عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:46 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القول في الأيكة

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال خلف: سمعت الكسائي يقرأ (الأيكة) أربعة أحرف كلها بالهمز في «الحجر» وفي «الشعراء» وفي «ص» وفي «ق». وكذلك إذا ابتدأ يبتدئ بألف.
وقال الفراء {أصحاب الأيكة} [الحجر: 78] كتابها بالألف واللام. وفي «الشعراء»: {كذب أصحاب ليكة} [176] بلام واحدة كتبت على اللفظ، والابتداء فيهما جميعا بالألف واللام.
حدثنا إسماعيل عن قالون عن نافع {كذب أصحاب ليكة} الهاء فيها، يعني في الشعراء وفي «ص»، منتصبة غير مهموزة. وهي كذلك في المصحف في الموضعين معًا.
وقال الفراء: المذهب الأول أعجب إلي، يعني إثبات الألف واللام، في الأربعة المواضع لأنها قصة واحدة واسم واحد في جميع هذه المواضع. والحجة لأهل المدينة في خلالهم بينها وهي واحدة قوله تعالى: {وشجرة تخرج من طور سيناء} [المؤمنون: 20] وقال في موضع آخر: {والتين والزيتون. وطور سينين} [التين: 1، 2] و«سيناء» «سينين». وقال في موضع آخر: {وإن إلياس لمن المرسلين} [الصافات: 123] ثم قال بعد: {سلام على إل ياسين}
[130] و«إلياس» هو «إل ياسين» وف يقراءة عبد الله: (وإن إدريس لمن المرسلين سلام على إدراسين) فـ «إدريس» هو «إدراسين».
فإن قال قائل: لم خفضت «الأيكة» إذا كانت فيها الألف واللام فقيل: (أصحاب الأيكة) ونصبت إذا لم يكن فيها الألف واللام فقيل (أصحاب ليكة)؟ قيل له: نصبت إذا لم تكن فيها الألف واللام لأن فيها هاء التأنيث، وكل اسم فيها هاء التأنيث لا يجرى في المعرفة كقولك «نظرت إلى عمرة وإلى حمزة» و«ليكة» على مثال «بيضة»، فلذلك لم يجر، وخفضت إذا كانت فيها الألف واللام لأن كل اسم لا يجرى إذا دخلت عليه الألف واللام جرى. وما يجرى يخفض في الخفض وما لا يجرى ينصب في الخفض تقول من ذلك: «نظرت على مساجد وصوامع» فتنصبها لأنها لا تجرى، فإذا دخلت عليها الألف واللام قلت «نظرت إلى المساجد والصوامع» فتخفضها لدخول الألف واللام عليها. ومعنى «الأيكة» في اللغة الغيضة، وجمعها أيك كما ترى. قال الشعر:
أفمن بكاء حمامة في أيكة = يرفض دمعك فوق ظهر المحمل
وقال جرير في الجمع:
طرب الحمام بذي الأراك فشاقني = لا زلت في غلل وأيك ناضر).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/442-446]

رد مع اقتباس