عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (58) إلى الآية (60) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثلاث عوراتٍ لكم (58)
[معاني القراءات وعللها: 2/211]
قرأ أبو بكر عن عاصم، وحمزة، والكسائي (ثلاث عوراتٍ) نصبًا.
وقرأ الباقون (ثلاث عوراتٍ) بالرفع.
قال أبو منصور: من نصب (ثلاث عورات) فهو يتبع الصفة.
المعنى: ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم وكذا وكذا في أوقات ثلاث عورات.
ومن قرأ (ثلاث عوراتٍ)، أراد: هذه الخصال وقت العورات.
هكذا قال الفراء.
وتلك الخصال قوله: (من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظّهيرة ومن بعد صلاة العشاء)
أي: هذه الأوقات ثلاث عورات واختار الفراء الرفع لهذه العلة، أراد خلوة الرجل مع أهله في هذه الأوقات، وتكشّف عوراتهما فيها). [معاني القراءات وعللها: 2/212]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {ثلاث عورات لكم} [58].
قرأ أهل الكوفة إلا حفصًا: بالنصب ردًا على ما قبله، أي: فليستأذنوا ثلاث مرات.
وقرأ الباقون: بالرفع على الابتداء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/114]
قال ابن مجاهد: واتفق الناس على إسكان الواو في {عورات} ولا يجوز غير ذلك. فقلت له: قرأ الأعمش {ثلاث عورات} بفتح الواو. فقال: هو غلط.
قال أبو عبد الله: إن كان جعله غلطًا من جهة الرواية فقد أصاب. وإن كان غلطه من جهة العربية فليس غلطًا؛ لأن المبرد ذكر أن هذيلا من طابخة يقولون في جمع جوزة ولوزة وعورة: عورات ولوزات وجوزات.
وأجمع النحويون أن الإسكان أجود؛ ليفرق بين الصحيح والمعتل؛ لأن الواو إذا تحركت، وانفتح ما قبلها صارت ألفًا. فوجب أن يقال: عارات، وجازات، ولازات، وذوات الياء نحو بيضة، وبيضات فيها ما في ذوات الواو، والاختيار الإسكان، ألا ترى أن قوله: {في روضات الجنات} ما قرأ أحد روضات، وكذلك عورات مثل روضات). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/115]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ التاء وفتحها من قوله تعالى: ثلاث عورات [النّور/ 58]. فقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: ثلاث عورات نصبا.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: ثلاث عورات رفعا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/332]
[قال أبو علي]: من رفع فقال: ثلاث عورات كان خبر ابتداء محذوف لما قال: الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات [النور/ 58] وفصل الثلاث بقوله: من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء [النور/ 58]، فصار كأنّه قال: هذه ثلاث عورات، فأجمل بعد التفصيل. ومن قال: (ثلاث عورات) جعله بدلا من قوله (ثلاث مرات). فإن قلت: إنّ قوله: (ثلاث مرّات) زمان بدلالة أنّه فسر بزمان وقوله: من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون... ومن بعد صلاة العشاء وليس العورات بزمان فكيف يصح البدل منه، وليس هي هي.
قيل: يكون ذلك على أن يضمر الأوقات، كأنّه قال: أوقات ثلاث عورات، فلمّا حذف المضاف إليه بإعراب المضاف فعلى هذا يوجّه.
قال: ولم يختلف في إسكان الواو من عورات.
[قال أبو علي] واحد العورات: عورة، وحكم ما كان على فعلة من الأسماء أن تحرّك العين منه في فعلات نحو: صحيفة وصحفات، وجفنة، وجفنات، إلّا أنّ التحريك فيما كان العين منه ياء، أو واوا كرهه عامة العرب، لأنّ العين بالتحريك، تصير على صورة ما يلزمه الانقلاب من كونه متحركا بين متحركين، فكرهوا ذلك وعدلوا عنه إلى الإسكان، فقالوا: عورات، وجوزات وبيضات، ومثل هذا في اطراد التحريك
[الحجة للقراء السبعة: 5/333]
في الصحيح وكراهيته في المعتل قولهم في حنيفة: حنفي، وفي جديلة وربيعة: جدلي وربعي، فإذا أضافوا إلى مثل طويلة وحويزة، قالوا: طويلي، وحويزي، كراهة طولي وحوزي لأنّه يصير على ما يجب فيه القلب، وكذلك قالوا في شديدة شديدي، ورفضوا شددي الذي آثروا نحوه في ربعي كراهة التقاء التضعيف). [الحجة للقراء السبعة: 5/334]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليستأذنكم الّذين ملكت أيمانكم والّذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم} 58
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {ثلاث عورات لكم} نصبا جعلوه بدلا من قوله {ثلاث مرّات} و{ثلاث مرّات} نصب على الظّرف فإن قلت إن قوله {ثلاث مرّات} وزمان بدلالة أنه فسر بزمان وهو قوله {من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء} وليس العورات بزمان فكيف يصح وليس هذه هن
قيل يكون ذلك على أن يضمر الأوقات كأنّه قال أوقات
[حجة القراءات: 505]
ثلاث العورات فلمّا حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعراب المضاف والعورات جمع عورة وحكم ما كان على فعله من الأسماء تحريك العين في الجمع نحو حفنة وحفنات إلّا أن عامّة العرب كرهوا تحريك العين فيما كان عينه واوا أو ياء لما كان يلزم من الانقلاب إلى الألف فأسكنوا وقالوا عورات وبيضات وهذيل حركوا العين منها فقالوا عورات وأنشد بعضهم:
أخو بيضات رائح متأوب ... رفيق بمسح المنكبين سبوح
فحرك الياء من بيضات ومن قرأ (يضعن من ثيابهن) فلأنّه لا يوضع كل الثّياب وإنّما يوضع بعضها وروي عن أبي عبد الله عليه السّلام أنه قال هو الجلباب إلّا أن يكون أمة فليس عليها جناح أن تضع خمارها
قال الزّجاج {ثلاث عورات} بالنّصب على معنى ليستأذنكم ثلاث عورات
[حجة القراءات: 506]
وقرأ الباقون {ثلاث عورات} جعلوه خبر ابتداء محذوف كما قال {والّذين لم يبلغوا الحلم منكم} ثلاث مرّات وفصل الثّلاث بقوله {من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء} فكأنّه قال هي ثلاث عورات فأجمل بعد التّفصيل). [حجة القراءات: 507]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (33- قوله: {ثلاث عورات} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالنصب، على البدل من «ثلاث مرات» على تقدير: أوقات ثلاث عورات، ليكون المبدل والمدل منه وقتا، وقرأ الباقون بالرفع على إضمار مبتدأ، أي: هذه ثلاث عورات، أي أوقات ثلاث عورات، أي: تظهر فيها العورات، فجعل الأوقات عورات لظهور العورات فيها اتساعًا، كما قال: ليلك قائم ونهارك صائم، لما كان القيام والصيام فيهما، جعلوا لهما الصيام والقيام، ومثله: {بل مكر الليل والنهار} «سبأ 33» أضاف المكر إلى الليل والنهار، لأنه فيهما يكون، وكل هذا اتساع في الكلام، إذ المعنى لا يُشكل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/143]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ} [آية/ 58] بالنصب:
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ياش-.
والوجه أن {ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ} بدل من قوله {ثَلَاثَ مراتٍ}، و{ثَلَاثَ مراتٍ} ههنا ظرف زمان؛ لأنها ثلاثة أزمنة، ألا ترى أنه فسرها بالأزمنة فقال تعالى {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} فأبدل {ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ} منها على إضمار الوقت، وتقديره: ثلاث أوقات عوراتٍ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، فلذلك أنّث الثلاث.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ} بالرفع.
والوجه أنه خبر مبتدأٍ محذوف، وتقديره هذه الأوقات المذكورة ثلاث عورات، أي ثلاثة أوقات عورات). [الموضح: 923]

قوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)}
قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس