عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 02:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (113) إلى الآية (115) ]

{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}

قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)}

قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)}

قوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وما يفعلوا من خيرٍ فلن يكفروه... (115)
قرأ حفص وحمزة والكسائي: (وما يفعلوا من خيرٍ فلن يكفروه) بالياء جميعا.
وقرأ الباقون بالتاء.
والياء والتاء عند أبي عمرو سيّان في هذا الموضع، وروى هارون عن أبى عمرو بالياء، ولم يذكر التاء). [معاني القراءات وعللها: 1/269]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (47- وقوله تعالى: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} [115].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/117]
قرأ حمزة والكسائي وحفص، عن عاصم بالياء جميعًا.
وقرأ الباقون بالتاء، غير أن أبا عمرو كان يخير في ذلك، والأمر بينهما قريب، فمن وجه الخطاب إلى مَنْ بالحضرة دخل معهم الغيب، ومن قرأ بالياء دخل المخاطبون معهم فلما كان كذلك خير أبو عمرو بين الياء والتاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/118]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: وما تفعلوا من خير فلن تكفروه [آل عمران/ 115].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر بالتاء، وكان أبو عمرو لا يبالي كيف قرأهما بالياء، أو بالتاء.
وقال علي بن نصر عن هارون عن أبي عمرو بالياء، ولم يذكر التاء. وكان حمزة والكسائي وحفص عن عاصم يقرءونها بالياء.
[قال أبو علي]: حجة من قرأ بالتاء: قوله إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم [الإسراء/ 7] وقوله: وما تنفقوا من خير، يوف إليكم [البقرة/ 272] وقوله: وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا [البقرة/ 197] قوله: يعلمه الله أي: يجازي عليه.
وحجّة من قرأ بالياء أنّه قد تقدّم أمة قائمة يتلون آيات الله [آل عمران/ 113] وما يفعلوا من خير فلن يكفروه [آل عمران/ 115]). [الحجة للقراء السبعة: 3/73]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} 115
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه}
[حجة القراءات: 170]
171 - بالياء فيهما وحجتهم قوله قبلها {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء اللّيل وهم يسجدون يؤمنون باللّه واليوم الآخر} 113 و114 الآية وكذلك {وما يفعلوا من خير} أي هؤلاء المذكورون وسائر الخلق داخل معهم
وقرأ الباقون بالتّاء فيهما وحجتهم قوله قبلها {كنتم خير أمة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه} {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} أيها المخاطبون بهذا الخطاب). [حجة القراءات: 171]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (65- قوله: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} قرأهما حفص وحمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، والمشهور عن أبي عمرو التاء.
66- وحجة من قرأهما بالتاء أنه ردّه على الخطاب الذي قبله في قوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} «110» - وما تفعلوا من خير، وأيضًا فقد أجمعوا على الخطاب في قوله: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} «الإسراء 7» وعلى قوله: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم} «البقرة 272»، وعلى قوله: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} «البقرة 197» وهو كثير، أتى على الخطاب، فجرى هذا على ذلك.
67- وحجة من قرأ بالياء أنه ردّه على لفظ الغيبة، الذي هو أقرب إليه من لفظ الخطاب، وهو قوله: {ومن أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} «13، 14» - وما يفعلوا، فذلك كله لفظ غيبة متصل به، ليس بينهما حائل، فذلك أولى به من الخطاب، الذي بعد عنه، وأيضًا فقد قال ابن مسعود وابن عباس: إذا اختلفتم في الياء والتاء فاقرؤوا بالياء، ولولا أن الجماعة على التاء، لكان الاختيار الياء، لصحة معناه، ولقربه من لفظ الغيبة، واتصاله بألفاظ كلها للغائب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/354]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (28- {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [آية/ 115]:-
بالتاء فيهما، قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب و(-ياش-) عن عاصم. وذلك أنه مجرى على الخطاب، كأمثاله في القرآن من قوله تعالى {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إليكُمْ} {ومَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله وَتَزَوَّدُوا}.
وقرأ الباقون {يَفْعَلُوا} و{يُكْفَرُوهُ} بالياء تحتها نقطتان؛ إجراءً لها على الغيبة، لما تقدم من قوله {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ الله آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ
[الموضح: 380]
يَسْجُدُونَ}). [الموضح: 381]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس