عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (95) إلى الآية (98) ]
{ قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) }

قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)}

قوله تعالى: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال بصرت بما لم تبصروا به (96)
قرأ حمزة والكسائي (بما لم تبصروا به) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء أراد بصرت بالذي لم تبصروا به أنتم، خاطب أصحابه.
ومن قرأ بالياء أراد: بصرت بالذي لم يبصروا به. ويقال: بصر الرجل يبصر إذا صار عليما بالشيء، وأبصر يبصر، إذا نظر, والتأويل: علمت بما لم تعلموا به). [معاني القراءات وعللها: 2/158]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (27- وقوله تعالى: {بما لم تبصروا به} [96].
قرأ حمزة والكسائي بالتاء جعلاه خطابًا.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب.
وكان السامري بصر بأثر حافر فرس جبريل عليه السلام، فتناول منه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/52]
قبصة، وهي الأخذ بأطراف الأصابع، كذلك قرأها الحسن.
وقرأ الناس، {فقبضت قبضته}، وهي بالكف، فوقع في نفسه أن ألقاه على جماد حي فعهد إلى حلى، وفضة، وذهب، وحديد، مما كان بقى من أصحاب فرعون الذين أغرقهم الله. فأذابه حتى خلص الذهب، فأتخذ عجلاً جسدًا له خوار، وألقى القبضة فيه فخار العجل، ونطق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/53]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: بما لم يبصروا به [طه/ 96] في الياء والتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/248]
فقرأ حمزة والكسائي: (تبصروا) بالتاء.
وقرأ الباقون: يبصروا بالياء.
من قال: يبصروا وهو قراءة الأكثر فيما زعم بعضهم، أي: لم يبصر به بنو إسرائيل. ومن قال: (تبصروا به) صرف الخطاب إلى الجمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/249]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود وأُبي بن كعب وعبد الله بن الزبير ونصر بن عاصم والحسن وقتادة وابن سيرين -بخلاف، وأبي رجاء: [فَقَبَصْتُ قَبْصْةً]، بالصاد فيهما.
وقرأ: [قُبْصْةً]، بالصاد وضم القاف الحسن، بخلاف.
قال أبو الفتح: القبض بالضاد معجمة باليد كلها، وبالصاد غير معجمة بأطراف الأصابع. وهذا مما قدمت إليك في نحوه تقارب الألفاظ لتقارب المعاني، وذلك أن الضاد لتفشيها واستطالة مخرجها ما جعلت عبارة عن الأكثر، والصاد لصفائها وانحصار مخرجها وضيق محلها ما جعلت عبارة عن الأقل. ولعلنا لو جمعنا من هذا الضرب ما مر بنا منه لكان أكثر من ألف موضع
[المحتسب: 2/55]
هذا مع أننا لا نتطلبه ولا نتقرى مواضعه، فكيف لو قصدنا وانتحينا وجهه وحراه؟ نسأل الله أن يجعل ما علمنا منه لوجهه مدنيا من رضاه، ومبعدا من غضبه بقدرته وماضي مشيئته.
وأما "القبصة" بالضم فالقدر المقبوص، كالحسوة للمحسوّ، والحسوة فعلك أنت، والقبضة والقبصة جميعا على ذلك إنما هما حدثان موضوعان موضع الجثة، كالخلق في معنى المخلوق، وضرب الأمير، ونسج اليمن، في معنى مضروبه ومنسوجه). [المحتسب: 2/56]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال يا ابن أم} {قال بصرت بما لم يبصروا به} 94 و96
قرأ حمزة والكسائيّ (بما لم تبصروا به) بالتّاء أي بصرت بما لم تبصر به أنت يا موسى ولا قومك فأخرجا الكلام على ما جرى به الخطاب قبل ذلك وهو قوله {قال فما خطبك يا سامري}
وقرأ الباقون {بما لم يبصروا به} بالياء أي علمت ما لم يعلم بنو إسرائيل وحجتهم في ذلك أن الخبر إنّما جرى من السامري لموسى ما كان في غيبته من الحدث عمّا فعله ببني إسرائيل فخاطب موسى بخبر عن غيب فعله قال {يا ابن أم} وقد ذكرت في سورة الأعراف). [حجة القراءات: 462] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {بما لم يبصروا به} قرأه حمزة والكسائي بالتاء، رداه على الخطاب في قوله: {فما خطبك} «95» وقرأ الباقون بالياء على الغيبة أي: بما لم يبصر به بنو إسرائيل، والياء أولى، لأن المخاطب وهو موسى عليه السلام لم يكن حاضرًا، إذ قبض السامري القبضة، ولأن الأكثر على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/105]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ تَبْصُرُوا}[آية/ 96] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على المخاطبة، إدخالاً للجميع في الخبر.
وقرأ الباقون {يَبْصُرُوا}بالياء على الغيبة، والمعنى لم يبصر به بنو إسرائيل). [الموضح: 851]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {فَنَبَذْتُهَا}[آية/ 96] بالإدغام:
قرأها أبو عمرو وحمزة والكسائي.
والوجه أن مخرج الذال ومخرج التاء متقاربان، فلذلك أدغموا الذال في التاء.
[الموضح: 852]
وقرأ الباقون {فَنَبَذْتُهَا}بالإظهار.
والوجه أن مخرجيها متغايران وإن تقاربًا؛ لن كل واحدٍ منهما من حيزٍ غير حيز الآخر، وقد ذكرنا مثله). [الموضح: 853]

قوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (موعدًا لن تخلفه (97)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (لن تخلفه) بكسر اللام، وقرأ الباقون بفتح اللام.
قال أبو منصور: من قرأ (لن تخلفه) بفتح اللام فالمعنى: يكافئك الله على ما فعلت يوم القيامة، واللّه لا يخلف الميعاد.
ومن قرأ (لن تخلفه) فالمعنى: أنك تبعث وتوافي يوم القيامة لا تقدر على غير ذلك ولا تخلفه.
وكل ذلك جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/158]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (28- وقوله تعالى: {لن تخلفه} [97].
قرأ ابن كثيرٍ، وأبو عمرو {لن تخلفه} بكسر اللام.
وقرأ الباقون {لن تخلفه} على ما لم يسم فاعله؛ فيكون المخلف غير المخاطب. والهارء كنابة عن الموعد، وهو المفعول والفاعل لم يذكر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/53]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في قوله: لن تخلفه [طه/ 97] في فتح اللام وكسرها.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (لن تخلفه) بكسر اللام.
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: لن تخلفه بفتح اللام.
اختلفت يتعدّى إلى مفعولين، ولن تخلفه مثل لن تعطاه، لما أسندت الفعل إلى أحد المفعولين، فأقمته مقام الفاعل بقي الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد، وفاعل الفعل الذي هو تخلف: الله سبحانه، أو موسى، ومعناه: سنأتيك به ولن يتأخر عنك. و (لن تخلفه) أي: ستأتيه ولا مذهب لك عنه، وهو وعيد، وهذا المعنى في القراءة الأولى أبين). [الحجة للقراء السبعة: 5/249]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي حيوة: [لا مَسَاسِ].
قال أبو الفتح: أما قراءة الجماعة: {لا مِسَاسَ} فواضحة؛ لأنه المماسَّة: مَاسَسْتُهُ مِسَاسًا كضَاربْتُه ضَرابًا، لكن في قراءة من قرأ: [لا مَسَاسِ] نظرا؛ وذلك أن "مساسِ" هذه كنَزَالِ ودَرَاكِ وحَذَارِ، وليس هذا الضرب من الكلام -أعني ما سمي به الفعل- مما تدخل "لا" النافية للنكرة عليه، نحو لا رجل عندك ولا غلام لك فـ"لا" إذًا في قوله: [لا مَسَاسِ] نفي للفعل، كقولك: لا أمسّك ولا أقرب منك، فكأنه حكاية قول القائل: مَساسِ كدَراكِ ونَزالِ، فقال: لا مَساسِ، أي: لا أقول: مساس، وكان أبو علي ينعم التأمل لهذا الموضع لما ذكرته لك، وقال الكميت:
لا هَمَامِ لِي لا هَمَامِ
أي: لا أقولُ: هَمَامِ، فكأنه من بَعدُ لا أهمّ بذلك، ولا بد من الحكاية أن تكون مقدرة. ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول: لا أضربُ، فتنفي "بلا" لفظ الأمر؛ لتنافي اجتماع الأمر والنهي. فالحكاية إذا مُقدَّرة مُعتقَدة.
[المحتسب: 2/56]
فإن قال قائل: فأنت لا تقول: مساسِ في معنى امسس. فياليت شعري ما الذي بنيت؟ قيل: ليس هذا أول معتقد معتزم تقديرا. وإن لم يخرج إلى اللفظ استعمالا. ألا ترى إلى ملامحَ وليالٍ في قول سيبويه ومذاكير ومشابِه: لا آحاد لها مستعملة. وإنما هي مرادة متصورة معتقدة، فكأن الواحد ملمحة ومشبَهْ وليلاة ومِذكار أو مِذكير أو نحو ذلك، فكذلك "لا مساسِ"، جاء على أنه قد استعمل منه في الأمر مساسِ فنفى على تصور الحكايةِ والقولِ وإن لم يأت به مسموع، ونظائرُه كثيرةٌ، وكذلك القول في "همامِ" من بيت الكميت). [المحتسب: 2/57]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف: [لَنْ نُخْلَفَهُ] بالنون.
وقرأ: [لَنْ يَخْلُفَهُ] أبو نهيك.
قال أبو الفتح: أما قراءة الجماعة: {لَنْ تُخْلَفَهُ} فمعناه: لن تصادفه مُخلَفًا، كقول الأعشى:
فَمَضَى وأخلفَ من قُتَيْلَةَ مَوْعِدًا
وقد مضى هذا مستقصى.
وأما [نُخْلِفَهُ] بالنون فتقديره: لن نُخْلِفَكَ إياه، أي: لن ننقض منه ما عقدناه لك. وأما [يَخْلُفَهُ] أي لا يخلُف الموعد الذي لك عندنا ما أنت عليه من محنتك في الدنيا بأن يكون نقيضه ومزيلا لحكمه، بل تكون في الآخرة كحالك في الدنيا. كما قال سبحانه: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا}، وكقوله تعالى : {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا}، ومنه قوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً}، أي: يحضر أحدهما فيخلُف الآخر، بأن ينقض حاله ويستأثر بالأمر دونه. والهاء في "يخلفه" عائدة على [أن تقول لا مَسَاسِ]، أو {لا مِسَاسَ} ). [المحتسب: 2/57]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي وابن عباس عليهما السلام وعمرو بن فائد: [لَنَحَرُقَنَّهُ]، بفتح النون. وضم الراء.
قال أبو الفتح: حرقْتُ الحديدَ: إذا بردتَه، فتحاتَّ وتساقَطَ. ومنه قولهم: أنه لَيَحْرُق عليَّ الأرَّم، أي: يحك أسنانه بعضها ببعض غيظًا عليَّ. قال:
نُيُوبَهم علينا يحرُقُونا
وقال زهير:
أبَى الضيمَ والنعمانُ يحْرُق نابَه ... عليه فأفضَى والسيوفُ معاقِلُهْ
وأنشد أبو زيد، ورويناه عنه:
نُبِّئتُ أحماءَ سُلَيْمَى أنما ... باتُوا غِضَابًا يحرُقون الأرَّما
إن قلتُ أسقَى عاقِلا فأظْلَما ... جَوْنًا وأسقَى الحرتيْنِ الدِّيَما
فكأن [لنَحْرُقَنَّه] على هذا: لنَبْرُدَنَّه ولنَحُتَّنَّه حتًّا، ثُمَّ، لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا.
ومن ذلك عندي تسميتهم هذا الزورق حراقة، وهو كقولهم لها: سفينة؛ لأنها تَسْفِنُ وجه الماء، فكذلك تَحْرُقُه أيضًا). [المحتسب: 2/58]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن لك موعدا لن تخلفه}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إن لك موعدا لن تخلفه) بكسر اللّام أي أنت يا سامري قال اليزيدي قوله {لن تخلفه}
[حجة القراءات: 462]
أي لن تغيب عنه على وجه التهدد أي ستصير إليه مريدا أو كارهًا فلا يكون لك سبيل إلى أن تخلفه فو خبر في معنى وعيد
وقرأ الباقون {لن تخلفه} بفتح اللّام وحجتهم في ذلك أن المعنى في ذلك أن لك من الله موعدا بعذابك على إضلالك بني إسرائيل حين عبدوا العجل لن يخلفكه الله ولكن ينزله فلمّا كان الموعد مسندًا إلى الله جلّ وعز لم يحسن إسناد الخلف إلى السامري إذ كان الخلف إنّما يجري في الكلام ممّن وعد لا من الموعود كما قال الله جلّ وع {وعد الله لا يخلف} الله وعده وكذلك معنى ذلك لن يخلفكه الله ثمّ رد إلى ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 463]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (32- قوله: {لن تخلفه} قرأه أبو عمرو وابن كثير بكسر اللام على معنى: لم يتأخر عنه، فبنى الفعل للفاعل، وهو المخاطب، وفي الكلام مفعول ثان محذوف، تقديره: لن يخلفه الله، أي: لن يخلف الله الموعد، أي:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/105]
لن يتخلف عن الإتيان إلى الموعد، وهو الحشر يوم القيامة، وقرأ الباقون بفتح اللام، بنوا الفعل على ما لم يسم فاعله، أي: لن يخلفك الله الموعد، بل يبعثك إليه من قبرك، والفاعل هو الله جل ذكره أو موسى، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، والفعل في القراءتين يتعد إلى مفعولين، لأنه من أخلفت زيدًا الموعد، فالمعنى: سيأتيك الله بالموعد ولن يتأخر الموعد عنك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/106]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {لَّن تُخْلَفَهُ}[آية/ 97] بكسر اللام:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن أخلفت يتعدى إلى مفعولين يجوز لك الاقتصار على أحدهما،
[الموضح: 851]
فإذا كسر اللام جعل الفعل للمخاطب، واقتصر بالفعل على أحد المفعولين، والمعنى لن تخلف الواعد إياه، أي ستأتيه ولا مذهب لك عنه؛ لأنك تقول: أخلفت الرجل الوعد.
ويجوز أن يكون من أخلفت الموعد: إذا صادفته خلفا،
قال الأعشى:
97- أثوى وقصر ليله ليزودا= ومضى فأخلف من قتيلة موعدا
والمعنى في الآية: لن تجده خلفًا.
وقرأ الباقون {لَّن تُخْلَفَهُ}بفتح اللام.
والوجه أن الفعل بني للمفعول به، وأقيم أحد المفعولين مقام الفاعل، فبقي متعديًا إلى واحدٍ، فقولك {تُخْلَفَهُ}مثل تعطاه في التعدي، والمعنى لن يخلفك الله إياه). [الموضح: 852]

قوله تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد وقتادة: [وَسَّعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا].
[المحتسب: 2/58]
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم: خَرَّقَ كلًّ مصمتٍ بعلمِه؛ لأنه بَطَن كل مُخْفًى ومستبهم، فصار لعلمه فضاء متسعًا، بعد ما كان متلاقيا مجتمعا. ومنه قوله تعالى : {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}. فهذا العمل. وذلك في العلم). [المحتسب: 2/59]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس