عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 09:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (14) إلى الآية (17) ]

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد: [زَيَّنَ لِلنَّاسِ حُبَّ الشَّهَوَاتِ] بفتح الزاي والياء.
قال أبو الفتح: فاعل هذا الفعل إبليس، ودل عليه ما يتردد في القرآن من ذكره، فهذا نحو قول الله تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ}، وما جرى هذا المجرى). [المحتسب: 1/155]

قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ورضوانٌ من اللّه... (15).
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: (ورضوانٌ) بضم الراء في كل القرآن، إلا قوله في المائدة: (من اتبع رضوانه) فإنه كسر الراء ها هنا، وهذه رواية يحيى عن أبي بكر.
وقال الأعشى: (رضوانه) بالضم مثل سائر القرآن.
وكسر الباقون الراء في جميع القرآن، وكذلك روى حفص عن عاصم.
قال أبو منصور: الرّضوان والرّضوان لغتان فصيحتان، من رضي يرضى، إلا أن الكسر أكثر في القراءة، وهو الاختيار). [معاني القراءات وعللها: 1/244]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل أؤنبّئكم... (15)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (أنبّئكم) بهمزة واحدة مقصورة.
وقرأ نافع: (ءانبئكم) بهمزة مطولة.
[معاني القراءات وعللها: 1/246]
وقرأ الباقون: (أؤنبّئكم) بهمزتين.
وقال أبو منصور: وهي لغات صحيحة فاقرأ بأيها شئت). [معاني القراءات وعللها: 1/247]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ورضوان من الله} [15].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {ورضوان} بضم الراء في كل القرآن إلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/108]
حرفًا واحدًا في سورة (المائدة) {من اتبع رضوانه} فإنه يكسر الراء فيها.
وقرأ الباقون كل ذلك بالكسر، وهي اللغة المشهورة. ومن ضم الراء فله حجتان:
إحداهُما: أنه فَّرق بين الاسم والمصدر، وذلك أن اسم خازن الجنة رضوان، ورُضوان مصدر، رضي يرضى رضً ورضوانًا، وغفر غفرانًا.
والحجة الأخرى: أن (فعلانًا) في المصادر يأتي منه كسر للضم، كقولك: رجل قُنعان إذا رضي الخصمان به وبحكمه، والفرقان لكل ما فَّرق بين الشيئين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الراء وضمّها من قوله تعالى: ورضوان [آل عمران/ 15].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (ورضوان) بضم الراء في كلّ القرآن إلّا قوله في المائدة [16]: من اتبع رضوانه فإنّه كسر الراء فيه. وقال شيبان عن عاصم، وابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، بضم الراء، في كل ذلك. وقال محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنّه ضمّه كلّه.
[الحجة للقراء السبعة: 3/21]
[حدثنا ابن مجاهد قال]: حدثني محمد بن الجهم عن ابن أبي أميّة عن أبي بكر عن عاصم: (رضوان) و (رضوانا) [المائدة/ 2] بضمّ الراء في كلّ القرآن، وكذلك حدّثني ابن صدقة عن أبي الأسباط عن ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم. وقال حفص عن عاصم: مكسور كلّه، وقرأ الباقون: (رضوان) كسرا.
قال أبو علي: رضوان مصدر، فمن كسر جعله كالرّئمان والحرمان، ومن ضمّ فقد قال سيبويه: رجح رجحانا، كما قالوا: الشكران والرّضوان). [الحجة للقراء السبعة: 3/22]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للّذين اتّقوا عند ربهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله}
ذكر أبو بكر ابن مجاهد في كتابه عن أبي عبد الرّحمن اليزيدي عن أبيه قال لقيني الخليل بن أحمد في حياة أبي عمرو قال لي لم قرأ {أؤلقي الذّكر} و(آؤنزل) ولم يقرأ {أؤنبئكم} قال فلم أدر ما أقول له فرحت إلى أبي عمرو فذكرت له ما قال الخليل فقال فإذا ليقته فأخبره أن هذا من نبأت وليس من أنبأت قال فلقيته فأخبرته بقول أبي عمرو فسكت
أبو بكر قال هذا شيء لا أدري ما معناه اللّهمّ إلّا أن يكون الّذي علم منه شيئا منع غيره أن يعلمه وإن كانت العربيّة فلا فرق بين اجتماع الهمزتين من نبأت ولا من أنبأت
قال الشّيخ أبو زرعة رضي الله عنه سألت أبا عبد الله الخطيب
[حجة القراءات: 155]
عن هذا فقال إن أبا عمرو أشار إلى أنه يرى الفصل بالألف بين الهمزتين المتلازمتين نحو همزة الاستفهام إذا دخلت على همزة ثانية في الفعل الماضي نحو أفعل لأن هذا المثال مبنيّ على الهمزة فهي تصحبه في متصرفاته إمّا مقدرة في اللّفظ وإمّا مقدرة في النّيّة ففي اللّفظ في الماضي والمصدر نحو أنذر إنذارا وفي التّقدير في المستقبل نحو أنذر واصله أؤنذر بهذه الهمزة الّتي بني الفعل عليها بملازمتها له هي أثقل من الهمزة الّتي تعرض من جملة امثلة الأفعال في مثال واحد وهي في إخبار المتكلّم عن نفسه بفعل مستقبل فلمّا كانت أثقل كان الفصل معها أوجب ولما كانت العارضة في حال واحدة أخف لم يحتج عند دخول ألف الاستفهام عليها إلى الفصل بينها وبينها لخفتها والهمزة في {أؤنبئكم} عارضة في المستقبل وليست ثابتة في الماضي والمصدر والهمزة في أنذر ثابتة في الماضي والمصدر
قرأ أبي عن نافع {قل أؤنبئكم} بهمزة واحدة مطوّلة والأصل في هذا {أؤنبئكم} بهمزتين ثمّ زاد الألف الفاصلة بينهما ليبعد المثل عن المثل ويزول الاجتماع فيخف اللّفظ فصار آؤنبئكم وهذه قراءة هشام ثمّ لين الهمزة الثّانية فصار {أؤنبئكم}
وقرأ نافع إلّا ما ذكرنا وبان كثير وأبو عمرو {أؤنبئكم} بهمزة
[حجة القراءات: 156]
واحدة من غير مد الأصل في هذا أؤنبئكم بهمزتين مثل ما ذكرنا ثمّ لينوا الهمزة الثّانية ولم يدخلوا بينهما ألفا
وقرأ الباقون بهمزتين على أصل الكلمة وقد ذكرنا الحجّة في سورة البقرة
قرأ أبو بكر عن عاصم {ورضوان من الله} بصم الرّاء في جميع القرآن إلّا في سورة المائدة فإنّه قرأ بالكسرة وفي رواية الأعشى قرأ بالضّمّ أيضا وحجته أنه فرق بين الاسم والمصدر وذلك أن اسم خازن الجنّة رضوان كذا جاء في الحديث ورضوان مصدر رضي يرضى رضى ورضوانا ففرق بين الاسم والمصدر
وقرأ الباقون بالكسر وحجتهم أن ذلك لغتان معروفتان يقال رضي يرضى رضى ومرضاة ورضوانا ورضوانا والمصادر تأتي على فعلان وفعلان فأما فعلان فقوله عرفته عرفانا وحسبته حسبانا وأما فعلان فقولهم غفرانك لا كفرانك). [حجة القراءات: 157]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {رضوان} قرأه أبو بكر بضم الراء حيث وقع، إلا قوله في المائدة: {رضوانه سبل السلام} «16» فإنه كسر كالجماعة، وقرأ الباقون بالكسر حيث وقع، وهما مصدران بمعنى واحد، فالكسر كـ «الحِرمان» والضم كـ «الشُكران»، وخص أبو بكر ما في المائدة بالكسر للجمع بين اللغتين، مع اتباعه للرواية، والكسر هو الاختيار، لإجماع القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/337]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَرِضْوَانٌ} [آية/ 15]:-
بضم الراء، قرأها عاصم ياش- وحده في جميع القرآن إلا قوله تعالى {مَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَهُ} في المائدة فانه كسرها.
ووجه ذلك أنه مصدر كالرجحان والفرقان والقربان.
وقرأ الباقون و- ص- عن عاصم {وَرِضوانٌ} بالكسر.
[الموضح: 363]
وهو مصدر على فعلان كالرئمان والحرمان، وكلتاهما لغتان، والكسر أكثر). [الموضح: 364]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}

قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس