأيت عمادا، فأمال ألف النصب لإمالة الألف في عماد، والتقديم والتأخير في ذلك سواء، والفتحة الممالة منزلة منزلة الكسرة، فكما أملت الفتحة في قولك من عمرو، لكسرة الراء، كذلك أملت فتحة الراء من رأى* لإمالة الفتحة التي على الهمزة.
[الحجة للقراء السبعة: 3/327]
قال: وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائيّ رأي* بكسر الراء والهمزة.
قال: وجه قراءتهم أنّهم كسروا الراء من رأى، لأنّ المضارع منه على يفعل، وإذا كان المضارع على «يفعل» فكأنّ الماضي على «فعل»، ألّا ترى أنّ المضارع في الأمر العام إذا كان على يفعل كان الماضي على فعل؟ وعلى هذا قالوا: أنت تينا، فكسروا حرف المضارعة كما كسروه في نحو: تعلم وتفهم، وكسروا الياء أيضا في هذا الحرف فقالوا: ييبا، ولم يكسروه في يعلم، وإذا كان الماضي كأنّه على فعل فيما ينزّل، كسرت الراء التي هي فاء لأنّ العين همزة، وحروف الحلق إذا جاءت في كلمة على زنة فعل* كسرت فيها الفاء لكسرة العين في الاسم والفعل، وذلك قولهم: عير نعر، ورجل جئز، ومحك، وماضغ لهم.
وكذلك الفعل نحو: شهد ولعب ونعم، وكسرة الراء على هذا كسرة مخلّصة محضة، وليست بفتحة ممالة.
وأمّا كسر الهمزة فإنّه يراد به إمالة فتحها إلى الكسر، لتميل الألف نحو الياء وذلك قولك: رأي كوكبا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/328]
فإن قلت: إنّ الفاء إنّما تكسر لتتبع الكسرة في العين في نحو شهد* والهمزة في رأى* مفتوحة، فكيف أجيزت كسرة الراء.
مع أنّ بعدها حرفا مفتوحا؟. فالقول في ذلك أنّه فيما نزّلناه بمنزلة الفتح، فأتبع الفتحة الكسرة المقدّرة، لمّا نزّلناه بمنزلة الكسرة تبعته فتحة الراء، كما أنّ ضمّة ياء يعفر لما كان في تقدير الفتحة ترك صرف الاسم معها، كما ترك مع فتحة الياء في يعفر، وترك صرفه مع ضمّة الياء حكاه أبو الحسن، وكما أنّ الفتحة في يطأ، ويسع لما كانت في تقدير الكسرة حذفت معها الفاء، كما حذفت في: يزن ويعد.
ومثل تنزيلهم الفتحة في رأى... منزلة الكسرة، تنزيلهم لها
أيضا منزلة الكسرة في قولهم: هما يشأيان في يفعلان، من الشأو، لمّا قالوا: يشأى، نزّلوا الماضي على فعل، فقالوا في المضارع:
يشأيان، كما قالوا: يشقيان.
واختلفوا فيها إذا لقيها ساكن.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائيّ وابن عامر: رأى القمر [الأنعام/ 77] ورأى الشمس [الأنعام/ 78] ورأى المجرمون [الكهف/ 53] ورأى الذين أشركوا [النحل/ 86]، وما كان مثله بفتح الراء والهمزة.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة: رأى القمر ورأى الشمس بكسر الراء وفتح الهمزة في كل القرآن.
[الحجة للقراء السبعة: 3/329]
وذكر خلف عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم:
رأى القمر ورأى الشمس بكسر الراء والهمزة معا.
قال بعض أصحاب أحمد: قوله: بكسر الراء والهمزة، خطأ، وإنّما هو بكسر الراء وإمالة الهمزة.
قال أبو علي: تحقيق هذا: وإمالة فتحة الهمزة.
وروى حفص عن عاصم: بفتح الراء والهمزة في رأى* في كل القرآن.
وجه إزالتهم الإمالة عن فتحة الهمزة في رأى*: أنّهم إنّما كانوا أمالوا الفتحة لتميل الألف نحو الياء، فلمّا سقطت الألف بطلت إمالتها لسقوطها، ولمّا بطلت إمالتها لسقوطها
بطلت إمالة الفتحة نحو الكسرة لسقوط الألف التي كانت الفتحة الممالة يميلها نحو الياء.
وأمّا موافقة ابن عامر والكسائيّ وعاصم في رواية أبي بكر وابن كثير نافعا وأبا عمرو، في رأى المجرمون، وفتحهم الراء، وقد كانوا كسروها في رأى كوكبا فلأنّهم آثروا الأخذ باللغتين، كسر الراء وفتحها، فكسرها لما ذكر، وفتحها لأنّهم جعلوها بمنزلة الراء في رمى ورعى ولأنّهم أعلّوا الرّاء
[الحجة للقراء السبعة: 3/330]
وقدّروا فيه ما قدّروا لإعلال الهمزة بإمالة فتحتها [فلمّا غيّروها]، غيّروا الراء أيضا ألا ترى أنّهم لما أعلّوا اللّام بالقلب في عصي، وعتي ونحوهما أعلّوا الفاء أيضا بالكسر في عصيّ؟ ولمّا أعلّوا الاسم بحذف التاء منه في النسب إلى: ربيعة، وحنيفة: ألزموه في الأمر العام الإعلال والتغيير، بحذف الياء منه أيضا، فقالوا: ربعيّ، وحنفيّ.
ووجه قراءة عاصم في رواية أبي بكر وحمزة رأى القمر ورأى الشمس بكسر الراء وفتح الهمزة في كل القرآن: فلأنّ كسر الرّاء إنّما هو للتنزيل الذي ذكرنا، وهو معنى منفصل من إمالة فتحة الهمزة، ألا ترى أنّه يجوز أن يعمل هذا المعنى من لا يرى الإمالة، كما يجوز أن يعمله من يراها؟ فإذا كان كذلك، كان انفصال أحدهما من الآخر سائغا غير ممتنع.
وأمّا رواية خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم: رأي القمر ورأي الشمس بكسر الرّاء والهمزة معا، يريد بكسر الهمزة إمالة فتحتها، فوجه كسر الرّاء قد ذكر، وأمّا إمالة فتحتها مع زوال ما كان يوجب إمالتها من حذف الألف، فلأنّ الألف محذوفة لالتقاء الساكنين، وما يحذف لالتقاء الساكنين، فقد ينزّل تنزيل المثبت، ألا ترى أنّهم قد أنشدوا:
[الحجة للقراء السبعة: 3/331]
ولا ذاكر الله إلّا قليلا فنصب الاسم بعد ذاكر، وإن كان النون قد حذفت لمّا كان الحذف لالتقاء الساكنين، والحذف لهما في تقدير الإثبات من حيث كان التقاؤهما غير لازم ومن ثمّ لم تردّ الألف في نحو: رمت المرأة.
وممّا يشهد لذلك أنّهم قالوا: شهد* فكسروا الفاء لكسرة العين، ثمّ أسكنوا فقالوا: شهد*، فبقّوا الكسرة في الفاء مع زوال ما كان اجتلبها، وعلى هذا ينشد قول الأخطل:
إذا غاب عنّا غاب عنّا فراتنا... وإن شهد أجدى فضله ونوافله
ويشهد لذلك أيضا أنّهم قالوا: صعق، ثم نسبوا إليه، فقالوا صعقي فأقرّوا كسرة الفاء مع زوال كسرة العين التي لها كسرت الفاء، فكذلك تبقية إمالة فتحة الهمزة في قراءة حمزة رأى القمر.
وزعم أبو الحسن أنّ ذلك لغة مع ما ذكرنا من وجوه المقاييس فيه، وأنّها قراءة: في القتلى الحر). [الحجة للقراء السبعة: 3/332]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا جن عليه اللّيل رأى كوكبا} {فلمّا رأى القمر} {فلمّا رأى الشّمس} 76 78
قرأ أبو عمرو {فلمّا جن عليه اللّيل رأى كوكبا} بفتح الرّاء وكسر الهمزة وإنّما كسر الهمزة لمجاورة الياء والألف هي الممالة وأشير إلى كسر الهمزة كما يشار إلى كسر الميم في قوله {ولكن الله رمى} وإلى كسر الضّاد في قوله ثمّ قضى فكذلك كسر الهمزة لمجاورة الألف الممالة
[حجة القراءات: 256]
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ وأبو بكر {رأى كوكبا} بكسر الرّاء وإنّما كسروا الرّاء لمجاورة الهمزة ومن العرب من يقول رمى بكسر الرّاء والميم
وقرأ أهل الحجاز وحفص بفتح الرّاء والهمزة على أصل الكلمة والأصل رأى مثل رعى فقلبوا الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفا في اللّفظ ياء في الخط
قرأ حمزة وأبو بكر {رأى القمر} و{رأى الشّمس} بكسر الرّاء وفتح الهمزة
وقرأ الباقون بفتح الرّاء وحجتهم في ذلك أن الرّاء إنّما كسرت لمجاورة الهمزة المكسورة والهمزة كسرت لمجاورة الياء فلمّا سقطت الياء عادت الهمزة إلى أصلها فلمّا عادت الهمزة إلى أصلها عادت الرّاء إلى أصلها
وحجّة من كسر الرّاء وفتح الهمزة أن الياء لما سقطت فعادت الهمزة إلى الفتح الّذي هو أصلها لم يبق في الفعل ما يدل على مذهبه فترك في الرّاء من الكسر ما يدل على مذهبه). [حجة القراءات: 257] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {رَأى كَوْكَبًا} [آية/ 76] بفتح الراء والهمزة:-
قراها ابن كثير وعاصم -ص- ويعقوب، وكذلك {رَأى أَيْدِيَهُمْ} و{رَأى
[الموضح: 477]
نَارًا} و{رَآكَ} و{رَآهُ} و{رَآهَا} وما أشبهها في كل القرآن.
والوجه في ذلك أنه الأصل، والإمالة فرغ عليه؛ لأن الأصل هو الفتح وترك الإمالة، والإمالة دخيلة، وكثير من العرب لا يميلون شيئا؛ لأن الإمالة حكم جائر وليس بواجب.
وقرأ أبو عمرو {رَأى} و{رَآكَ} و{رَآهُ} بفتح الراء وكسر الهمزة، ونافع بفتح الراء فيها كلها، ويضجع الهمزة قليلا.
والوجه أن فتحة الراء متروكة بحالها من غير تغيير، لكن فتحة الهمزة ممالة في هذه القراءة نحو الكسرة ليميل الألف التي بعدها نحو الياء، كما أميلت الفتحة التي في الدال من: هدى، والميم من: رمى، نحو الكسرة لتميل الألف التي بعدها، وهكذا تكون الإمالة في كل ممال أن تنحو بالفتحة التي قبل الألف التي يراد إمالتها نحو الكسرة لتميل الألف نحو الياء.
[الموضح: 478]
وروي -ش- عن نافع بإمالة الراء والهمزة.
والعله في إمالتها أنهم لما أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة لتميل الألف التي بعدها، أتبعوا فتحة الهمزة فتح الراء الممالة، فأمالوا أيضًا فتحة الراء نحو الكسرة على سبيل الإتباع، كما أمالوا الألف لإمالة الألف في قولهم: رأيت عمادا، فأميلت ألف النصب لإمالة ألف عماد.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية -ياش- {رَأى} بكسر الراء والهمزة في كل القرآن؛ إلا أن ابن عامر خالفهم ففتح الراء والهمزة فيما فيه هاء الضمير أو الكاف نحو {رَآهُ} و{رَآهَا} و{رَآكَ}.
ووجه كسر الراء والهمزة أن الراء إنما كسر من {رَأى}؛ لأن المضارع منه على يفعل، وإذا كان المضارع على يفعل بالفتح، فكأن الماضي على فعل بالكسر؛ لأن يفعل بالفتح أكثره يأتي مضارعة لفعل بالكسر، وما كان على فعل بكسر العين فقد يكسر فاء الفعل منه لكسرة العين، نحو: شهد بكسر الشين في شهد، ولعب بكسر اللام في ليب، وكسروا أيضًا راء {رَأى} تشبيها لها بفاء فعل بكسر العين وهي كسرة خالصة محضة. وأما كسرة الهمزة فليست بكسرة خالصة، وإنما هي إمالة للفتحة نحو الكسرة لتميل الألف التي بعدها نحو الياء، وهذه الكسرة وإن لم تكن كسرة خالصة بل هي إمالة، فإنهم نزلوها منزلة الكسرة الخالصة، ولذلك أتبعوها حركة فاء الفعل حتى كسروها.
وأما فتح ابن عامر لما كان معه هاء الضمير، أو كاف الضمير، فيجوز أن يكون أراد الأخذ باللغتين، أو كرة الإمالة لما صار الألف حشوًا للكلمة بلحاق الضمير، أو لتشبيهه الهاء بالألف، والألف إذا وقعت بعد الحرف الممال
[الموضح: 479]
ضعفت الإمالة فيه، وكذلك الفتحة.
وإذا لقيت هذه الحروف ألف ولام {رَأى الشَّمْسَ} {رَأى الْقَمَرَ} و{رَأى الْمُجْرِمُونَ} فعاصم في رواية -ياش- وحمزة يكسران الراء ويفتحان الهمزة، والباقون يفتحونهما.
أما من كسر الراء وفتح الهمزة مع التقاء الساكنين فإنما كسر الراء على ما قدمنا علته من تشبيه الفعل بفعل بكسر العين، وأما فتح الهمزة فلأن الألف التي كسرت الهمزة لأجل إمالتها قد زال لالتقاء الساكنين في {رَأى الْقَمَرَ}، فما زالت الألف الممالة زالت الكسرة التي اجتلبت لأجلها.
وأما من فتح الراء والهمزة جميعا فعلى الأصل.
وروي رستم عن نصير، {رَأى الْقَمَرَ} بإمالة الراء والهمزة جميعا؛ لأن الألف الممالة وإن كانت محذوفة، فإنما حذفت لالتقاء الساكنين، وما كان يحذف لالتقاء الساكنين فإنما هو بمنزلة المثبت غير الزائل). [الموضح: 480]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا جن عليه اللّيل رأى كوكبا} {فلمّا رأى القمر} {فلمّا رأى الشّمس} 76 78
قرأ أبو عمرو {فلمّا جن عليه اللّيل رأى كوكبا} بفتح الرّاء وكسر الهمزة وإنّما كسر الهمزة لمجاورة الياء والألف هي الممالة وأشير إلى كسر الهمزة كما يشار إلى كسر الميم في قوله {ولكن الله رمى} وإلى كسر الضّاد في قوله ثمّ قضى فكذلك كسر الهمزة لمجاورة الألف الممالة
[حجة القراءات: 256]
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ وأبو بكر {رأى كوكبا} بكسر الرّاء وإنّما كسروا الرّاء لمجاورة الهمزة ومن العرب من يقول رمى بكسر الرّاء والميم
وقرأ أهل الحجاز وحفص بفتح الرّاء والهمزة على أصل الكلمة والأصل رأى مثل رعى فقلبوا الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفا في اللّفظ ياء في الخط
قرأ حمزة وأبو بكر {رأى القمر} و{رأى الشّمس} بكسر الرّاء وفتح الهمزة
وقرأ الباقون بفتح الرّاء وحجتهم في ذلك أن الرّاء إنّما كسرت لمجاورة الهمزة المكسورة والهمزة كسرت لمجاورة الياء فلمّا سقطت الياء عادت الهمزة إلى أصلها فلمّا عادت الهمزة إلى أصلها عادت الرّاء إلى أصلها
وحجّة من كسر الرّاء وفتح الهمزة أن الياء لما سقطت فعادت الهمزة إلى الفتح الّذي هو أصلها لم يبق في الفعل ما يدل على مذهبه فترك في الرّاء من الكسر ما يدل على مذهبه). [حجة القراءات: 257] (م)

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا جن عليه اللّيل رأى كوكبا} {فلمّا رأى القمر} {فلمّا رأى الشّمس} 76 78
قرأ أبو عمرو {فلمّا جن عليه اللّيل رأى كوكبا} بفتح الرّاء وكسر الهمزة وإنّما كسر الهمزة لمجاورة الياء والألف هي الممالة وأشير إلى كسر الهمزة كما يشار إلى كسر الميم في قوله {ولكن الله رمى} وإلى كسر الضّاد في قوله ثمّ قضى فكذلك كسر الهمزة لمجاورة الألف الممالة
[حجة القراءات: 256]
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ وأبو بكر {رأى كوكبا} بكسر الرّاء وإنّما كسروا الرّاء لمجاورة الهمزة ومن العرب من يقول رمى بكسر الرّاء والميم
وقرأ أهل الحجاز وحفص بفتح الرّاء والهمزة على أصل الكلمة والأصل رأى مثل رعى فقلبوا الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفا في اللّفظ ياء في الخط
قرأ حمزة وأبو بكر {رأى القمر} و{رأى الشّمس} بكسر الرّاء وفتح الهمزة
وقرأ الباقون بفتح الرّاء وحجتهم في ذلك أن الرّاء إنّما كسرت لمجاورة الهمزة المكسورة والهمزة كسرت لمجاورة الياء فلمّا سقطت الياء عادت الهمزة إلى أصلها فلمّا عادت الهمزة إلى أصلها عادت الرّاء إلى أصلها
وحجّة من كسر الرّاء وفتح الهمزة أن الياء لما سقطت فعادت الهمزة إلى الفتح الّذي هو أصلها لم يبق في الفعل ما يدل على مذهبه فترك في الرّاء من الكسر ما يدل على مذهبه). [حجة القراءات: 257] (م)

قوله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (وجهي للّذي... (79).
[معاني القراءات وعللها: 1/366]
فتح الياء نافع وابن عامرٍ وحفص والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/367]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس