عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (144) إلى الآية (147) ]

{ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي اصطفيتك... (144).
فتح الياء ابن كثير وأبو عمرو، وأسكنها نافع وغيره.
ولم يسكن نافع ياء إضافة يليها ألف وصلٍ إلا في ثلاثة مواضع: (إنّي اصطفيتك)، وفي طه (أخي اشدد)، وفي الفرقان "يا ليتني اتّخذت) ). [معاني القراءات وعللها: 1/424]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (35- وقوله تعالى: {برسالاتي وبكلامي} [144].
قرأ ابن كثير ونافع بالتوحيد؛ لأن الرسالة الواحدة قد يكون معها كلمات.
وقرأ الباقون بالجمع ليكون أشكل بالكلمات ويجوز أن يكون أرسله مرارًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/207]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله تعالى: برسالاتي [الأعراف/ 144].
[الحجة للقراء السبعة: 4/76]
فقرأ ابن كثير ونافع برسالتي واحدة، وقرأ الباقون برسالاتي جماعة.
الرسالة تجري مجرى المصدر، فتفرد في موضع الجمع، وإن لم يكن المصدر من «أرسل» يدلّك على أنّه جار مجراه قول الأعشى.
غزاتك بالخيل أرض العدوّ* وجذعانها كلفيظ العجم فإعماله إيّاه إعمال المصدر، يدلّك على ذلك أنّه يجري مجراه، والمصدر قد يقع لفظ الواحد منه، والمراد به الكثرة.
قال:
فقتلا بتقتيل وضربا بضربكم* جزاء العطاس لا ينام من اتّأر
[فكان المعنى على الجميع] لأنّه مرسل بضروب من الرسالة، والمصادر قد تجمع مثل الحلوم والألباب.
وقال عزّ وجل: إن أنكر الأصوات لصوت الحمير
[الحجة للقراء السبعة: 4/77]
[لقمان/ 19]، فجمع الأصوات لمّا أريد بها أجناس مختلفة صوت الحمار بعضها، وأفرد صوت الحمار، وإن كان المراد به الكثرة؛ لأنّه ضرب واحد). [الحجة للقراء السبعة: 4/78]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال يا موسى إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي}
قرأ نافع وابن كثير (إنّي اصطفيتك على النّاس برسالتي) على التّوحيد وحجته ما بعده {وبكلامي}
وقرأ الباقون {برسالاتي} على الجمع أرسله مرارًا). [حجة القراءات: 295]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (40- قوله: {برسالاتي} قرأ الحرميان بالتوحيد، وقرأ الباقون بالجمع.
وحجة من وحَّده أن «رسالة» تجري مجرى المصدر، وتعمل عمله، وإن كانت الهاء فيها، فالمصدر موحد، أبدًا إذ يدل على القليل والكثير من جنسه، وأيضًا فإن بعده «وبكلامي» وهو مصدر موحد، يُراد به أيضًا الكثرة، فجرت الرسالة، في توحيد لفظها، على مثل توحيد الكلام.
41- وحجة من جمع أنه لما كان موسى صلى الله عليه وسلم أرسل بضروب من الرسالات، فاختلفت أنواعها، فجمع المصدر، لاختلاف أنواعه، كما قال: {إن أنكر الأصوات} «لقمان 19» والأصوات جمع صوت، وصوت مصدر، فجمع لاختلاف أجناس الأصوات، واختلاف المصوتين، ووحّد في قوله: {لصوت} لما أراد به جنسًا واحدًا من الأصوات). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/476]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (35- {بِرِسَالتِي} [آية/ 144] على الواحد:
قرأها ابن كثير ونافع ويعقوب- ح-.
والوجه أنه اسم يجري مجرى المصدر، والمصدر يُفرد في موضع الجمع؛ لن المصادر لا تثنى ولا تجمع لكونها جنسًا، فلما كانت الرسالة تجري مجرى المصدر عوملت معاملة المصدر، كما قال الأعشى:
38- غزاتك بالخيل أرض العدو = وجذعانها كلفيظ العجم
[الموضح: 553]
فأعمل غزاة عمل المصدر فنصب: أرض العدو.
وقرأ الباقون {بِرِسَالاتِي} على الجمع.
والوجه أن المصدر قد يجمع إذا اختلفت أنواعه، والرسول يرسل بأنواع من الرسالات، فلهذا جمع، وهذا كما جمعت الحلوم والعلوم، وقال الله تعالى {إنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ} فجمع الصوت وهو مصدر لما اختلفت أنواعه.
ويجوز أن يكون جمعت الرسالة؛ لأنها ليست بمصدر محضٍ، بل هي اسم فجمعت كما تُجمع الأسماء). [الموضح: 554]

قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن أيضًا: [سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ].
قال أبو الفتح: ظاهر هذه القراءة مردود؛ لأنه سأُفْعِلُكم من رأيتُ، وأصله: سَأُرْئِيكُم، ثم خففت الهمزة بحذفها وإلقاء حركتها على الراء، فصارت سأُريكم. قالوا: وإذن لا وجه لها، ونحو من هذا قراءته أيضًا: [ولا أَدْرَأْتُكُم به]، إلا أن له وجهًا ما، هو أن يكون أراد: [سأُرِيكم] ثم أشبع ضمة الهمزة فأنشأ عنها واوًا، فصارت [سَأُورِيكم].
وقد جاء من هذا الإشباع الذي تنشأ عنه الحروف شيء صالح نثرًا ونظمًا، فمن المنثور قولهم: بينا زيد قائم جاء عمرو، إنما يراد بين أوقات زيد قائم جاء فلان، فأشبع الفتحة فأنشأ عنها ألفًا. ومثله قول عنترة:
يَنْبَاع من ذِفْرَى غَضوب جسرة
أراد: ينبع، فأشبع فتحة الباء فنشأت عنها ألف كما ترى، على هذا حمله لنا أبو علي سنة إحدى وأربعين، وقد قال الأصمعي مع ذلك يقال: انباع الشجاع ينباع انبياعًا إذا انخرط ماضيًا من الصف.
وأخبرنا أبو علي عن أحمد بن يحيى أنه قال: يقال: جِيء به من حيثُ ولَيْسا.
ورَوى الفراءُ عن بعضهم أنه سمعه يقول: أكلت لحما شاة، وهو يريد: لحم شاة، فأشبع الفتحة فأنشأ عنها ألفًا، وهو اعتراض بين المضاف والمضاف إليه علي ضيق الوقت وقصره بينهما. ومنه المسموع عنهم في الصياريف والدراهيم، وأنشدنا أبو علي:
[المحتسب: 1/258]
وأنني حيثما يسري الهوى بصري ... من حَوْثُما سلكوا أثنى فأَنظور
يريد: فأنظره، فأشبع الضمة فأنشأ عنها واوًا، هكذا رواه أبو علي يسري من سريت، ورواه ابن الأعرابي: يشري -بالشين معجمة- أي: يُقلق ويحرك الهوى بصري، وما أحسن هذه الرواية وأطرفها! وأنشد غيرهما:
عَيْطاء جَمَّاء العِظَام عُطْبولْ ... كأَن في أنيابها القَرَنْفولْ
يريد: القَرَنْفُل، فإذا جاز هذا ونحوه نظمًا ونثرًا ساغ أيضًا أن يُتأول لقراءة الحسن: [سأُورِيكُمْ]، أراد: سأُرِيكم وأشبع ضمة الهمزة فأنشأ عنها واوًا، وهو أبو سعيد، والمأثور من فصاحته ومتعالَم قوة إعرابه وعربيته! فهذا مع ما فيه من نظائره أمثل من أن يُتلقي بالرد صِرفًا غير منظور له ولا مسعيٍّ في إقامته. وزاد في احتمال الواو في هذا الموضع أنه موضع وعيد وإغلاظ، فمُكن الصوت فيه وزاد إشباعه واعتماده، فأُلحقت الواو فيه لما ذكرنا). [المحتسب: 1/259]

قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإن يروا سبيل الرّشد... (146).
قرأ حمزة والكسائي (الرّشد) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون (الرّشد) بضم الراء خفيفًا.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب في الكهف (ممّا علّمت رشدًا (66). بفتح الراء والشين.
[معاني القراءات وعللها: 1/422]
وروى أحمد بن يوسف التغلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر (ممّا علّمت رشدًا) بضم الراء والشين.
قال: وقرأت على ابن أخرم (رشدًا)) ساكنة الشين مثل الباقين.
قال أبو منصور: هي لغات معروفة، والرُّشْد والرَّشَد والرُّشُد معناها واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/423]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سأصرف عن آياتي الّذين يتكبّرون في الأرض... (146).
أسكنها ابن عامر وحمزة، وحركها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/424]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (34- وقوله تعالى: {وإن يروا سبيل الرشد} [146].
قرأ حمزة والكسائي: {الرشد} بفتح الراء والشين.
وقرأ الباقون بضم الراء وجزم الشين {سبيل الرشد}.
فقال قوم: هما لغتان مثل السقم والحزن والحزن، وقال
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/205]
أبو عمرو: الرشد: الصلاح. والرشد: في الدين فلذلك كان يقرأ التي في الكهف {رشدا}.
وقال أبو عبيد: الاختيار: الرشد بالضم والإسكان لأن القراء أجمعوا على قوله: {فإن ءانستم منهم رشدًا} فهذا مثله.
قال أبو عبيد: الاختيار: الرشد بالضم والإسكان لأن القراء أجمعوا على قوله: {فإن ءانستم منهم رشدا} فهذا مثله.
قال أبو عبد الله رضي الله عنه: وكذلك: {قد تبين الرشد من الغي} والغي: هاهنا الضلال يقال غوي الرجل يغوي: إذا صار من أهل الغي. والغواية: الضلالة. وأما غوى بكسر الواو يغوي غوى فشيئان:
يقال في السخلة إذا بشمت من كثرة الشرب للبن، وإذا هزلت من قلة الشرب، وينشد:
معطفة الأثناء ليس فصيلها = برازئها درا ولاميت غوى
الدر: اللبن، ومن ذلك قولهم: لله درك، أي: لله صالح عملك، وذلك أن العرب كانت تفتض الكرش لشرب مائه وتفصد العرق لتشرب الدم فكان أفضل ما يشربون اللبن وهو الدرة فأما قوله: {لا يتخذوه سبيلا} [146] فإن أبيا قرأ {لا يتخذوها} فالهاء في كلا القراءتين تعود على السبيل؛ لأن العرب تذكر السبيل وتؤنثه، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي} وقال في موضع آخر: {قصد السبيل ومنها جائر} فأما ابن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/206]
عامر فإنه قرأ في الكهف {رشدا} بضمتين أتبع الضم الضم كما قرأ أيضًا: {وأقرب رحما} وكما قرأ عيسى بن عمر: {أليس الصبح بقريب} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/207]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله [جلّ وعزّ]: وإن يروا سبيل الرشد [الأعراف/ 146].
فقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر سبيل الرشد بضم الراء خفيفة.
وقرأ حمزة والكسائيّ: سبيل الرشد مثقّلة بفتح الراء والشين.
وقرأ ابن كثير ونافع وحمزة والكسائيّ في الكهف: مما علمت رشدا [الآية/ 66] مضمومة الراء خفيفة.
وقرأ أبو عمرو رشدا* مفتوحة الراء خفيفة.
وقرأ ابن عامر رشدا* مضمومة الراء والشين ثقيلة.
هكذا في كتابي عن ابن ذكوان رشدا* بضم الراء والشين.
ورأيت في رواية غيره رشدا* خفيفة الشين موقوفة أخبرني بذلك أحمد بن يوسف [التغلبي] عن عبد الله بن ذكوان عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عنه.
وروى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر رشدا بضم الراء موقوفة الشين خفيفة.
[الحجة للقراء السبعة: 4/78]
قال أبو علي: الرشد، والرّشد؛ حكي أنّ أبا عمرو فرّق بينهما، فقال الرّشد: الصلاح، والرّشد: الدين، مثل قوله مما علمت رشدا [الكهف/ 66].
قال [أبو علي]: وقد جاء: فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا [الجن/ 14]، فهذا في الدين وكذلك: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا [الكهف/ 66]، وهيئ لنا من أمرنا رشدا [الكهف/ 10]؛ فهذا كله في الدين، وهذه التي في الأعراف يجوز أن يكون يعني به الدين. كأنّ المعنى: وإن يروا سبيل الخير زاغوا عنه، وعدلوا فلم يتخذوه سبيلا، أي لم يأخذوا به. وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا، ألا تراه يقول: ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا، ومقابلته بالغيّ يدلّ على الضلالة والزيغ عن طريق الدين والهدى.
وقال: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين [الحجر/ 42]، والتي في سورة النساء في قوله: فإن آنستم منهم رشدا، فادفعوا إليهم أموالهم [الآية/ 6] فمن إصلاح المال والحفظ له، وقد جاء الرّشد في غير الدين. قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/79]
حنّت إلى نعم الدّهنا فقلت لها... أمّي هلالا على التوفيق
والرّشد ويدلّ على تقوية قول أبي عمرو في فصله بين الرّشد والرّشد، وأنّه ليس بلغتين على حدّ العجم والعجم، والعرب والعرب، ونحو ذلك: أن سيبويه قال: بعضهم يقول: البخل كالفقر، والبخل كالفقر، وبعضهم يقول: البخل كالكرم، فلم يحمل البخل والبخل على مثال: العجم والعجم والثّكل والثّكل، وكذلك الرّشد والرّشد). [الحجة للقراء السبعة: 4/80]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا}
قرأ حمزة والكسائيّ {الرشد} بفتح الرّاء والشين وقرأ الباقون بضم الرّاء وسكون الشين وهما لغتان مثل السقم والسقم والحزن
[حجة القراءات: 295]
والحزن قال أبو عمرو سبيل الرشد أي الصّلاح وتصديقها قوله {فإن آنستم منهم رشدا} والرشد في الدّين فلذلك قرأ في الكهف {ممّا علمت رشدا} ). [حجة القراءات: 296]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (42- قوله: {الرشد} قرأه حمزة والكسائي بفتح الراء والشين، وقرأ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/476]
الباقون بضم الراء وإسكان الشين، وقرأ أبو عمرو في الكهف «رشدا» بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين، وهما لغتان في الصلاح والدين، وقد قيل: إن من فتح الراء والشين أراد به الدين لأن قبله ذكر الغي، والدين ضد الغي، وقد أجمعوا على الفتح في قوله: {تحرَّوا رشدا} «الجن 14» أي: دينا، ومثله: {وهيئ لنا من أمرنا رشدا} «الكهف 10»، أي: دينًا، ومن ضم الراء أراد الصلاح، كذا حكى أبو عمرو في الفتح والضم، والمعنيان متقاربان، لأن الدين الصلاح، والصلاح هو الدين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/477]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (36- {سَبِيلَ الرُّشْدِ} [آية/ 146] مفتوحة الراء والشين:
قرأها حمزة والكسائي، وقرأ أبو عمرو ويعقوب في سورة الكهف {رَشَدًا} بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون {رُشَدًا} بضم الراء وإسكان الشين في السورتين.
والوجه أنهما لغتان رشد ورشد، كما تقول بخل وبخل وشغل وشغل، وقال أبو عمرو: الرشد بضم الراء وإسكان الشين: الدين، والرشد بفتحتين: الصلاح). [الموضح: 554]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس