عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 03:24 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فجعلّناها حصيداً} أي مستأصلين، والحصيد من الزرع والنبات المجذوذ من أصله وهو يقع أيضاً لفظه على لفظ الجميع من الزرع والنبات فجاء في هذه الآية على معنى الجميع، وقد يقال: حصائد الزرع، اللواتي تحصد). [مجاز القرآن: 1/277]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إنّما مثل الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض ممّا يأكل النّاس والأنعام حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لّم تغن بالأمس كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يتفكّرون}
وقال: {كماء أنزلناه} يريد: كمثل ماء.
وقال: {وازّيّنت} يريد "وتزيّنت" ولكن أدغم التاء في الزاي لقرب المخرجين فلما سكن أولها زيد فيها ألف وصل وقال: {وازّيّنت} ثقيلة "ازّيّناً" يريد المصدر وهو من "التزين" وإنما زاد الألف حين أدغم ليصل الكلام لأنه لا يبتدئ بساكن). [معاني القرآن: 2/33]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {وازينت} مدغمة، يريد: تزينت، وقد فسرنا ذلك في الإدغام.
قراءة ابن مسعود "وتزينت" بغير إدغام.
قراءة الحسن "وأزينت" يكون المصدر في القياس: إزيانًا على الأصل، وهي قراءة أبي رجاء العطاردي). [معاني القرآن لقطرب: 656]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({حصيدا}: الحصيد المستأصل). [غريب القرآن وتفسيره: 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاختلط به نبات الأرض} يريد أن الأرض أنبتت بنزول المطر فاختلط النبات بالمطر، واتصل كل واحد بصاحبه.
{حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها} أي زينتها بالنبات. وأصل الزخرف: الذهب. ثم يقال للنّقش وللنور والزهر وكل شيء زين: زخرف.
يقال: أخذت الأرض زخرفها وزخارفها: إذا زخرت بالنبات كما تزخر الأودية بالماء.
{وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها} أي [على] ما أنبتته من حب وثمر.
{كأن لم تغن بالأمس} أي كأن لم تكن عامرة بالأمس. والمغاني المنازل. واحدها مغنى. وغنيت بالمكان: إذا أقمت به). [تفسير غريب القرآن: 195]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما مثل الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض ممّا يأكل النّاس والأنعام حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصّل الآيات لقوم يتفكّرون}
{حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت} ويقرأ، وأزينت.
والزخرف كمال حسن الشيء، فمن قرأ و " وازّيّنت " فالمعنى وتزينت فأدغمت التاء في الزاي، وسكنت الزاي فاجتلبت لها ألف الوصل، ومن قرأ: {وأزينت} بالتخفيف فهو على أفعلت أي جاءت بالزينة، وازّيّنت بالتشديد أجود في العربية، لأن أزينت الأجود فيه في الكلام أزانت.
{وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها} أي قادرون على الانتفاع بها.
وقوله: {كأن لم تغن بالأمس} أي كأن لم تعمر بالأمس، والمغاني المنازل التي يعمرها الناس بالنزول بها، يقال: غنينا بمكان كذا وكذا إذا نزلوا به). [معاني القرآن: 3/14-15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام}
اختلط النبات مع المطر والمطر مع النبات
وقوله جل وعز: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها}الزخرف في اللغة كمال الحسن ومنه قيل للذهب زخرف
ثم قال جل وعز: {كأن لم تغن بالأمس} أي كأن لم تنعم
والمعنى عند أهل اللغة كأن لم تعمر
والمغاني المنازل التي يعمرها الناس وغنيت بالمنزل أقمت به وعمرته). [معاني القرآن: 3/287-288]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُخْرُفَهَا} زينتها بالنبات.
{كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} كأن لم تكن عامرة بالأمس. والمغاني: المنازل، يقال: غنينا بالمكان: أقمنا به). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 101]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَصِيدًا}: مستأصلاً). [العمدة في غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واللّه يدعو إلى دار السّلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}
السّلام: هو اللّه جلّ وعزّ - فاللّه يدعو إلى داره، وداره الجنة.
وجوز - واللّه أعلم - أن يكون دار السلام الدار التي يسلم فيها من الآفات). [معاني القرآن: 3/15]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والله يدعو إلى دار السلام}.
قال قتادة دار السلام الجنة والسلام الله عز وجل
قال أبو جعفر المعنى على هذا والله يدعو إلى داره
وإعادة الاسم إذا لم يكن مشكلا أفخم
قال أبو إسحاق ويجوز أن يكون المعنى والله أعلم يدعو إلى الدار التي يسلم فيها من الآفات). [معاني القرآن: 3/288]


رد مع اقتباس