عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 10:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (77) إلى الآية (79) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يظلمون فتيلًا (77) أينما تكونوا (78).
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب وابن عامر: (ولا تظلمون) بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 1/312]
وكذلك قرئ لابن عامر على ابن الأخرم.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، وأما قوله: (ولا يظلمون نقيرًا (124) فاتفقوا فيه على الياء.
قال أبو منصور: التاء للخطاب والياء للغيبة، وكلتا القراءتين جيدة). [معاني القراءات وعللها: 1/313] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعز]: ولا يظلمون* [النساء/ 77].
[الحجة للقراء السبعة: 3/171]
فقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي: ولا يظلمون* بالياء.
وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم: تظلمون بالتاء). [الحجة للقراء السبعة: 3/172]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والآخرة خير لمن اتّقى ولا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدرككم الموت} 77 و78
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ {ولا يظلمون فتيلا} بالياء وحجتهم قوله {والآخرة خير لمن اتّقى} فأخبر عنهم ولم يقل خير لكم وأن الكلام أيضا جرى قبل ذلك بلفظ الخبر عنهم فقال {ألم تر إلى الّذين قيل لهم}
وقرأ الباقون {ولا تظلمون} بالتّاء أي أنتم وهم وحجتهم قوله {أينما تكونوا يدرككم الموت} ). [حجة القراءات: 208]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (56- قوله: {ولا تظلمون فتيلا} قرأه ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، ردوه على لفظ الغيبة في قوله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} وقرأه الباقون على الخطاب للنبي ومن معه وقوي ذلك أن قبله خطابًا للنبي، في قوله: {قل متاع الدنيا قليل} ومخاطبة النبي خطاب لأمته، كما قال: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} «الطلاق 1» وهو الاختيار؛ لأن الأكثر من القراء عليه، ولإجماع نافع وابن عامر وعاصم وأبي عمرو عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/393]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (30- {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [آية/ 77]:-
بالياء، قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي.
[الموضح: 421]
وذلك لما تقدم من ذكر الغيبة، وهو قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ}.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب.
والمخاطبون هم القوم المتقدم ذكرهم ضم إليهم في الخطاب النبي عليه السلام والمؤمنون، وهذا على تغليب الخطاب على الغيبة، والمعنى أنكم أيها المسلمون (ما) تفعلوه من خير يوف إليكم، ومن أمر بالقتال فتقاعد عنه بعد ما كتب عليه جوزي عليه). [الموضح: 422]

قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: [أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ] برفع الكافين، قال ابن مجاهد: وهذا مردود في العربية.
قال أبو الفتح: هو لعمري ضعيف في العربية، وبابه الشعر والضرورة، إلا أنه ليس بمردود؛ لأنه قد جاء عنهم. ولو قال: مردود في القرآن لكان أصح معنى؛ وذلك أنه على حذف الفاء، كأنه قال: فيدركُكُم الموت، ومثله بيت الكتاب:
مَن يَفعَلِ الحَسَناتِ اللهُ يَشكُرُها ... وَالشَرُّ بِالشَرِّ عِندَ اللهِ مِثلانِ
أي: فالله يشكرها، ومثله بيته أيضًا:
بنو ثُعل لا تنكَعوا العنز شِرْبَها ... بني ثعل من ينكَع العنزَ ظالِم
فكأنه قال: فهو ظالم، فحذف الفاء والمبتدأ جميعًا، إلا أنه لما ترك هناك اسم الفاعل فهو لشبهه بالفعل كأنه هو الفعل؛ فيصير إلى أنه كأنه قال: من ينكع العنز يَظْلِمُ، وشَبَهُ الفعل في هذه اللغة أفشى من الشمس، حتى إنهم استجازوا لذلك أن يُولُوه نون التوكيد المختصة بالفعل، فقالوا:
أَريتَ إن جئتُ به أُملودا ... مُرَجَّلا ويَلبس البُرودا
أَقائِلُن أَحضِرِي الشهودا
[المحتسب: 1/193]
فكأنه قال: أيقولن، والنظائر فيه كثيرة جدًّا). [المحتسب: 1/194]

قوله تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس