عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (26) ، (27) ]

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قطعًا من اللّيل (27)
[معاني القراءات وعللها: 2/42]
قرأ ابن كثير والكسائي والحضرمي (قطعًا) ساكنة الطاء، وقرأ الباقون (قطعًا) مثقلاً.
قال أبو منصور - من مقرأ (قطعًا من اللّيل) أراد: طائفة من الليل.
ومن قرأ (قطعًا) فهو جمع قطعة - فمن قرأ (قطعًا) جعل (مظلمًا) نعت القطع، ومن قرأ (قطعًا) جعل (مظلمًا) حالاً من الليل، المعنى: أغشيت وجوههم (قطعًا) من الليل في حاله إظلامه). [معاني القراءات وعللها: 2/43]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {كأنما أغشيت وجوههم قطعا} [27].
قرأ ابن كثير والكسائي {قطعا} بإسكان الطاء مثل قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} ومعناه بساعة من الليل تقول العرب: مضى هزيع من الليل، وطبيق من الليل، وهل من الليل، وقطع من الليل. ويجوز أن يكون أراد: قطعًا فأسكن كما تقول: نطع، والأصل نطع.
وقرأ الباقون: {قطعًا} جمع قطعة مثل كسرة وكسر وكسفة وكسف، وقال الفراء رضي الله عنه: {بقطع من الليل} جمع أقطاع، وقال الخليل رضي الله عنه: القطع طائفة من الليل وأنشد:
افتحي الباب فانظري في النجوم = كم علينا من قطع ليل بهيم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/267]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الطاء وإسكانها من قوله [جل وعز]: قطعا من الليل [يونس/ 27].
فقرأ ابن كثير والكسائيّ: قطعا ساكنة الطاء، وقرأ الباقون: قطعا مفتوحة الطاء.
[الحجة للقراء السبعة: 4/268]
قال أبو عبيدة: قطعا من الليل مظلما جماعة قطعة من الليل، وهو بعض الليل، وأتيته بقطع: أي بساعة من الليل، وقطع وأقطاع.
قال أبو علي: القطع: الجزء من الليل الذي فيه ظلمة يدلّ على ذلك قوله تعالى: وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل [الصافات/ 138]، فقوله: وبالليل خلاف الإصباح الذي هو الوضح، فقوله: وبالليل يراد به الظلمة، والمعنيان في اللفظتين يتقاربان، وإن اختلفا، وذلك أن المراد وصف وجوههم بالسواد، كقوله سبحانه: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة [الزمر/ 60]. وقيل في قوله: يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام [الرحمن/ 41]: إنه سواد الوجوه، وزرقة الأعين في قوله: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا [طه/ 102]، فإذا أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل اسودّت وجوههم منه، كما أنها إذا أغشيت قطعا- التي هي جمع قطعة- اسودّت منها.
فأما قوله سبحانه: مظلما إذا أجريته على قطع
[الحجة للقراء السبعة: 4/269]
فيحتمل نصبه وجهين: أحدهما: أن يكون صفة للقطع، وهو أحسن، لأنه على قياس قوله: وهذا كتاب أنزلناه مبارك [الأنعام/ 92 - 155] وصف الكتاب بالمفرد بعد ما وصف بالجملة، وأجري على النّكرة. ويجوز أن تجعله حالا من الذّكر الذي في الظّرف في قوله: من الليل، ولكن يكون مظلما صفة للقطع، ولا يكون حالا من الذكر الذي في الظرف.
ومن قرأ: قطعا لم يكن مظلما صفة للقطع، ولا حالا من الذكر الذي في قوله: من الليل، ولكن يكون حالا من الليل، والعامل في الحال ما يتعلق به من الليل وهو الفعل المختزل.
ومثل ذلك في إرادة الوصف بالسواد قوله:
ألا طرقت ليلى بنيّان بعد ما... طلى الليل بيدا، فاستوت، وإكاما
أي: اسودّت لظلمة الليل، وقال الآخر:
[الحجة للقراء السبعة: 4/270]
ودوّيّة مثل السّماء اعتسفتها... وقد صبغ الليل الحصى بسواد
أي: سوّدتها الظلمة). [الحجة للقراء السبعة: 4/271]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كأنّما أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل مظلما}
قرأ الكسائي وابن كثير {قطعا من اللّيل} ساكنه الطّاء وإسكانه على وجهين أحدهما أن تريد أن تجمع قطعة قطعا كما تقول في سدرة وسدر وبسرة وبسر وإن شئت جعلت القطع واحدًا تريد ظلمة من اللّيل أو بقيّة من سواد اللّيل وقوله {مظلما} من نعت القطع
وقرأ الباقون قطعا بفتح الطّاء جمع قطعة مثل خرقة وخرق وكسرة وكسر وإنّما اختاروا الجمع لأن معنى الكلام كأنّما أغشي وجه كل إنسان منهم قطعة من اللّيل ثمّ جمع ذلك لأن الوجوه جماعة وجعلوا {مظلما} حالا من اللّيل المعنى أغشيت وجوههم قطعا من اللّيل في حال ظلمته
اعلم أن من حرك الطّاء جعل مظلما حالا لليل كما ذكرنا لأنّه لو كان من نعت القطع كانت مظلمة لأن القطع جمع). [حجة القراءات: 330]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قطعًا من الليل} قرأه ابن كثير والكسائي بإسكان الطاء، وفتحها الباقون.
وحجة من فتح أنه جعله جمع «قطعة» كـ «دمنة ودمن» ففيه معنى المبالغة في سواده وجوه الكفار، ويكون «مظلمًا» حالا من «الليل» ولا يكون حالًا من «القطع»، ولا من الضمير في الليل، لأن ذلك جمع و«مظلمًا» واحد.
12- وحجة من أسكن أنه أجراه على التوحيد أنه بعض الليل، فيكون «مظلمًا» صفة لـ «قطع» أو حالًا من الضمير في «من الليل»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/517]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ} [آية/ 27] بسكون الطاء:
قرأها ابن كثير والكسائي ويعقوب.
والوجه أن القطع بكسر القاف وسكون الطاء هو الجزء من الليل، يقال أتاني بعد قطع من الليل، أي بعد جزءٍ وساعةٍ منه، وقوله {مُظْلِمًا} على هذا صفة لقوله {قِطَعًا}.
ويجوز عند أبي علي أن يكون حالاً من الضمير الذي في الجار والمجرور، وتقديره: قطعًا يكون من الليل مظلمًا، فقوله {مُظْلِمًا} حال من الضمير المقدر في الجار والمجرور، وذاك: هو.
[الموضح: 621]
وقرأ الباقون {قِطَعًا} بفتح الطاء.
والوجه أن القطع بفتح الطاء جمع قطعة، والمراد بعض الليل، والمعنيان في القراءتين متقاربان؛ لأنه أراد أن وجوههم لسوادها كأنها أغشيت بعضًا من الليل، فأما قوله {مُظْلِمًا} في هذه القراءة فإنه حال من الليل، ولا يكون صفة للقطع؛ لأنها جمعٌ، فهو مؤنث، و{مُظْلِمًا} واحد، فهو مذكر، فلا يكون صفة لها، ولا يكون أيضًا حالاً من الضمير في الجار والمجرور كما سبق في القراءة الأولى؛ لأن الضمير فيه ضمير القطع وهي جمع، و{مُظْلِمًا} واحد، فلا يكون حالاً من ضمير الجمع، فقد وضح أنه لا يكون إلا حالاً من الليل). [الموضح: 622]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس