عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}

قوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ (37)
قرأ الكوفيون (لا يهدي) بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون (لا يهدى) بضم الياء وفتح الدال.
واتفقوا جميعًا على ضم الياء وكسر الضاد من (يضل).
قال أبو منصور: من قرأ (لا يهدي من يضلّ) فمعناه: إن الله لا يهدي من أضله في سابق علمه لاستجابة الإضلال باختياره الضلالة على الهدى.
ومن قرأ (لا يهدى من يضل) فالمعنى: لا يهدى أحد يضله اللّه، وهذا نظير قوله - عزّ وجلّ -: (من يضلل اللّه فلا هادي له) ). [معاني القراءات وعللها: 2/79]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {فإن الله لا يهدي من يضل} [37].
قرأ أهل الكوفة: {لا يهدي} بفتح الياء.
وقرأ الباقون: {يهدى} بضم الياء وفتح الدال، ولم يختلفوا أعني السبعة ولا أحد في الياء من «يضل» أنها مضمومة مكسورة الضاد. فمن قرأ بالضم في {يُهدي} فالتقدير: من أضله الله لا يهديه أحد. واحتجوا بقراءة أُبَيٍّ:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/353]
{لا هادي لمن أضله الله} فاسم الله تعالى اسم «إن» و«يضل» الخبر. ومن فتح فالتقدير: من يهده لا يضله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء وضمّها من قوله: فإن الله لا يهدي من يضل [37].
[الحجة للقراء السبعة: 5/63]
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر: (لا يهدى) برفع الياء وفتح الدال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يهدي بفتح الياء وكسر الدال.
ولم يختلفوا في يضل أنها مضمومة الياء مكسورة الضاد.
الراجع إلى اسم (إنّ) هو الذّكر الذي في قوله: يضل في قراءة من قرأ: (يهدى)، ومن قرأ: يهدي: فمن جعل يهدي من: هديته:
جاز أن يعود الذكر الفاعل الذي فيه إلى اسم إنّ، ومن جعل يهدي في معنى: يهتدي، وجعل: من يضل مرتفعا به، فالراجع إلى اسم إنّ الذكر الذي في يضل كما كان كذلك في قول من قال: (يهدى) فالراجع إلى الموصول الذي هو (من) الهاء المحذوفة من الصّلة تقديره: «يضلّه» والمعنى: إن من حكم بإضلاله له وتكذيبه، فلا يهدى. ومثل هذا في المعنى قوله: فمن يهديه من بعد الله، [الجاثية/ 23]، تقديره: من بعد إضلال الله إيّاه والمفعول محذوف، أي: بعد حكمه بإضلاله.
وقراءة عاصم وحمزة والكسائي: لا يهدي من يضل في المعنى كقوله: من يضلل الله فلا هادي له [الأعراف/ 186]، وهذا كقوله: والله لا يهدي القوم الظالمين [البقرة/ 258]، وقوله: وما يضل به إلا الفاسقين [البقرة/ 26] فموضع (من) نصب ب (يهدي) وقد قيل: إن
[الحجة للقراء السبعة: 5/64]
(يهدي) في معنى يهتدي، بدلالة قوله: لا يهدي إلا أن يهدى [يونس/ 35] فموضع (من) على هذا رفع، كما أنه لو قال: يهتدي كان كذلك.
قال: ولم يختلفوا في يضل أنّه مضموم الياء، فهذا من قولك: ضلّ الرجل، وأضلّه الله. أي: حكم بإضلاله، كقولك: كفر زيد وأكفره الناس، أي: نسبوه إلى الكفر، وقالوا: إنه كافر، كما أن أسقيته قلت له: سقاك الله. قال:
وأسقيه حتى كاد ممّا أبثّه... تكلّمني أحجاره وملاعبه). [الحجة للقراء السبعة: 5/65]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وإبراهيم وابن خيرة: [إِنْ تَحْرَصْ]، بفتح الراء.
قال أبو الفتح: فيه لغتان: حَرَصَ يحرِص وهي أعلاهما، وحرِصْتُ أحرَص. وكلاهما من معنى السحابة الحارصة، وهي التي تقشِر وجه الأرض. وشجة حارصة: التي تقشِر جلدة الرأس، فكذلك الحرص، كأنه ينال صاحبه من نفسه لشدة اهتمامه بما هو حريص عليه، حتى يكاد يحُت مستَقَر فكره). [المحتسب: 2/9]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل}
قرأ حمزة وعاصم والكسائيّ {فإن الله لا يهدي} بفتح الياء
[حجة القراءات: 388]
وكسر الدّال قال الكسائي فيه وجهان أن الله إذا كتب عبدا شقيا فإنّه لا يهديه كقوله {والله لا يهدي القوم الظّالمين} وكان مجاهد رحمه الله يقول أربعة أشياء لا تغير الشّقاء والسعادة والحياة والموت والوجه الآخر أن الله جلّ وعز من يضل لا يهدي أي لا يهتدي والعرب تقول هداه الله فهدى واهتدى لغتان بمعنى واحد ف من في موضع رفع على هذا الوجه وعلى القول الأول نصب
وقرأ الباقون {فإن الله لا يهدي} بضم الياء وفتح الدّال على ما لم يسم فاعله أي من أضلّه الله لا يهديه أحد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال قيل له فإن الله لا يهدي من يضل قال من أضلّه الله لا يهدى وحجتهم قراءة أبي (لا هادي لمن أضلّه الله) مثل لا يهان من أكرمه الله ومن في موضع رفع لأنّه لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 389]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لا يهدي من يضل} قرأ الكوفيون بفتح الياء وكسر الدال، أضافوا الفعل إلى الله جل ذكره، لتقدم ذكره في قوله: {فإن الله} و{من} في موضع نصب بـ {يهدي}، ويجوز أن يكون {يهدي} بمعنى «يهتدي» فتكون {من} في موضع رفع بفعلها، ولا ضمير في {يهدي}، وكون {يهدي} بمعنى: {يهتدي} في قراءة الكوفيين أحسن، لأن الله قد أضل قومًا، ثم هداهم للإيمان بعد ضلالهم وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال، بنوه للمفعول فـ {/ن} في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، وهو في المعنى بمنزلة قوله: {من يضلل الله فلا هادي له} «الأعراف 186» ويشهد لهذه القراءة أن في قراءة أبي: «فلا هادي لمن أضل الله» والتقدير: إذا أضل الله عبدًا لا يهديه أحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {فَإِنَّ الله لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} [آية/ 37] بفتح الياء من {يَهْدِي} وكسر الدال:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن قوله {يَهْدِي} على هذا مسندٌ إلى الضمير العائد إلى اسم الله تعالى، و{يَهْدِي} متعدٍّ، والتقدير: إن الله لا يهدي هو من يُضله، فموضع {مَنْ} على هذا نصب بأنه مفعول به.
ويجوز أن يكون {يَهْدِي} بمعنى يهتدي، وموضع {مَنْ يُضِلّ} رفعٌ؛ لأنه فاعل يهتدي، والعائد إلى اسم الله تعالى على هذا هو الضمير المستكن في: يضله، وقد حُذف الهاء وهو عائد إلى {مَنْ}، والتقدير: إن الله لا يهتدي من يضله هو؛ لأنه لا بد من عائدٍ يعود من الجملة التي هي خبر {إنَّ} إلى اسمها وهو {الله}.
[الموضح: 735]
وقرأ الباقون {لا يُهْدَى} بضم الياء وفتح الدال.
واتفقوا على {يُضِلّ} بضم الياء وكسر الضاد.
والوجه في {يُهْدَى} بضم الياء وفتح الدال، أنه فعل لما لم يُسمّ فاعله، وموضع {مَنْ} رفعٌ، لأنه مفعول ما لم يُسم فاعله، والمعنى لا يُهدى أحدٌ يُضله الله). [الموضح: 736]

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}

قوله تعالى: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كن فيكون} [40].
قرأ الكسائي وابن عامر بالنصب نسقا على قوله: {أن نقول له كن فيكون} وكذلك في (يس).
وقرأ الباقون بالرفع في كل القرآن على معنى: إذا أردناه أن نقول له كن فهو يكون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/354]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وضمّها من قوله تعالى: (كن فيكون) [40].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة: كن فيكون رفعا، وكذلك في كل القرآن.
وقرأ ابن عامر والكسائي: (فيكون) نصبا، وفي سورة يس [82] مثله فتح.
أمّا نصب الكسائي: (فيكون) هاهنا، وفي سورة يس فإنّه يحمله على أن، كأنّه: أن يقول.. فيكون، قال: وسمعت ذلك بالنصب مرارا ذكرها.
فأمّا ابن عامر فإنّه قد نصب (فيكون) وإن لم يكن قبله
[الحجة للقراء السبعة: 5/65]
أن نحو: إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون [البقرة/ 617 آل عمران/ 47] فإن نصب هنا على هذا الحدّ، فقد مضى القول عليه قبل، وإن نصبه من حيث نصبه الكسائي، فمستقيم). [الحجة للقراء السبعة: 5/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أن نقول له كن فيكون}
قرأ ابن عامر والكسائيّ {أن نقول له كن فيكون} بالنّصب وقرأ الباقون بالرّفع
[حجة القراءات: 389]
فالنصب على ضربين أحدهما أن يكون قوله {فيكون} عطفا على {أن يقول} المعنى أن يقول فيكون والوجه الثّاني أن يكون نصبا على جواب {كن} والرّفع على فهو يكون على معنى ما أراد الله فهو يكون). [حجة القراءات: 390]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {كُنْ فَيَكُونَ} [آية/ 40] بالنصب:
قرأها ابن عامر والكسائي.
والوجه أن قوله «يكون» معطوفٌ على {نَقُولَ} الذي انتصب بـ {أَنْ}، والتقدير: أن نقول فيكون، فينتصب يكون؛ لأنه معطوف على منصوب.
وقرأ الباقون {فَيَكُونُ} بالرفع.
والوجه أنه فعلٌ مستأنف مقطوعٌ مما قبله، والتقدير: فهو يكون). [الموضح: 736]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس