عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 09:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (160) إلى الآية (163) ]
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}


قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فله عشر أمثالها... (160).
قرأ الحضرمي وحده (عشرٌ أمثالها) منونا بالرفع، وقرأ الباقون (عشر أمثالها) مضافا.
قال أبو منصور: من قرأ (عشرٌ) أراد: فله حسنات عشرٌ أمثال الحسنة التي جاء بها، ومن قرأ (عشر أمثالها) أراد: فله عشر أمثال تلك الحسنة، والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/397]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (70- {فَلَهُ عَشْرُ} منونة {أَمْثَالِهَا} رفع [آية/ 160]:-
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن المراد: فله حسنات عشر أمثال الحسنات التي جاء بها، فقوله {أَمْثَالِهَا} صفة لقوله {عَشْرُ}، و{عَشْرُ} مبتدأ و{لَهُ} خبره، و{أَمْثَالِهَا} وإن كانت مضافة إلى معرفة فإنها نكرة، فلهذا جاز أن تكون صفة لعشر؛ لأن مثلاً وغيرًا وشبهًا لا تتعرف وإن كانت مضافات إلى المعارف، لأن واحدًا منها لا يقع على مخصوص.
وقرأ الباقون {عَشْرُ أَمْثَالِهَا} بإضافة {عَشْرُ} إلى الأمثال، وإنما قال {عَشْرُ} أمثالها، ولم يقل عشرة أمثالها، لأنها مضافة إلى المؤنث؛ ولأن أمثال الحسنات حسنات، فلذلك أنث العشر، فكأنه قال عشر حسنات، وهذا كما تقول: ذهبت بعض أصابعه، لأن بعض الأصابع أصبع، وهي مؤنثة، قال:
35- إذا بعض السنين تعرفتنا = كفى الأيتام فقد أبي اليتيم
[الموضح: 516]
لأن بعض السنين سنة). [الموضح: 517]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هداني ربّي إلى صراطٍ مستقيمٍ... (161)
فتح الياء نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/397]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله. جلّ وعزّ: (دينًا قيمًا... (161).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والحضرمي (دينًا قيّمًا) مفتوحة القاف مشددة الياء، وقرأ الباقون (قيمًا) بكسر القاف خفيفة الياء.
[معاني القراءات وعللها: 1/397]
قال أبو منصور: من قرأ (قيّمًا) فالمعنى: دينا مستقيما، ومن قرأ (قيمًا) فهو مصدر كالصغر والكبر، وإنما قال (قيمًا) ولم يقل: قوما كما قال الله جلّ وعزّ (لا يبغون عنها حولًا) لأن (قيم) بني على قام قيما، فلما اعتل (قام) وكان في الأصل قوم أو قوم قرّ له قيما.
وأما (حول) فإنه لم يكن على (فعل)، قد اعتل فترك على أصله ونصب قوله (دينًا قيمًا) على المعنى؛ لأنه لما قال جلّ وعزّ (هداني ربّي إلى صراطٍ مستقيمٍ) دل على عرفني (دينًا قيمًا) ). [معاني القراءات وعللها: 1/398]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (59- وقوله تعالى: {دينا قيما} [161].
قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع {قيما} مشددًا فحجتهم {وذلك دين القيمة}.
وقرأ الباقون {قيما} بكسر القاف والتخفيف جمع قيمة وقيم ثمل حيلة وحيل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/174]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ دينا قيما [الأنعام/ 161].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: دينا قيما مفتوحة القاف مشدّدة الياء.
وقرأ عاصم وابن عامر، وحمزة والكسائي دينا قيما مكسورة القاف خفيفة الياء..
حجة من قرأ: دينا قيما قوله: وذلك دين القيمة [البينة/ 5]، كأنه دين الملة القيّمة، فعلى هذا يكون وصفا للدّين، إذا كانت نكرة كما كان وصفا للملّة، لأنّ الملّة هي الدين، وزعموا أنه في قراءة أبيّ وهذا صراطي... دينا قيما.
قال أبو الحسن: قال أهل المدينة: دينا قيما وهي حسنة، ولم نسمعها من العرب، قال: وهي في معنى المستقيم.
فأما قيما* فهو مصدر كالشّيع، ولم يصحّح كما صحّح عوض، وحول، وقد كان القياس، ولكنه شذّ عن القياس، كما شذّ أشياء من نحوه عن القياس نحو: ثيرة،
[الحجة للقراء السبعة: 3/439]
ونحو قولهم: جياد في جمع جواد، وكان القياس الواو، كما قالوا: طويل وطوال، قال الأعشى:
جيادك في الصّيف في نعمة... تصان الجلال وتنطى الشعيرا
فأما انتصاب دينا، فيحتمل نصبه ثلاثة أضرب:
أحدها: أنه لما قال: قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم [الأنعام/ 161]، استغني بجري ذكر الفعل عن ذكره فقال: دينا قيما، أي: هداني دينا قيما، كما قال: اهدنا الصراط المستقيم. وإن شئت نصبته على: اعرفوا، لأن هدايتهم إليه تعريف، فحمله على: اعرفوا دينا قيما. وإن شئت حملته على الاتّباع كأنه قال: اتّبعوا دينا قيما، والزموه، كما قال: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم [الزمر/ 55] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/440]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({دينا قيمًا}
قرأ ابن عامر وأهل الكوفة {دينا قيمًا} بكسر القاف أي مستقيمًا
[حجة القراءات: 278]
ما
قال الزّجاج قيم مصدر كالصغر والكبر إلّا أنه لم يقل قوما مثل {لا يبغون عنها حولا} لأن قيمًا من قولك قام قياما والأصل قوم فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار قام فلمّا اعتل الفعل اعتللمصدر فقيل قيم
وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {وذلك دين القيمة} و{فيها كتب قيمة} قال الفراء في هذه الكلمة لغات للعرب تقول هذا قيام أهله وقوام أهله وقيم أهله وقيم أهله). [حجة القراءات: 279]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (92- قوله: {دينًا قيمًا} قرأه الكوفيون وابن عامر بكسر القاف، والتخفيف، وفتح الياء، وقرأ الباقون بفتح القاف، وكسر الياء، والتشديد.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/458]
وحجة من كسر القاف وخفف أنه جعله مصدرًا كالشبع، وكان القياس ألا يعله كما يعل «عوضًا» و«حولا» فعلته خارجة عن القياس، وأصل الياء فيه واو، وقد فعلوا ذلك في «ثيرة وجياد» جمع ثور وجواد، فأعلوا، فكان القياس أن لا يُعل كما قالوا: طوال، فلم يعلوا، وقد ذكرنا، نصب «دينا» في تفسير مشكل الإعراب.
93- وحجة من قرأ بفتح القاف مشددا، مكسور الياء، أنه جعله صفة للذين وهو «فيعل» من «قام» بالأمر، فأصله «قيوم» ثم أدغمت الياء في الواو كميت، ومعنى «قيم» مستقيم، أي: دينًا مستقيمًا لا عوج فيه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/459]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (71- {دِينًا قِيَمًا} [آية/ 161] فتح القاف وكسر الياء مشددة:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن المعنى: دينا مستقيما، والقيم هو المستقيم، قال الله تعالي {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} أي دين الملة القيمة، وهو فعل من قام.
وقرأ الباقون {قِيَمًا} بكسر القاف وفتح الياء مخففة.
والوجه أنه مصدر كالشبع وكالصغار والكبر، وهو صفة للدين، وكما وصف بالمصدر في قوله رجل زور وصوم، والقياس تصحيحه كما صح عوض وحول، فيقتضي القياس في هذا أيضًا أن يقال قوم، ولكنه شذ عن القياس، ومما يتمسك به فيه أن يقال إنه لما كان مصدرًا من قام، وأصل قام قوم، فأعل بقلبه ألفًا، أعل المصدر أيضًا بإعلال الفعل كالقيام.
وانتصاب قوله {دِينًا} على أنه بدل من موضع {إِلَى صِرَاطٍ}، كأنه قال: هداني دينًا قيمًا، وهو بدل من المفعول به، ويجوز أن يكون على إضمار فعل ناصب، كأنه قال: اعرفوا أو اتبعوا دينًا قيمًا). [الموضح: 517]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومحياي... (162).
أرسل الياء في (محياي) نافع، وفتحها الباقون، وروى ورشٌ عن نافع أنه فتح الياء من (محياي) بعدما أسكنها). [معاني القراءات وعللها: 1/398]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومماتي للّه... (162).
فتح نافع وحده، وأرسلها الباقون.
[معاني القراءات وعللها: 1/398]
قال أبو منصور: أما ما روي عن نافع أنه أرسل الياء من (محياي) فهو غير سائغ في اللغة، ولا جائز عند النحويين؛ لأن هذه الياء يسكن إذا تحرك ما قبلها، فإذا سكن ما قبلها لم يجز إسكانها، والقراءة هي التي اجتمع القراء عليها، ورجع نافع إليها (محياي)، ولا يجوز عندي غيرها.
وأما قوله (ومماتي) بسكون الياء فهو جائز؛ لأن التاء قبل الياء متحرك، وإن فتحت الياء جاز، وهما لغتان). [معاني القراءات وعللها: 1/399]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (60- قوله تعالى: {ومحياي ومماتي لله} [162].
قرأ نافع وحده {ومحيايْ} ساكنًا جمع بين ساكنين، وإنما صلح، لأن الألف حرف لين، كما قرأ أبو عمرو {واللاي يئسن} وقرأ الباقون {ومحياي} مثل هداي، وهو الاختيار، ففتح الياء على أصلها؛ لئلا يلتقي ساكنان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/174]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: محياي [الأنعام/ 162]، محرّكة الياء ومماتي ساكنة الياء غير نافع، فإنه أسكن الياء في محياي ونصبها في مماتي.
إسكان الياء في محياي شاذّ عن القياس والاستعمال، فشذوذه عن القياس أن فيه التقاء ساكنين، لا يلتقيان على هذا الحد في محياي، وأما شذوذه عن الاستعمال، فإنك لا تكاد
[الحجة للقراء السبعة: 3/440]
تجده في نثر ولا نظم، ووجهها مع ما وصفنا، وبعض البغداديين، قد حكى أنه سمع، أو حكي له:
التقت حلقتا البطان بإسكان الألف مع سكون لام المعرفة، وحكى غيره: له ثلثا المال، وليس هذا مثل قوله:
حتى إذا اداركوا فيها جميعا [الأعراف/ 38] لأن هذا في المنفصل مثل دابّة في المتصل، ومثل هذا ما جوّزه يونس في قوله: اضربان زيدا، واضربنان زيدا، وسيبويه ينكر هذا من قول يونس). [الحجة للقراء السبعة: 3/441]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}
قرأ نافع {ومحياي} ساكنة الياء {ومماتي لله} بفتح الياء
وقرأ الباقون ومحياي بفتح الياء {ومماتي} ساكنة الياء وقد بيّنت في سورة البقرة). [حجة القراءات: 279]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (72- {وَمَحْيَايْ} [آية/ 162] بإسكان الياء مرسلاً:-
قرأها نافع وحده.
وهو شاذ من وجهين:
أحدهما: من حيث القياس؛ لأن فيه التقاء الساكنين على غير حده في كلامهم، والقياس يرده.
والثاني: من حيث الاستعمال؛ وذلك أنه لم يسمع في كلامهم لا في نظم ولا في نثر، على أن بعضهم قد حكى أنه روي: التقت خلقتا البطان، بإثبات الألف مع سكون لام التعريف، وحكي أيضًا: له ثلثا المال، ومثل هذه الحكايات مردودة، وما جوزه يونس من قولهم:
اضربان زيدًا، أو اضربنان زيدا، فمردود عند سيبويه.
[الموضح: 518]
ويمكن أن يقال: إن نافعة في {مَحْيَايْ} قد أجرى الوصل مجرى الوقف، وفي الوقف لا ينكر اجتماع الساكنين.
وقرأ الباقون {مَحْيَايَ} بفتح الياء.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأصل في ياءات الإضافة أن تكون متحركة؛ لأنها اسم على حرف واحد، كالتاء في قمت، والكاف في غلامك، وكون الحركة فتحة لأجل الخفة، ثم تسكن هذه الياء تخفيفًا، واستثقالاً للحركة عليها.
فأما الأصل فهو الحركة كما ذكرنا، وكذلك الكلام في جميع نظائره). [الموضح: 519]

قوله تعالى: {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس