عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 04:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن تنصروا الله} فيه حذف مضاف، أي: دين الله ورسوله، والمعنى: تنصروه بجدكم واتباعكم وإيمانكم، ينصركم بخلق القوة لكم والجرأة وغير ذلك من المعارف. وقرأ جمهور الناس: "ويثبت" بفتح التاء المثلثة وشد الباء، وقرأ المفضل عن عاصم: "ويثبت" بسكون الثاء وتخفيف الباء، وهذا التثبيت هو في مواطن الحرب على الإسلام، وقيل: على الصراط في القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 642]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فتعسا لهم} معناه: عثارا لهم وهلاكا، وهي لفظة تقال للكافر، ومنه قول الشاعر:
يا سيدي إن عثرت خذ بيدي ... ولا تقل: لا ولا تقل تعسا
وقال الأعشى في هذا المعنى:
بذات لوت عفرناة إذا عثرت ... فالتعس أدنى لها من أن أقول: لعا
ومنه قول أم مسطح لما عثرت في مرطها: تعس مسطح، قال ابن السكيت: التعس: أن يخر على وجهه، و"تعسا" مصدر نصبه فعل مضمر). [المحرر الوجيز: 7/ 642-643]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كرهوا ما أنزل الله} يريد القرآن، وقوله سبحانه: {فأحبط أعمالهم} يقتضي أن أعمالهم في كفرهم التي هي بر مقيدة محفوظة، ولا خلاف أن الكافر له حفظة يكتبون سيئاتهم، واختلف الناس في حسناتهم، فقالت فرقة: هي ملغاة، يثابون عليها بنعم الدنيا فقط، وقالت فرقة: هي محصاة من أجل ثواب الدنيا، ومن أجل أن [الكافر] قد يسلم فينضاف ذلك إلى حسناته في الإسلام، وهذا أحد التأويلين في قول النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: "أسلمت على ما سلف لك من خير"، فقوم قالوا: تأويله: أسلمت على أن يعد لك ما سلف من خير، وهذا هو التأويل الذي أشرنا إليه، وقالت فرقة: معناه: أسلمت على إسقاط ما سلف لك من خير، إذ قد ثوبت عليه بنعم دنياك، وذكر الطبري أن أعمالهم التي أخبر في هذه الآية بحبطها هي عبادتهم الأصنام وكفرهم، ومعنى "أحبط": جعلها من العمل الذي لا يزكو ولا يعتد به، فهي لذلك كالذي أحبط).[المحرر الوجيز: 7/ 643-644]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها * ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم * إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم * وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}
قوله تعالى: {أفلم يسيروا} توقيف لقريش وتوبيخ، والذين من قبلهم يريد ثمود وقوم لوط وقوم شعيب وأهل السد وغيرهم، و"الدمار": الإفساد وهدم البناء وإذهاب العمران، وقوله تعالى: {دمر الله عليهم} من ذلك، والضمير في قوله تعالى: "أمثالها" يحتمل أن يعود على العاقبة المذكورة، ويصح أن يعود على الفعلة التي يتضمنها قوله تعالى: {دمر الله عليهم}).[المحرر الوجيز: 7/ 644]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك بأن} ابتداء وخبر في "أن"، وهذه الآية نزلت يوم أحد، ومنها انتزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رده على أبي سفيان حين قال له: "الله مولانا ولا مولى لكم"). [المحرر الوجيز: 7/ 644]

رد مع اقتباس