عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (61) إلى الآية (64) ]
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)}

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّهم مفرطون (62)
قرأ نافع وحده (وأنّهم مفرطون) بكسر الراء مخففة، من أفرطت وقرأ الباقون (مفرطون) بفتح الراء خفيفة
قال أبو منصور: من قرأ (مفرطون) فهو من أفرط، فهم مفرطون، إذا تعدوا ما حدّ لهم.
ومن قرأ (مفرطون) ففيه قولان:
أحدهما عن ابن عباس: أنهم متروكون.
[معاني القراءات وعللها: 2/80]
وقال غيره: مفرطون: معجّلون.
فمن قال: متروكون.
فالمعنى: أنهم تركوا في النار.
وكذلك من قال: مفرطون، أي: منسون.
ومعنى معجّلون، أي: مقدمون إلى النار.
وقيل: من قرأ (مفرطون) بكسر الراء فمعناه: أنهم أفرطوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم). [معاني القراءات وعللها: 2/81]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله [تعالى]: {إنهم مفرطون} [62].
بفتح الراء، جعلهم مفعولين؛ لأنه في التفسير {وأنهم مفرطون} أي: منسيون. وقال أبو عمرو: مقدمون إلى النار.
وقرأ نافع وحده {مفرطون} بكسر الراء كأنه جعل الفعل لهم، أي: أفرطوا في الكفر وفي العدوان يفرطون إفراطًا فهم مفرطون.
وقرأ الباقون: {مفرطون} أي: منسيون ممهلون متركون.
وقراءة ثالثة: حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ: {وأنهم مفرطون} ومعنى هذه القراءة أي: مقصرون فيما يجب عليهم من العبادة، يقال: فلان فرط في الأمر: قصر، وأفرط: جاوز الحد. ومضارع فرط يفرط تفريطًا قال الله تعالى: {يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} وتقول العرب: فرط فلان القوم إذا تقدمهم فهو فارط، والجمع فراط، قال الشاعر:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا = كما تعجل فراط لوراد
ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا فرطكم على الحوض»
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/356]
أي: أتقدمكم، وروى النابغة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا والنبيون فراط لقا صفين» أي: للمذنبين. وهذا حديث غريب ما رواه غيره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/357]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وحده: (وأنهم مفرطون) [62] بكسر الراء خفيفة من أفرطت.
وقرأ الباقون: مفرطون بفتح الراء، من أفرطوا فهم مفرطون.
أبو عبيدة: مفرطون: معجلون، قال: وقالوا: متروكون منسيّون، وقال أبو زيد: فرط الرجل أصحابه، يفرطهم أحسن الفراطة، وهو رجل فارط. قال: والفارط: الذي يتقدم الواردة، فيصلح الدّلاء والأرسان، وقوله: مفرطون، يمكن أن يكون من هذا كأنه فرط هو، وأفرطه القوم، فكذلك:
(مفرطون)، كأنهم أعجلوا إلى النار فهم فيها فرط للذي يدخلون بعدهم، ومن هذا قولهم في الدعاء للطفل، ومن جرى مجراه:
«اجعله لنا فرطا»
ومنه ما في الحديث من قوله: «أنا فرطكم على الحوض».
[الحجة للقراء السبعة: 5/73]
فأما قول نافع فكأنه: من أفرط أي: صار ذا فرط:
فهو مفرط مثل: أقطف وأجرب أي: هو ذو فرط إلى النار، وسبق إليها، فالقراءتان على هذا متقاربتا المعنى.
قال أبو الحسن: قال أهل المدينة: مفرطون، أي أفرطوا في أعمالهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/74]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة معاذ: [وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكُذُبُ] بضم الكاف والذال والباء.
قال أبو الفتح: هو وصف الألسنة، جمع كاذب أو كذوب. ومفعول {تَصِفُ} قوله تعالى: {أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}، وهو على قراءة الجماعة {الْكَذِبَ} مفعول "تصف"، و[أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى] بدل من [الْكَذِبَ]؛ لأنه في المعنى كذب). [المحتسب: 2/11]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا جرم أن لهم النّار وأنّهم مفرطون}
قرأ نافع {وأنّهم مفرطون} بكسر الرّاء أي مسرفون مكثرون من المعاصي كما تقول أفرط فلان في كذا إذا تجاوز الحد وأسرف
وقرأ الباقون {مفرطون} بفتح الرّاء أي متروكون في النّار منسيون فيها كذا قال ابن عبّاس وقال ابن جبير مبعدون وعن أبي عمرو معجلون مقدمون في العذاب). [حجة القراءات: 391]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {وأنهم مفرطون} قرأه نافع بكسر الراء، جعله اسم فاعل من «أفرط» إذا أعجل، فمعناه: وأنهم معجلون في النار، أي: سابقون إليها، وقيل معناه: وأنهم ذوو أفراط إلى النار، أي: ذوو عجل إليها، حكى أبو زيد: فرط الرجل أصحابه يفرطهم إذا سبقهم، والفارط المتقدم إلى الماء وغيره، ومنه قول النبي عليه السلام: «أنا فرطكم على الحوض» أي: أنا متقدكم وسابقكم، وقرأ الباقون بفتح الراء، جعلوه اسم مفعول من «أفرطوا» فهم «مفرطون» أي: أعجلوا فهم معجلون في النار، وقال أبو عبيد في معناه: متركون، وقيل: منسيون، والاختيار فيه ما عليه الجماعة، وكذلك كل ما سكتنا عن ذكر الاختيار، فما عليه الجماعة هو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/38]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {مُفْرِطُونَ} [آية/ 62] بكسر الراء:
قرأها نافع وحده.
[الموضح: 738]
والوجه أنه أفرط إذا جاوز الحد، يعني أنهم أفرطوا في المعاصي.
وقال أبو علي: هو فاعل أفرط إذا صار ذا فرطٍ، كما يقال أمشى إذا صار ذا ماشية، وأجرب إذا صار ذا إبل جربى، والمعنى هم ذوو فرطٍ إلى النار وتقدمٍ إليها، فالمفرط بمعنى الفارط، والفارط الذي يتقدم الواردة فيصلح الدلاء والأرشية.
وقرأ الباقون {مُفْرَطُونَ} بفتح الراء.
والوجه أنه مفعولٌ من أفرطه إذا جعله فارطًا، وهو أن يقدمه ليرد عليه، يقال فرط فلانٌ وأفرطته أنا.
ولهذا قال أبو عبيدة معناه معجلون، وقيل متروكون منسيون). [الموضح: 739]

قوله تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}

قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس