عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:15 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون (62) قال الّذين حقّ عليهم القول ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون}.
يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي ربّ العزّة الّذين أشركوا به الأنداد والأوثان في الدّنيا، فيقول لهم: {أين شركائي الّذين كنتم تزعمون} أنّهم لي في الدّنيا شركاء؟). [جامع البيان: 18/295]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون (62)
قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون
- قرئ على أحمد بن محمّد بن عثمان الدّمشقيّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شأبور، ثنا أبو رافعٍ المدينيّ إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة أنّه قال: حدّثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في طائفةٍ من أصحابه قال: يبدّل اللّه الأرض غير الأرض والسموات بسطها وسطحها ومدّها مدّ الأديم العكاظيّ قال: ثمّ هتف بصوته فقال: ألا من كان لي شريكًا فليأت، ألا من كان لي شريكًا فليأت، فلا يأتيه أحدٌ، ثمّ نادى منادٍ أسمع الجمع كلّهم، فقال: ألا ليلحق كلّ قومٍ بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع قوله: أين شركائي الّذين كنتم تزعمون قال: ذلك حين أفنى خلقه وبقي وحده تبارك وتعالى فقال: أين الملوك أين الجبابرة؟ أين الآلهة؟ أنا الرّبّ لا ربّ غيري، أنا الملك لا ملك غيري، أنا الخالق لا خالق غيري في أمورٍ أثناها على نفسه، وقال في ذلك: وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلًا
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن النّحويّ، عن قتادة قوله: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون قال: هؤلاء، وفي قوله: قال الّذين حقّ عليهم القول قال: هم الجنّ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2999-3000]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون * قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون * وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} قال: هؤلاء بنو آدم {قال الذين حق عليهم القول} قال: هم الجن {ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم} الآية، وقيل لبني آدم {ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} ولم يردوا عليهم خيرا). [الدر المنثور: 11/498]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما أغوينا قال هم الشياطين). [تفسير عبد الرزاق: 2/92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قال الّذين حقّ عليهم القول} يقول: قال الّذين وجب عليهم غضب اللّه ولعنته، وهم الشّياطين الّذين كانوا يغوون بني آدم: {ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا، أغويناهم كما غوينا}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله {هؤلاء الّذين أغوينا، أغويناهم كما غوينا} قال: هم الشّياطين.
وقوله: {تبرّأنا إليك} يقول: تبرّأنا من ولايتهم ونصرتهم إليك {ما كانوا إيّانا يعبدون} يقول: لم يكونوا يعبدوننا). [جامع البيان: 18/295-296]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال الّذين حقّ عليهم القول ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون (63)
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن النّحويّ، عن قتادة قوله: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون قال: هؤلاء، وفي قوله: قال الّذين حقّ عليهم القول قال: هم الجنّ.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: الّذين حقّ عليهم القول هم الشّياطين.
قوله تعالى: ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: هؤلاء الّذين أغوينا أغويناهم الآية. قال: بني آدم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3000]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون * قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون * وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} قال: هؤلاء بنو آدم {قال الذين حق عليهم القول} قال: هم الجن {ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم} الآية، وقيل لبني آدم {ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} ولم يردوا عليهم خيرا). [الدر المنثور: 11/498] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنّهم كانوا يهتدون}.
يقول تعالى ذكره: وقيل للمشركين باللّه الآلهة والأنداد في الدّنيا {ادعوا شركاءكم} الّذين كنتم تدعون من دون اللّه {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} يقول فلم يجيبوهم. {ورأوا العذاب} يقول: وعاينوا العذاب. {لو أنّهم كانوا يهتدون} يقول: فودّوا حين رأوا العذاب لو أنّهم كانوا في الدّنيا مهتدين للحقّ). [جامع البيان: 18/296]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: فدعوهم فلم يستجيبوا لهم بخيرٍ ولم يردّوا عليهم خيرًا.
قوله تعالى: ورأوا العذاب الآية
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: يهتدون يقول: يعرفون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3000]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون * قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون * وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} قال: هؤلاء بنو آدم {قال الذين حق عليهم القول} قال: هم الجن {ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم} الآية، وقيل لبني آدم {ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} ولم يردوا عليهم خيرا). [الدر المنثور: 11/498] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين (65) فعميت عليهم الأنباء يومئذٍ فهم لا يتساءلون}.
يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي اللّه هؤلاء المشركين، فيقول لهم {ماذا أجبتم المرسلين} فيما أرسلناهم به إليكم، من دعائكم إلى توحيدنا، والبراءة من الأوثان والأصنام). [جامع البيان: 18/296]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يوم قال: يوم القيامة. وروي، عن قتادة مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 9/3000]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين * فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون * فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين.
أخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد والنسائي والطبراني، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد إلا سيخلو الله به كما يخلوا أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول: يا ابن آدم ما غرك بي يا ابن آدم ماذا عملت فيما عملت يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين). [الدر المنثور: 11/498]

تفسير قوله تعالى: (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: " فعميت عليهم {الأنباء} [القصص: 66] : الحجج "). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ فعميت عليهم الأنباء الحجج وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عنه). [فتح الباري: 8/505]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {الأنباء} الحجج
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 66 القصص {فعميت عليهم الأنباء} قال الحجج). [تغليق التعليق: 4/277]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ الأنباء الحجج
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {فعميت عليهم الأنباء} (القصص: 66) أن الأنباء هي الحجج، وكذا ذكره الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عنه). [عمدة القاري: 19/104]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الطبري في قوله تعالى: ({الأنباء}) ولأبوي ذر والوقت: {فعميت عليهم الأنباء} [القصص: 66] أي (الحجج) فلا يكون لهم عذر ولا حجة وقيل خفيت واشتبهت عليهم الأخبار والأعذار). [إرشاد الساري: 7/281]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فعميت عليهم الأنباء يومئذٍ} يقول: فخفيت عليهم الأخبار، من قولهم: قد عمي عنّي خبر القوم: إذا خفي. وإنّما عني بذلك أنّهم عميت عليهم الحجّة، فلم يدروا ما يحتجّون، لأنّ اللّه تعالى قد كان أبلغ إليهم في المعذرة، وتابع عليهم الحجّة، فلم تكن لهم حجّةٌ يحتجّون بها، ولا خبرٌ يخبرون به، ممّا تكون لهم به نجاةٌ ومخلصٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فعميت عليهم الأنباء} قال: الحجج، يعني الحجّة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فعميت عليهم الأنباء} قال: الحجج.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين} قال: بلا إله إلاّ اللّه، التّوحيد.
وقوله: {فهم لا يتساءلون} قيل: فهم لا يتساءلون بالأنساب والقرابة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فهم لا يتساءلون} قال: لا يتساءلون بالأنساب، ولا يتماتّون بالقرابات، إنّهم كانوا في الدّنيا إذا التقوا تساءلوا وتماتّوا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فهم لا يتساءلون} قال: بالأنساب.
وقيل معنى ذلك: فعميت عليهم الحجج يومئذٍ، فسكتوا، فهم لا يتساءلون في حال سكوتهم). [جامع البيان: 18/297-298]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فعميت عليهم الأنباء يومئذٍ
- وبه، عن مجاهدٍ قوله: فعميت عليهم الأنباء يومئذٍ الحجج، وفي قوله: فهم لا يتساءلون قال: بالأنساب). [تفسير القرآن العظيم: 9/3000]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فعميت عليهم الأنباء يومئذ يعني الحجج فهم لا يتساءلون بالأنساب). [تفسير مجاهد: 488-489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {فعميت عليهم الأنباء} قال: الحجج {يومئذ فهم لا يتساءلون} قال: بالأنساب). [الدر المنثور: 11/499]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحًا فعسى أن يكون من المفلحين}.
يقول تعالى ذكره: {فأمّا من تاب} من المشركين، فأناب وراجع الحقّ، وأخلص للّه الألوهة، وأفرد له العبادة، فلم يشرك في عبادته شيئًا، {وآمن} يقول: وصدّق بنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. {وعمل صالحًا} يقول: وعمل بما أمره اللّه بعمله في كتابه، وعلى لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم {فعسى أن يكون من المفلحين} يقول: فهو من المنجحين المدركين طلبتهم عند اللّه، الخالدين في جنانه. و(عسى) من اللّه واجبٌ). [جامع البيان: 18/298]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحًا فعسى أن يكون من المفلحين (67)
قوله تعالى: فأمّا من تاب
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: من تاب أي من ذنبه.
قوله تعالى: وآمن
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وآمن يعني: وحّد اللّه.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه بن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وآمن يعني: وصدّق بتوحيد اللّه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وآمن أي بربّه وعمل صالحًا فيما بينه وبين اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: فعسى أن يكون من المفلحين
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: فعسى عسى من اللّه واجبٌ.
قوله تعالى: أن يكون من المفلحين
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ نزيل بغداد فيما كتب إليّ، ثنا الحسين ابن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: المفلحين قال: قومٌ استحقّوا الهدى والفلاح، فأحقّه اللّه لهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ المفلحين أي الّذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شرّ ما منه هربوا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3001]

تفسير قوله تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان اللّه وتعالى عمّا يشركون}.
يقول تعالى ذكره: {وربّك} يا محمّد {يخلق ما يشاء} أن يخلقه، {ويختار} لولايته الخيرة من خلقه، ومن سبقت له منه السّعادة.
وإنّما قال جلّ ثناؤه {ويختار ما كان لهم الخيرة} والمعنى: ما وصفت، لأنّ المشركين كانوا فيما ذكر عنهم يختارون أموالهم، فيجعلونها لآلهتهم، فقال اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وربّك يا محمّد يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويختار للهداية والإيمان والعمل الصّالح من خلقه ما هو في سابق علمه أنّه خيرتهم، نظير ما كان من هؤلاء المشركين لآلهتهم خيار أموالهم، فكذلك اختياري لنفسي. واجتبائي لولايتي، واصطفائي لخدمتي وطاعتي، خيار مملكتي وخلقي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة} قال: كانوا يجعلون خير أموالهم لآلهتهم في الجاهليّة.
فإذا كان معنى ذلك كذلك، فلا شكّ أنّ ما من قوله: {ويختار ما كان لهم الخيرة} في موضع نصبٍ، بوقوع يختار عليها، وأنّها بمعنى (الّذي).
فإن قال قائلٌ: فإن كان الأمر كما وصفت، من أنّ {ما} اسمٌ منصوبٌ بوقوع قوله {يختار} عليها، فأين خبر {كان}؟ فقد علمت أنّ ذلك إذا كان كما قلت؛ أنّ في {كان} ذكرًا من {ما}، لا بدّ لكان إذا كان كذلك من تمامٍ، وأين التّمام؟
قيل: إنّ العرب تجعل لحروف الصّفات إذا جاءت الأخبار بعدها أحيانًا، أخبارًا، كفعلها بالأسماء إذا جاءت بعدها أخبارها. ذكر الفرّاء أنّ القاسم بن معنٍ أنشده قول عنترة:
أمن سميّة دمع العين تذريف = لو كان ذا منك قبل اليوم معروف
فرفع معروفًا بحرف الصّفة، وهو لا شكّ خبرٌ لذا، وذكر أنّ المفضّل أنشده ذلك:
لو أنّ ذا منك قبل اليوم معروف
ومنه أيضًا قول عمر بن أبي ربيعة:
قلت أجيبي عاشقًا = بحبّكم مكلّف
فيها ثلاثٌ كالدّمى = وكاعبٌ ومسلف
فـ(مكلّفٌ) من نعت (عاشقٍ)، وقد رفعه بحرف الصّفة، وهو الباء، في أشباهٍ لما ذكرنا بكثيرٍ من الشّواهد، فكذلك قوله: {ويختار ما كان لهم الخيرة} رفعت {الخيرة} بالصّفة، وهي {لهم}، إن كانت خبرًا لما، لمّا جاءت بعد الصّفة، ووقعت الصّفّة موقع الخبر، فصار كقول القائل: كان عمر وأبوه قائمٌ، لا شكّ أنّ (قائمًا) لو كان مكان الأب، وكان الأب هو المتأخّر بعده، كان منصوبًا، فكذلك وجه رفع {الخيرة}، وهو خبرٌ {لما}.
فإن قال قائلٌ: فهل يجوز أن تكون {ما} في هذا الموضع جحدًا، ويكون معنى الكلام: وربّك يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويختار ما يشاء أن يختاره، فيكون قوله {ويختار} نهاية الخبر عن الخلق والاختيار، ثمّ يكون الكلام بعد ذلك مبتدأٌ بمعنى: لم تكن لهم الخيرة: أي لم يكن للخلق الخيرة، وإنّما الخيرة للّه وحده؟
قيل: هذا قولٌ لا يخيل فساده على ذي حجًا من وجوهٍ، لو لم يكن بخلافه لأهل التّأويل قولٌ، فكيف والتّأويل عمّن ذكرنا بخلافه؛
فأمّا أحد وجوه فساده، فهو أنّ قوله: {ما كان لهم الخيرة} لو كان كما ظنّه من ظنّه، من أنّ ما بمعنى الجحد، على نحو التّأويل الّذي ذكرت، كان إنّما جحد تعالى ذكره، أن تكون لهم الخيرة فيما مضى قبل نزول هذه الآية، فأمّا فيما يستقبلونه فلهم الخيرة، لأنّ قول القائل: ما كان لك هذا، لا شكّ إنّما هو خبرٌ عن أنّه لم يكن له ذلك فيما مضى. وقد يجوز أن يكون له فيما يستقبل، وذلك من الكلام لا شكّ خلفٌ.
لأنّ ما لم يكن للخلق من ذلك قديمًا، فليس ذلك لهم أبدًا. وبعد، لو أريد ذلك المعنى، لكان الكلام: فليس. وقيل: وربّك يخلق ما يشاء ويختار، ليس لهم الخيرة، ليكون نفيًا عن أن يكون ذلك لهم فيما قبل وفيما بعد.
والثّاني: أنّ كتاب اللّه أبين البيان، وأصحّ الكلام، ومحالٌ أن يوجد فيه شيءٌ غير مفهوم المعنى، وغير جائزٍ في الكلام أن يقال ابتداءٌ: ما كان لفلانٍ الخيرة، ولمّا يتقدّم قبل ذلك كلامٌ يقتضي ذلك؛ فكذلك قوله: {ويختار ما كان لهم الخيرة} ولم يتقدّم قبله من اللّه تعالى ذكره خبرٌ عن أحدٍ أنّه ادّعى أنّه كان له الخيرة، فيقال له: ما كان لك الخيرة، وإنّما جرى قبله الخبر عمّن هو صائرٌ إليه أمر من تاب من شركه، وآمن وعمل صالحًا، وأتبع ذلك جلّ ثناؤه الخبر عن سبب إيمان من آمن وعمل صالحًا منهم، وأنّ ذلك إنّما هو لاختياره إيّاه للإيمان، وللسّابق من علمه فيه اهتدى. ويزيد ما قلنا من ذلك إبانةً قوله: {وربّك يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون} فأخبر أنّه يعلم من عباده السّرائر والظّواهر، ويصطفي لنفسه ويختار لطاعته من قد علم منه السّريرة الصّالحة، والعلانية الرّضيّة.
والثّالث: أنّ معنى الخيرة في هذا الموضع: إنّما هو الخيرة، وهو الشّيء الّذي يختار من البهائم والأنعام والرّجال والنّساء، يقال منه: أعطي الخيرة والخيرة، مثل الطّيرة والطّيرة، وليس بالاختيار، وإذا كانت الخيرة ما وصفنا، فمعلومٌ أنّ من أجود الكلام أن يقال: وربّك يخلق ما يشاء، ويختار ما يشاء، لم يكن لهم خير بهيمةٍ أو خير طعامٍ، أو خير رجلٍ أو امرأةٍ.
فإن قال: فهل يجوز أن تكون بمعنى المصدر؟ قيل: لا، وذلك أنّها إذا كانت مصدرًا كان معنى الكلام: وربّك يخلق ما يشاء ويختار كون الخيرة لهم. وإذا كان ذلك معناه وجب أن لا تكون الشّرار لهم من البهائم والأنعام؛ إذا لم يكن لهم شرار ذلك وجب أن لا يكون لها مالكٌ، وذلك ما لا يخفى خطؤه، لأنّ لخيارها ولشرارها أربابًا يملكونها بتمليك اللّه إيّاهم ذلك، وفي كون ذلك كذلك فساد توجيه ذلك إلى معنى المصدر.
وقوله سبحانه وتعالى: {عمّا يشركون} يقول تعالى ذكره تنزيهًا للّه وتبرئةً له، وعلوًّا عمّا أضاف إليه المشركون من الشّرك، وما تخرّصوه من الكذب والباطل عليه. وتأويل الكلام: سبحان اللّه وتعالى عن شركهم.
وقد كان بعض أهل العربيّة يوجّهه إلى أنّه بمعنى: وتعالى عن الّذي يشركون به). [جامع البيان: 18/299-303]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة
- أخبرنا محمّد بن سعد بن عطيّة فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي، عن أبيه، عن جدّه، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قوله: وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة قال: كانوا يجعلون خير أموالهم لآلهتهم في الجاهليّة.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمود بن عثمان، ثنا بقيّة، عن أرطاة، قال: ذكرت لأبي عونٍ الحمصيّ، شيئًا من قول أهل القدر فقال: أما يقرءون كتاب اللّه تبارك وتعالى: وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان اللّه وتعالى عما يشركون.
قوله تعالى: سبحان اللّه وتعالى عمّا يشركون
قد تقدّم تفسيره والقول فيه). [تفسير القرآن العظيم: 9/3001-3002]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون * وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون.
أخرج ابن أبي حاتم عن أرطاة قال: ذكرت لأبي عون الحمصي شيئا من قول القدر فقال: ما تقرأون كتاب الله تعالى {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة} ). [الدر المنثور: 11/499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن مردويه والبيهقي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامر كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: اذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم اني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وانت علام الغيوب، اللهم ان كنت تعلم ان هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان وأرضني به، ويسمى حاجته باسمها). [الدر المنثور: 11/499-500]

تفسير قوله تعالى: (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تكنّ} [القصص: 69] : " تخفي، أكننت الشّيء أخفيته، وكننته: أخفيته وأظهرته "). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تكنّ تخفي أكننت الشّيء أخفيته وكننته أخفيته وأظهرته كذا للأكثر ولبعضهم أكننته أخفيته وكننته خفيته وقال بن فارسٍ أخفيته سترته وخفيته أظهرته وقال أبو عبيدة في قوله وربّك يعلم ما تكنّ صدورهم أي تخفي يقال أكننت ذلك في صدري بألفٍ وكننت الشّيء خفيته وهو بغير ألفٍ وقال في موضعٍ آخر أكننت وكننت واحدٌ وقال أبو عبيدة أكننته إذا أخفيته وأظهرته وهو من الأضداد). [فتح الباري: 8/509]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({تكنّ} تخفي أكننت الشّيء أخفيته وكننته أخفيته وأظهرته.
أشار به إلى قوله تعالى: {وربك يعلم ما تكن صدورهم ما يعلنون} (القصص: 69) وفسّر: (تكن) ، بقوله: (تخفي) وتكن، بضم التّاء من أكننت الشّيء إذا أخفيته. قوله: (وكننته) من الثلاثي ومعناه: خفيته بدون الهمزة في أوله أي: أظهرته، وهو من الأضداد، ووقع في الأصول: أخفيته في الموضعين بالهمزة في أوله ولأبي ذر بحذف الألف في الثّاني وكذا قال ابن فارس أخفيته سترته وخفيته أظهرته). [عمدة القاري: 19/107]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تكنّ}) في قوله: {وربك يعلم ما تكنّ صدورهم} [القصص: 69] أي (ما تخفي) صدورهم يقال (أكننت الشيء) بالهمزة وضم التاء وفي بعضها بفتحها أي (أخفيته وكننته) بتركها من الثلاثي وضم التاء وفتحها أي (أخفيته وأظهرته) بالهمز فيهما، وفي نسخة معتمدة خفيته بدون همز أظهرته بدون واو قال ابن فارس: أخفيته سترته وخفيته أظهرته. وقال أبو عبيدة: أكننته إذا أخفيته وأظهرته وهو من الأضداد). [إرشاد الساري: 7/284]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وربّك يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون (69) وهو اللّه لا إله إلاّ هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون}.
يقول تعالى ذكره: وربّك يا محمّد يعلم ما تخفي صدور خلقه؛ وهو من: أكننت الشّيء في صدري: إذا أضمرته فيه، وكننت الشّيء: إذا صنته، {وما يعلنون}: يقول: وما يبدونه بألسنتهم وجوارحهم.
وإنّما يعني بذلك أنّ اختيار من يختار منهم للإيمان به على علمٍ منه بسرائر أمورهم وبواديها، وإنّه يختار للخير أهله، فيوفّقهم له، ويولّي الشّرّ أهله، ويخلّيهم وإيّاه). [جامع البيان: 18/303]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وربّك يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون (69)
قوله تعالى: وربّك يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون
- أخبرنا محمّد بن سعد بن عطيّة فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قوله: يعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون يقول: يعلم ما عملوا باللّيل والنّهار.
- حدّثنا عبد اللّه بن هلالٍ الرّوميّ الدّمشقيّ، عن أحمد بن أبي الحواريّ أنبأ سليمان الدّاريّ يقول: يعلم ما في القلوب، ولا يكون في القلوب إلا ما ألقى فيها). [تفسير القرآن العظيم: 9/3002]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وهو اللّه لا إله إلاّ هو} يقول تعالى ذكره: وربّك يا محمّد المعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، ولا معبود تجوز عبادته غيره. يعني في الدّنيا والآخرة {وله الحكم} يقول: وله القضاء بين خلقه {وإليه ترجعون} يقول: وإليه تردّون من بعد مماتكم، فيقضي بينكم بالحقّ). [جامع البيان: 18/304]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وهو اللّه لا إله إلا هو
تقدّم تفسيره
قوله تعالى: له الحمد في الأولى والآخرة
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيبٌ، ثنا سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن السّلوليّ، عن كعبٍ قال: الحمد للّه، ثناء اللّه.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد الرّحمن العرزميّ، ثنا بزيعٌ أبو حازمٍ، عن يحيى بن عبد الرّحمن يعني أبا بسطامٍ، عن الضّحّاك، قال: الحمد رداء الرّحمن.
قوله تعالى: وله الحكم
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع عمّه وهب بن منبّهٍ يقول: قال عزيرٌ: يتجلّى اللّه تبارك وتعالى العليّ على كرسيّ الكبرياء والنّور، ويحكم بين العباد حكمًا ليس فيه ظلمٌ، وليس بعده تظالمٌ، فينصف العبد من السّيّد والذّليل من الشّريف ويقول لخلقه حين يجمعهم: انظروا بمن كفرتم وحقّ من جحدتم وقول من كذّبتم وانظروا ما أعددت لكم هذا ملكٌ ونعيمٌ ونضرةٌ وسرورٌ، وهذا الزّقّوم الحميم والويل الطّويل والنّاس قيامٌ لربّ العالمين.
قوله تعالى: وإليه ترجعون
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية وإليه ترجعون قال: ترجعون إليه بعد الحياة). [تفسير القرآن العظيم: 9/3002-3003]


رد مع اقتباس