عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النمل

[ من الآية (65) إلى الآية (72) ]
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) }


قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمى: [إِيَّانَ يُبْعَثُونَ]، بكسر الهمزة.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على كسر هذه الهمزة فيما مضى من الكتاب). [المحتسب: 2/142]

قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بل أدرك علمهم في الآخرة (66)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (بل أدرك) خفيفة بغير ألف.
وقرأ الباقون (بل ادّارك) مثقلاً بألف، وروى المفضل عن عاصم (بل أدرك) مثل أبي عمرو.
قال أبو منصور: من قرأ (بل أدرك) خفيفة فهو من أدرك يدرك، كأنه قال هل أدرك علمهم علم الآخرة؟
وروي عن السّدّي في تفسيره قال:
[معاني القراءات وعللها: 2/243]
اجتمع علمهم يوم القيامة فلم يشكوا ولم يختلفوا.
قال أبو معاذ النحوي: من قرأ (بل أدرك)، و(بل ادّارك) فمعناهما واحد، يقول: هم علماء في الآخرة كقول اللّه: (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظّالمون اليوم في ضلالٍ مبينٍ (38).
وقال أبو سعيد الضرير: أما أنا فأقرأ (بل أدرك علمهم في الآخرة)
ومعناها عنده أي: علموا في الآخرة أن الذي كانوا يوعدون حق، وأنشد قول الأخطل:
وأدرك علمي في سواءة أنها... تقيم على الأوتار والمشرب الكدر
أي: أحاط علمي بها أنها هكذا.
وقال الفراء: من قرأ (بل ادّارك علمهم في الآخرة)
معناه: لعله تدارك، يقول تتابع علمهم في الآخرة، يريد: بعلم الآخرة تكون أولا تكون؟ قال - عزّ وجلّ - (بل هم في شكٍّ منها).
قال أبو منصور: والصحيح في تفسيره ما قال السدي وأبو معاذ وأبو سعيد، والمعنى: بل يدرك علمهم في الآخرة، ويدارك بمعناه، حين لا ينفعهم علمهم؛ لأن الخلق كلهم يوم القيامة مؤمنون إيمانًا لا ينفعهم إذا لم يكونوا في الدنيا مؤمنين.
وقال شمر: أدرك، وادّارك، وتدارك تكون لازمة وواقعة:
[معاني القراءات وعللها: 2/244]
يقال: أدركت الأمر، وتداركته، وادّاركته، وادّركته، بمعنى واحد وقد أدرك، وادّراك، وادّرك، وتدارك بمعنى واحد، أي: تلاحق.
وروى الأعشى عن أبي بكر أنه قرأ (بل ادّرك علمهم) وأصله: تدرّك، وادّارك أصله: تدارك). [معاني القراءات وعللها: 2/245]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (23- وقوله تعالى: {بل ادارك علمهم في الآخرة} [66].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/160]
فيه ست قراءات:
قرأ أهل الكوفة ونافع وابن عامر: {بل إدارك} أرادوا: بل تدارك علمهم فأدغموا التاء في الدال بعد أن قلبوها دالا، وأتوا بألف الوصل لسكون الحرف المدغم، ومثله: {قالوا اطيرنا} [47] بمعنى: تطيرنا {فاداراتم فيها} والأصل: تداراتم، واحتجوا بحرف أبي: {بل تدرك علمهم في الآخرة}.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {بلا أدرك علمهم} من أفعل يفعل. وتدارك زيد أمره وأدرك بمعنى، ومثله: {إنا لمدركون} {ولمدركون} على قراءة الأعرج. فعلى قراءة أبي عمرو: الألف ألف القطع. وعلى قراءة الباقين الألف ألف الوصل وكسرة اللام من «بل» لسكونها. وسكون الدال المدغمة.
وحدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن عطاء بين يسار قرأ: {بل ادرك علمهم} موصول الألف، أراد: بل أدرك، فنقل فتحة الهمزة إلى اللام، فانفحت اللام وسقطت الهمزة. كما قرأ ورش: {قد افلح المؤمنون} يريد: قد أفلح وكقول العرب من ابوك؟ يريدون: من أبوك.
والقراءة الخامسة: قراءة ابن محيصن: {بل أدارك علمهم} ممدود
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/161]
على الاستفهام، قال النحويون: غلط [لأن] «بل» تحقيق وإيجاب، و«آدرك» بالمد نفي الإدراك، فلا يلي المنفي موجبًا.
والقراءة السادسة: قراءة ابن عباس: {بلى أدرك علمهم} فـ«بلى» جواب الجحد ويصلح الوقف عليه، ثم يبدأ بألف الاستفهام والتوبيخ أدرك أم لم يدرك؟). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/162]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: بل أدارك علمهم [النمل/ 66]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/399]
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (بل أدرك) [خفيفة بغير ألف]، وقرأ الباقون: بل أدارك [بالألف ممدودة. روى] المفضل عن عاصم:
(بل أدرك) مثل أبي عمرو غير أحمد، وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بل ادرك على افتعل.
قال أبو علي: يعلم قد يصل بالجار كقوله: ألم يعلم بأن الله يرى [العلق/ 14] وقولهم: علمي بزيد يوم الجمعة، ويمكن أن يكون منه قول ابن مقبل:
وعلمي بأسدام المياه...
ومعنى أدرك: بلغ ولحق، تقول: فلان أدرك الجيش إذا لحق بهم وقد تقول: هذا ما أدركه علمي أي: بلغه، فالمعنى: أنّهم لم يدركوا علم الآخرة، أي لم يعلموا حدوثها وكونها، ودلّ على ذلك قوله تعالى: بل هم في شك منها، بل هم منها عمون [النمل/ 66] أي:
بل هم من علمها، وإذا كان كذلك، كان معنى قوله سبحانه في الآخرة معنى الباء، أي: لم يدركوا علمها، ولم ينظروا في حقيقتها، فيدركوها ولهذا قرأ من قرأ: (بل أدرك) كأنّه أراد لم يدركوه، كما تقول: أجئتني أمس أي: لم تجىء. والمعنى: لم يدرك علمهم
[الحجة للقراء السبعة: 5/400]
بحدوث الآخرة، بل هم في شكّ من حدوثها، بل هم عن علمها عمون.
والعمي عن علم الشيء أبعد منه من الشاكّ فيه، لأنّ الشّكّ قد يعرض عن ضرب من النظر، والعمي عن الشيء الذي لم يدرك منه شيئا.
أمّا من قال: ادارك فإنّه أراد: تدارك، فأدغم التاء في الدال لمقاربتها لها، وكونها من حيّزها، فلمّا سكنت التاء للإدغام اجتلبت لها همزة الوصل كما اجتلبت في نحو ادّان وفي التنزيل: حتى إذا اداركوا فيها جميعا [الأعراف/ 38]، كأن معناه: تلاحقوا قال:
تداركتما الأحلاف قد ثلّ عرشها وما رواه الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: بل ادرك فمعناه افتعل من أدركت، وافتعل، وتفاعل: قد يجيئان بمعنى، يعنى بأحدهما ما يعنى بالآخر، ومن ثمّ صحّ قولهم: ازدوجوا، وإن كان حرف العلة على صورة يجب فيها الانقلاب، ولكنّه صحّ لما كان بمعنى تفاعلوا، وتفاعلوا يلزم تصحيح حرف العلة فيه لسكون الحرف الذي قبل حرف العلة، فصار تصحيح هذا كتصحيح: عور، وحول، لمّا كان في معنى تفاعل، وتفاعل قبل حرف العلة منه ساكن، وإذا كان كذلك
[الحجة للقراء السبعة: 5/401]
فادّرك وادّارك بمعنى، كما أن عور واعوار بمعنى، ولو قرئ: حتى إذا ادّاركوا فيها، وادّركوا لكان مثل ما في هذه الآية، وقول الشاعر:
ولولا دراك الشّدّ قاظت حليلتي أي: لولا متابعتي للعدو والنجاء، لأسروني. فدراك مصدر لدارك، كما أنّ القتال مصدر لقاتل). [الحجة للقراء السبعة: 5/402]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سليمان بن يسار وعطاء بن السائب: [بَلَ ادْرَكَ عِلْمُهُمْ]، بفتح اللام، ولا همز، ولا ألف.
وروي عنهما: [بَلَ ادّرَكَ]، بفتح اللام، ولا همز، وتشديد الدال، وليس بعد الدال ألف.
وقرأ: [بلْ آدْرَكَ] الحسن وأبو رجاء وابن محيصن وقتادة.
وقرأ: [بَلَى] بياء [آدْرَك] ممدودا ابن عباس.
وقرأ: [بَلِ ادَّرَكَ]، مخفوضة اللام، مشددة الدال الحسن.
وقرأ: [بَلْ تَدَارَكَ] أُبَيّ بن كعب.
[المحتسب: 2/142]
وقراءة الناس: [بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ]، و[بَلِ ادَّارَكَ]، فذلك ثمانية أوجه:
قال أبو الفتح: [أما بَلَ ادْرَكَ] فعلى تخفيف الهمزة بحذفها، وإلقاء حركتها على اللام الساكنة قبلها، كقولك: في {قَدْ أَفْلَحَ}: [قَدَ افْلَحَ].
وأما [بَلَ ادَّرَكَ]، بفتح اللام فكان قياسه: بَلِ ادَّرَكَ؛ بكسر اللام لسكونها وسكون الدال بعدها، إلا أنه فتحت اللام لأن في ذلك إزالة لالتقاء الساكنين، وعدولا إلى الفتحة لخفتها، كما رُوِّينا عن قطرب: أن منهم من يقول: [قُمَ الليل]، وبِيعَ الثوب.
وأما [بَلْ آدْرَكَ] فإن "بل" استئناف، وما بعدها استفهام، كما تقول: أزيد عندك؟ بل أجعفر عندك؟ تركا للأول إلى غيره، لا تراجعا عنه، لكن للانتحاء من بعده على غيره.
وأما [بَلَى] فكأنه جواب، وذلك أنه لما قال: [قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ] فكأن قائلا قال: ما الأمر كذلك، فقيل له: [بلى]، ثم استؤنف فقيل: [آدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ].
وأما [بَلِ ادَّرَكَ] فلا سوال مع كسر اللام؛ لسكونها، وسكون الدال بعدها.
وأما [بَلْ تَدَارَكَ] فإنه أصل قراءة من قرأ: [ادَّارَكَ]؛ وذلك أنه في الأصل تدارك، ثم آثر إدغام التاء في الدال؛ لأنها أختها في المخرج، فقلبها إلى لفظها، وأسكنها، وأدغمها فيها. واحتاج إلى ألف الوصل؛ لسكون الدال بعدها، ومثله: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ}. {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} ). [المحتسب: 2/143]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شكّ منها} 66
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (بل ادّرك علمهم) بقطع الألف وسكون الدّال بمعنى هل أدرك علمهم علم الآخرة كذا قال الفراء {وهل} بمعنى الجحد أي لم يعلموا حدوثها وكونها ودلّ على ذلك قوله تعالى {بل هم في شكّ منها} وقالوا {في} في قوله {في الآخرة} بمعنى الباء وتأويل الكلام لم يدرك علمهم بالآخرة ويقوّي هذا قراءة من قرا (بل أدرك علمهم) على لفظ الاستفهام بمعنى النّفي وكان قتادة يقول (بل أدرك) أي لم يدرك بعد
وقرأ الباقون {بل ادارك علمهم في الآخرة} أي بل تكامل علمه يوم القيامة بأنّهم مبعوثون وأن كل ما وعدوا به حق قال ابن عبّاس {بل ادارك علمهم في الآخرة} أي ما جهلوا في الدّنيا علموه في الأخرة وحجتهم قراءة أبي بل تدارك علمهم فأدغموا التّاء في الدّال لمقاربتها لها فلمّا سكنت التّاء للإدغام اجتلبت له ألف الوصل كما اجتلبت في نحو {فادارأتم} وفي التّنزيل حتّى {إذا اداركوا فيها} ). [حجة القراءات: 535]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (28- قوله: {بل ادارك} قرأه أبو عمرو وابن كثير بقطع الهمزة وإسكان الدال من غير ألف بعد الدال، على وزن «أفعل» وقرأ الباقون يوصل الألف وتشديد الدال وألف بعد الدال.
وحجة من قرأ على وزن «أفعل» أنه حمله على معنى «بلغ ولحق» كما تقول: أدرك علمي هذا، أي بلغه، فالمعنى فيه الإنكار، و«بل» بمعنى «هل»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/164]
فهو إنكار أن يبلغ علمهم أمر الآخرة، وفيه معنى التقرير والتوبيخ لهم، وطلبهم علم ما لا يبلغونه أبدًا، فالمعنى: هل أدرك عملهم في الآخرة، أي بعلم حدوث الآخرة، ومتى تكون، أي إنهم لم يدركوا على الآخرة ووقت حدوثها، ودل على ذلك قوله: {بل هم في شك منها بل هم منها عمون} أي من علمها، و«في» بمعنى الباء فالمعنى: هل أدرك علمهم بالآخرة، أي: هل بلغ غايته فلم يدركوا علمها، ولم ينظروا في حقيقتها، والعمى عن الشيء أعظم من الشك فيه، وهو في حرف أبي «أم تدارك» على معنى النفي.
29- وحجة من شدد الدال أن أصله «تدارك علمهم» فأدغم التاء في الدال فسكن الأول، فدخلت ألف الوصل للابتداء، ومعناه: بل تلاحق علمهم بالآخرة، أي: جهلوا علم وقتها فلم ينفرد أحد منهم بزيادة علم في وقتها، فهم في الجهل لوقت حدوثها متساوون، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/165]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ} [آية/ 66] بقطع الألف وسكون الدال:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، على أفعل.
والوجه أن المراد بلغ وانتهى، كما تقول: هذا ما أدركه علمي، أي بلغه وانتهى إليه، و{في} بمعنى الباء، وهو من صلة العلم، والمراد علمهم بالآخرة، يعني بل أأحاطوا علمًا بالآخرة؟ على معنى أنهم لم يعلموا حدوثها وكونها، بدليل قوله {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ منها}.
وقرأ الباقون {بَلِ ادَّارَكَ} بوصل الألف، وتشديد الدال، وبعد الدال ألف.
والأصل تدارك فأُدغمت التاء في الدال لتقارب مخرجيهما، فلما سكنت التاء للإدغام اجتُلبت لها ألف الوصل كما اجتُلبت في نحو {ادّارَأْتُمْ} و{ادّارَكُوا}، والمعنى تتابع علمهم بالآخرة، أي كان علمهم قد تتابع، ثم قال {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ}.
وقيل معناه إنه يتتابع علمهم في الآخرة حين لا ينفعهم علمهم؛ لأن الخلق كلهم يوم القيامة مؤمنون، ولكن لا ينفع الإيمان حينئذ من لم يكن مؤمنًا في الدنيا، ولفظ الماضي على هذا لتحقق القيامة حتى كأنها واقعة.
[الموضح: 969]
وقرأ عاصم ياش- {ادَّرَكَ} بفتح الدال وتشديدها، ولا ألف بعد الدال.
والوجه أنه على افتعل، من أدركت، وافتعل وتفاعل قد يكونان بمعنى، نحو ازدوجوا وتزاوجوا واعتونوا وتعاونوا). [الموضح: 970]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (24- وقوله تعالى: {أءذا} [67].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {أيذا ... أينا} جمعا بين الاستفهامين غير أن ابن كثير يقصر، وأبو عمرو يمد.
وقرأ حمزة وعاصم بالجمع بين الاستفهامين، وبهمزتين على أصل الكلمة، وقد أحكمت علل هذا فيما تقدم، فأغني عن الإعادة.
وقرأ نافع: {إذا} بغير استفهام {آينا} خلاف أصله واحدة على الخبر.
وقرأ الكسائي وابن عامر {أءذا} بالاستفهام والهمزتين {إننا} بنونين على الجر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/162]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (أيذا كنا ترابا وآباؤنا أينا) [النمل/ 67] بهمزة، غير أن ابن كثير لا يمدّ، وأبو عمرو يمدّ، وكان أبو عمرو يأتي بألف بعد الهمزة، ثمّ ياء، وكان ابن كثير لا يأتي بألف بعدها ياء، تقول: (أيذا، أينا، وقرأ عاصم وحمزة: أإذا بهمزتين، أإنا بهمزتين، وقرأ نافع: (إذا كنّا ترابا) مكسورة الألف، (آينا) ممدودة، وقرأ ابن عامر والكسائي: أإذا كنا ترابا بهمزتين، (إنّنا لمخرجون) بنونين وكسر الألف من غير استفهام.
[قال أبو علي]: قد ذكرنا ألفاظ ذلك ومعانيه فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 5/402]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقال الّذين كفروا أئذا كنّا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون} 67
قرأ نافع (وقال الّذي كفروا إذا كنّا) بكسر الألف {أئنا} بالاستفهام وقرأ ابن كثير وأبو عمرو جميعًا بالاستفهامين
قرأ ابن عامر والكسائيّ (أإذا) بهمزتين {إننا} بنونين
[حجة القراءات: 535]
قرأ عاصم وحمزة {أئذا} بهمزتين {أئنا} بهمزتين وقد ذكرت الحجّة في سورة الرّعد). [حجة القراءات: 536]

قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)}
قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)}
قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (25- وقوله تعالى: {ولا تكن في ضيق} [70].
قرأ ابن كثير والمسيبي عن نافع: {في ضيق} بكسر الضاد.
وقرأ الباقون: {في ضيق} وقد فسرته في (النحل) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/162]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير: في (ضيق) بكسر الضاد. [النمل/ 70].
خلف عن المسيبي عن نافع مثله، وكذلك روى أبو عبيدة عن إسماعيل عنه وهو غلط، وقرأ الباقون ضيق بفتح الضاد.
[الحجة للقراء السبعة: 5/402]
قال أبو علي: لا يكون الضيق مثل هين ولين، لأنّك إن حملته على ذلك، أقمت الصفة مقام الموصوف، فلا ينبغي أن تحمل على ذلك، ما أصبت عنه مندوحة، فيحمل ضيق وضيق على أنهما لغتان). [الحجة للقراء السبعة: 5/403]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تكن في ضيق ممّا يمكرون}
قرأ ابن كثير {ولا تكن في ضيق} بكسر الضّاد وقرأ الباقون {في ضيق} بالفتح الضّيق بالكسر الاسم والضيق بالفتح المصدر وقال الفراء الضّيق ما ضاق عنه صدرك والضيق ما يكون في الشّيء الّذي يتّسع ويضيق مثل الدّار والثّوب وقال أبو عمرو الضّيق بالفتح الغم والضيق بالكسر الشدّة). [حجة القراءات: 536]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {وَلَا تَكُنْ فِي ضِيْقٍ} [آية/ 70] بكسر الضاد:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {فِي ضَيْقٍ} بفتح الضاد.
والضَّيق والضِّيق بالفتح والكسر لغتان، وقد تقدم الكلام فيهما). [الموضح: 970]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71)}
قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج: [رَدَفَ لَكُمْ]، بفتح الدال.
قال أبو الفتح: من قال [رَدِف] فهو في وزن تبع، ومن قال: [ردف] فهو بمنزلة تلا، وشفع. والكسر أفصح، وهو أكثر اللغة). [المحتسب: 2/143]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس