عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 رجب 1440هـ/1-04-2019م, 05:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

الفصل الأول: في ذكر أئمة القراء الثمانية وأسمائهم وكُناهم وأنسابهم وأمصارهم وأسانيدهم
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (الفصل الأول: في ذكر أئمة القراء الثمانية وأسمائهم وكُناهم وأنسابهم وأمصارهم وأسانيدهم
(1) أولهم: إمام حرم الله تعالى وهو أبو معبد عبد الله بن كثير بن المطلب الداري الكناني، نُسب إلى دارين مدينة بالبحرين يجلب منها الطيب، وقيل بل إلى دارٍ وهو بطن من لخمٍ، وابن كثير كان أبوه من أبناء
[الموضح: 107]
فارس الذين كانوا بصنعاء، وإنما نسب إلى كنانة لأنه كان مولى لعمرو بن علقمة الكناني.
وكان ابن كثير من التابعين؛ لأنه قرأ على عبد الله بن السائب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مع ذلك فاضلًا عالمًا زاهدًا مشتهرًا بعلم النحو واللغة.
وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء:
أقرأ على ابن كثير بعد أن قرأت على مجاهد بن جبرٍ؟ فقال: نعم، قرأت على ابن كثيرٍ؛ لأنه كان أعلم من مجاهد باللغة.
وكان ابن كثير يقص، وكان يبيع العطر.
[الموضح: 108]
وهو قرأ على مجاهد بن جبر، وعطاء بن السائب، ودرباس مولى ابن عباس، وكلهم قرؤوا على ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب، وقرأ أبي على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: «إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن».
فقال له أبي: أليس بك آمنت، وعلى يدك أسلمت؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «إني أُمرت بذلك» فقال: افعل ما أمرت به.
[الموضح: 109]
قال ابن أبي: وإنما أمر بذلك ليأخذ أبي من ألفاظه صلى الله عليه وسلم.
وابن كثير مات بمكة سنة عشرين ومائةٍ في أيام هشام بن عبد الملك، ويقال: إن كنية ابن كثير أبو بكر، ويقال: أبو عباد، وكان من الطبقة الثانية.
(2)- ثم إمام حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب
[الموضح: 110]
رضي الله عنه. وقيل: إن كنيته أبو رويم.
ونافع أصله من أصفهان، ونشأ بالمدينة وأقام بها، وكان يتصدر للإقراء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلي بالناس فيه ستين سنة، وكان من الطبقة الثالثة.
وقرأ على إمامه في القراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وقرأ هو على ابن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عياش بن أ[ي ربيعة المخزومي، وقرؤوا على أبي، وقرأ هو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ نافع أيضًا
[الموضح: 111]
على ابن هرمز الأعرج، وقرأ هو على أبي هريرة وابن عباس، وقرأ نافع أيضًا على مسلم بن جندب الهذلي، وقرأ هو على الزبير بن العوّام وعلى ابن عمر، وقرءا على أبي، وقرأ نافع أيضًا على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة، وقرأ هو على ابن عباس.
وقال نافع: أدركت سبعين رجلًا من التابعين، وقرأت عليهم، فما اجتمع
[الموضح: 112]
عليه نفسان أخذت، وما تفرد به واحد تركت.
ومات نافع في سنة تسع وخمسين ومائة في خلافة المهدي، وقيل بل في سنة تسع وستين ومائة في خلافة الهادي.
(3)- ثم إمام أهل الشام، وهو أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي، ويحصب بطن من حمير، وهو يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرف بن قحطان، ومن شجرته ملوك العرب في الجاهلية.
ولم يكن من الأئمة الثمانية من هو من العرب إلا ابن عامر وأبو عمرو. وكان ابن عامر مشتهرًا بالفضائل والعلم والزهد والبراعة وعلم النحو واللغة، وولى القضاء بدمشق، فأعتق ثلاثين نسمة كفارة لذلك.
وكان على عمارة مسجد دمشق لا يرى فيه بدعة إلا غيرها.
وكان من التابعين؛ لأنه لقي جماعة من الصحابة.
[الموضح: 113]
وذكر ابن مجاهد في كتابه: أنه قرأ على عثمان نفسه.
والمشهور أنه قرأ على المغيرة بن (أبي) شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان رضي الله عنه.
وقرأ ابن عامر أيضًا على أبي الدرداء عويمر بن قيس، وقيل عويمر بن زيدٍ، وقيل عويمر بن عامر بن قيس، وقرأ أيضًا على واثلة بن الأسقع بن
[الموضح: 114]
عبد العزّي، وقرأ هو على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وابن عامر أقدم القراء موتًا؛ لأنه مات سنة ثماني عشرة ومائةٍ في أيام هشام ابن عبد الملك.
ويقال: إن كنيته أبو نعيم.
(4) ثم أبو عمرو زبان بن العلاء التميمي المازني البصري، إمام أهل زمانه في علم العربية، وكان متفقًا على أنه أوحد عصره في عصره، وكان في زمانه جماعة من العلماء، وقد سبقهم هو في العلم، وقرأ القرآن على جميع شيوخ المكيين والمدنيين والبصريين في ذلك الزمان، ومعظم قراءته هي على أهل الحجاز، وعنهم أخذ، وبهم اقتدى.
فمن شيوخه المكيين: أبو الحجاج مجاهد بن جبر مولى عبد الله بن السائب المخزومي، وأبو عبد الله سعيد بن جبير، وعكرمة بن خالد بن
[الموضح: 115]
سليمان، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج، وأبو معبد عبد الله بن كثير الداري.
ومن شيوخه المدنيين: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة.
[الموضح: 116]
ومن شيوخه البصريين: أبو سعيد الحسن بن سعيد البصري، ويحيى بن يعمر، ويزيد بن رومان، وجميعهم أعني هؤلاء البصريين قرؤوا على ابن عباس.
وولد أبو عمرو بمكة سنة سبعين، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة عند عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي في خلافة أبي جعفر المنصور.
(5)- ثم أبو بكر عاصم بن أ[ي النجود الأسدي الكوفي، واسم أبي النجود بهدلة مولى بني خزيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد.
وإنما نسب عاصم إلى بني أسدٍ لذلك.
[الموضح: 117]
وكان عاصم عالمًا مشهورًا بحفظ القراءات وعلومهم والفهم فيها، وكان حسن التلاوة، كثير الرواية للحديث، وكان من التابعين؛ لأنه أدرك الحارث بن حسان وكان صحابيًا؛ ولأنه روى عن أبي رمثة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وممن قرأ عليه عاصم: أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وقرأ هو على أميري المؤمنين عثمان وعلي رضي الله عنهم، وقيل: إن (أبا) عبد الرحمن السلمي تعلم القرآن من عثمان وعرضه على علي، وقيل بل تعلم القرآن من علي، وقرأه على أبي المنذر أبي بن كعب الأنصاري، وقرأ السلمي أيضًا على أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن الحارث الهذلي، وعلى أبي سعيدٍ زيد بن ثابت بن الضحاك.
[الموضح: 118]
وقرأ هؤلاء الخمسة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ عاصم أيضًا على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي، وقرأ زر على أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود.
وحكي أن عاصمًا قال: كنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن السلمي فأعرض ما قرأته على زر بن حبيش.
قال أبو بكر بن عياش: قلت لعاصم: لقد استوثقت، أخذت القرآن من جهتين.
ومات عاصم في طريق الشام سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل بل في سنة تسع وعشرين ومائة في أيام مروان بن محمد.
(6)- ثم أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات
[الموضح: 119]
الفرضي، وكان مولى لبني عجل من ولد أكثم بن صيفي، وقيل بل مولى آل عكرمة بن الربعي التيمي.
وكان حمزة عالمًا فاضلًا، مجيدًا للقراءة، مشتهرًا بالزهد، وكان يجلب الزيت من حلوان إلى الكوفة، ولذلك يدعى الزيات، وكان حمزة من الطبقة الرابعة.
وقرأ القرآن على أ[ي محمد سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى وثاب الأسدي، وقرأ يحيى على عبيدة بن عمرو السلماني،
[الموضح: 120]
وعلى علقمة بن قيس النخعي، وعلى الأسود بن يزيد، وعلى (مسروق بن) عبد الرحمن الأجدع الوادعي، وهؤلاء الأربعة قرؤوا على عبد الله بن مسعود بن الحارث رضي الله عنه، وقرأ هو على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ حمزة أيضًا على حمران بن أعين، وقرأ حمران على عبيد بن نضيلة
[الموضح: 121]
الخزاعي، وقرأ عبيد على علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود.
وقرأ حمران أيضًا على أ[ي الأسود الدؤلي، واسمه ظالم بن عمرو، وقرأ أبو الأسود على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وقرأ علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ حمران أيضًا على زر بن حبيش، وقرأ زر على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقرأ عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأ حمزة أيضًا على جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، وهو يروي عن آبائه رضوان الله عليهم.
ومات حمزة بن حبيب بالكوفة في سنة ست وخمسين ومائة في خلافة
[الموضح: 122]
المنصور، وقيل بل في سنة ثمانٍ، وقيل مات بحلوان.
(7)- ثم أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، أعلم أهل الكوفة في زمانه بعلم العربية، ومنه نشأ علم الكوفيين، وكان علمًا مشهورًا في زمانه، رشيدًا مذكورًا في علم النحو واللغة، إمامًا فيهما، وكان اصدق اللهجة، وكان يؤدب الأمين والمأمون ابني الرشيد.
وقرأ الكسائي القرآن على أبي عمارة حمزة بن حبيب الزيات، وقد ذكرنا من قرأ عليهم حمزة.
وقرأ الكسائي أيضًا على إسماعيل بن جعفر عن نافع، وقرأ أيضًا على
[الموضح: 123]
المفضل بن محمد الضبي عن عاصم، وكان الكسائي من الطبقة الرابعة لقراءته على المفضل عن عاصم، وكان عاصم تابعيًا، وكان الكسائي قد سافر مع الرشيد ثم انفصل عنه، ومات في قرية من أعمال الري تعرف بأرنبويه في سنة تسع وثمانين ومائة.
(8)- ثم أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وكان حسن القراءة، كثير الرواية، مشتهرًا بجودة التلاوة، عالمًا بالنحو واللغة.
[الموضح: 124]
وقرأ القرآن على أبي المنذر سلام بن المنذر، وقرأ هو على عاصم وأبي عمرو يرفعانها بإسنادهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ يعقوب أيضًا على أبي عمرو نفسه، وقرأ أيضًا على ابن محيصن، وقرأ هو على مجاهد عن ابن عباس، وقرأ يعقوب أيضًا على مهدي بن مهران عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ يعقوب أيضًا على (أبي الأشهب) عن أبي
[الموضح: 125]
رجاء العطاردي عن ابن عباس، وقرأ أبو رجاء أيضًا على أبي، ولقي أبو رجاء أبا بكر الصديق رضي الله عنهم، وقرأ يعقوب أيضًا على يونس بن عبيد عن الحسن عن حطاب بن عبد الله بن الرقاشي عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعقوب من الطبقة الخامسة، مات بالبصرة في سنة خمس ومائتين.
وأما ذكر أمصارهم:
فابن كثير مكي، ونافع مدني، وابن عامر شامي، وأبو عمرو ويعقوب بصريان، وعاصم وحمزة والكسائي كوفيّون). [الموضح: 126]


رد مع اقتباس