عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:21 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لمنكري قدرتِهِ علَى ما وصفَ في هذه السورةِ، من العقابِ والنَّكالِ الذي أعدَّهُ لأهلِ عداوتِهِ، والنعيمِ والكرامةِ التي أعدَّها لأهلِ ولايتِهِ: أفلا ينظرُ هؤلاءِ المنكرونَ قدرةَ اللَّهِ علَى هذهِ الأمورِ، إلَى الإبلِ كيفَ خلقَها، وسخَّرَها لهم وذلَّلها، وجعلَها تحملُ حِمْلَها باركةً، ثم تنهضُ به، والذي خلَقَ ذلك غيرُ عزيزٍ عليهِ أنْ يخلُقَ ما وصفَ من هذه الأمورِ في الجنَّةِ والنارِ، يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: {أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ}، فيعتبرونَ بها، ويعلمونَ أنَّ القدرةَ التي قدَرَ بها علَى خلقِها، لن يعجِزَهُ خلْقُ ما شابَهَها.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قالَ: لمَّا نعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ، عجِبَ من ذلك أهلُ الضَّلالةِ، فأنزلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} فكانت الإبلُ من عيشِ العربِ ومن خَوْلِهم.
- حدَّثنا ابنُ المثنَّى، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ جعفرٍ، قالَ: ثنا شعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عمَّن سمعَ شريحاً يقولُ: اخرُجُوا بنا ننظرْ إلَى الإبلِ كيفَ خُلِقتْ). [جامع البيان: 24 / 338-339]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال كان شريح يقول لأصحابه اخرجوا بنا ننظر إلى الإبل كيف خلقت). [تفسير مجاهد: 2/ 754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ عَجِبَ مِن ذلك أهلُ الضلالةِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. وكانَتِ الإبلُ عَيْشاًَ مِن عَيْشِ العَرَبِ وخَوَلاً مِنْ خَوَلِهِم، {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}. قالَ: تَصْعَدُ إلى الجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ، فإِذَا أَفْضَيْتَ إلى أَعْلاَه أَفْضَيْتَ إلى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ وأَثْمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ لم تَحرُثْه الأيدي ولم تَعْمَلْه الناسُ؛ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ وبُلْغَةٍ إلى أَجَلٍ، {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}. أي: بُسِطَتْ، يَقُولُ: الذي خَلَقَ هذا قَادِرٌ على أن يَخْلُقَ في الجَنَّةِ ما أَرَادَ). [الدر المنثور: 15 / 388-389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن شُرَيْحٍ، أنَّه كانَ يَقولُ لأصحابِه: اخْرُجُوا بِنَا إلى السوقِ فَنَنْظُرَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ). [الدر المنثور: 15 / 389]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: أفلا ينظرونَ أيضاً إلَى السماءِ كيفَ رفَعَها الذي أخبرَكُم أنَّهُ مُعِدٌّ لأوليائِهِ ما وصفَ، ولأعدائِهِ ما ذَكَرَ، فيعلموا أنَّ قدرتَهُ القدرةُ التي لا يُعجزُه فعْلُ شيءٍ أرادَ فِعْلَهُ). [جامع البيان: 24 / 339]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} يقولُ: وإلَى الجبالِ كيفَ أُقِيمتْ منتصبةً لا تسقطُ، فتنبسطُ في الأرضِ، ولكنَّها جعلَها بقدرتِهِ منتصبةً جامدةً، لا تبرحُ مكانَها، ولا تزولُ عن موضعِها.
وقد حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} تصاعدُ إلَى الجبلِ الصيخودِ عامَّةَ يومِكَ، فإذا أفضيْتَ إلَى أعلاهُ، أفضيتَ إلَى عيونٍ متفجِّرةٍ، وثمارٍ متهدِّلةٍ، ثَمَّ لم تحرُثْهُ الأيدي ولم تعملْهُ، نعمةٌ مِن اللَّهِ، وبلغةُ الأجلِ). [جامع البيان: 24 / 339-340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ عَجِبَ مِن ذلك أهلُ الضلالةِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. وكانَتِ الإبلُ عَيْشاًَ مِن عَيْشِ العَرَبِ وخَوَلاً مِنْ خَوَلِهِم، {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}. قالَ: تَصْعَدُ إلى الجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ، فإِذَا أَفْضَيْتَ إلى أَعْلاَه أَفْضَيْتَ إلى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ وأَثْمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ لم تَحرُثْه الأيدي ولم تَعْمَلْه الناسُ؛ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ وبُلْغَةٍ إلى أَجَلٍ، {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}. أي: بُسِطَتْ، يَقُولُ: الذي خَلَقَ هذا قَادِرٌ على أن يَخْلُقَ في الجَنَّةِ ما أَرَادَ). [الدر المنثور: 15 / 388-389] (م)

تفسير قوله تعالى:{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} يقولُ: وإلَى الأرضِ كيفَ بُسطَتْ، يُقالُ: جبلٌ مُسَطَّحٌ: إذا كانَ في أعلاهُ استواءٌ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} أي: بُسِطتْ، يقولُ: أليسَ الذي خلَقَ هذا بقادرٍ علَى أنْ يخلُقَ ما أرادَ في الجنَّةِ). [جامع البيان: 24 / 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ ما في الجنَّةِ عَجِبَ مِن ذلك أهلُ الضلالةِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}. وكانَتِ الإبلُ عَيْشاًَ مِن عَيْشِ العَرَبِ وخَوَلاً مِنْ خَوَلِهِم، {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}. قالَ: تَصْعَدُ إلى الجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ، فإِذَا أَفْضَيْتَ إلى أَعْلاَه أَفْضَيْتَ إلى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ وأَثْمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ لم تَحرُثْه الأيدي ولم تَعْمَلْه الناسُ؛ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ وبُلْغَةٍ إلى أَجَلٍ، {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}. أي: بُسِطَتْ، يَقُولُ: الذي خَلَقَ هذا قَادِرٌ على أن يَخْلُقَ في الجَنَّةِ ما أَرَادَ). [الدر المنثور: 15 / 388-389] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: {فَذَكِّرْ} يا محمَّدُ عبادي بآياتي، وعِظْهُم بحُجَجِي، وبلِّغْهم رسالتِي {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ} يقولُ: إنَّما أرسلْتُكَ إليهم مذكِّراً، لتذكِّرَهم نعمي عندَهم، وتُعرِّفَهم اللازمَ لهم، وتعِظَهُم). [جامع البيان: 24 / 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وأحمدُ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ ومُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وابنُ جَرِيرٍ والحاكِمُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن جابرٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلهَ إلاَّ اللَّهُ. فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ». ثم قَرَأَ: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} ). [الدر المنثور: 15 / 389]

تفسير قوله تعالى:{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بمصيطر قال بقاهر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 368]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمسيطرٍ} : بمسلّطٍ، ويقرأ بالصّاد والسّين "). [صحيح البخاري: 6 / 168]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (بمُسَيطِرٍ: بمَسَلَّطٍ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ}: بمُسَلَّطٍ، قَالَ: ولمْ نَجِدْ مثلَها إلا مُبَيطِرٌ - أي بالمُوَحَّدَةِ- قَالَ: لم نَجِدْ لَهُما ثَالِثًا. كذا قَالَ.
وقد قَدَّمْتُ في تَفْسِيرِ سُورَةِ المائدةِ زِياداتٍ عليها.
قَالَ ابنُ التِّينِ: أصلُهُ السَّطْرُ، والمعنى أنه لا يَتَجاوَزُ مَا هُو فيه، قَالَ: وإنما كانَ ذلك وهُو بمَكَّةَ قَبْلَ أن يُهاجِرَ ويُؤذنَ له في القِتالِ.
قولُهُ: (ويُقرأُ بالصَّادِ والسِّينِ). قُلتُ: قراءةُ الجمهورِ بالصَّادِ وفي رِوَايةٍ عنِ ابنِ كَثِيرٍ بالسِّينِ وهي قراءةُ هِشامٍ). [فتح الباري: 8 / 701]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (تنبيهٌ
لَمْ يَذْكُرْ فِيها حَدِيثًا مَرْفُوعًا، ويَدْخُلُ فيها حَدِيثُ جَابرٍ رَفَعَهُ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلا اللهُ» الحديثَ. وفي آخرِهِ: «وحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ثمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} إلى آخرِ السُّورَةِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ والحاكِمُ، وإسنادُهُ صَحيحٌ). [فتح الباري: 8 / 701]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بِمُسَيْطِرٍ بِمُسَلَّطٍ وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ).
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} وَفَسَّرَ الْمُسَيْطِرَ بِالْمُسَلَّطِ. قَوْلُهُ: (وَيُقَرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ) قَرَأَ عَاصِمٌ بِمُسَيْطِرٍ بِالسِّينِ، وَحَمْزَةُ بِخِلاَفٍ عَنْ خَلاَّدٍ بَيْنَ الصَّادِ وَالزَّايِ، وَالْبَاقُونَ بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ بِمُصَيْطِرٍ). [عمدة القاري: 19 / 289]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {بِمُسَيْطِرٍ} أي (بِمُسَلَّطٍ) فَتَقْتُلَهُمْ وَتُكْرِهَهُمْ على الإيمانِ، وهذا مَنْسُوخٌ بآيةِ القتالِ، (وَيُقْرَأُ) مُصَيْطِرٌ (بِالصَّادِ وَالسِّينِ) وهذه قِراءَةُ هِشَامٍ، وَهِيَ على الأصْلِ). [إرشاد الساري: 7 / 417]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله»، ثمّ قرأ: {إنّما أنت مذكّرٌ (21) لست عليهم بمصيطرٍ}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5 / 296]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عمرو بن منصورٍ، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
« أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا الله، فإذا قالوا: لا إله إلّا الله، عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على الله »، ثمّ تلا صلّى الله عليه وسلّم {إنّما أنت مذكّرٌ (21) لست عليهم بمصيطرٍ} [الغاشية: 22]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} يقولُ: لسْتَ عليهم بمُسَلَّطٍ، ولا أنت بجبَّارٍ، تحملُهم علَى ما تُريدُ. يقولُ: كِلْهُم إليَّ، ودَعْهم وحُكْمي فيهم؛ يُقالُ: قد تَسَيْطَرَ فلانٌ علَى قومِهِ: إذا تسلَّطَ عليهم.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
-حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} يقولُ: لستَ عليهم بجبَّارٍ.
-حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} أي: كِلْ إليَّ عبادِي.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {بِمُصَيْطِرٍ} قالَ: جبَّارٍ.
-حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} قالَ: لسْتَ عليهم بمسلَّطٍ أنْ تُكرِهَهم علَى الإيمانِ، قالَ: ثم جاءَ بعدَ هذا: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} وقالَ: {اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} وارْصُدُوهم لا يَخْرُجوا في البلادِ {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قالَ: فنُسِخَتْ {لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} قالَ: جاءَ اقتُلُه أو يُسلِمَ؛ قالَ: والتذكرةُ كما هي لم تُنسَخْ. وقرأَ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، فإذا قَالُوا: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلاَّ بحقِّها، وحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ
». ثم قرأَ: {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبي الزبيرِ محمَّدِ بنِ مسلمٍ، قالَ: سمعْتُ جابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، يقولُ: سمعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ يقولُ، فذكَرَ مثْلَه، إلاَّ أنَّهُ قالَ: قالَ أبو الزبيرِ: ثم قرأَ: {إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}.
- حدَّثنا يوسفُ بنُ موسَى القطَّانُ، قالَ: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ، مثْلَهُ). [جامع البيان: 24 / 340-342]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لست عليهم بمسيطر يقول لست عليهم بجبار). [تفسير مجاهد: 2/ 754]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا أبو داود عمر بن سعدٍ الحفريّ، ثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: « أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم، وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على اللّه
»، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " {لست عليهم بمصيطرٍ (22) إلّا من تولّى وكفر (23) فيعذّبه اللّه العذاب الأكبر} [الغاشية: 23] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عن جابِرٍ، قالَ: قَرَأَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. بالصَّادِ). [الدر المنثور: 15 / 389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. يقولُ: بِجَبَّارٍ، فاعْفُ عنهم واصْفَحْ). [الدر المنثور: 15 / 389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن قَتَادَةَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: بِقَاهِرٍ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: كُلُّ عِبَادِي إِلَيَّ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ: {بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: بِمُسَلَّطٍ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ عن مُجَاهِدٍ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: جَبَّارٍ، {إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ}. قالَ: حِسَابُه على اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو داودَ في ناسِخِه عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قال: نَسَخَ ذلك فقالَ: {اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ). [الدر المنثور: 15 / 390]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} يتوجَّهُ لوجهينِ: أحدُهما: فذكِّرْ قوْمَك يا محمَّدُ، إلاَّ مَنْ تولَّى منهم عنك، وأعرَضَ عن آياتِ اللَّهِ فكفَرَ، فيكونُ قولُهُ: {إِلَّا} استثناءً من الذين كانَ التذكيرُ عليهم، وإنْ لم يُذْكروا، كما يُقالُ: مضَى فلانٌ فدعا إلاَّ مَن لا تُرجَى إجابَتُه، بمعنَى: فدعا الناسَ إلاَّ مَن لا تُرجَى إجابتُهُ. والوجهُ الثاني: أنْ يُجعلَ قولُهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} منقطعاً عمَّا قبلَه، فيكونَ معنَى الكلامِ حينئذٍ: لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ، إلاَّ مَن تولَّى وكفرَ، يُعذِّبُه اللَّهُ، وكذلك الاستثناءُ المنقطعُ يُمتحنُ بأنْ يحسُنَ معه إنْ، فإذا حسُنتْ معه كانَ منقطعاً، وإذا لم تحسُنْ كانَ استثناءً متَّصلاً صحيحاً، كقولِ القائلِ: سارَ القومُ إلاَّ زيداً، ولا يصلحُ دخولُ إن هاهنا؛ لأنه استثناءٌ صحيحٌ). [جامع البيان: 24 / 342-343]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا من تولى وكفر يقول فحسابه على الله). [تفسير مجاهد: 2/ 754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ عن مُجَاهِدٍ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. قالَ: جَبَّارٍ، {إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ}. قالَ: حِسَابُه على اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 390] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} هو عذابُ جهنَّمَ، يقولُ: فيعذِّبُه اللَّهُ العذابَ الأكبرَ علَى كفْرِهِ به في الدنيا، وعذابَ جهنَّمَ في الآخرةِ). [جامع البيان: 24 / 343]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {إيابهم} [الغاشية: 25] : «مرجعهم»). [صحيح البخاري: 6 / 168]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: إِيَابَهُم: مَرجِعَهُمْ) وصَلَهُ ابنُ المُنْذِرِ من طَرِيقِ ابنِ جُريجٍ عن عَطاءٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وذَكَرَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عن عَطاءٍ ولم يُجاوِزْ به). [فتح الباري: 8 / 701]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (إِيَابَهُمْ: مَرْجِعَهُمْ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} أَيْ مَرْجِعَهُمْ، وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ). [عمدة القاري: 19 / 289]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وَصَلَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ في قَوْلِهِ: {إِيَابَهُمْ} أي: (مَرْجِعَهُمْ) بَعْدَ الْمَوْتِ). [إرشاد الساري: 7 / 417]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ إلينا إيابهم} قال: إلى اللّه مرجعهم). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 95]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلينا رجوعَ مَن كفَرَ ومعادَهم، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: ثم إنَّ علَى اللَّهِ حسابَهُ، وهو يجازيهِ بما سلفَ منه من معصيَةِ ربِّهِ، يُعلِمُ بذلك نبيَّهُ محمَّداً صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ أنَّهُ المُتولِّي عقوبتَهُ دونَهُ، وهو المُجازي والمُعاقِبُ، وأنَّه الذي إليهِ التذكيرُ وتبليغُ الرسالةِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} قالَ: حسابُه علَى اللَّهِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلَى اللَّهِ الإيابَ، وعليهِ الحسابَ). [جامع البيان: 24 / 343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}. قالَ: مَرْجِعَهُمْ.
وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن عَطَاءٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15 / 390-391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نافِعَ بنَ الأَزْرَقِ قالَ له: أَخْبِرْنِي عن قَوْلِه عزَّ وجلَّ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}. قالَ: الإيابُ: المَرْجِعُ. قالَ: وهل تَعْرِفُ العَرَبُ ذلك؟ قالَ: نَعَمْ، أمَا سَمِعْتَ عَبِيدَ بنَ الأَبْرَصِ يَقُولُ:
وكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ.......وغَائِبُ المَوْتِ لاَ يَؤُوبُ
وقالَ الآخَرُ:
فَأَلْقَتْ عَصَاها وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى.......كَمَا قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسَافِرُ
). [الدر المنثور: 15 / 391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عنِ السُّدِّيِّ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}. قالَ: مُنْقَلَبَهُم). [الدر المنثور: 15 / 391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}. قالَ: إلى اللَّهِ الإيابُ، وعلى اللَّهِ الحسابُ). [الدر المنثور: 15 / 391]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلينا رجوعَ مَن كفَرَ ومعادَهم، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: ثم إنَّ علَى اللَّهِ حسابَهُ، وهو يجازيهِ بما سلفَ منه من معصيَةِ ربِّهِ، يُعلِمُ بذلك نبيَّهُ محمَّداً صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ أنَّهُ المُتولِّي عقوبتَهُ دونَهُ، وهو المُجازي والمُعاقِبُ، وأنَّه الذي إليهِ التذكيرُ وتبليغُ الرسالةِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} قالَ: حسابُه علَى اللَّهِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يقولُ: إنَّ إلَى اللَّهِ الإيابَ، وعليهِ الحسابَ). [جامع البيان: 24 / 343] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}. قالَ: إلى اللَّهِ الإيابُ، وعلى اللَّهِ الحسابُ). [الدر المنثور: 15 / 391] (م)


رد مع اقتباس