عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشورى
[ الآيات من (49) إلى (53) ]
{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}


قوله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)}
قوله تعالى: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أو يرسل رسولًا فيوحي بإذنه (51)
[معاني القراءات وعللها: 2/358]
قرأ نافع (أو يرسل رسولًا) برفع اللام، (فيوحي) ساكنة الياء، في موضع الرفع.
وقرأ الباقون بالنصب فيهما.
قال أبو منصور: من قرأ (أو يرسل رسولًا فيوحي) بالنصب فهو محمول على المعنى الذي في قوله: (إلا وحيًا)، لأن المعنى: ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا بأن يوحي... أو أن يرسل رسولا.
وهذا من أجود ما قاله النحويون في هذا الحرف.
وقال سيبويه: سألت الخليل في قوله (أو يرسل رسولاً) بالنصب فقال: (يرسل) محمول على أن تنوى (أن) هذه التي في قوله: (أن يكلّمه اللّه)
قال أبو إسحاق النحوي: وليس ذلك وجه الكلام؛ لأنه يصيّر المعنى: ما كان لبشر أن يرسل اللّه رسولاً. وذلك غير جائز.
والقول المعتمد ما أعلمتك أنّ (أو يرسل) محمول على معنى (وحيًا)، فافهمه.
ومن رفع فقرأ (أو يرسل رسولًا) فالرفع في (يرسل) على معنى الحال، ويكون المعنى: ما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا موحيا، أو مرسلاً رسولاً. وذلك كلامه إياهم.
ومثل قوله: (أو يرسل رسولًا) بالنصب قول الشاعر:
[معاني القراءات وعللها: 2/359]
ولولا رجالٌ من رزامٍ أعزّةٍ... وآل سبيعٍ أو أسوءك علقما
المعنى: أو أن أسواك.
وقد يجوز أن يكون رفع قوله: (أو يرسل) على معنى: أو هو يرسل.
وهو قول الخليل وسيبويه). [معاني القراءات وعللها: 2/360]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {أو يرسل رسولا} [51].
قرأ نافع: {أو يرسل} بالرفع {فيوحي} بإسكان الياء نسق على {فيرسل} وذلك أن العرب إذا طال النسق خرجوا من النصب إلى الرفع. فأما قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا} هو أن يلهم الله عز وجل النبي عليه السلام، أو يوحي الله في نومه أو من وراء حجاب يعني:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/289]
موسى صلى الله عليه {أو يرسل رسولاً} يعني ملكا، كجبريل إلى محمد صلى الله عليهما.
وقرأ الباقون: {أو يرسل} {فيوحي} بالنصب، وليس نسقًا على أن {أن يكلمه الله} لأنك لو قدرت هذا التقدير كان فاسدًا؛ لأنه كان يصير: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي إليه. ولكن نسقه على الوحي، والتأويل: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي إليه وحيًا أو يرسل رسولاً. وهذا واضح بحمد الله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/290]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في رفع اللّام وإسكان الياء من قوله عزّ وجلّ: أو يرسل رسولا فيوحي [الشورى/ 51].
فقرأ نافع وابن عامر: أو يرسل* برفع اللّام فيوحي ساكنة الياء.
وقال ابن ذكوان في حفظي عن أيوب: أو يرسل رسولا فيوحي نصب جميعا.
وقرأ الباقون: أو يرسل رسولا فيوحي نصب جميعا.
قال أبو علي: ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل [الشورى/ 51] لا يخلو قوله يرسل فيمن نصب من أن يكون محمولا على أن* في قوله: أن يكلمه الله إلا وحيا، أو على غيره، فلا يجوز أن يكون محمولا على أن*، لأنّك إن حملتها عليها كان المعنى: ما كان لبشر أن يكلّمه، أو أن يرسل رسولا، ولم يخل قوله أو يرسل رسولا من أن يكون المراد فيه: أو يرسله رسولا، أو يكون: أو يرسل إليه رسولا، ولا يصحّ واحد من التقديرين، ألا ترى أنّك إن قدّرت العطف على أن* هذه المظهرة في قوله: أن يكلّمه الله، كان المعنى: ما كان لبشر أن يرسله رسولا، أو يرسل إليه رسولا، والتقديران جميعا فاسدان، ألا ترى أن كثيرا من البشر قد أرسل رسولا، وكثيرا منهم قد أرسل إليهم الرسل، فإذا لم يخل من هذين التقديرين، ولم يصحّ واحد منهما، علمت أنّ المعنى ليس عليه، والتّقدير على غيره، فالذي عليه المعنى، والتّقدير الصّحيح: ما ذهب إليه الخليل من أن يحمل يرسل فيمن نصب على أن* أخرى
[الحجة للقراء السبعة: 6/133]
غير هذه، وهي التي دلّ عليه قوله: وحيا لأنّ أن يوحي والوحي قد يكونان بمعنى، فلمّا كان كذلك حملت يرسل من قوله أو يرسل رسولا على أن* هذه التي دلّ الوحي عليها، فصار التقدير: ما كان لبشر أن يكلّمه الله إلّا أن يوحي وحيا، أو يرسل رسولا فيوحي، ويجوز في قوله: إلا وحيا أمران: أحدهما: أن يكون استثناء منقطعا، والآخر أن يكون حالا، فإن قدّرته استثناء منقطعا لم يكن في الكلام شيء يوصل بمن، لأنّ ما قبل الاستثناء لا يعمل فيما بعده، ولذلك حملوا قول الأعشى:
ولا قائلا إلّا وهو المتعيّبا على فعل آخر، وإنما لم يستجيزوا ذلك، لأنّ حرف الاستثناء في معنى حرف النفي، ألا ترى أنّك إذا قلت: قام القوم إلّا زيدا، فالمعنى قام القوم لا زيد؟ فكما لا يعمل ما في قبل حرف النفي فيما بعده، كذلك لم يعمل ما قبل الاستثناء إذا كان كلاما تامّا فيما بعده، إذ كان بمعنى النفي، وكذلك لا يجوز أن يعمل ما بعد إلّا فيما قبلها نحو: ما أنا الخبز إلّا آكل، كما لم يعمل ما بعد حرف النفي فيما قبله، فإذا كان كذلك لم يتصل الجارّ بما قبل إلّا، ويمنع أن يتصل به الجار من وجه آخر، وهو أن قوله: أو من وراء حجاب [الشورى/ 51] في صلة وحي الذي هو بمعنى أن يوحي فإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل الجارّ الذي هو من في قوله: أو من وراء حجاب على أن يرسل، لأنّه يفصل بين الصّلة والموصول بما ليس منها، ألا ترى أنّ
[الحجة للقراء السبعة: 6/134]
المعطوف على الصلة في الصلة؟ فإذا حملت العطف على ما ليس في الصلة، فصلت بين الصّلة والموصول بالأجنبي الذي ليس منهما، فإذا لم يجز حمله على يكلّم في قوله: ما كان لبشر أن يكلمه الله [الشورى/ 51] ولم يكن بدّ من أن يعلّق الجارّ بشيء، ولم يكن في اللّفظ شيء تحمله عليه، أضمرت يكلم وجعلت الجار في قوله: أو من وراء حجاب متعلقا بفعل مراد في الصّلة محذوف منها للدلالة عليه، وقد تحذف من الصّلة أشياء للدّلالة عليها، ويكون في المعنى معطوفا على الفعل المقدّر صلة لأن الموصولة بيوحي، فيكون التقدير: ما كان لبشر أن يكلّمه إلّا أن يوحي إليه، أو يكلّمه من وراء حجاب، فحذف يكلّم من الصّلة لأنّ ذكره قد جرى، وإن كان خارجا عن الصّلة فحسّن ذلك حذفه من الصّلة وسوّغه، ألا ترى أنّ ما قبل حرف الاستفهام مثل ما قبل الصّلة في أنّه لا يعمل في الصلة كما لا يعمل ما قبل الاستفهام فيما كان في حيّز الاستفهام؟ وقد جاء الان، وقد عصيت [يونس/ 91] والمعنى: آلآن آمنت وقد عصيت قبل، فلما كان ذكر الفعل قد جرى في الكلام أضمر، وقال: آلآن، وقد كنتم به تستعجلون [يونس/ 51] المعنى: الآن آمنتم به فلمّا جرى ذكر آمنتم به قبل استغني بجري ذكره قبل عن ذكره في حيّز الاستفهام، وصار كالمذكور في اللّفظ، ألا ترى أنّ الاسم الواحد لا يستقل به الاستفهام؟ ولا يجوز أن يقدّر عطف أو من وراء حجاب على الفعل الخارج من الصّلة فيفصل بين الصّلة والموصول بالأجنبي منهما، كما فصل ذلك في قوله: إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس [الأنعام/ 145] ثم قال: أو فسقا أهل لغير الله به [الأنعام/ 145] فعطف بأو على ما في الصّلة بعد ما فصل بين الصّلة
[الحجة للقراء السبعة: 6/135]
والموصول بقوله: فإنه رجس لأنّ قوله: فإنه رجس من الاعتراض الذي يسدّد ما في الصّلة، ويوضّحه، فصار لذلك بمنزلة الصّفة لما في الصّلة من التبيين والتخصيص، ومثل هذا في الفصل في الصّلة قوله والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم [يونس/ 27] ففصل بقوله: جزاء سيئة بمثلها وعطف قوله: وترهقهم ذلة على الصّلة مع هذا الفصل من حيث كان قوله: جزاء سيئة بمثلها يسدّد ما في الصّلة. وأمّا من رفع فقال: أو يرسل رسولا فجعل يرسل حالا، فإنّ الجارّ في قوله: أو من وراء حجاب متعلق بمحذوف، ويكون في الظرف ذكر من ذي الحال، ويكون قوله: إلا وحيا على هذا التّقدير: مصدرا وقع موقع الحال، كقولك: جئتك ركضا، وأتيتك عدوا، ويكون في أنّه مع ما انجرّ به في موضع الحال كقوله: ومن الصالحين [آل عمران/ 46] بعد قوله: ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين فكما أن «من» هنا في موضع الحال كذلك في قوله: أو من وراء حجاب [الشورى/ 51] ومعنى: أو من وراء حجاب فيمن قدّر الكلام استثناء منقطعا أو حالا: يكلّمهم غير مجاهر لهم بكلامه، يريد أنّ كلامه يسمع ويحدث من حيث لا يرى، كما يرى سائر المتكلمين، إذ ليس ثمّ حجاب يفصل موضعا من موضع فيدلّ ذلك على تحديد المحجوب. ومن رفع يرسل*، كان يرسل في موضع نصب على الحال، والمعنى: هذا كلامه إيّاهم، كما تقول: تحيتك الضرب، وعتابك السيف، فإن قلت: فهل يجوز في قول من نصب فقال: أو يرسل أن يكون في موضع حال، وقد انتصب الفعل بأن
[الحجة للقراء السبعة: 6/136]
المضمرة وأن لا تكون حالا، قيل: قد كان على هذا يجوز أن يكون حالا، وذلك على أن تقرر الجار، وتريده وإن كان محذوفا من اللّفظ، ألا ترى أنّ أبا الحسن قد قال في قوله: وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله [البقرة/ 246] وما لكم أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه [الأنعام/ 119] أنّ المعنى: وما لكم في أن لا تأكلوا، وأنّه في موضع حال، كما أنّ قوله: فما لهم عن التذكرة معرضين [المدّثر/ 49] حال فكذلك فقد كان يجوز في قول من نصب أو يرسل أن يكون في موضع الحال، ويكون التقدير: بأن يرسل، فحذف الجارّ مع أن). [الحجة للقراء السبعة: 6/137]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما كان لبشر أن يكلمه الله إلّا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}
[حجة القراءات: 643]
قرأ نافع {أو يرسل} بالرّفع {فيوحي} ساكنة الياء وقرأ الباقون {أو يرسل} بفتح اللّام {فيوحي} بالفتح
قال سيبويهٍ سألت الخليل عن قوله {أو يرسل رسولا} بالنّصب فقال {يرسل} محمول على أن سوى هذه الّتي في قوله {أن يكلمه الله} قال لأن ذلك غير وجه الكلام لأنّه يصير المعنى ما كان لبشر أن يرسل الله رسولا وذلك غير جائز وإنّما {يرسل} محمول على معنى وحي المعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله إلّا بأن يوحي أو يرسل ويجوز الرّفع في {يرسل} على معنى الحال ويكون المعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله إلّا موحيا أو مرسلا ويجوز أن يرفع أو يرسل على هو يرسل وهذا قول الخليل وسيبويه). [حجة القراءات: 644]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أو يرسل رسولًا فيوحي} قرأ نافع برفع {يرسل}، وإسكان الياء في {يوحى} وقرأ الباقون بنصب {يرسل} و{يوحى}.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/253]
وحجة من رفع وأسكن الياء أنه استأنفه وقطعه مما قبله، أو رفعه على إضمار مبتدأ تقديره: أو هو يرسل رسولًا، ويجوز رفع {يرسل} على الحال على أن يجعل {إلا وحيا} حال، ويعطف عليه {أو يرسل} ويعطف عليه {فيوحى}.
9- وحجة من نصب أنه حمله على معنى المصدر؛ لأن قوله {إلا وحيا} معناه: إلا أن يوحي، فيعطف {أو يرسل} على {أن يوحي} فنصبه تقديره: إلا أن يوحي أو يرسل رسولًا فيوحي، ولا يحسن عطفه على {أن يكلمه} لأنه يلزم منه تغير المعنى؛ لأنه يصير المعنى إلى نفي الرسل، أو إلى نفي المرسل إليهم الرسل؛ لأنه يصير التقدير: وما كان لبشر أن يرسل رسولًا، أي: أن يرسله الله رسولًا، فلابد من حمله إذا نصبه على معنى وحي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/254]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ} [آية/ 51] بالرفع من {يُرْسِلَ}، وإسكان الياء من {يُوحِيَ}:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن قوله {يُرْسِلَ} فعل مضارع قد وقع موقع الحال؛ لأنه معطوف على {وَحْيًا} الذي هو مصدر في موضع الحال، كأنه قال: إلا موحى إليه
[الموضح: 1143]
أو مرسلاً برسالة. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: أو هو يرسل رسولاً.
وقوله {فَيُوحِيَ} معطوف على {يُرْسِلَ}، ومرفوع كما أنه مرفوع، فلذلك سكن ياؤه.
وقرأ الباقون {أَوْ يُرْسِلَ فَيُوحِيَ} بالنصب فيهما.
والوجه أن {يُرْسِلَ} منصوب بإضمار أن؛ لأنه معطوف على قوله {وَحْيًا}؛ لأن {وَحْيًا} مصدر، وأن مع الفعل في تأويل المصدر، فكأنه مصدر عطف على مصدر، أو عطف أن على مثله، كأنه قال {إِلَّا وَحْيًا} أو إرسالاً رسولاً، أو إلا أن يوحى إليه أو يرسل رسولاً.
ولا يجوز أن يعطف {يُرْسِلَ} على قوله {أَنْ يُكَلِّمَهُ الله}؛ لأنه يكون المعنى: ما كان لبشر أن يرسله الله رسولاً، وهذا غير جائز). [الموضح: 1144]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}
قوله تعالى: {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس