عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (32) إلى الآية (37)]
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}


قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والسّاعة لا ريب فيها (32)
قرأ حمزة وحده: (والسّاعة لا ريب فيها) نصبًا.
وسائر القرّاء قرءوا (والسّاعة لا ريب فيها).
قال أبو منصور: من نصب (السّاعة) عطفه على قوله: إنّ وعد اللّه حقٌّ، وإنّ السّاعة.
ومن رفع فعلى معنى: وقيل: الساعة حقٌّ لا ريب فيها). [معاني القراءات وعللها: 2/377]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {والساعة لا ريب فيها} [32].
قرأ حمزة وحده: {الساعة} نصبًا نسقًا على {إن وعد الله}.
وقرأ الباقون بالرفع، وهو الاختيار، لأن الكلام قد تم دونه وهو قوله: {إن وعد الله حق} لأن الاختيار إذا عطفت بعد خبر «إن» أن ترفع؛ ولأن المعطوف على الشيء يجب أن يكون في معناه، فإّا اختلف المعنى اختير القطع من الأول والاستئناف والريب الشك، وأنشد:
ليس في الموت يا أميمة ريب = إنما الريب ما يقول الحسود). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/315]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ حمزة وحده: والساعة لا ريب فيها [الجاثية/ 32] نصبا.
وقرأ الباقون: والساعة لا ريب فيها.
قال أبو علي: الرفع الذي هو قراءة الجمهور في الساعة من وجهين:
[الحجة للقراء السبعة: 6/179]
أحدهما: أن تقطعه من الأوّل، فتعطف جملة.
والآخر: أن يكون المعطوف محمولا على موضع إنّ وما عملت فيه، وموضعهما رفع.
ويحتمل وجها ثالثا وهو أن تعطفه على الضمير في المصدر إلّا أنّ هذا يحسن إذا أكّد نحو: إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم [الأعراف/ 27] فإذا لم يؤكّد لم تحمل عليه القراءة.
وأمّا قوله: ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى [النجم/ 6، 7]، فإنّ قوله: وهو بالافق الأعلى يرتفع هو فيه بالابتداء وليس هو من باب: استوى زيد وعمرو، إذا أردت استويا، ولو كان منه لكان استوى هو وهو، وكان قوله: بالأفق ظرفا للاستواء، وليس كذلك، ولكنّه استوى الذي يقتصر فيه على فاعل واحد كقوله: ولما بلغ أشده واستوى [القصص/ 14]، والرحمن على العرش استوى [طه/ 5] فقوله: بالأفق تأويلنا في موضع رفع بأنّه خبر المبتدأ، وفيه ضمير للمبتدإ، فقد تبيّنت أنّه لا دلالة لمن احتجّ بهذه الآية على جواز عطف الظّاهر المرفوع على المضمر المرفوع من غير أن يؤكّد، ولكن يجيء في الشعر كقوله:
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى كنعاج الملا تعسّفن رملا
[الحجة للقراء السبعة: 6/180]
ومن نصب فقال: والساعة* حمله على لفظ إن* مثل: إنّ زيدا منطلق وعمرا قائم، وموضع قوله: لا ريب فيها رفع بأنّه في موضع خبر إنّ، وقد عاد الذكر إلى الاسم فكأنّه قال: والساعة حق لأنّ قوله:
لا ريب فيها في معنى حقّ.
قال أبو الحسن: الرفع أجود في المعنى، وفي كلام العرب، وأكثر إذا جاء بعد خبر إنّ اسم معطوف، أو صفة أن يرفع، قال: وقد قرئت نصبا وهي عربية، ويقوّي ما ذهب إليه أبو الحسن قوله: إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين [الأعراف/ 128] والعاقبة لم تقرأ فيما علمت إلّا مرفوعة). [الحجة للقراء السبعة: 6/181]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها}
قرأ حمزة {والساعة لا ريب فيها} بالنّصب وقرأ الباقون بالرّفع ورفعها من وجهين أحدهما أن تعطفه من الأول فتعطف جملة على جملة على معنى وقيل السّاعة لا ريب فيه والوجه الآخر أن يكون المعطوف محمولا على موضع {إن} وما عملت فيه وموضعها رفع وحجتهم إجماع الجميع على قوله {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} ومن نصب حمله على لفظ الوعد المعنى وإذا قيل إن وعد الله حق وإن السّاعة مثل إن زيدا منطلق وعمرا قائم). [حجة القراءات: 662]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {والساعة لا ريب فيها} قرأ حمزة بالنصب على العطف على اسم «إن» فهو ظاهر اللفظ، وقرأ الباقون بالرفع على العطف، على موضع «إن» واسمها، وموضع ذلك رفع على الابتداء والخبر، ويجوز الرفع على القطع من الأول، تجعله جملة مستأنفة من ابتداء وخبر، ويجوز أن ترفع على أن تعطفه على الضمير المرفوع في {حق}، لكن الأحسن أن تؤكده بإظهاره قبل العطف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/269]
عليه، فتقول: حق هو والساعة، كما قال: {إنه يراكم هو وقبيله} «الأعراف 27» فعطف على الضمير المرفوع في {يراكم} بعد أن أكده بـ {هو} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/270]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} [آية/ 32] بالنصب:-
قرأها حمزة وحده.
والوجه أن قوله {وَالسَّاعَةُ} معطوف على قوله {إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} كما تقول: إن زيدًا منطلق وعمرًا قائم، فالساعة معطوفة على اسم إن، و{لَا رَيْبَ فِيهَا} معطوفة على خبرها، كأنه قال: إن وعد الله حق وإن الساعة لا ريب فيها.
وقرأ الباقون {وَالسَّاعَةُ} بالرفع.
والوجه أن {وَالسَّاعَةُ} مبتدأ، والجملة التي هي {لَا رَيْبَ فِيهَا} خبره). [الموضح: 1171]

قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34)}
قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {فاليوم لا يخرجون منها} [35].
قرأ الكسائي: {تخرجون} بالفتح.
وقرأ الباقون بالضم، وقد فسرت ذلك في مواضع من الكتاب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/315]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي: فاليوم لا يخرجون [الجاثية/ 35] بفتح الياء وضمّ الراء.
وقرأ الباقون: لا يخرجون بضمّ الياء وفتح الراء.
حجّة من فتح قوله: يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها [المائدة/ 37] وفي أخرى: وما هم بخارجين من النار [البقرة/ 167]. وحجّة من ضمّ الياء: ربنا أخرجنا منها [المؤمنون/ 197] ويقويه قوله: ولا هم يستعتبون [الجاثية/ 35] فكما أنّ الفعل فيه مبني للمفعول، فكذلك المعطوف عليه ليكون وجها واحدا). [الحجة للقراء السبعة: 6/179]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون}
قرأ حمزة والكسائيّ {فاليوم لا يخرجون منها} بالفتح جعلا الفعل لهم وقرأ الباقون {لا يخرجون} بالرّفع وحجتهم قوله {ربنا أخرجنا منها} ويقوّي الرّفع قوله {ولا هم يستعتبون} فكذلك ما تقدم هذا ليكون الكلام على نظم واحد). [حجة القراءات: 662]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} [آية/ 35] بفتح الياء وضم الراء:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع خرجوا، والكلمة من الخروج، أخبر الله تعالى أنهم
[الموضح: 1171]
لا يخرجون من النار؛ لأن الله تعالى لا يخرجهم منها، وحجته قوله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا}.
وقرأ الباقون {لَا يُخْرَجُونَ} بضم الياء وفتح الراء.
والوجه أن خروجهم لا يكون إلا بإخراج الله تعالى إياهم، فلفظ الإخراج أولى، فإنهم لو تركوا لخرجوا، ويقوي هذه القراءة قوله تعالى {وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} فبنى الفعل فيما عطف عليه للمفعول به، فينبغي أن يكون هذا أيضًا كذلك، ليتناسب الكلام، وحجة هذه القراءة قوله تعالى {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا} ). [الموضح: 1172]

قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)}
قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس