عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (12) إلى الآية (15)]
{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) }


قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}
قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة ابن عباس وعبد الله بن عمرو الجحدري وعبد الله بن عبيد بن عمير: [جَمِيعًا مِنَّةً]، منصوبة، منونة.
وقرأ: [جَمِيعًا مَنُّه] -سلمة -فيما حكاه ورويته عنه- أبو حاتم.
قال أبو الفتح: أما [منة] فمنصوب على المصدر بما دل عليه قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}؛ لأن ذلك منه "عز اسمه" منة منها عليهم، فكأنه قال: من عليهم منة. ومن نصب وميض البرق من قولهم: تبسمت وميض البرق بنفس تبسمت، لكونه في معنى أومضت -نصب أيضا "منة" بنفس سخر لكم، على ما مضى.
وأما "منة" بالرفع فحمله أبو حاتم على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك، أو هو "منة"، كذا قال. ويجوز أيضا عندي أن يكون مرفوعا بفعله هذا الظاهر، أي: سخر لكم ذلك "منة" كقولك: أحياني إقبالك علي، وسدد أمري حسن رأيك في؛ فتعمل فيه هذا اللفظ الظاهر، ولا تحتاج إلى إبعاد التناول واعتقاده ما ليس بظاهر). [المحتسب: 2/262]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ليجزي قومًا)
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (لنجزي قومًا) بالنون.
وقرأ الباقون (ليجزي قومًا) بالياء.
قال أبو منصور: الفعل لله في القراءتين، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 2/376]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ليجزي قومًا} [14].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/312]
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر بالنون. الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون بالياء، أي: قل لهم يا محمد: ليجزي الله قومًا.
وفيها قراءة ثالثة حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد قال: قرأ أبو جعفر: {ليجزي قومًا} على ما لم يسم فاعلة.
فإن قيل: لم نصب قومًا؟
فقل: أضمر المصدر، والتقدير: ليجزي الجزاء قومًا.
فإن قيل: لم أسكن الياء في ليجزي قومًا على ما لم يسم فاعله، واللام لام كي؟
فالجواب في ذلك: أن هذه الياء، وإن كانت مكتوبة في الخط ياء فإنها ألف منقلبة من الياء، والأصل: ليجزي مثل ليضرب فصارت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال، قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: لنجزي قوما بالنون [الجاثية/ 14].
وقرأ الباقون بالياء.
حجّة الياء: أنّ ذكر الله عزّ وجلّ قد تقدّم في قوله: لا يرجون أيام الله [الجاثية/ 14] فيكون فاعل يجزي، ومن قرأه بالنون، فالنون في معنى الياء، وإن كانت الياء أشدّ مطابقة لما في اللّفظ). [الحجة للقراء السبعة: 6/174]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} 14
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ (لنجزي قوما) بالنّون على إخبار الله عن نفسه أي نحن نجزي وحجتهم قوله {ذلك جزيناهم بما كفروا} وقرأ الباقون {ليجزي} بالياء أي ليجزي الله
[حجة القراءات: 660]
وحجتهم أن ذكر الله قد تقدم في قوله {لا يرجون أيّام الله} فيكون فاعل {يجزى} ). [حجة القراءات: 661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ليجزي قومًا} قرأه ابن عامر وحمزة والكسائي بالنون، على معنى الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالجزاء، فهو المجازي كلا بعمله وقرأ الباقون بالياء، ردوه على ذكر اسم المتقدم في قوله: {لا يرجون أيام الله} ثم قال: {ليجزي قومًا}، أي: ليجزي الله قومًا، وهو الاختيار، لقرب الاسم منه، ولأنه أيضًا إخبار عن الله جل ذكره بالجزاء كالأول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/268]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {لِنَجْزِيَ قَوْمًا} [آية/ 14] بالنون:-
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي.
[الموضح: 1168]
والوجه أن الله تعالى قد أخبر أنه يجزيهم بما كانوا يكسبون فأخبر بالنون على سبيل التعظيم في الإخبار عن النفس، وقد مضى مثله.
وقرأ الباقون {لِيَجْزِيَ} بالياء.
والوجه أنه إخبار عن الله تعالى وقد تقدم ذكر اسمه في قوله تعالى {يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ الله} فالضمير عائد إليه). [الموضح: 1169]

قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس