عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

همزة الوصل في الأفعال

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((101)" وابدَأْ " وُجوبًا " بهمزِ الوَصْلِ من فِعلٍ بِضَمٍّ " أي مع ضَمِّ الهمزةِ.
"إن كانَ ثالِثٌ مِنَ الفعلِ يُضَمُّ" ضَمًّا لازِمًا، ولَوْ تقديرًا. نحوُ: انظُرْ واخرُجْ، وادْعُ. ونحو: اغزِي يا هندُ؛ إذ أصلُهُ اغزُوِي، نُقِلَتْ كسرةُ الواوِ إلى الزَّايِ قبلَهَا، بعدَ سَلْبِهَا حركتَهَا. فالْتَقَى السَّاكنانِ، فَحُذِفَت الواوُ. بخلافِ نَحْوِ: امشُوا. فإنَّه يجبُ كسرُ همزتِهِ – كمَا يُعلَمُ ممَّا يأتي – ؛لأنَّ ضمَّ ثالثِهِ عارضٌ. إذ أصلُهُ: امْشِيُوا: بكسْرِ الشِّينِ؛ فنُقِلَتْ ضَمَّةُ الياءِ إلى الشِّينِ، بعد سَلْبِهَا حركتَهَا، فالْتَقَى السَّاكنانِ، فَحُذِفَت الياءُ.
ويجوزُ في ضمِّ همزةٍ نَحوُ: أُغزِي الإشمامُ بالكسْرِ بأنْ تنحُوَ بالضَّمَّةِ نحوَ الكسرةِ.

