عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (15) إلى الآية (16) ]

{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)}

قوله تعالى: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15)}

قوله تعالى: {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واللّذان يأتيانها منكم... (16).
قرأ ابن كثير: (واللّذانّ يأتيانها) و(هذانّ) و(هاتينّ) و(فذانّك) بتشديد النون فيهن.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب (فذانّك) بتشديد النون، وخففا سائر الحروف. وخففهن الباقون كلهن.
[معاني القراءات وعللها: 1/296]
قال أبو منصور: من شدد النون في (فذانّك) فهو على لغة من يقول في الواحد: (ذلك) في موضعا (ذاك).
قال أحمد بن يحيى: ومن شدد النون في سائر الحروف، وهي لغات جاءت عن العرب، فالأحسن الأكثر فيها التخفيف). [معاني القراءات وعللها: 1/297]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم} [16].
قرأ ابن كثير وحده {واللذان} جعل النون عوضًا من الياء المحذوفة التي كانت في الذي.
وخففها الباقون؛ لأن م كلام العرب أن يحذفوا ويعوضوا، وأن يحذفوا ولا يعوضوا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/130]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في تشديد النون وتخفيفها من قوله عز وجل والذان [النساء/ 16] وهذان [طه/ 63 - والحج/ 19] وفذانك [القصص/ 32] وهاتين [القصص/ 27].
فقرأ ابن كثير: هذان*، واللذان، وفذانك.
وهاتين مشدّدة النون.
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي بتخفيف ذلك كلّه، وشدّد أبو عمرو فذانك وحدها، ولم يشدّد غيرها.
قال أبو علي: من قرأ: اللذان وهذان* وهاتين فالقول في تشديد نون التثنية: أنّه عوض من الحذف الذي يلحق الكلمة، ألا ترى أنّ قولهم «ذا» قد حذف لامها، وقد حذفت الياء من «اللذان» في التثنية. فإن قلت: فإن الحذف في تثنية اللذان إنّما هو لالتقاء الساكنين، وما حذف لالتقاء الساكنين فهو في تقدير الثبات بدلالة قوله:
ولا ذاكر الله إلّا قليلا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/141]
ألا ترى أنّه نصب مع الحذف كما ينصب مع الإثبات؟
قيل: إنّ اللام في اللتان واللذان وإن كانت حذفت لالتقاء الساكنين، فإنّهما لما لم تظهر في التثنية التي كان يلزم أن يثبت فيها وتتحرك، أشبه ما حذف حذفا، لغير التقاء الساكنين، فاقتضى العوض منه كما اقتضته المبهمة نحو: هذان، واتّفقت هذه الأسماء من اللذان وهذان في هذا التعويض، كما اتفقا في التحقير في فتح الأوائل منهما، مع ضمها من غيرهما، وفي إلحاق الألف أواخرهما، وذلك نحو اللتيّا، واللذيّا، وهاتيّا.
فأما تخصيص أبي عمرو التعويض في المبهمة في نحو قوله: فذانك وتركه التعويض في اللذان، فيشبه أن يكون ذلك لما رآه من أنّ الحذف للمبهمة ألزم، فبحسب لزومها الحذف ألزمها العوض ولم يعوض في اللّذين، ألا ترى أنّ اللذين إذا قلت: اللّذيّا فحقّرت أظهرت اللام المحذوفة في التثنية في التحقير، وإذا حقرت المبهم فقلت: هاذيّا، فالحذف في الاسم قائم، لأنّه كان ينبغي هاذييّا، الياء الأولى عين الفعل، والثانية للتحقير، والثالثة لام الفعل، فحذفت التي هي عين الفعل، ولم يجز أن تحذف التي هي لام لأنّك لو حذفتها لتحركت ياء التحقير لمجاورتها الألف، وهذه الياء لا تحرك أبدا، ألا ترى أنّه لم يلق عليها حركة الهمزة في نحو: أقيّس، فلما لم يتمّ في التحقير، وأتمّ الموصول خصّ المبهم بالعوض دون الموصول لذلك. فإن قال قائل: هلّا وجب
[الحجة للقراء السبعة: 3/142]
عوض المنقوص في التثنية نحو: يد، ودم، وغد؟ فإن ذلك ليس بسؤال، ألا ترى أنّهم عوّضوا في: أسطاع، وأهراق ولم يعوضوا في: أجاد وأقام ونحو ذلك.
وأيضا: فإنّ الحذف لمّا لم يلزم هذه المتمكنة، كان الحذف في حكم لا حذف، ألا ترى أن منه ما يتمّ في الواحد نحو: غد وغدو؟ ومنه ما يتمّ في التثنية نحو:
يديان بيضاوان....
ونحو:
جرى الدّميان.....
[الحجة للقراء السبعة: 3/143]
وفي الجمع نحو: أيد ودماء، وفي التحقير نحو: دميّ ويديّة، وليست المبهمة كذلك، ويمكن أن يكون أبو عمرو قدّر ذانك تثنية ذلك، فعوّض الحرف في التثنية من الحرف الزائد الذي كان في الإفراد قبل التثنية، والأول أشبه). [الحجة للقراء السبعة: 3/144]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واللذان يأتيانها}
قرأ ابن كثير {واللذان} بتشديد النّون وكذلك (هاذان)
[حجة القراءات: 193]
و {هاتين} و{أرنا الّذين} وحجته أن الأصل في قوله {واللذان} اللذيان فحذف الياء وجعل النّون المشدّدة عوضا من الياء المحذوفة الّتي كانت في الّذي وكذلك في {إحدى ابنتي هاتين} الأصل هاتيين وأرنا اللذيين وفي هذان هذا ان شدد هذه النونات وجعل التّشديد عوضا من الياء المحذوفة والألف
إذا سأل سائل فقال لم شددت النّون في هذه الكلمة ولم تشددها في قوله {برهانان} و{غلامان} فالجواب عن ذلك من وجهين أحدهما أن هذه النّون لما كانت ثابتة في الأحوال كلها ولم تكن الإضافة تسقطهما لأن هذه الأسماء لا تضاف البتّة ففرقوا بينها وبين النّون الضعيفة الّتي تسقط في الإضافة فتقول هذان غلاما زيد فلمّا كانت أقوى شددت ليدل بالتّشديد على قوتها بالإضافة لغيرها من النونات الّتي تتسلط الإضافة عليها
[حجة القراءات: 194]
والوجه الثّاني يقال لهذه النّون في المبهمات بدل من الألف المحذوفة والياء المحذوفة وهما حرفان في الأصل من نفس الكلمة والنّون في التّثنية في قولك برهانان ورجلان بدل من التّنوين الّذي هو زائد وعارض في الكلمة فجعلت للنون الّتي هي بدل من الأصل مزية على النّون الّتي هي بدل من عارض في الأصل وتلك المزية التّشديد
وقرأ الباقون جميع ذلك بالتّخفيف وحجتهم أن من كلام العرب أن يحذفوا ويعوضوا وأن يحذفوا ولا يعوضوا فمن عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التّخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل تقول مغيسل ومغيسيل فمن قال مغيسل لم يعوض من التّاء شيئا ومن قال مغيسيل عوض من التّاء). [حجة القراءات: 195]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {واللذان يأتيانها} قرأ ابن كثير بتشديد النون، ومثله «هذان، وهاتين وفذانك، واللذين»، ووافقه أبو عمرو على التشديد في «فذانك» خاصة، وقرأ ذلك الباقون بالتخفيف.
22- وحجة من شدد النون أن في ذلك ثلاثة أقوال: الأول أنه شدد النون، ليكون التشديد عوضًا من الحذف الذي دخل هذه الأسماء المبهمة في التثنية، لأنه قد حذف ألف منها، لالتقاء الساكنين، وهما الألف التي كانت في آخر الواحد، وألف التثنية، فجعل التشديد في النون عوضًا من المحذوف، الثاني أن التشديد وجب لهذه النون، للفرق بين النون، التي هي عوض من تنوين ملفوظ به في الواحد، نحو: زيد وعمرو وبين النون التي لا تنوين في الواحد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/381]
ملفوظ به، تكون النون عوضًا منه، والثالث أن النون شددت للفرق بين النون، التي تحذف للإضافة، وبين النون التي لا تحذف للإضافة؛ لأن المبهم معرفة، فهو لا يضاف ألبتة، وقد قيل إن التشديد في «فذانك» وجب على إدغام اللام في النون، وذلك أن أصله ذلك، ثم دخلت نون التثنية قبل اللام، فصار «ذانك» فأدغمت اللام في النون، على طريق إدغام الثاني في الأول، فوقع التشديد لذلك، ويجوز أن تكون النون، التي للتثنية، وقعت بعد اللام، ثم أدغمت اللام في النون، على إدغام الأول في الثاني، فوقع التشديد لذلك.
23- وحجة من خفف أنه أجرى المبهم مجرى سائر الأسماء، فخفف النون، كما تخفف في كل الأسماء، وهو الاختيار، وعليه أتى كلام العرب، وهو المستعمل، وعليه أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/382]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {واللَّذَانِّ} [آية/ 16]:-
بالمد وتشديد النون، قرأها ابن كثير وحده، وكذلك {والَّذَينِّ} و{هذانّ} و{هتَينّ} و{فَذَانّك} بتشديد النون فيهن أجمع.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب يس- {فَذَانِّكَ} في القصص.
والوجه في ذلك أنهم عوضوا من المحذوف نونًا وأدغموها في نون التثنية،
[الموضح: 408]
وذلك أن اللذان قياس أصله اللذيان، وكذلك هذان قياسه في الأصل هاذيان، لكنهم لما رأوا الياء والألف يجتمعان وهما ساكنان مع ألف التثنية، فحذفوا الياء والألف لالتقاء الساكنين، وهؤلاء القراء عوضوا من المحذوف الذي هو الياء والألف نونًا، وأدغموها في نون التثنية، فبقي {هذانّ} و{اللّذانِّ}.
وقرأ الباقون بالتخفيف فيهن أجمع.
وهو الأظهر الأكثر والقياس المسلوك؛ لأنهم يحذفون حرف العلة من هاتين الكلمتين في التثنية، ولا يعوضون منهما شيئًا، فيقولون: اللذان وهذان بالتخفيف، وقلما يشددون). [الموضح: 409]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس