الموضوع: ما تم تصنيفه
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م, 09:45 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

الائتلاف على القرآن وذم التنازع فيه
حديث علي رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا أبو النضر، عن شيبان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن علي، رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم» )[فضائل القرآن : ]
أثر عبد الله بن ... رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، وإياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال. ) [فضائل القرآن: ](م)

أثر عروة بن الزبير رضي الله عنهما
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا ابن أبي مريم، وحجاج، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه. ) [فضائل القرآن: ](م)
أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال لي زيد بن ثابت: القراءة سنة.
قال أبو عبيد: فقول زيد هذا يبين لك ما قلنا؛ لأنه الذي ولي نسخ المصاحف التي أجمع عليها المهاجرون والأنصار، فرأى اتباعها سنة واجبة. ومنه قول ابن عباس أيضا.
قال أبو عبيد : حدثنا هشيم , عن عكرمة , عن ابن عباس أيضا. ).[فضائل القرآن: ](م)
*حديث بن مسعود رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا حجاج، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة الزراد، عن النزال بن سبرة، عن ابن مسعود، قال: "سمعت رجلا يقرأ آية , وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الغضب، ثم قال: ((كلاكما محسن , إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك)) ".
قال: قال شعبة: وحدثني عنه مسعر، ورفعه إلى عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( فلا تختلفوا فيه)). قال: وأكثر علمي أني قد سمعته منه، ولكني أشك فيه.
حدثنا أبو النضر، عن شيبان، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله، في هذا الحديث قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده رجل أسمر، له كذا وكذا -يعني عليا رضي الله عنه-قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال علي - ولا أدري أشيء أسره إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أسمعه، أم علم الذي في نفسه، فتكلم به ؟ - قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل ما علم" ). [فضائل القرآن : ](م)


*حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: "صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، فتنحى ناس من أصحابه في بعض حجر أزواجه يقرءون القرآن، فتنازعوا في شيء منه، وأنا منتبذ عنهم، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال: ((إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض؛ ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه)) ". قال: قال عبد الله بن عمرو " فما اغتبطت نفسي بشيء اغتباطي بانتباذي عنهم , إذ لم تصبني عتبى رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
حدثني أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، قال: حدثني عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، أن عبد الله بن عمرو، قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست ناحية..." ، ثم ذكر مثل حديث ابن كثير عن الأوزاعي.
حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عمن لا نتهم، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك.
حدثني ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ذلك). [فضائل القرآن : ](م)

*حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قد اختلفا في آية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)) ). [فضائل القرآن : ]
*حديث أبو جهيم الأنصاري رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيد مولى ابن الحضرمي، أو بسر بن سعيد، عن أبي جهيم الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)) ). [فضائل القرآن : ]
*حديث أبو هريرة رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مراء في القرآن كفر)) ). [فضائل القرآن : ]

*حديث جندب بن عبد الله رحمه الله:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اقرءوا القرآن ما اتفقتم عليه، أو قال: ما اتفقت عليه قلوبكم, فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)).
حدثنا حجاج، عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله، قال: قال: ولا أعلمه إلا رفعه أنه قال مثل ذلك.
حدثنا حجاج، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، قال: سمعت جندب بن عبد الله، يقول ذلك، ولم يذكر الرفع.
حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن شوذب، عن أبي عمران الجوني، قال: كنا نأتي جندب بن عبد الله، فيقول لنا ذلك أيضا ولم يرفعه.
حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ذلك. ولم يذكره ابن عون عن جندب). [فضائل القرآن : ](م)

*أثر أبو العالية رحمه الله:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن شعيب بن الحبحاب، قال: كان أبو العالية الرياحي إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، ويقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم , فقال: "أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله" ). [فضائل القرآن : ](م)
*أثر ابن عباس رضي الله عنهما:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: "لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم"). [فضائل القرآن : ]

رسالة ميمون بن مهران
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس بن عبيد، قال: كتبت إلى ميمون بن مهران بعد طاعون كان ببلاده، أسأله عن أهله، فأتاني كتابه: "كتبت إلي تسألني عن أهلي، وإنه مات من حامتي سبعة عشر، وإني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن, وعليك بكتاب الله تعالى، فإن الناس قد بهوا به واختاروا عليه الأحاديث ؛ أحاديث الرجال. ولا تمارين به عالما ولا جاهلا ؛ فإنك إذا ماريت الجاهل خشن بصدرك، ولم يطعك، وإذا ماريت العالم خزن عنك علمه، ولم يبال ما صنعت" ). [فضائل القرآن: ](م)

*حديث جندب بن عبدالله:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا الحارث بن عبيد الأيادي, عن أبي عمران الجوني , عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقرؤوا القرآن , ما ائتلفت عليه قلوبكم , فإذا اختلفتم فقوموا)).) [سنن سعيد بن منصور: 491](م)
*حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو معشر , عن سعيد بن أبي سعيد, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن لهذا القرآن شرة , ثم إن للناس عنه فترة , فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هو, ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئكم بور)).) [سنن سعيد بن منصور: 497](م)

*أثر عبد الله بن .. رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان, عن الأعمش , عن شقيق , عن عبد الله قال: "إني قد استمعت إلى القراءة , فلم أسمعهم إلا متقاربين , فاقرؤوا على ما علمتم , وإياكم والتنطع والاختلاف , فإنما هو كقول أحدكم : أقبل , وهلم , وتعال"). [سنن سعيد بن منصور: 160](م)
*حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا عبد الرحمن بن زياد, عن شعبة , عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال بن سبرة يحدث , عن ابن مسعود قال: "سمعت رجلا قرأ آية سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها , فأخذته , فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية فقال: ((كلاكما محسن , لا تختلفوا)).) [سنن سعيد بن منصور: 161](م)


*حديث عبد الله بن ... رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا حماد بن زيد , قال: نا أبو عمران الجوني , عن عبد الله بن رباح , عن عبد الله بن عمرو , أو عمر -شك سعيد -قال : "هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما , فسمع رجلين اختلفا في آية , فخرج وقد عرف الغضب في وجهه فقال: (( ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب))"). [سنن سعيد بن منصور: 164]

حديث ابن المنكدر
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , قال: سمعت ابن المنكدر يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه , وهم يقرأون القرآن فقال: (( اقرؤوا , فكل كتاب الله ، من قبل أن يأتي قوم يقومونه كما يقام القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 150](م)
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله, عن حميد الأعرج, عن محمد بن المنكدر , عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا الأعجمي والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152](م)


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى سئل عن القرآن، فقال: كلام الله عز وجل ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم.). [السنة: 1/ 132] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (85 - ب قال أبي وقد ذكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.). [السنة: 1/134] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - وقد ذكر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله عز وجل كذا، قال: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كأنما فقيء في وجهه حب الرمان، فقال: ((أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا إنكم لستم مما ههنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فأعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه)).). [السنة: 1/ 134] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مراء في القرآن كفر.
- وروي عن أبي جهيم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر.). [السنة: 1/ 135] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل فجعل عمر يسأله عن الناس فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
قال ابن عباس: فقلت والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزجرني عمر رضي الله عنه ثم قال: مه. فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين.
فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فخلا بي، فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا.
فقلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا ومتى يحتقوا يختصموا ومتى يختصموا يختلفوا ومتى يختلفوا يقتتلوا.
قال: لله أبوك إن كنت لاكتمها الناس حتى جئت بها.).
[السنة: 1/ 135-136] (م)

*أثر عن عبد الله بن ... رضي الله عنه:
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا داود بن إبراهيم، حدثنا سعيد، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحاب عبد الله , ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن .
واقرأ: (( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار)), واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.
والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة"
). [فضائل القران] (م)

*حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والعربي قال : فوقف علينا يستمع فقال: (( اقرءوا وكل حسن ، سيجيء أقوام يقيمونه ، كما تقام القدح يتعجلونه ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:] (م)
*حديث سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال : سمعت موسى بن عبيدة ، . . . يذكر ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة ، عن سهل بن سعد الأنصاري قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقتري ويقري (6) بعضنا بعضا ، فقال : ((الحمد لله ، كتاب الله واحد ، فيكم الأخيار ، فيكم الأحمر والأسود ، اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح لا يجاوز (1) تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يأجلونه)).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث عبد الله بن .. رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا خالد , قال: أنا شعبة , عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال , قال: سمعت عبد الله قال: "سمعت رجلا يقرأ آية كنت سمعت رسول الله يقرأ غيرها , فأخذت بيده فأتيت به النبي , فرأيت النبي تغير وجهه فقال: ((كلاكما محسن لا تختلفوا فيه , فإن من كان قبلكم اختلفوا فيه))"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)


*حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا علي بن محمد بن علي قال: ثنا داوود بن معاذ , قال : ثنا حماد بن زيد , عن أبي عمران الجوني , عن عبد الله بن رباح الأنصاري , عن عبد الله بن عمرو قال : "هجرت إلى رسول الله ذات يوم , فسمع رجلين يختلفان في آية من كتاب الله ؛ فخرج والغضب يعرف في وجهه فقال : (( إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)).) [فضائل القرآن للنَّسائي: ]
*حديث جندب رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد قال: ثنا أبي , قال: ثنا سفيان , عن حجاج بن فرافصة , عن أبي عمران الجوني , عن جندب أن النبي قال : (( اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه , وإذا اختلفتم عليه فقوموا))، وأخبرنا به مرة أخرى , ولم يرفعه). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا عمرو بن علي قال : ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا سلام ابن أبي مطيع , عن أبي عمران الجوني , عن جندب قال قال رسول الله : (( إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم, فإذا اختلفتم عليه فقوموا)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرني عبد الله بن الهيثم قال: ثنا مسلم , قال : ثنا هارون ابن موسى النحوي , قال: ثنا أبو عمران الجوني , عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله : (( إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم , فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

*أثر عمر رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال: ثنا الأزرق , عن عبد الله بن عون , عن أبي عمران , عن عبد الله بن الصامت قال : قال عمر: "إقرؤوا القرآن ما اتفقتم عليه , فإذا اختلفتم فقوموا"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)


قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( والمراء فيه كفر.). [شرح السنة للبربهاري: 71] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا عبد الله بن وهبٍ أخبرني موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: ثمّ ينبغي لمن لقّنه الأستاذ أن لا يجاوز ما لقّنه، إذا كان ممّن قد أحبّ أن يتلقّن عليه. وإذا جلس بين يدي غيره لم يتلقّن منه إلا ما لقّنه الأستاذ؛ أعني بحرفٍ غير الحرف الّذي تلقّنه من الأستاذ، فإنّه أعود عليه وأصحّ لقراءته، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «اقرأوا كما علمتم».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ ثنا عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله يعني ابن مسعودٍ قال: قلت لرجلٍ: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأوّل، فأتيت بهما النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فغضب، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه جالسٌ، فقال عليٌّ رضي الله عنه: قال لكم «اقرأوا كما علمتم».
- وحدّثنا ابن صاعدٍ أيضاً قال: ثنا أحمد بن سنانٍ القطّان ثنا يزيد بن هارون أنا شريكٌ عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سورةً، فدخلت المسجد، فقلت: أفيكم من يقرأ؟، فقال رجلٌ من القوم: أنا، فقرأ السّورة الّتي أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا هو يقرأها خلاف ما أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول الله؛ اختلفنا في قراءتها، فتغيّر وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال عليٌّ رضي الله عنه: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّما هلك من كان قبلكم بالاختلاف فليقرأ كلّ امرئٍ منكم ما أقرئ».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)




قال أبو بكر محمَّد بن الحسين بن عبد الله الآجُرّي (ت:360ه) : ( باب ذكر النهي عن المراء في القرآن- حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو قال: أنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مراء في القرآن كفر»
- حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المراء في القرآن كفر»
- حدثنا الفريابي قال: ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو عمران الجوني قال: كتب إلي عبد الله بن رباح الأنصاري: إني سمعت عبد الله بن عمرو يقول: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إذ سمع صوت رجلين اختلفا في آية من القرآن فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب»
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي قال: أنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون في القرآن، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض وإنما كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه»
- حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: موسى بن عبيدة قال: أنا عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوا المراء في القرآن، فإن الأمم قبلكم لم يلعنوا حتى اختلفوا في القرآن، وإن المراء في القرآن كفر»
- وحدثنا أبو بكر بن عبد الحميد قال: حدثنا زهير بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا سويد أبو حاتم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة قال: بينما نحن نتذاكر عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ينزع هذا بآية وهذا بآية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنما صب على وجهه الخل، فقال: «يا هؤلاء، لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه لم تضل أمة إلا أوتوا الجدل»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فإن قال قائل: عرفنا هذا المراء الذي هو كفر، ما هو؟ قيل له: نزل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف، ومعناها: على سبع لغات، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل قبيلة من العرب القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم، تخفيفا من الله تعالى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا ربما إذا التقوا، يقول بعضهم لبعض: ليس هكذا القرآن، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعيب بعضهم قراءة بعض فنهوا عن هذا: اقرءوا كما علمتم، ولا يجحد بعضكم قراءة بعض، واحذروا الجدال والمراء فيما قد تعلمتم، والحجة فيما قلنا
- ما حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قلت لرجل: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لآخر: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأول، وأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عنده جالس فقال علي كرم الله وجهه: قال لكم: «اقرءوا كما علمتم»
- وحدثنا أيضا أبو محمد بن صاعد قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة، فدخلت المسجد فقلت: أفيكم من يقرأ؟ فقال رجل من القوم: أنا أقرأ، فقرأ السورة التي أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقرأ بخلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والرجل، وإذا عنده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفنا في قراءتنا، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي كرم الله وجهه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف، فليقرأ كل رجل منكم ما أقرئ»
- وأخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: أنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم، يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فأخذت بثوبه، فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال: «» اقرأ «» فقرأ القراءة التي سمعتها منه، فقال: «» هكذا أنزل إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه «»
قال محمد بن الحسين: فصار المراء في القرآن كفرا بهذا المعنى يقول هذا: قراءتي أفضل من قراءتك، ويقول الآخر: بل قراءتي أفضل من قراءتك، ويكذب بعضهم بعضا، فقيل لهم: ليقرأ كل إنسان كما علم، ولا يعب بعضكم قراءة غيره، واتقوا الله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه
قال محمد بن الحسين رحمه الله: وقد ذكرت في تأليف كتاب المصحف، مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي أجمعت عليه الأمة والصحابة، ومن بعدهم من التابعين، وأئمة المسلمين في كل بلد، وقول السبعة الأئمة في القرآن ما فيه كفاية، ولم أحب ترداده هاهنا، وإنما مرادي هاهنا ترك الجدال والمراء في القرآن، فإنا قد نهينا عنه، ولا يقول إنسان في القرآن برأيه، ولا يفسر القرآن، إلا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة، أو عن أحد من التابعين أو عن إمام من أئمة المسلمين، ولا يماري ولا يجادل، فإن قال قائل: فإنا قد نرى الفقهاء يتناظرون في الفقه، فيقول أحدهم: قال الله تعالى كذا، وقال النبي كذا وكذا، فهل يكون هذا من مراء في القرآن؟ قيل: معاذ الله، ليس هذا مراء فإن الفقيه ربما ناظره الرجل في مسألة، فيقول له على جهة البيان والنصيحة حجتنا فيه قال الله تعالى كذا وقال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة النصيحة والبيان، لا على جهة المماراة، فمن كان هكذا، ولم يرد المغالبة، ولا أن يخطئ خصمه ويستظهر عليه سلم، وقبل إن شاء الله تعالى كما ذكرنا في الباب الذي قبله، قال الحسن: المؤمن لا يداري ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله عز وجل وعلا، وبعد هذا فأكره الجدال والمراء ورفع الصوت في المناظرة في الفقه إلا على الوقار والسكينة الحسنة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه وليتواضع لكم من تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم ). [كتاب الشريعة:؟؟] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذم الجدال والخصومات في الدين
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي قال: أنا يعلى بن عبيد قال: نا الحجاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل))، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}.
- وحدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي قال: حدثنا حجاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل))، ثم تلا هذه الآية: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}. ). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - وحدثنا عمر بن أيوب السقطي، أيضا قال محمد بن الصباح الجرجرائي قال: حدثنا كثير بن مروان الفلسطيني، عن عبد الله بن يزيد الدمشقي قال: حدثني أبو الدرداء، وأبو أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك قالوا: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شيء من الدين، فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا، فقال: «يا أمة محمد، لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار" ثم قال: "أبهذا أمرتم؟ أو ليس عن هذا نهيتم، أو ليس إنما هلك من كان قبلكم بهذا؟" ثم قال: "ذروا المراء لقلة خيره، ذروا المراء، فإن نفعه قليل، ويهيج العداوة بين الإخوان، ذروا المراء، فإن المراء لا تؤمن فتنته، ذروا المراء، فإن المراء يورث الشك ويحبط العمل، ذروا المراء، فإن المؤمن لا يماري ، ذروا المراء، فإن المماري قد تمت حسراته، ذروا المراء، فكفى بك إثما لا تزال مماريا، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء، فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة: في وسطها، ورباضها، وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء، فإن أول ما نهاني ربي تعالى عنه بعد عبادة الأوثان، وشرب الخمر، المراء ذروا المراء فإن الشيطان قد أيس أن يعبد ولكنه قد رضي منك بالتحريش، وهو المراء في الدين، ذروا المراء، فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها على الضلالة، إلا السواد الأعظم»
قالوا: يا رسول الله، ما السواد الأعظم؟
قال: «من كان على ما أنا عليه وأصحابي، من لم يمار في دين الله تعالى ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب» وذكر الحديث
قال محمد بن الحسين: لما سمع هذا أهل العلم من التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين لم يماروا في الدين، ولم يجادلوا، وحذروا المسلمين المراء والجدال، وأمروهم بالأخذ بالسنن، وبما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا طريق أهل الحق ممن وفقه الله تعالى، وسنذكر عنهم ما دل على ما قلنا إن شاء الله تعالى.). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)



قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - حدثنا الفريابي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، عن مسلم بن يسار أنه كان يقول: «إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته»
- وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي، قال حدثنا سريج بن النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، عن مسلم بن يسار قال: إنه كان يقول: «إياكم والمراء ، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته» ). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
طريقة السلف السكوت والإعراض عن المراء والجدال
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( فإن قال قائل: فإن كان رجل قد علمه الله تعالى علما، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين، ينازعه فيها ويخاصمه، ترى له أن يناظره، حتى تثبت عليه الحجة، ويرد عليه قوله؟ قيل له: هذا الذي نهينا عنه، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين فإن قال قائل: فماذا نصنع؟ قيل له: إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة، فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة، وقول الصحابة، وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم وإن كان يريد مناظرتك، ومجادلتك، فهذا الذي كره لك العلماء، فلا تناظره، واحذره على دينك، كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعا.
فإن قال: فندعهم يتكلمون بالباطل، ونسكت عنهم؟ قيل له: سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين.). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - حدثنا الفريابي قال: حدثني محمد بن داود قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا يعني ابن سيرين: وماراه رجل في شيء.
فقال محمد: إني أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكني لا أماريك. ). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)


النهي عن الاختلاف

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّدٍ الورّاق، قال: نا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: نا الحارث بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجونيّ، عن جندب بن عبد اللّه البجليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم، فقوموا عنه».). [الإبانة الكبرى: 6/ 144-145] (م)

باب النّهي عن المراء في القرآن
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( باب النّهي عن المراء في القرآن
- حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكرٍ الخوارزميّ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن البختريّ الواسطيّ قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مراءٌ في القرآن كفرٌ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: ثنا أبو طاهرٍ أحمد بن عمرٍو السّرج قال: أنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني سليمان بن بلالٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مراءٌ في القرآن كفرٌ».
- حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ قال: نا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، قال: نا موسى بن عبيدة، قال: أنا عبد اللّه بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن ثوبان، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دعوا المراء في القرآن، فإنّ الأمم قبلكم لم يلعنوا حتّى اختلفوا في القرآن، وإنّ مراءً في القرآن كفرٌ».
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: نا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: نا عبد الرّزّاق، قال: نا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قومًا يتدارءون في القرآن فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، وإنّما نزل كتاب اللّه يصدّق بعضه بعضًا، فلا تكذّبوا بعضه ببعضٍ، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه».
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن البسريّ الكوفيّ قال: نا محمّد بن الحسين الهمدانيّ أبو حصينٍ القاضي، قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن أبي عمران الجونيّ، قال: كتب إليّ عبد اللّه بن رباحٍ: إنّ عبد اللّه بن عمرٍو قال: هجّرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقعدنا بالباب، فسمع رجلين اختلفا في آيةٍ من كتاب اللّه، فارتفعت أصواتهما، فخرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مغضبًا يعرف الغضب في وجهه فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بالكتاب».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، قال: نا عبد الرّحمن بن المبارك، قال: نا سويدٌ أبو حاتمٍ، صاحب الطّعام، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: بينا نحن نتذاكر عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن ينزع هذا بآيةٍ، وهذا بآيةٍ، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كأنّما صبّ على وجهه الخلّ فقال: «يا هؤلاء » لا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فإنّه يوقع الشّكّ في قلوبكم، فإنّه لن تضلّ أمّةٌ إلّا أوتوا الجدل ".
- حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ، قال: نا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: نا الحارث بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجونيّ، عن جندب بن عبد اللّه البجليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ممّا ائتلفت عليه قلوبكم، فإن اختلفتم فيه فقوموا عنه» .). [الإبانة الكبرى: 2/ 611-613] (م)



المراء المكروه في القرآن ينصرف على وجهين
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (قال الشّيخ: فالمراء في القرآن المكروه الّذي نهى عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويتخوّف على صاحبه الكفر والمروق عن الدّين ينصرف على وجهين:
أحدهما قد كان، وزال وكفى المؤمنين مئونته، وذلك بفضل اللّه ورحمته، ثمّ بجمع عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه النّاس كلّهم على إمامٍ واحدٍ باللّغات المشهورة المعروفة، وذلك أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد كان سأل اللّه عزّ وجلّ في القرآن فقال له: " أقرئ أمّتك على سبعة أحرفٍ، وكلّها سيّان"، يعني على سبع لغات العرب، كلّها صحيحةٌ وفصيحةٌ، إن اختلف لفظها اتّفقت معانيها، فكان يقرئ كلّ رجلٍ من أصحابه بحرفٍ يوافق لغته، وبلسان قومه الّذي يعرفونه، فكان إذا التقى الرّجلان فسمع أحدهما يقرأ بحرفٍ لا يعرفه، وقد قرأ هو ذلك الحرف بغير تلك اللّغة أنكر على صاحبه، وربّما قال له: حرفي خيرٌ من حرفك، ولغتي أفصح من لغتك، وقراءتي خيرٌ من قراءتك، فنهوا عن ذلك وقيل لهم: ليقرأ كلٌّ واحدٍ منكم كما علم، ولا تماروا في القرآن، فيقول بعضكم: حرفي خيرٌ من حرفك، ولا قراءتي صوابٌ وقراءتك خطأٌ، فإنّ كلًّا صوابٌ، وكلام اللّه فلا تنكروه، ولا يردّ بعضكم على بعضٍ، فيكذّب بالحقّ، ويردّ الصّواب الّذي جاء عن اللّه عزّ وجلّ، فإنّ ردّ كتاب اللّه والتّكذيب بحرفٍ منه كفرٌ، فهذا أحد الوجهين من المراء الّذي هو كفرٌ قد ارتفع ذلك، والحمد للّه وجمع اللّه الكريم المسلمين على الإمام الّذي جمع المسلمون من الصّحابة والتّابعين على صحّته وفصاحة لغاته، وهو المصحف الّذي جمع عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه المسلمين عليه، وترك ما خالفه، وذلك باتّفاقٍ من المهاجرين والأنصار، وأهل بدرٍ والحديبية الّذين رضي اللّه عنهم، ورضوا عنه، وسأذكر الحجّة فيما قلت، واللّه الموفّق.
- حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عمرو بن البختريّ الرّزّاز قال: نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصورٍ الحارثيّ، قال: نا يحيى بن سعيدٍ القطّان، قال: نا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: كنت في المسجد
فدخل رجلٌ فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل رجلٌ آخر، فقرأ خلاف قراءة صاحبه، فقمنا جميعًا، فدخلنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قلت: يا رسول اللّه إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل هذا فقرأ خلاف قراءة صاحبه فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرآ لي»،
فقرآ فقال: «أصبتما»، فلمّا قال لهما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: كبر عليّ ولا إذ كنت في الجاهليّة، فلمّا رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي قد غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقًا، كأنّي أنظر إلى اللّه عزّ وجلّ فرقًا، ثمّ قال: يا أبيّ إنّ ربّي أرسل إليّ، فقال: أن اقرأ على حرفٍ قال: " فوددت أن أهوّن على أمّتي، فأرسل إليّ أن اقرأ على حرفين، فوددت أن أهوّن على أمّتي، فأرسل إليّ أن اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولكلّ ردّةٍ مسألةٌ يسألنيها قال: قلت: اللّهمّ اغفر لأمّتي ثلاثًا، وأخّرت الثّالثة ليومٍ يحتاج فيه الخلق، وحتّى إبراهيم عليه السّلام "
- حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزيّ، قال: نا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، وحدّثنا أبو ذرٍّ أحمد بن محمّد بن الباغنديّ قال: نا أحمد بن يحيى السّوسيّ، قالا: نا منصور بن سلمة الخزاعيّ، وحدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي قال: نا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعيّ قال: نا سليمان بن بلالٍ، قال: حدّثني يزيد بن خصيفة، قال: أخبرني بسر بن سعيدٍ، قال: أخبرني أبو جهيمٍ، أنّ رجلين، اختلفا في آيةٍ من القرآن، فقال هذا: تلقّيتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال الآخر: تلقّيتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسألا النّبيّ عنها فقال: «إنّ » القرآن يقرأ على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا في القرآن، فإنّ مراءً فيه كفرٌ ".
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ قال: نا أحمد بن سنانٍ القطّان، قال: نا يزيد بن هارون، قال: نا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: " أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سورةً فدخلت المسجد، فقلت: أفيكم من يقرأ؟ فقال رجلٌ من القوم: أنا، فقرأ السّورة الّتي أقرأنيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا هو يقرأ بخلاف ما أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فانطلقنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول اللّه اختلفنا في قراءتنا، فتغيّر وجهه، فقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: إنّما «أهلك من كان قبلكم الاختلاف، فليقرأ كلّ امرئٍ منكم ما أقرئ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: نا أبو بكر بن عيّاشٍ، قال: نا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: قلت لرجلٍ: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقلت لآخر: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني 0 خلاف ما أقرأني الأوّل، فأتيت بهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فغضب، وكان عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام جالسًا، فقال عليٌّ: قال لهم: «اقرءوا كما علمتم»
قال الشّيخ: فهذا بيان المراء في القرآن الّذي يخاف على صاحبه الكفر، وقد كفي المسلمون بحمد اللّه المراء في هذا الوجه بإجماعهم على المصحف الّذي من خالفه ندّ وشرد وشذّ، فلم يلتفت إليه، ولم يعبأ اللّه بشذوذه، وقد بقي المراء الّذي يحذره المؤمنون، ويتوقّاه العاقلون، وهو المراء الّذي بين أصحاب الأهواء وأهل المذاهب، والبدع، وهم الّذين يخوضون في آيات اللّه، ويتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله الّذي لا يعلمه إلّا اللّه والرّاسخون في العلم، يتأوّلونه بأهوائهم، ويفسّرونه بأهوائهم، ويحملونه على ما تحمله عقولهم فيضلّون بذلك، ويضلّون من اتّبعهم عليهم.). [الإبانة الكبرى: 2/ 614-618] (م)

تحذير الأمة من الذين يجادلون بالمتشابه وعقوبة الإمام لهم
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: نا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: نا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إذا رأيتم الّذين يجادلون فيه، فهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذروهم».). [الإبانة الكبرى: 2/618] (م)

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: نا محمّد بن إسماعيل، قال: نا وكيعٌ، قال: نا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا} [الأنعام: 68] قال: يكذّبون بآياتنا ".
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: نا سعدان بن نصرٍ، قال: نا معاذ بن معاذٍ، قال: نا ابن عونٍ، قال: قال محمّدٌ: إنّ " أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} [الأنعام: 68] "
قال الشّيخ: المراء في القرآن والخصومة فيه والتّعاطي لتأويله بالآراء والأهواء لإقامة دولة البدع، وابتغاء الفتنة بغير علمٍ كفرٌ وضلالٌ، نسأل اللّه العصمة من سيّئ المقال.
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب المتّوثيّ قال: نا أبو داود السّجستانيّ، قال: نا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: نا أبي قال: نا عبد الرّحمن يعني ابن أبي الزّناد، وقال: سمعت هشامًا، يحدّث عن عبد اللّه بن الزّبير، قال: لقيني ناسٌ من أهل العراق فخاصموني في القرآن فواللّه ما استطعت بعض الرّدّ عليهم، وهبت المراجعة في القرآن، فشكوت ذلك إلى أبي الزّبير، فقال الزّبير: إنّ «القرآن قد قرأه كلّ قومٍ فتأوّلوه على أهوائهم، وأخطئوا مواضعه، فإن رجعوا إليك، فخاصمهم بسنن أبي بكرٍ وعمر رحمهما اللّه، فإنّهم لا يجحدون أنّهما أعلم بالقرآن منهم، فلمّا رجعوا، فخاصمتهم بسنن أبي بكرٍ وعمر فواللّه ما قاموا معي، ولا قعدوا».). [الإبانة الكبرى: 2/ 619-620] (م)


قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، قال: نا بقيّة بن الوليد، قال: نا الصّبّاح بن مجالدٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا كان سنة خمسٍ وثلاثين ومئةٍ خرجت مردة الشّياطين، كان حبسهم سليمان بن داود عليه السّلام في جزائر البحور، فيذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بمشتبه القرآن، وعشرٌ بالشّام»
- حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه الدّيناريّ، ومحمّد بن مجالدٍ، قالا: نا عليّ بن حربٍ، قال: نا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن أبي صفوان، عن ابن مسعودٍ، قال: " إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89] " .). [الإبانة الكبرى: 6/ 147-150] (م)

النهي عن مناظرة أهل البدع ومجالستهم
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا القافلائيّ، قال: نا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: نا إسحاق بن عيسى، قال: حدّثني حفص بن غياثٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن منذرٍ الثّوريّ، عن محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه».). [الإبانة الكبرى: 2/619] (م)



حديث جابر رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرني حمزة بن يوسف, نا أبو الحسن الرزاز , نا الفريابي , نا وهب بن بقية ، أنا خالد , عن حميد , عن محمد بن المنكدر, عن جابر بن عبد الله قال‏: ‏"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا العجمي والعربي , قال‏:‏ فوقف علينا يستمع , فقال: ((اقرءوا , فكل حسن))" وذكر الحديث‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 59 ] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وحدثني أبو المظفر بالإسناد إلى النسائي، أخبرنا عمرو بن علي، نا عبد الرحمن، نا سلام بن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني، عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
وبه أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر)). ) [جمال القراء:1/113] (م)

قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ) : (حدثنا عبد الله بن أبي هاشم ثنا عيسى بن مسكين وأحمد بن سليمان قالا: حدثنا سحنون بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). [جمال القراء:2/498 -520] (م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
يحرم المراء في القرآن والجدال فيه بغير حق؛ فمن ذلك أن يظهر فيه دلالة الآية على شيء يخالف مذهبه ويحتمل احتمالا ضعيفا موافقة مذهبه فيحملها على مذهبه ويناظر على ذلك مع ظهورها في خلاف ما يقول وأما من لا يظهر له ذلك فهو معذور، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المراء في القرآن كفر)). قال الخطابي: (المراد بالمراء الشك وقيل الجدال المشكك فيه وقيل وهو الجدال الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القدر ونحوها).). [التبيان في آداب حملة القرآن: 168]
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( في الصحيح عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)) ، ولهما عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه : ((ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده)) قال : فقال عمر : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا ، وقال بعضهم : بل ائتوا بكتاب . فاختلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع)) " ، ولمسلم عن ابن مسعود أنه قرأ سورة يوسف فقال رجل : ما هكذا أنزلت فقال :" أتكذب بالكتاب ؟"). [فضائل القرآن: ](م)

(باب ما جاء في الجدال في القرآن)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( قال أبو العالية : آيتان ما أشدهما على من يجادل في القرآن قوله تعالى :{ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} وقوله : {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((جدال في القرآن كفر)) رواه أحمد وأبو داود وإسناده جيد ،
وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتمارون في القرآن فقال : ((إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)) ). [فضائل القرآن: ](م)

رد مع اقتباس