(102)"واكسِرْهُ" أي: الهمزَ "حالَ الكسْرِ والفتحِ" لِثَالثِ الفعلِ. نحوُ: اضْرِبْ، وارْجِعْ، وامْشِ، واعلَمْ، واذْهَبْ، وانْطَلِق، واستَخْرِج.
وابْتُدِِئَ بهمزةِ الوَصْلِ – فيمَا ذُكِرَ – لِيُتَوَصَّلَ بها إلى النُّطقِِ بالسَّاكنِ. ومِن ثمَّ سُمِّيتْ: همزةَ وصْلٍ. ولذَلكَ سمَّاها الخليلُ: سَلْمُ اللِّسانِ.
وَوَجْهُ ضَمِّهِ في مضمومِ ثالِثِ الفعْلِ، وكسرِهِ في مكسورِهِ، المُنَاسبةُ فيهِمَا، وطلَبُ الخفَّةِ. وَوَجْهُ كَسْرِهِ في مَفْتُوحِهِ الحملُ على مكسورِهِ في إعرابِ المثنَّى والجمعِ. وذَكَرَ ابنُ النَّاظمِ هنا فوائدَ لا يفتقرُ إليهَا الشَّرحُ).
[الدقائق المحكمة:1/44]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وحكمُها في الماضي المَعْروفِ الكسرُ لا غيرُ، وأمَّا في المجهولِ فلا يكونُ إلا مضمومًا، وأمَّا الأمرُ الحاضرُ ففيه تفصيلٌ، كما ذكرَه الناظمُ، وقَدَّمَ حُكْمَ الأفعالِ؛ لأنَّ همزةَ الوصلِ في الأفعالِ بالأصالةِ، وأمرَ بالابتداءِ بهمزةِ الوصلِ مَضْمُومَةً مِن فعلِ الأمرِ إذا كانَ ثالثُه مضمومًا ضمًّا لازمًا لاعارضًا كما سيأتي، نحوُ: انْظُرْ، واعْبُدْ، وإنَّما عَدْلَ عن الكسرةِ إلى الضمَّةِ معَ أنَّ الأُولَى هي الأَوْلَى؛ لكونِها الأكثرَ في همزاتِ الوصلِ؛ لئلاَّ يلزمَ الخروجُ مِن الكسرةِ إلى الضمَّةِ، والحالُ أنْ لاعبرةَ بالساكنِ بينَهما، حيثُ إنَّه ليسَ بحاجزٍ ولمناسبةِ عينِ الفعلِ، وأمَّا إن كانَ ثالثُه مكسورًا كسرًا لازمًا أي: أَصْليًّا أو مفتوحًا، فابْتُدِيءَ بها مكسورةً على أصلِها، نحو: اضْرِبْ، واذْهَبْ واعْلَمْ، وأشارَ إلى ذلكَ بقولِه: (واكْسِرْهُ حالَ الكسرِ والفَتْحِ وفي) أي: واكْسِر الهمزةَ حالَ كسرِ ثالثِ الفعلِ، أو فتحِه، أمَّا وجهُ كسرِه في مكسوره فهو المناسبةُ بينَهما، كما في ضمِّه معَ مضمومِه، وأمَّا وجهُ كسرِه في مفتوحِه فالحملُ له على مكسوره، كنظيرِه في إعرابِ المثنى والجمعِ، كذا ذكرَه الشيخُ زكريَّا، والأظهرُ لدفعِ الاشتباهِ في بعضِ الصورِ، باعتبارِ بعضِ الصيغِ، ولأنَّ همزةَ القطعِ غالبًا تكونُ مفتوحةً، فلا بدَّ مِن ظهورِ المغايرةِ، وأمَّا إذا كانَ ثالثُ الفعلِ مضمومًا ضمًّا غيرَ لازمٍ، بأنْ يكونَ عارضًا لإعلالِ كسرتِه أيضًا نحو: { امْشُوْا } فإنَّ أصلَه إمْشِيُوا، نُقِلَتْ ضمَّةُ الياءِ إلى الشينِ بعدَ سلبِ حركتِها، فالتقى ساكنانِ، فَحُذِفَتْ الياءُ فصارَ (امْشُوا)، وكذا قوله { ائْتُونِي } وقد ذهبَ ابنُ المصنِّفِ وتبِعَه الشرَّاحُ إلى حصْرِ تصويرِ الأمثلةِ مُخْتَصًّا بالأوامرِ مِن الثلاثيِّ المجرَّدِ ولعلَّهُم غَفَلُوا عن أنَّهُ كذلكَ حُكْمُ الأمرِ مطلقًا والماضي مِن الثلاثيِّ المزيدِ، ماعدا بابَ الأفعالِ، فإنَّ همزتَه مطلقًا قطعيَّةٌ سواءٌ كانَ ذلكَ الفعلُ الماضي مَعْلُومًا أو مجهولًا نحوَ: {اجْتَمَعْتَ} و { اجْتُثَّتْ } و { اسْتَكْبَرَ } و { اؤتُمِنَ }، و{ اشْتَرَى } و{ اتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا } لِمَنْ قرأَ بالأخبارِ، ونحوَ {انْطَلِقُوا}، و {اسْتَغْفِرُوا}، وبذلكَ التعميمِ أشارَ الناظمُ حيثُ قالَ (ثالثٌ مِن الفعلِ) ولم يقلْ: عينُ الفعلِ، فافهمْ، وقالَ الشيخُ زكريَّا: وابدأْ وجوبًا، ولعلَّه أشارَ إلى الخلافِ الواقعِ في نحوِ {قلْ ادْعُوا} حالَ الوصلِ، كما بيَّنَه الشاطبيُّ رحمَهُ اللهُ بقولِه:
وضَمُّكَ أُولَى الساكنينِ لثالثٍ = يُضَمُّ لُزُومًا كَسْرُه في نَدْخُلاَ).[المنح الفكرية:1/77]



قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ):( حركةُ البدءِ بهمزةِ الوصلِ في الأفعالِ المقِيسَةِ فيها:
حركةُ البدءِ بهمزةِ الوصلِ في الأفعالِ المقيسةِ فيها قد تكونُ بالضمِّ وقد تكونُ بالكسرِ أما حركةُ البدءِ بالضمِّ فشرطُها أن يكونَ ثالثُ الفعلِ مضموماً ضمًّا لازماً.
مثالُها في الماضي نحوُ: (استحفظوا) و (اجتثت) في قولِه تعالى: {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَبِ اللهِ} (المائدة: آية 44)، وقولِه تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ} (إبراهيم: آية 26) ونحوَ ذلك.
ومثالُها في الأمْرِ نحوَ: (ادْعُ) و (انْظُر) و (اخْرُجُوا) في قولِه تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}(النحل: آية 125)، وقولِه تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ} (الإسراء: آية 48)، وقولِه تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دَيَارِكُمْ مَا فَعَلُوه إلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} (النساء: آية 66).
وهذا ما أشارَ إليه الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ بقولِه:

101- وابدأْ بهمزِ الوصلِ من فعْلٍ بضَمْ = إنْ كانَ ثالثٌ من الفعْلِ يُضَمْ

فخرَجَ بالضمِّ اللازمِ في ثالثِ الفعلِ الذي هو شرْطٌ في البدءِ بالضمِّ الضمُّ العارِضُ وحينئذٍ يُبتدأُ فيه بكسرِ الهمزةِ وُجوباً نحوَ: (اقضوا) و (ابنوا) و (امضوا) و (ائتوا) في قولِه تعالى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ} (يونس: آية 71)، وقولِه تعالى: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً} (الكهف: آية 21)، وقولِه تعالى: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} (الحجر: آية65)، وقولِه تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلاَ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} (ص: آية6)، وقولِه تعالى: {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} (طه: آية 64)، وقولِه تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} (الأحقاف: آية4)، ونحوَه، كقولِه تعالى: {قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِن أَبِيكُمْ} (يوسف: آية 59)، وليس في القرآنِ غيرُ هذه الأفعالِ الخمسةِ التي ضَمُّ ثالِثِها عارِضٌ فيما أَحسَبُ وإن كان فيه غيرُها فهو واضحٌ، لكن لا يَجوزُ البدءُ بهمزةِ الوصلِ مُجرَّدَةً عن واوِ العطْفِ في {وَامْضُوا} كما هو ظاهرٌ فليُعْلَمْ ذلك، هذا: وبيانُ عُروضِ الضمَّةِ في ثالثِ هذه الأفعالِ: هو أنَّ كلمةَ {اقْضُوا} كان أصلُها اقْضِيُوا، بضادٍ مكسورةٍ وياءٍ مضمومةٍ بعدَها فنُقلَتْ ضمَّةُ الياءِ إلى الضادِ بعدَ تقديرِ سلْبِ حركتِها فالتَقَى ساكنان الياءُ والواوُ فحذِفتْ الياءُ، لالتقاءِ الساكنين فصارت الكلمةُ اقضُوا بضمِّ الضادِ وحذْفِ الياءِ وكذلك القولُ في باقي الأفعالِ التي ضَمُّ ثالِثِها عارِضٌ فيما ذَكرْنا.
وأما حركةُ البدءِ بالكسرِ فشرطُها أن يكونَ ثالثُ الفعلِ مفتوحاً أو مكسوراً كسراً أصليًّا.
فمثالُ ما ثالثُ الفعلِ فيه مفتوحٌ نحوُ: انقلبَ وارتضى و اعلموا في قولِه تعالى: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} (المطففين: آية 31)، وقولِه تعالى: {إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (الجن: آية 27)، وقولِه تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العقابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة: آية 98) وما إلى ذلك.
ومثالُ ما ثالثُ الفعلِ فيه مكسورٌ كسراً أصليًّا نحوَ: (اهْدِنا) و (اصْبِر) و (اصْرِف) و (اكْشِف) في قولِه تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: آية 6)، وقولِه تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} (ص: آية 17)، وقولِه تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} (الدخان: آية 12)، وقولِه تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ} (الفرقان: آية 65) وما أشبَهَ ذلك.
وهذا ما أشارَ إليه الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ بقولِه:

102- واكسَرْه حالَ الكسْرِ والفتحِ وفى = الأسماءِ غيرِ اللامِ كسرُها وَفِـي

"توضيحٌ": تقدَّمَ قريباً أن الابتداءَ بكسرِ همزةِ الوصلِ في الفعْلِ وُجوباً إذا كان ثالثُه مضموماً ضمًّا عارِضاً كاقضِيُوا وعليه فيصيرُ الابتداءُ بكسْرِ همزةِ الوصلِ في الفعلِ وُجوباً في أحوالٍ ثلاثٍ: إذا كان ثالثُه مكسوراً كسْراً أصليًّا، أو مفتوحاً أو مضموماً ضمًّا عارِضاً.
وأما الابتداءُ بضمِّ همزةِ الوصلِ وجوباً في الفعلِ ففي حالين اثنين، إذا كان ثالثُ الفعلِ مضموماً ضمًّا لازماً، أو كان ثالثُه مكسوراً كسْراً عارِضاً نحوُ: "اضْطُر" في قراءةِ أبي جعفرٍ المدنيِّ كما ذَكرْنا في الحاشيةِ، فإنَّ أصلَه "اضطرر" بالفكِّ بضَمِّ الطاءِ وكسْرِ الراءِ الأُولى، فلما أُريدَ الإدغامُ نُقلَ هذا الكسرُ إلى الطاءِ بعدَ سلْبِ حركتِها للدلالةِ على حركةِ المدغَم، فإذا ابتُدئَ من "اضطر" فتبدأُ بضمِّ الهمزةِ سواءً أكان على القراءةِ بضمِّ الطاءِ أو على القراءةِ بكسرِها.
ومن ثَمَّ يَتبيَّنُ أن حركةَ همزةِ الوصلِ في الابتداءِ بالأفعالِ مبنيَّةٌ على حركةِ الثالثِ منها فإن اختلفَ القرَّاءُ في حركةِ الثالثِ لوُرودِ الفعلِ من بابين نحوُ: (انشزوا) في قولِه تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} (المجادلة: آية 11) فقد قرأَ بعضُ القرَّاءِ بضمِّ الشينِ وبعضُهم بكسرِها فيُراعَى ذلك في الابتداءِ، وكذلك يُراعى اختلافُ القرَّاءِ في ضمِّ ثالثِ الفعلِ عند بنائِه للمجهولِ كما في لفظِ "استحق" في قولِه تعالى: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ} (المائدة: آية 107) فتَبدأُ بضمِّ الهمزةِ لمن ضَمَّ الثالثَ ويَبدأُ بكسرِها لمن قرأَ بفتحِها فتأمَّلْ).
[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ):(
الكلامُ على وجودِ همزةِ الوصْلِ في الأفعالِ وبيانِ حركةِ البدءِ بها:

وهي في الأفعالِ قياسيَّةٌ، ولا تُوجدُ إلا في الفعلِ الماضي والأمرُ, أما وجودُها في الماضي فلا يكونُ إلا في الخماسيِّ والسُّداسيِّ.
فالماضي الخماسيُّ نحو: (اعتدى) و (اشترى)، نحوُ قولِه تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (البقرة: آية 194)، وقولِه تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة: آية 111) وما إلى ذلك.
والماضي السداسيُّ مثل: (استسقَى) و(استنصَرَ) في قولِه تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} (البقرة: آية 60)، وقولِه سبحانَه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} (الأنفال: آية 72)، وما شابَه ذلك.
وأما وجودُها في فعلِ الأمرِ فمقيَّدٌ بأمْرِ الثلاثيِّ والخماسيِّ والسداسيِّ.
فالأمرُ من الثلاثيِّ نحوَ: (اضرب) و (انظر) و (ادع) في قولِه تعالى:{فَقُلْنا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} (البقرة:آية 60)، وقولِه تعالى:{وَقَالَتِ اخْرُجْ} (يوسف: آية 31)، {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (المائدة: آية 75)، وقولِه تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (النحل: آية 125)، وشِبهِ ذلك.
والأمْرُ من الخماسيِّ نحوَ قولِه تعالى: {ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ} (النساء:آية 171)، وقولِه تعالى: {قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} (الأنعام: آية 158)، ونحوَ ذلك.
والأمْرُ من السداسيِّ نحوَ (استغفر) و (استأجره) في قولِه تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ }(التوبة: آية80)، وقولِه تعالى: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} (القصص: آية 26) ونحوَ ذلك.
هذا: وخَرَجَ بوجودِ همزةِ الوصْلِ في الفعْلِ الماضي والأمرِ، الفعلُ المضارعُ فإنها لا تُوجدُ فيه مطلَقاً وأنها لا تكونُ فيه إلا همزةَ قطْعٍ.
وخرَجَ بقيدِ الخماسيِّ والسداسيِّ من الماضي الثلاثيِّ والرباعيِّ، منه كأمَرَ وأذِنَ وأكرَمَ في قولِه تعالى: {أَمَرَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} (يوسف: آية 40)، وقولِه تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} (الحج: آية 39)، وقولِه تعالى: {فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} (الفجر: آية 15)، وقولِه تعالى: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} (يوسف: آية 23)، فالهمزةُ فيها همزةُ قطْعٍ مفتوحةٌ وصْلاً وابتداءً.
وخرَجَ بقيدِ الأمْرِ من الثلاثيِّ والخماسيِّ والسداسيِّ، الأمْرُ من الرباعيِّ كقولِه تعالى: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} (يوسف: آية 21)، وقولِه تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلْ} (فاطر: آية 37)، فالهمزةُ فيه همزةُ قطْعٍ مفتوحةٌ وصْلاً وابتداءً كذلك على ما سيأتي).[الفوائد التجويدية:؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(أما في الأفعال الماضية فلا تقع إلا في الفعل الخماسي، نحو قوله: {انطلقا}، وفي السداسي، نحو استخرجها، ولا تقع في الرباعي نحو أكرم، ولا في الثلاثي نحو أمر، فمحل ذلك همزة القطع، وحركتها في الفعل الماضي إن بدأت بها مكسورة، وفي فعل الأمر تقع في الثلاثي منه نحو: اضرب، وفي الفعل الخماسي نحو: انطلق، وفي السداسي نحو: استكبروا، ولا تقع في الأمر الرباعي نحو أكرم، فمحل ذلك همزة القطع.
وفي حكمها تفصيل: فإن كان ثالث الفعل مضموماً نحو: (اقتل، اخرج، انظر، اعبد،اخرج) بشرط أن تكون الضمة أصلية بدئ بها بالضم، وإن كان ثالث الفعل مكسوراً كسرة أصلية، أو مفتوحاً فتحة أصلية، نحو: (اضرب، استغفر، اتبع،اعلم) بدأ بها بالكسر. وقلنا إن كان مفتوحاً بدأ فيه بالكسر، مخافة التباس فعل الأمر بالمضارع من أجل ذلك كسرناه في البدء.
وثمة أربعة أفعال في القرآن الكريم ثالثها مضموماً، ولكن يبدأ فيها بالكسر، وهن:
أولاً: ائتوا؛ لأن أصلها: إئتيوا.
ثانياً: امشوا؛ لأن أصلها امشيوا.
ثالثاً: اقضوا؛ لأن أصلها اقضيوا.
رابعاً: ابنوا؛ لأن أصلها ابنيوا. وإنما بدئ فيها بالكسر؛ لأجل الياء المحذوفة.
هذا ولا تأتي همزة الوصل في فعل مضارع أبداً، ولا في أي حرف غير لام التعريف فاعلم ذلك.
قال الناظم:

وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم = إن كان ثالث من الفعل يضم
واكسره حال الكسر والفتح وفي = الاسماء غير اللام كسرها وفي

يعني إن كان ثالث الفعل مكسوراً أو مفتوحاً كسر بدءا. وفي الأسماء غير اللام يبدأ فيها بالكسر أيضاً.

ابن مع ابنة امرئ واثنين = وامرأة واسم مع اثنتين

يعني يبدأ فيها بالكسر).
[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس