عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)}

قوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والجار الجنب... (36)
روى المفضل عن عاصم: (والجار الجنب) بفتح الجيم وسكون النون، ولم يذكر غيره هذه.
وقرأ سائر القراء: (والجار الجنب).
قال أبو منصور: والجار الجنب: الذي ليس بينك وبينه قرابة، يقال للقريب الذي تؤمنه وتجيره: جار جنب أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 1/307]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله: (والصّاحب بالجنب... (36)
فهو الرفيق في السفر.
وقلّ ما تقول العرب: (الجار الجنب).
لا يكادون يجعلون (الجنب) نعتًا للجار، فإن صحت القراءة (والجار الجنب) فمجازة، "والجار ذي الجنب " أي: ذي القرب منك، ومنه قول الله جلّ وعزّ: (على ما فرّطت في جنب اللّه)
أي: في قرب الله، كذلك قال الفراء). [معاني القراءات وعللها: 1/307]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: روى أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضّل عن عاصم: والجار الجنب [النساء/ 36] بفتح الجيم، وإسكان النون، ولم يأت به غيره.
وقرأ الباقون: الجنب بضمتين.
[قال أبو علي]: قال أبو عبيدة: والجار ذي القربى: القريب، والجار الجنب: الغريب. يقال: ما تأتينا إلّا عن جنابة، أي: عن بعد، قال علقمة بن عبدة:
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابة... فإني امرؤ وسط القباب غريب
[الحجة للقراء السبعة: 3/157]
قال أبو الحسن: قال: والجار الجنب، وقال بعضهم: الجنب.
قال الراجز:
الناس جنب والأمير جنب يريد: بجنب: الناحية، وهذا هو المتنحّي عن القرابة.
قال أبو علي: قوله تعالى: والجار الجنب، يحتمل معنيين: أحدهما: أن يريد الناحية، فإذا أراد هذا فالمعنى: ذي الجنب، فحذف المضاف، لأنّ المعنى مفهوم، ألا ترى أنّ الناحية لا يكون الجار إياها، والمعنى: ذي ناحية ليس هو الآن بها، أي:
هو غريب عنها. والآخر: أن يكون وصفا مثل: ضرب، وفسل، وندب، فهذا وصف يجري على الموصوف، كما أن الجنب كذلك، وهو في معناه ومعنى اللفظتين على هذا واحد، وهو أنّه مجانب لأقاربه متباعد عنهم. فأما الجنب في قوله: والجار الجنب. فصفة على فعل، مثل أحد في ناقة أحد وسجح في قوله:
وامشوا مشية سجحا فالجنب؛ المتباعد عن أهله، يدلّك على ذلك مقابلته
[الحجة للقراء السبعة: 3/158]
بالقريب، في قوله تعالى والجار ذي القربى من القرب، كالبشرى من بشّر. ويدل على أنّه البعد، والغربة قول الأعشى:
أتيت حريثا زائرا عن جنابة... فكان حريث عن عطائي جامدا
وقال آخر:
كرام إذا ما جئتهم عن جنابة... أعفّاء عن بيت الخليط المجاور
فأمّا قوله [جلّ وعز]: وإن كنتم جنبا فاطهروا [المائدة/ 6] فمن الجنابة التي تقتضي التطهّر، وهو أيضا صفة إلّا أنّه يقع على الواحد والجميع كما أن بشرا كذلك، وكما أنّ الحلوب يقع على الجميع، فأمّا الحلوبة والرّكوبة فيقع على الواحد والجميع فيما رواه أبو عمر الجرمي عن أبي عبيدة. وقال أبو عبيدة: والصاحب بالجنب: الذي يصاحبك في سفرك، فيلزمك فينزل إلى جنبك). [الحجة للقراء السبعة: 3/159]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والجار ذي القربى}
قرأ الكسائي {والجار ذي القربى} ممال وقرأ أبو عمرو بغير إمالة وبه قرأ الآخرون
فإن قيل فما بال أبي عمرو لم يمل الألف في قوله {والجار ذي القربى} مع أنّها تلي الطّرف كالألف في جبّار ونهار فالجواب عن ذلك أن يقال لما كانت الصّفة والموصوف بمجموعهما يفيدان ما يفيد الاسم الواحد صارت الصّفة ها هنا لكونها من تمام الأول آخر الاسم والألف صارت متوسطة لما لم ينته المعنى إلى آخر الاسم الأول فصار الجار مع ذي القربى كاسم واحد وخرجت الألف
[حجة القراءات: 202]
عن الطّرف وجرت مجرى ألف الغارمين). [حجة القراءات: 203]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [آية/ 36]:-
بالإمالة فيهما، قرأها الكسائي وحده، الباقون {الجَار} بالفتح في الحرفين. وقد مضى الكلام في علة ذلك). [الموضح: 415]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {الجَنْبِ} [آية/ 36]:-
بفتح الجيم وسكون النون، قرأها عاصم في رواية المفضل.
ووجه ذلك أن العرب تقول للغريب إذا أجرته: جار جنب، قال:
24- وجار الجنب والرجل المنادي = أمام الحي عهدهما سواء
[الموضح: 415]
والجنب: الناحية، وهو على حذف المضاف، والتقدير: والجار ذي الجنب، أي ذي الناحية التي ليس هو الآن بها، أي هو غريب بها.
وقرأ الباقون {الجُنُب} بضمتين.
وهو صفة للجار، مثل قولهم: ناقة أجد، ومشية سجح، والمراد بالجنب: الغريب المتباعد عن أهله). [الموضح: 416]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويأمرون النّاس بالبخل... (37)
قرأ حمزة والكسائي: (بالبخل) بفتح الباء والخاء، وكذلك في الحديد.
وقرأ الباقون بضم الباء في السورتين وسكون الخاء.
قال أبو منصور: هما لغتان: البخل والبخل، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 1/308]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {ويأمرون الناس بالبخل} [37].
قرأ حمزة والكسائي بالبخل بفتح الباء والخاء.
وقرأ الباقون بالضم والسكون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/133]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الباء في البخل* [النساء/ 37] والتخفيف وفتحها والتثقيل.
[الحجة للقراء السبعة: 3/159]
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: بالبخل خفيفا وقرأ حمزة والكسائي: بالبخل* مثقلة وكذلك في سورة الحديد [الآية/ 24] مثله.
قال أبو علي: قال سيبويه: «قالوا: بخل يبخل بخلا، فالبخل كاللّؤم، والفعل: كشقي وسعد، وقالوا: بخيل، وبعضهم يقول: البخل: كالفقر» والبخل كالفقر، وبعضهم يقول: البخل كالكرم وقد حكى فيه ثلاث لغات وقرئ باثنتين منها: البخل، والبخل). [الحجة للقراء السبعة: 3/160]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويأمرون النّاس بالبخل}
قرأ حمزة والكسائيّ {بالبخل} بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون {بالبخل} وهما لغتان مثل الحزن والحزن والرشد والرشد). [حجة القراءات: 203]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (47- قوله: {بالبخل} قرأ حمزة والكسائي بفتحتين، وقرأ الباقون بضم الباء وإسكان الخاء، ومثله في الحديد، وهما لغتان مشهورتان، وفيه لغة ثالثة وهي فتح الباء وإسكان الخاء، وكلها مصادر مسموعة فمن قال: «البخل» جعله كـ «الفقر» ومن قال: «البخل» جعله كـ «الفقر»، ومن قال «البخل» جعله كـ «الكرم»، حكى سيبويه: بخل بخلا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/389]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {بِالبَخَلِ} [آية/ 37]:-
بفتح الباء والخاء، قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في الحديد.
الباقون {بالبُخْل} بضم الباء وإسكان الخاء في الحرفين.
والبُخْل والبَخَل لغتان، وقد حكي فيه لغة ثالثة وهي: البَخْلُ بفتح الباء وإسكان الخاء، كالفقر). [الموضح: 416]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس