عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:41 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقفهم تعالى على آياته وغرائب مخلوقاته وقدرته، التي يوجب النظر فيها الإقرار بالبعث والإيمان باللّه تعالى.
والمهاد: الفراش الممهّد الوطيء، وكذلك الأرض لبنيها. وقرأ مجاهدٌ، وعيسى، وبعض الكوفيّين: (مهداً) والمعنى نحو الأوّل). [المحرر الوجيز: 8/ 513]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وشبّه سبحانه وتعالى الجبال بالأوتاد؛ لأنها تمسك وتثقّل وتمنع الأرض أن تميد). [المحرر الوجيز: 8/ 513]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أزواجاً} معناه: أنواعاً في ألوانكم وصوركم وألسنتكم. وقال قومٌ: معناه: مزدوجين؛ ذكرٌ وأنثى). [المحرر الوجيز: 8/ 513]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والسّبات: السّكون. وسبت الرجل معناه: استراح واتّدع وترك الشّغل، ومنه السّبات، وهي علةٌ معروفةٌ، سمّيت بذلك لأنّ السكون أو السكوت أفرط على الإنسان حتى صار ضارًّا قاتلاً، والنوم شبيهٌ به إلا في الضّرر. وقال أبو عبيدة: {سباتاً}؛ قطعاً للأعمال والتصرّف.
والسّبت: القطع، ومنه: (سبت الرجل شعره) إذا قطع شعره، ومنه النّعال السّبتيّة، وهي التي قطع عنها الشّعر). [المحرر الوجيز: 8/ 513-514]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{لباساً} مصدرٌ، وكان الليل كذلك من حيث يغشى الأشخاص، فهي تلبسه وتتدرّعه، ويقال: جعله لباساً؛ لأنه يطمس نور الأبصار، ويلبّس عليها الأشياء. والتصريف يضعف هذا القول؛ لأنه كان يجب أن يكون ملبساً ولا يقال: (لباسٌ) إلاّ من لبس الثّياب). [المحرر الوجيز: 8/ 514]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{جعلنا النّهار معاشاً}؛ على حذف مضافٍ، أو على النّسب، وهذا كما تقول: (ليلٌ نائمٌ)). [المحرر الوجيز: 8/ 514]

تفسير قوله تعالى: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والسّبع الشّداد: السماوات، والأفصح في لفظة السماء التأنيث. ووصفها بالشّدّة؛ لأنه لا يسرع إليها فسادٌ لوثاقتها). [المحرر الوجيز: 8/ 514]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( (والسّراج): الشمس، و (الوهّاج): الحارّ المضطرم الاتّقاد، المتعالي اللّهب، وقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص: إنّ الشمس في السماء الرابعة، إلينا ظهرها، ولهبها مضطرمٌ علوًّا). [المحرر الوجيز: 8/ 514]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في {المعصرات}: فقال الحسن بن أبي الحسن، وأبيّ بن كعبٍ، وابن جبيرٍ، وزيد بن أسلم، ومقاتلٌ، وقتادة: هي السماوات. وقال ابن عبّاسٍ، وأبو العالية، والرّبيع، والضّحّاك: {المعصرات} هي السّحاب القاطرة. وهو مأخوذٌ من العصر؛ لأنّ السّحاب ينعصر فيخرج منه الماء، وهذا قول الجمهور، وبه فسّر الحسن بن محمّدٍ العنبريّ القاضي بيت حسّان:
كلتاهما حلب العصير... البيت.
وقال بعض من سمّيت: هي السّحاب التي فيها الماء ولمّا تمطر، كالمرأة المعصر، وهي التي دنا حيضها ولم تحض بعد.
وقال ابن كيسان: قيل للسّحاب: معصراتٌ؛ من حيث تغيث، فهي من (العصرة)، ومنه قوله تعالى: {وفيه يعصرون}.
وقال ابن عبّاسٍ، وقتادة، ومجاهدٌ: المعصرات: الرّياح؛ لأنها تعصر السّحاب.

وقرأ ابن الزّبير، وابن عبّاسٍ، والفضل بن عبّاسٍ، وقتادة، وعكرمة: (وأنزلنا بالمعصرات) فهذا يقوّي أنه أراد الرياح.
والثّجّاج السريع الاندفاع، كما يندفع الدم من عروق الذّبيحة، ومنه قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقد قيل له: ما أفضل الحجّ؟ فقال: «العجّ والثّجّ». أراد: التّضرّع بالدعاء الجهير، وذبح الهدي). [المحرر الوجيز: 8/ 514-515]

تفسير قوله تعالى: {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الحبّ): جنس الحبوب الذي ينتفع به الحيوان. و(النّبات): العشب الذي يستعمل رطباً لإنسانٍ أو بهيمةٍ، فذكر اللّه تعالى موضع المنفعتين). [المحرر الوجيز: 8/ 515]

تفسير قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{ألفافاً} جمع (لفٍّ) بضمّ اللام، و (لفٌّ) جمع (لفّاء)، والمعنى: ملتفّات الأغصان والأوراق، وذلك أبداً موجودٌ، مع النّضرة والرّيّ. وقال قومٌ: {ألفافاً} جمع (لفٍّ) بكسر اللام، واللّف: الجنة الملتفّة الأغصان. وقال الكسائيّ: (ألفافٌ) جمع (لفيفٍ)، وقد قال الشاعر:
أحابيش ألفافٍ تباين فرعهم ....... وجذمهم عن نسبة المتقرّب).
[المحرر الوجيز: 8/ 515]


رد مع اقتباس