عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (40) إلى الآية (49) ]

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49)}


قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41)}
قوله تعالى: {فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)}
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44)}
قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45)}
قوله تعالى: {بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46)}
قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون (47)
قرأ حمزة والكسائي (ينزفون) بكسر الزاي، ومثله في الواقعة.
وقرأ عاصم ها هنا (ينزفون) بفتح الزاي، وفي الواقعة (ينزفون) بكسر الزاي.
وقرأ الباقون (ينزفون) بفتح الزاي في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأ (ينزفون) بفتح الزاي فالمعنى: لا تذهب عقولهم لشربها، يقال للسكران: نزيفٌ ومنزوفٌ، إذا زال عقله.
ومن قرأ (لا ينزفون) أي لا يسكرون، قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم... لبئس النّدامى أنتم آل أبجرا). [معاني القراءات وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {ولا هم عنها ينزفون} [47].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {ينزفون} بفتح الزاي. وكذلك في (الواقعة) ومعناه: لا تذهب عقولهم يقال: نزف الرجل: إذا ذهب عقله، ونزف: إذا ذهب دمه عند الموت، وأنزف ينزف: إذا ذهب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
شرابه ونفد قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم = لبئس الندامي كنتم آل أبجرا
وقرأ حمز والكسائي: {ينزفون} بكسر الزاي على هذه اللغة.
وأما عاصم فإنه قرأ في الواقعة: {ينزفون} بالكسر وفي (الصافات) {ينزفون} بالفتح جمع بين اللغتين تخفيفًا فصار يزف ويعد ويزن فإذا أمرت قلت: زف وعد وزن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/247]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: ولا هم عنها ينزفون [الصافّات/ 47]. في فتح الزّاي وكسرها، فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ينزفون هاهنا بفتح الزاي، وفي الواقعة [19].
وقرأ عاصم هاهنا ينزفون بنصب الزاي، وفي الواقعة: ينزفون* بكسر الزاي.
وقرأ حمزة والكسائي: ينزفون* بكسر الزاي في الموضعين.
يقال: أنزف الرجل على معنيين: أحدهما: أنّه يراد به: سكر.
وأنشد أبو عبيدة وغيره:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا
[الحجة للقراء السبعة: 6/54]
فمقابلته له بصحوتم يدلّك على إرادة سكرتم. والآخر: أنزف:
إذا نفد شرابه، ومعنى أنزف صادر ذا إنفاد لشرابه، كما أنّ الأول معناه النفاد من عقله، فقول حمزة والكسائي ينزفون*، يجوز أن يراد به:
ولا يسكرون عن شربها، ويجوز أن يراد: لا ينفد ذلك عندهم كما ينفد شراب أهل الدنيا، فإذا كان معنى لا فيها غول [الصافّات/ 47] لا تغتال عقولهم، حمل قول حمزة والكسائي: لا ينزفون في الصافّات على: لا ينفد شرابهم، لأنّك إن حملته على أنّهم لا يسكرون صرت كأنّك كررت يسكرون مرتين، وإن حملت لا فيها غول على لا تغتال صحتهم ولا يصيبهم عنها العلل التي تحدث عن شربها كما ترى أنّ عاصما ذهب إليه، حملت ينزفون في والصافات على أنّهم لا يكسرون، ويقال للسكران منزوف. وفي الواقعة قال: ينزفون* أي:
لا ينفد شرابهم، لأنّه قد تقدّم أنّهم لا يصيبهم فيها الصداع، فقوله:
لا يصدعون عنها [الواقعة/ 19] كتأويل قوله في الصّافات: لا تغتال من صحّتهم، فيصرف لا ينزفون في الصافّات إلى أنّه لا ينفد شرابهم.
وأمّا من قرأ: ولا ينزفون في الموضعين، فإنّه أراد: لا يسكرون، وهو مثل لا يضربون وليس يفعلون من أفعل، ألا ترى أنّ أنزف الذي معناه سكر وأنزف الذي يراد به نفد شرابه لا يتعدى واحد منهما إلى المفعول به، وإذا لم يتعدّ إلى المفعول به لم يجز أن يبنى له، فإذا لم يجز ذلك علمت أن ينزفون من نزف وهو منزوف إذا سكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/55]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون}
قرأ حمزة والكسائيّ {ولا هم عنها ينزفون} بكسر الزّاي من أنزف ينزف إذا سكر ويجوز أن يكون من أنزف إذا أنفد شرابه فقوله {ينزفون} أي لا يسكرون من شربها ويجوز أن يراد لا ينفد شرابهم كما ينفد شراب أهل الدّنيا وإذا كان معنى {لا فيها غول} لا تغتال عقولهم حمل قوله لا {ينزفون} على لا ينفد شرابهم لأنّك إن حملته على أنهم لا يسكرون صرت كأنّك كررت يسكرون مرّتين وإن حملت {لا فيها غول} على لا تغتال صحتهم ولا
[حجة القراءات: 608]
تصيبهم عنها العلل الّتي تحدث من شربه في الدّنيا حملت {ينزفون} على أنهم لا يسكرون
وقرأ الباقون {ينزفون} بفتح الزّاي أي لا تذهب عقولهم لشربها يقال نزف الرجل إذا ذهب عقله ويقال للسكران نزيف). [حجة القراءات: 609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {يُنزفون} قرأه حمزة والكسائي بكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتحها، وقرأ الكوفيون بكسر الزاي في الواقعة، وفتحها الباقون.
وحجة من كسر أنه جعله من «أنزف ينزف» إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابه، فالمعنى: ولا هم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفد شراب الدنيا، فالمعنى الأول من نفاد العقل، والثاني من نفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب؛ لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله: {لا فيها غول} أي: لا تغتال عقولهم فتذهبها، فلو حمل «ينزفون» على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحمله على معنيين أولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر، كما جاء في هذه السورة.
11- وحجة من فتح الزاي في الموضعين أنه جعله من «نزف» إذا سكر، ورده إلى ما لم يسم فاعله، لغة مشهورة فيه، وإن كان لا يتعدى في الأصل، ولم يستعمل «نزف» إذا سكر، إنما استعمل بالضم، على لفظ ما لم يسم فاعله، وهي أفعال معروفة، أتت على لفظ ما لم يسم فاعله، ولم تأت على لفظ ما سمي فاعله، فالمعنى: ولا هم عن خمر الجنة يسكرون، يقال: نزف الرجل، إذا سكر، ويجوز أن يكون من «أنزف» رده إلى ما لم يسم فاعله، ويضمر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/224]
المصدر ويقيمه مقام الفاعل فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذا الوجه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/225]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزِفُونَ} [آية/ 47] بكسر الزاي وضم الياء:
قرأها حمزة والكسائي، وتابعهما عاصمٌ في الواقعة.
والوجه أنه جوز أن يكون المعنى: لا يَسْكَرون، يُقال أنزف الرجل إذا سَكِرَ، وأصل الكلمة من النفاد أي صار ذا نفادٍ من عقله.
[الموضح: 1088]
ويجوز أن يكون المعنى لا ينفدُ شرابُهم، وهو من أنزف إذا نَفِد شرابه، وهو من الصيرورة ايضًا أي صار ذا نفاذٍ لشرابه.
وقرأ الباقون {يُنْزَفُونَ} بفتح الزاي في السورتين، والياء مضمومة في القراءتين.
والوجه أن معناه لا يسكرون، يقال نُزف الرجل وهو منزوفٌ ونزيفٌ، إذا سَكِرَ، وهو من نزفت البئر إذا استخرجت ماءها؛ لأن السكران قد استخرج عقله). [الموضح: 1089]

قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)}
قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس