عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18 محرم 1443هـ/26-08-2021م, 05:33 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي سيرة شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي (ت:160هـ)

شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي (ت:160هـ)


الإمام المحدّث الكبير والناقد الجهبذ أبو بسطام الأزدي مولاهم.

ولد سنة 83هـ، بموضع قرب واسط، ونشأ بواسط، ثم سكن البصرة، وكان مولى للأزد، واختلف في تفصيل ذلك؛ فقال علي بن المديني وابن سعد: مولى الأشاقر.
وقال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان: مولى العتيك.
والأشاقر والعتيك بطنان من الأزد.
- وقال أحمد بن حنبل: سمعت يزيد بن هارون قال: (شعبة مولى الأزد عامة). رواه يعقوب بن سفيان.
رأى شعبةُ الحسنَ البصري، وروى عنه رواية واحدة، ورأى محمد بن سيرين.
وروى عن: قتادة، ويونس بن عبيد، وأيوب، وخالد الحذاء، وأبي إسحاق السبيعي، وطلحة بن مصرف، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، وعمرو بن دينار، وغيرهم كثير.
- وروى عنه: أيوب السختياني، والأعمش، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر،
وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن زريع، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، ووكيع، وأبو داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وحجاج بن محمد الأعور، وآدم بن أبي إياس العسقلاني، وغيرهم.

كان أوّل نشأته يُعنى بالشعر حتى حفظ منه ما فاق به كثيراً من رواة الشعر، وعدّه الأصمعي من أعلم الناس بالشعر، ثمّ حُبّب إليه طلب الحديث؛ فطلبه حتى برع فيه، وكان من جهابذة العلماء وأبصرهم بالأسانيد وعللها، وأحوال الروايات، وكان صاحب نهمة في طلب العلم، واجتهاد في العبادة، وتقشّف شديد، ورحمة بالضعفاء والمساكين، وله أخبار مأثورة وطرائف ودعابة.
- قال الأصمعي، عن شعبة، قال: كنت ألزم الطرمّاح أسأله عن الشعر، فمررت يوما بالحكم بن عتيبة وهو يقول: حدثنا يحيى بن الجزار، وقال: حدثنا زيد بن وهب، وقال: حدثنا مقسم، فأعجبني، وقلت: هذا أحسن من الذي أطلب، أعني: الشعر، قال: (فمن يومئذ طلبت الحديث). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال نصر بن علي الجهضمي: قال الأصمعي: (لم نر أحداً قطّ أعلم بالشعر من شعبة). رواه الخطيب البغدادي.
- قال الحسين بن الوليد: سمعت شعبة يقول: (كم عصيدة فاتتني). رواه ابن عدي في الكامل.
- وقال علي بن عاصم: جاء شعبة إلى خالد الحذاء، فقال: يا أبا مُنازل عندي حديث، حدثني به، وكان خالد عليلاً؛ فقال له: أنا وجع.
فقال: إنما هو واحد فحدثه به، فلما فرغ قال: (مت إذا شئت). رواه ابن عدي في الكامل.
- وقال أبو داود الطيالسي: سمعت شعبة يقول: (ما من حديث إلا وقد اختلفت إليه غير مرة). رواه ابن عدي في الكامل.
- وقال النضر بن شميل: (ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة، وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عن وجهه). رواه ابن الجعد في مسنده والخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام في مجلسه سائلٌ لا يحدّث حتى يعطى، فقام يوماً سائلٌ ثم جلس، فقال: ما شأنه؟ قالوا: (ضمن عبد الرحمن بن مهدي أن يعطيه درهماً). رواه ابن الجعد في مسنده والخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال عمرو بن حكام: أتى شعبةَ شيخٌ من جيرانه محتاج فسأله، فقال له شعبة: لم سألتني، عندي شيء؟
قال: فذهب الشيخ لينصرف؛ فقال له شعبة: (اذهب فخذ حماري فهو لك).
فقال: لا أريد حمارك.
قال: اذهب فخذه.
قال: (فذهب فأخذه، فمر به على مجالس أصحابنا بني حبلة، فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم، فأهداه إلى شعبة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أحداً أشد حباً للمساكين من شعبة، وكان يقول: (إذا كان في بيتي دقيق وقصب فلا أبالي ما فاتني). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال سليمان بن حرب: (لو نظرت إلى ثياب شعبة لم تكن تسوى عشرة دراهم، إزاره وقميصه ورداؤه، وكان شيخا كثير الصدقة). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي.
- وقال عمرو بن عباس الأزدي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: (ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال حرملة بن يحيى، عن الشافعي: (لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق، كان يجئ إلى الرجل فيقول، لا تحدث وإلا استعديت عليك السلطان). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن زيد، قال: قال لنا أيوب: (الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط، يقال له: شعبة هو فارس الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه).
قال حماد: (فلما قدم شعبة أخذنا عنه). رواه ابن عدي.
- وقال أبو الوليد الطيالسي: سمعت حماد بن زيد يقول: (إذا خالفني شعبة تركت ما في يدي؛ لأنه لم يكن يرضى أن يسمع الشيء مرّة حتى يعود فيه مرتين، وكنا نحن نجترئ). رواه ابن الجعد في مسنده.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه من طريق يعقوب بن سفيان سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك، قال: قال حماد بن زيد: (إذا خالفنا شعبةٌ، كأنه قال: الصواب ما قال، فإنا كنا نسمع ونذهب، وكان شعبة يرجع ويرجع، ويسمع ويسمع).
- وقال علي ابن المديني: سمعت بهز بن أسد قال: حدثني عبد الله بن المبارك قال: (حدثني معمر أن قتادة كان يسأل شعبة عن حديثه - يعني حديث نفسه). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان سفيان يقول: (شعبة أمير المؤمنين في الحديث). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم، وابن عدي.
- وقال سلمة السعدي: سمعت ابنَ إدريس، يقول: (رأيت في المنام كأني أحفر بحراً، فقدمت إلى هذه المدينة، يعني: بغداد، فلقيت شعبة بن الحجاج). رواه الخطيب البغدادي.
ابن إدريس هو: عبد الله بن إدريس الأودي.
- وقال محمد بن المنهال: سمعت يزيد بن زريع قال: (لم أرَ في الحديث أصدق من شعبة). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال وكيع بن الجراح: (إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات بذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
- وقال عفان بن مسلم: قال لي يحيى بن سعيد: (ما رأيت أحداً قط أحسن حديثاً من شعبة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو سعيد السكري: سمعت يحيى بن معين، يقول مرارا: (شعبة إمام المتقين). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: (كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن، يعني: في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال). رواه ابن عدي في الكامل، والخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال محمد بن طريف الأعين: حدثنا قراد أنه سمع شعبة يقول: (كل شيء ليس في الحديث سمعت فهو خلّ وبقل). رواه ابن الجعد في مسنده.
- وقال علي بن المديني: (أصحاب قتادة ثلاثة: سعيد، وهشام، وشعبة، فأما سعيد فأتقنهم، وأما هشام فأكثرهم، وأما شعبة فأعلمهم بما سمع وما لم يسمع).رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن عبد الله العجلي: (واسطي سكن البصرة ثقة تقيّ، وكان يخطئ في بعض الأسماء).
وقال صالح بن محمد البغدادي: (أوّل من تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج، ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان، ثم تبعه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين).
- وقال النضر بن شميل: سمعت شعبة يقول: (تعالوا حتى نغتاب في الله). رواه ابن عدي والعقيلي.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت شعبة يقول: (كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال: حدثنا كتبت، وإذا قال: حدَّثَ لم أكتبه). رواه ابن عدي.
- وقال ابن حبان: (كان من سادات أهل زمانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً، وهو أول من فتّش بالعراق عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار عَلَماً يُقتدى به، ثم تبعه عليه بعده أهل العراق).
- وقال الحسن بن محمد بن الصباح: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (كان غلط شعبة في أسماء الرجال). رواه ابن أبي حاتم.

رد مع اقتباس