عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (41) إلى الآية (46) ]
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعر: (ثمّ يؤلّف بينه (43)
روى ورش عن نافع، والأعشى عن أبي بكر (ثمّ يولّف بينه) بغير همز والباقون يهمزون.
قال الأزهري: (يؤلف) في الأصل مهموز، فمن خفف جعله واوًا.
وقال الأصمعي: يقال للبرق إذا تتابع لمعانه: وليف، وولاف، وقد ولف يلف وليفا، وهو مخيل للمطر.
وقال غيره: الوليف: أن يلمع لمعتين لمعتين.
وقال صخر الغي:
بشمّاء بعد شتات النّوى... وقد بتّ أخيلت برقاً وليفا
وأنشد ابن الأعرابي لرؤبة:
ويوم ركض الغارة الولاف
قال ابن الأعرابي: أراد بالولاف: الاعتزاء والاتصال.
[معاني القراءات وعللها: 2/210]
قال أبو منصور: قال العجاج.
وربّ هذا البلد المحرم... والقاطنات البيت غير الدّيّم
أوالفًا مكة من ورق الحم.
أراد بالحم: الحمام، فرخم، فقال: الحمم، ثم حذف إحدى الميمين فقال: الحم). [معاني القراءات وعللها: 2/211]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: ورش عن نافع: لا يهمز يولف [النور/ 43]. [و] قالون
[الحجة للقراء السبعة: 5/330]
يهمز، وكذلك الباقون.
إذا كان من: ألّفت بين الشيئين، إذا جمعت، فالأصل في الكلمة الهمز، فتقول: يؤلف، إذا حقّقت، وإذا خفّفت، أبدلت منها الواو كما أبدلتها في قولهم: التّؤدة حين قلت: التّودة. وفي: جؤن حيث قلت: جون. فالتّحقيق والتّخفيف حسنان، ولا يختلف النحويون في قلب هذه الهمزة واوا إذا خففت). [الحجة للقراء السبعة: 5/331]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مُصّرِّف: [سَنَاءُ بَرْقِهِ].
قال أبو الفتح: السناء، ممدودا: الشرف، يقال: رجل ظاهر النبل والسناء. والسنى مقصورا: الضوء. وعليه قراءة الكافة: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ}، أي: ضوء برقه. وأما [سناء برقه] فقد يجوز أن يكون أراد المبالغة في قوة ضوئه وصفائه، فأطلق عليه لفظ الشرف. كقولك: هذا ضوء كريم، أي: هو غاية في قوته وإنارته، فلو كان إنسانا لكان كريما شريفًا ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: [يُذْهِبُ]، بضم الياء.
قال أبو الفتح: الباء زائدة، أي يذهِبُ الأبصار. ومثله في زيادة الباء في نحو هذا قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقول الهذلي:
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أي: شربن ماء البحر، وإن كان قد قيل: إن الباء هنا بمعنى في، أي: في لجج البحر.
[المحتسب: 2/114]
والمفعول محذوف، معناه شربن الماء في جملة ماء البحر. وفي هذا التأويل ضرب من الإطالة والبعد، واعلم منْ بعدُ أن هذه الباء إنما تزاد في هذا النحو كقوله: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار}، {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} لتوكيد معنى التعدي. كما زيدت اللام لتوكيد معنى الإضافة في قولهم:
يا بُؤسَ لِلْجَهْلِ ضَرَّارًا لِأَقْوَامِ
وكما زيدت الياءان لتوكيد معنى الصفة في أَشقريٌّ ودَوَّارِيٌّ وكَلَّابِيٌّ، وكما زيدت التاء لتوكيد معنى التأنيث في فَرَسَة وعَجُوزَة، فاعرف ذلك، ولا ترين الباء في: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار} مزيدة زيادة ساذجة. وإن شئت حملته على المعنى. حتى كأنه قال: يكاد سنى برقه يلْوِي بالأبصار أو يستأثر بالأبصار على ما مضى من قوله تعالى : {الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ). [المحتسب: 2/115]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {يُوَلِّفُ بَيْنَهُ} [آية/ 43] غير مهموز:
قرأها نافع ياش-.
والوجه في تخفيف هذه الهمزة وأمثالها قد تقدم، لكنا نقول: الأصل في الكلمة الهمزة، لكنها إذا خففت أبدلت منها الواو، كما تبدل منها في قولهم التؤدة والجؤن، فقالوا التودة والجون بالواو، والفعل من التأليف وهو الجمع، يقال ألفت بين الشيئين إذا جمعت بينهما.
وقرأ الباقون و-ن- و-يل- عن نافع {يُؤَلِّفُ} بالهمزة.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأصل في الهمزة التحقيق). [الموضح: 918]

قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {والله خلق كل دآبة من ماء} [45].
قرأ حمزة، والكسائي {خلق كل دآبة} على فاعل، وهو مضاف إلى ما بعده.
وقرأ الباقون {خلق} فعل ماض. «وكل» نصب مفعول. و«من» جر فإن موضع «كل» منصوب في المعنى، وإن كان جرا في اللفظ كما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/110]
تقول: هذا راكب فرس. والأصل راكب فرسًا. ولو قرأ قارئ: والله خلق كل دابة كان سائغا في النحو مثل: {كشفت ضرة} إلا أن القراءة سنة لا تحمل على قياس العربية إنما يتبع به الأئمة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/111]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حمزة والكسائي: (والله خالق كل دابة) [النور/ 45] بألف، وقرأ الباقون: خلق كل دابة بغير ألف.
حجّة من قال: (خالق) قوله: الله خالق كل شيء [الزمر/ 62] وقوله: لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه [الأنعام/ 102]، ومن قال: خلق فلأنّه فعل ذلك فيما مضى، وحجّته قوله: ألم تر أن الله خلق السموات والأرض [إبراهيم/ 19] وقوله: خلق كل شيء فقدره تقديرا [الفرقان/ 2] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/326]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والله خلق كل دابّة من ماء}
قرأ حمزة والكسائيّ والله خالق كل دابّة من ماء على فاعل وهو مضاف إلى ما بعده
وقرأ الباقون {خلق كل دابّة} وحجتهم أن المقصود من ذلك هو التّنبيه على الاعتبار بما بعد الفعل من المخلوقات وإذا كان ذلك كذلك فأكثر ما يتأتي فيه الفعل على فعل وهذا الموضع موضعه كما قال {الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها} وقال {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} فنبههم بذلك أن يعتبروا ويتفكروا في قدرته فكذلك قوله {والله خلق كل دابّة من ماء}
[حجة القراءات: 502]
وحجّة من قرأ (خالق كل دابّة) فلفظ قوله {خالق} أعم وأجمع لأنّه يشتمل على ما مضى وما يحدث ممّا هو كائن ويدل عليه قوله {خالق كل شيء فاعبدوه} ). [حجة القراءات: 503]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (24- قوله: {خلق كل دابة} قرأه حمزة والكسائي «خالق» بألف والرفع، {كل} بالخفض على إضافة «خالق» إلى {كل} وهو بمعنى الماضي، فحقه الإضافة؛ لا يجوز فيه التنوين، لأنه أمر قد مضى وانقضى، فظهر ما خلق من الدواب عند خلقه تعالى لها، دليله إجماعهم على قوله: {لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه} «الأنعام 102» وقرأ الباقون {خلق} على الفعل الماضي، ونصبوا «كلا» به، دليلهم إجماعهم على قوله: {ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض} «إبراهيم 19»، {وخلق كل شيء فقدره} «الفرقان 2» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/140]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وَالله خَالِقُ كُلِّ دَابَّة} [آية/ 45] بالألف من {خَالِقُ} وخفض {كُلِّ} على الإضافة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن خالقًا فاعلٌ، وقد أضيف إلى {كُلّ} إضافةً محضةً؛ لأنه بمعنى المضي، والمعنى: خلق كل دابةٍ من ماءٍ؛ لأنه تعالى احتج عليهم بذلك، ولا يكون دليلًا عليهم إلا ما تقدم خلقه له فشاهدوه. فخالق ههنا
[الموضح: 918]
معنى خلق، فهذه القراءة كالقراءة الأخرى في المعنى.
وقرأ الباقون {خَلَقَ} بغير ألف على فعل.
والوجه ظاهر، وهو أن {خَلَقَ} فعلٌ ماضٍ، و{كُلَّ دَابَّة} مفعول به). [الموضح: 919]

قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس