عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (90) إلى الآية (94) ]
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)}

قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92)}

قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ألّا تتّبعني (93)
[معاني القراءات وعللها: 2/161]
وصلها الحضرمي وابن كثيرٍ ووقفا عليها بالياء، ووصلها نافع وأبو عمرو، بياء، ووقفا بغير ياء.
وروى إسماعيل بن جعفر وابن جمّاز عن نافع (ألّا تتّبعني أفعصيت) بحركة الياء.
قال أبو منصور: وهي لغات جائزة). [معاني القراءات وعللها: 2/162]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (25- وقوله تعالى: {ألا تتبعن أفعصيت أمرى} [93].
في هذه الياء أربع قراءاتٍ.
كان ابن كثيرٍ يصل ويقف بالياء.
وكان أبو عمر، ونافع في كل الروايات يقفان بغير ياء، ويصلان بياء فتبعا المصحف في الوقف، وتبعا الأصل في الدرج، إلا إسماعيل بن جعفر. فإنه روى عن نافع {ألا تتبعني أفعصيت} بفتح الياء، فيجب على من فتح الياء أن يقف بالياء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/50]
وقرأ الباقون بغير ياء في الوصل، والوقف، اجتزاء بالكسرة، واتباعًا للمصحف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/51]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الياء من قوله تعالى: (أن لا تتبعني) [طه/ 93] وحذفها.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (ألّا تتّبعني) بياء في الوصل ساكنة.
ويقف ابن كثير بالياء، وأبو عمرو يقف بغير ياء.
واختلف عن نافع، فروى ابن جمّاز وإسماعيل بن جعفر: (ألا تتّبعني أفعصيت) بياء منصوبة، وليس في الكتاب، وفي رواية قالون والمسيبي وورش وأحمد بن صالح عن أبي بكر وإسماعيل بن أبي أويس: (تتّبعني) بياء في الوصل ساكنة، ويقف بغير ياء.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي بغير ياء في وصل ولا وقف.
قد ذكر هذا النحو في غير موضع). [الحجة للقراء السبعة: 5/247]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {أَلاَّ تَتَّبِعَنِي}[آية/ 93] بياء في الوصل والوقف:
قرأها ابن كثير ويعقوب.
وقرأ نافع وأبو عمرو بياء في الوصل دون الوقف.
وفتح- يل- عن نافع الياء منها، وأسكنها الباقون.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {تَتَّبِعَنِ}بغير ياء في الحالين.
وقد تقدم من نحو هذه الياء ما أشبعنا القول في وجوهه). [الموضح: 850]

قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (26- وقوله تعالى: {يا بنؤم لا تأخذ} [94].
قرأ أهل الكوفة إلا حفصًا عن عاصم، وابن عامرٍ {يبنوم} بكسر الميم.
وقرأ الباقون {يا بنؤم أم}.
فمن كسر أراد: يا بن أمي فحذف الياء.
ومن فتح فله ثلاث حجج:
إحداهن: أن يكون أراد: يابن أماه فرخم.
والثانية: أن يكون جعل الاسمين اسمًا واحدًا نحوه. بعل بك، ومعديكرب، وجاري بيت بيت.
والثالثة: أن يكون أراد يابن أما؛ لأن العرب تقول: ياأما بمعنى يا أمي، وياربا بمعنى ياربي. قال الشاعر:
فيا أبي ويا أبه
حسنت إلا الرقبه
فحسننها يا أبه
كيما تجئ الخطبه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/51]
بإبل محنجبه
للفحل فيها قبقبه
فإن سأل سائل فقال: إن العرب إنما تحذف الياء من المنادى، لا من المضاف إلى المنادى، فيقولون: يأم، ويابن أمي فيخزلون الياء من الأولى، ويثبتونها في الثانية، كما قال الشاعر:
يابن أمي، ويا شقيق روحي = أنت خليتني لدهر كنود؟
فقل: هذه اللغة الفصحي، ومن العرب من يحذف الياء من هذا أيضا، فيقولون: يابن أم، ويابن عم. وقال الشاعر:
رجال ونسوان يودون أنني = وإياك نخزي يابن عم ونفضح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/52]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الميم وكسرها من قوله عز وجل: يابن أم [طه/ 94].
فقرأ يابن أم بنصب الميم ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم.
[الحجة للقراء السبعة: 5/247]
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وابن عامر (يا ابن أمّ) بكسر الميم.
قال أبو علي: من قال: يا ابن أم احتمل قوله أمرين:
أحدهما: أن يكون أراد: يا ابن أمّا، فحذف الألف كما يحذف من غلامي في النداء إذا قال: يا غلام، وحذف الياء من المضاف إليه، وإن كانت لا تحذف في المضاف إليه إذا قال: يا غلام غلامي، كما تحذف من المضاف إذا قال: يا غلام، لأن هذا الاسم قد كثر استعماله، فتغيّر عن أحوال النظائر، والفتحة في ابن على هذا نصبة، كما أنها في قولك يا غلام أمي كذلك، ويجوز أن يكون جعل ابن وأمّ جميعا بمنزلة اسم واحد فبنى الآخر على الفتح وكذلك الاسم الذي هو المصدر، فالفتحة في الأول ليس بنصبة كما كانت في الوجه الأول، ولكنها بمنزلة الفتحة في خمسة من خمسة عشر، والاسم في موضع ضمّ من حيث كانا بمنزلة خمسة عشر، كما أن خمسة عشر كذلك.
ومن قال: (يا ابن أمّ) احتمل أمرين: أحدهما: أن يكون أضاف ابنا إلى أمّ، وحذف الياء من الثاني، وكان الوجه إثباتها مثل يا غلام غلامي، والآخر: أن يكون جعل الاسم الأوّل مع الثاني اسما واحدا.
وأضافه إلى نفسه، كما تقول: يا خمسة عشر أقبلوا، فحذف الياء كما تحذف من أواخر المفردة نحو: يا غلام). [الحجة للقراء السبعة: 5/248]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال يا ابن أم} {قال بصرت بما لم يبصروا به} 94 و96
قرأ حمزة والكسائيّ (بما لم تبصروا به) بالتّاء أي بصرت بما لم تبصر به أنت يا موسى ولا قومك فأخرجا الكلام على ما جرى به الخطاب قبل ذلك وهو قوله {قال فما خطبك يا سامري}
وقرأ الباقون {بما لم يبصروا به} بالياء أي علمت ما لم يعلم بنو إسرائيل وحجتهم في ذلك أن الخبر إنّما جرى من السامري لموسى ما كان في غيبته من الحدث عمّا فعله ببني إسرائيل فخاطب موسى بخبر عن غيب فعله قال {يا ابن أم} وقد ذكرت في سورة الأعراف). [حجة القراءات: 462] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {قَالَ يا ابْنَ أُمَّ}[آية/ 94] بفتح الميم:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم- ص- ويعقوب.
والوجه أن الاسمين جعلا بمنزلة اسم واحد، فبنيا على الفتح كخمسة عشر، والاسمان إذا ركب أحدهما مع الآخر في هذا النحو كانت الحركة في الاسم الأول وفي الاسم الثاني جميعًا حركة بناء، كما ذكرنا في خمسة عشر.
ويجوز أن يكون أراد يا ابن أما بالألف، فحذف الألف، وإن كان في حذفها بعدٌ؛ لأن هذه الألف عوض عن ياء الإضافة، وهي لا تحذف في هذا الموضع، أعني في نحو يا غلام غلام، لكن لما كثر استعمال هذا، أعني يا بن أم خفف بحذف الألف من المضاف إليه، والفتحة في {يا ابْنَ}على هذا نصب، وهو نصب المنادى المضاف، فهو حركة إعراب، وكان أصله يا ابن أمي، فأبدل من ياء الإضافة ألف، لما في الألف من مد الصوت، ثم
[الموضح: 850]
حذفت الألف فبقي: يا بن أم.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم- ياش- {يا ابْنَ أُمَّ}بكسر الميم.
والوجه أن ابنًا يجوز أن يكون مع أم كالشيء الواحد على ما سبق، ثم بعد أن جعل معه كالشيء الواحد، أضيف إلى ياء المتكلم، فقيل يا ابن أمي، كما قيل يا خمسة عشري أقبلوا، ثم حذفت الياء، كما تحذف من يا غلام، فبقي يا ابن أم.
ويجوز أن يكون ابن قد أضيف إلى أم، وحذفت الياء من الثاني على أنه لا تحذف الياء من نحو يا غلام غلامي على ما سبق، إلا أنها حذفت ههنا لكثرة الاستعمال). [الموضح: 851]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس