عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 04:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} إخبار عن أنه أنزل التوراة على موسى بعد إهلاك فرعون وقومه، وبعد هذه الأمم التي تقدم ذكرها من عاد وثمود وقرية قوم لوط وغيرها، والقصد بهذا الإخبار التمثيل لقريش بما تقدم في غيرها من الأمم، وقالت فرقة: الآية متضمنة أن إنزال التوراة على موسى هو بعد أن رفع الله تعالى عذاب الأمم، فلم يعذب أمة بعد نزول التوراة، إلا القرية التي مسخت قردة فيما روي. وقوله: "بصائر" نصب على الحال، أي: طرائق هادية وقوله تعالى: {لعلهم يتذكرون} أي: على ترج، وما تعطيه تأميل من تأميل، وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ما أهلك الله تعالى أمة بعذاب بعد أن أنزل التوراة إلى الأرض غير القرية التي مسخت قردة، أي: الذين تعدوا في السبت، وهذا التعذيب من سبب شرع موسى، فكأنه لا ينقص فضيلة التوراة برفع العذاب عن الأرض). [المحرر الوجيز: 6/ 594-595]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون}
المعنى: لم تحضر يا محمد هذه الغيوب التي نخبر بها، ولكنها صارت إليك بوحينا، أي: فكان الواجب أن يسارع إلى الإيمان بك، ولكن تطاول الأمر على القرون التي أنشأناها زمنا زمنا، فعزبت حلومهم، واستحكمت جهالتهم وضلالتهم.
و "قضينا" معناه: أنفذنا وصرفنا، و"الأمر" يعني التوراة. وقالت فرقة: يعني به ما أعلمه الله تبارك وتعالى من أمر محمد صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تأويل حسن يلتئم معه ما بعده من قوله: {ولكنا أنشأنا قرونا}.
و "الثاوي": المقيم). [المحرر الوجيز: 6/ 595]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وما كنت بجانب الطور} يريد: وقت إنزال التوراة إلى موسى، وقوله تعالى: {إذ نادينا}، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه نودي يومئذ من السماء: "يا أمة محمد، استجبت لكم قبل أن تدعوني، وغفرت لكم قبل أن تسألوني، فحينئذ يسأل موسى عليه السلام أن يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالمعنى: إذ نادينا بأمرك، وأخبرناك بنبوتك. وقوله: "رحمة" نصب على المصدر، أو على المفعول من أجله، وقوله: "ولكن" جعلناك وأنفذنا أمرك قديما رحمة من ربك، أي: ويكون المعنى: ولكن أعلمناك رحمة منا لك وإفضالا، وقرأ الناس: "رحمة" بالنصب، وقرأ عيسى: "رحمة" بالرفع. ويريد بالقوم "الذين لم يأتهم نذير" معاصريه من العرب، وباقي الآية بين، وقال الطبري: "معنى قوله: {إذ نادينا} بأن الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا الآية). [المحرر الوجيز: 6/ 595-596]

رد مع اقتباس