عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (1) إلى الآية (2) ]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)}

قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى)
قرأ حمزة والكسائي (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) بغير ألفٍ.
وقرأ الباقون (سكارى وما هم بسكارى).
قال أبو منصور: قال الفراء: من قرأ (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) بغير ألف فله وجهٌ جيّد في العربية لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى وليس هو بمنزلة النّشوان والنشاوى.
قال: والعرب تذهب ب (فاعل) و(فعيل) إذا كان صاحبه (مخالطا) كالمريض والصريع والجريح فيجمعونه على (فعلى)، فجعلوا (فعلى) علامةً لجمع كل ذي زمانةٍ وضررٍ وهلاك ولا يبالون أكان واحده (فاعلا) أو (فعيلاً) أو (فعلان) فاختير (سكرى) بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه.
كما قيل: موتى - ولو قيل: (سكرى) على أن الجمع يقع عليه التأنيث، فيكون كالواحدة، كان وجهًا.
كما قال اللّه جلّ وعزّ: (وللّه الأسماء الحسنى) و(القرون الأولى).
[معاني القراءات وعللها: 2/175]
ومن قال: (سكارى وما هم بسكارى) فهو الشرط ما كان جمعًا لـ (فعلان)، كما يقال: رجل أشرار، وقوم أشارى، وغضبان وقوقٌ غضاب" وعطشان وقوم عطاشى.
قال: ويجوز (فعالى) في موضع (فعالى)، إلا أن القراءة سنة لا تتعدى)، وإن جاز في الكلام والتفسير: أنك ترى الناس سكارى من العذاب والخوف يوم القيامة، وما هم بسكارى من الشراب، ويدل على ذلك قوله (ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ) ). [معاني القراءات وعللها: 2/176]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} [2] قرأ حمزة، والكسائي {وما هم بسكرى} بغير ألف على (فعلى). وقرأ الباقون: {سكارى} على (فعالى) وهما جميعًا جمعان لسكران وسكرانة.
وقال أبو زيد: هما لغتان، تقول العرب: مريض، ومراضي، ومريض ومرضي.
فحجة من اختار {سكرى}. قال: لأن السكرافة داخلة على الإنسان كالمرض والهلاك. فقالوا: سكرى مثل هلكى. ومن قرأ: {سكارى} بألف فحجته ما حدثني ابن مجاه قال: حدثنا الرمادي قال: حدثنا الحسن ابن بشر عن الحكم عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ: {سكارى وما هم بسكارى}.
فإن سأل سائل فقال: إخبار الله تعالى لا يقع فيه خلاف فلم قال {وترى الناس سكارى}، فأوجب ثم قال: {وما هم بسكارى} فنفي؟
فالجواب في ذلك: أن تأويله: وترى الناس سكارى خوفًا من العذاب، وهول المطلع وما هم بسكارى من الشراب.
وقرأ أبو هريرة، وأبو زرعة بن عمرو بن حزم، وعلى: {وترى الناس} بضم التاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/72]
وقرأ أبو نهيك: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} بفتح السين بالألف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/73]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: سكارى [الحج/ 2] في ضم السين وإثبات الألف وفتح السين وإسقاط الألف.
فقرأ حمزة والكسائي: (وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى) بغير ألف فيهما والسين مفتوحة.
وقرأ الباقون: سكارى وما هم بسكارى بضم السين فيها [و] بالألف.
حجة من قال: (سكرى) أن سيبويه قال: قد قالوا: رجل سكران، وقوم سكرى، قال: وذلك أنهم جعلوه كالمرضى، قال:
وقالوا: رجال روبى، جعلوه بمنزلة سكرى، والرّوبى: الذين قد استثقلوا نوما فشبّهوه بالسكران. انتهى كلام سيبويه.
ويجوز أن يجمع سكران على سكرى من وجه آخر. وهو أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/266]
سيبويه حكى رجل سكر، وقد جمعوا هذا البناء على فعلى، فقالوا:
هرم وهرمى وزمن وزمنى وضمن وضمنى، لأنه من باب الأدواء والأمراض التي يصاب بها، ففعلى من هذا الجمع وإن كان كعطشى فليس يراد بها المفرد، إنما يراد بها تأنيث الجمع كما أن الباضعة، والطائعة، وإن كان على لفظ الضاربة والقائمة، فإنما هو لتأنيث الجمع دون تأنيث الواحد من المؤنث.
وحجة من قال: (سكارى) أنه لفظ يختص به الجمع وليس بمشترك للجمع والواحد كقولهم: سكرى. ونظيره قولهم: أسارى وكسالى، فجاء الأول منه مضموما وإن كان الأكثر من هذا الجمع مفتوح الأول نحو: حذارى وحباطى وجباجى، كما جاء نحو: تؤام وظؤار وثناء ورحال مضمومة الأوائل، وإن كان الأكثر من ذلك مكسورا نحو: سقام ومراض وظراف). [الحجة للقراء السبعة: 5/267]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج والحسن، بخلاف: [وَتَرَى النَّاسَ سُكُرَى وَمَا هُمْ بِسُكُرَى]. ورُوِّينا عن أبي زرعة أنه قرأها أيضا: [سُكْرى] بضم السين والكاف ساكنة. كما رواه ابن مجاهد عن الحسن والأعرج.
قال أبو الفتح: يقال رجل سَكْرَان وامرأة سَكْرَى، كغَضْبَان وغَضْبَى. وقد قال بعضهم: سَكْرَانة، كما قال بعضهم: غَضْبَانة، والأول أقوى وأفصح. فأما في الجميع فيقال: سَكَارَى بفتح السين، وسُكَارَى بضمها، وسَكْرَى كصَرْعَى وجَرْحَى. وذلك لأن السُكْرَ علةٌ لَحِقَت عقولهم، كما أن الصرع علة لحقت أجسامهم. وفَعْلَى في التكسير مما يختص به المبتلون، كالمرضى، والسقمى، والموتى، والهلكى. وبكل قد قرأ الناس فأما [سَكارَى]، بفتح السين فتكسير لا محالة وكأنه منحرف به عن سَكارِين، كما قالوا: ندمان وندامى، وكان أصله نَدامِين، وكما قالوا في الاسم: حومانة وحَوَامِين، ثم إنهم أبدلوا النون ياء. فصارت في التقدير سَكَارِيّ، كما قالوا إنسان وأَنَاسِيّ، وأصله أناسِين، فأبدلوا النون ياء، وأدغموا فيها ياء فعالِيل. فلما صار "سكاريّ" حذفوا إحدى الياءين تخفيفا فصار [سَكارِي]، ثم أبدلوا من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا؛ فصار [سَكارَى]، كما قالوا في مدار وصحار ومعاي: مَدارَى وصَحارَى ومَعايا.
[المحتسب: 2/72]
ويدل على أنه قد كان في الأصل أن يقال في تكسير سكران: سَكارِين بالنون ما أنشده الفراء:
إنْ يهبِطِ الضبُّ أرضَ النونِ ينصُرُهُ ... يهلِكْ ويعْلُ عليْهِ الماءُ والطينُ
أو يهبِطِ النونُ أرضَ الضبِّ ينصُرُهُ ... يهلِكْ ويأكُلُهُ قومٌ غَراثِينُ
فهذا تكسير غَرْثَان، ومؤنثه غَرْثَى. أخبرنا أبو علي عن الفراء يقول الشاعر:
مَمْكُورَةٌ غَرْثَى الوشاح السالِسِ ... تضحَكُ عنْ ذِي أُشُرٍ عُضَارس
وأما {سُكارى} بالضم في السين فظاهره أن يكون اسما مفردا غير مكسّر كَجُمادَى وحُمَادَى وسُمانَى وسُلَامَى.ُ
وقد يجوز أن يكون مكسَّرًا مما جاء على فُعَال: كالظُّؤار، والعُرَاق، والرُّخال، والثُّناء، والتؤام، والرباب، إلا أنه أنَّثّ بالألف كما أنَّثّ بالهاء في قولهم: النُّقاوة. قال أبو علي: وهو جمع نِقْوَة، وأنَّثّ كما أنَّثّ فِعَال في نحو: حِجَارة، وذِكَارَة وعِيَارَة.
[المحتسب: 2/73]
وأما [سُكْرَى]، بضم السين فاسم مفرد على فُعْلى، كالحُبْلَى: والبُشْرَى. وبهذا أفتاني أبو علي، وقد سألته عن هذا). [المحتسب: 2/74]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى}
قرأ حمزة الكسائي (وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى) وحجتهما أن فعلى جمع كل ذي ضرر مثل مريض ومرضى وجريح وجرحى والعرب تذهب ب فاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع فيجمعونه على فعلى وجعلوا ذلك علامة لجمع كل ذي زمانة وضرر وهلاك لا يبالون إن كان واحده فاعلا أو فعيلا أو فعلا واعلم أن السكرى داخل على الإنسان كالمرض والهلاك فقالوا سكرى مثل هلكى قال الفراء فكأن واحدهم سكر مثل زمن وزمنى أو ساكر مثل هالك وهلكى
وقرأ الباقون {سكارى} بالألف فيهما وهو جمع سكران وحجتهم أن باب فعلان يجمع على فعالى لإجماعهم على قوله {قاموا كسالى} جمع كسلان وكذلك سكران جمعه سكارى ويقوّي هذا إجماعهم على قوله {وأنتم سكارى} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى). [حجة القراءات: 472]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {سكارى وما هم بسكارى} قرأه حمزة والكسائي بفتح السين، من غير ألف، على وزن «فَعلى» كصرعى، وقرأ الباقون بضم السين، وبألف بعد الكاف، على وزن «فُعالى» ككُسالى.
وحجة من قرأ بغير ألف أنها لغة في جمع «سكران» حكى سيبويه: قوم سكرى، قال: جعلوه كالمرض، كأنهم شبهوه به، كما كان أمرًا دخل عليهم في أجسامهم، وقد قيل: إنه يجوز أن يكون «سكرى» جمع سَكِر، حكى سيبويه: رجل سكر، فيكون سكرى جمع سَكِر، كهَرِم وهرمى، زَمِن وزَمنى، فيكون التأنيث في «سَكرى» على هذا التأنيث للجمع، ليس كالتأنيث في امرأة سَكرى.
2- وحجة من أثبت الألف أنه أتى به على لفظ لا يشبه الواحد، وهو الأصل في جمع سكران، ككسلان وكسالى، وقد تقدم ذكر الإمالة فيه وفي غيره، والحجة في ذلك، و«سكارى» هو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/116]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {سَكرَى وَمَا هُم بِسَكَرَى}[آية/ 2] بفتح السين، بغير ألف فيهما:
قرأهما حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع لسكران، مجرى على قياس الأدواء والمكاره، كما قالوا مرضى وزمنى وهلكى، ولم ينظروا إلى صيغ الآحاد، وقالوا في مثله: هم روبى، وهم الذين استثقلوا نومًا، شبهوا النائم بالسكران، فإنهم يشبهون الشيء بالشيء فيجمعونه مثل جمعه، فسكرى على هذا القياس.
ويجوز أن يكون على قياس فعلٍ وفعلى، مثل هرمٍ وهرمى وضمن وضمنى وزمنٍ وزمنى، فقد حكى سيبويه: رجل سكر على فعلٍ، فلهذا جمعوه على سكرى.
ويجوز أن يكون {سَكرَى}صيغة تأنيث لسكران كعطشى في مؤنث عطشان، بنوها على التأنيث لأجل تأنيث الجمع.
وقرأ الباقون {سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى}بضم السين وبالألف فيهما.
[الموضح: 872]
والوجه أنه جمع سكران، وقد جاء جمع فعلان على فعالى بضم الفاء، ككسلان وكسالى، وهو بناء يختص الجمع، لكن الأكثر منه مفتوح الفاء، كحذارى وحباطى. وقد حكي في هذه الكلمة: سكارى بفتح الأول). [الموضح: 873]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس