عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (118) إلى الآية (120) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)}

قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يضرّكم كيدهم شيئًا... (120)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب: (لا يضركم) بكسر الضاد خفيفة. وقرأ الباقون بضم الضاد والراء مشددة.
وروى الحجاج الأعور عن حمزة: (لا يضركم) مثل أبي عمرو.
قال أبو منصور: من قرأ (لا يضرّكم) بالتشديد وضم الضاد والراء فإن شئت جعلته مرفوعا وجعلت (لا) بمنزلة (ليس) فرفعت وأنت مضمر للفاء كما قال الشاعر:
[معاني القراءات وعللها: 1/270]
فإن كان لا يرضيك حتى تردّني... إلى قطريٍّ لا إخالك راضياً
أراد: فإن كان ليس يرضيك فلا إخالك راضياً.
وقال أبو إسحاق: الضم في قوله (لا يضرّكم) هو الاختيار لالتقاء الساكنين.
قال: وكثير من العرب يدغم في موضع الجزم، وأهل الحجاز يظهرون.
قال أبو منصور: والنصب في قوله: (لا يضرّكم) جائز غير أن القراءة سنة، وقرئت بالضم.
قال الزجاج: يجوز (لا يضرّكم) ولا (يضرّكم)، فمن فتح فلأن الفتح خفيف مستعمل في التقاء الساكنين في التضعيف، ومن كسر فعلى أصل التقاء الساكنين.
[معاني القراءات وعللها: 1/271]
ومن قرأ (لا يضركم) فهو من الضّير، يقال: ضاره يضيره ضيرًا، بمعنى: ضرّه يضرّه ضرًّا، والضير والضرّ واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/272]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (48- وقوله تعالى: {لا يضركم كيدهم شيئا} [120].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بالتخفيف وكسر الضاد.
وقرأ الباقون بالتشديد وضم الضاد والراء، فيكون موضعه رفعًا وجزمًا على مذهب العرب مُدَّ يا هذا، ومُدِّ يا هذا ومُدُّ يا هذا، والأصل: يضرركم، فنقلت الضمة من الراء الأولى إلى الضاد، وأدغمت الراء في الراء، والتشديد من جلل ذلك.
ومن قرأ {لا يضركم} فخفف، أخذه من الضير، كما قال تعالى: {لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/118]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الضّاد وتشديد الرّاء، وكسر الضاد، وتخفيف الراء من قوله تعالى لا يضركم [آل عمران/ 120].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: (لا يضركم) بكسر الضاد وتخفيف الراء.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: يضركم: بضم الضاد وتشديد الراء. [حدثنا ابن مجاهد قال]: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله المقرئ عن عبد الرزّاق بن الحسن قال حدثنا: أحمد بن جبير قال: حدثنا حجّاج الأعور عن حمزة أنّه
[الحجة للقراء السبعة: 3/74]
قرأ: (لا يضركم) مثل قراءة أبي عمرو.
قال أبو علي: من قال: (لا يضركم) جعله من ضار يضير مثل باع يبيع وحجّته قوله: قالوا: لا ضير [الشعراء/ 50] فضير مصدر كالبيع.
وقال الهذليّ:
فقلت تحمّل فوق طوقك إنّها... مطبّعة من يأتها لا يضيرها
وحجّة من قال: لا يضركم قوله تعالى: ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم [يونس/ 18] فكلتا القراءتين حسنة لمجيئهما جميعا في التنزيل). [الحجة للقراء السبعة: 3/75]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {لا يضركم} بكسر الضّاد وحجتهم قوله {لا ضير إنّا إلى ربنا منقلبون} وكانت في الأصل لا يضيركم مثل يضربكم فاستثقلت الكسرة على الياء فنقلت كسرة الياء إلى الضّاد فصارت لا يضيركم ودخل الجزم على الرّاء فالتقى ساكنان الياء والرّاء فطرحت الياء فصارت {لا يضركم}
وقرأ الباقون {يضركم} بضم الضّاد وتشديد الرّاء وضمّها من ضرّ يضر وحجتهم أن ضرّ في القرآن أكثر من ضار واستعمال العرب ضرّ أكثر من ضار من ذلك {ضرا ولا نفعا} و{نفعا ولا ضرا} وهو كثير في القرآن فلا يصرف عن شيء كثر في القرآن
وأما ضم الرّاء ففيه وجهان عند الكسائي أحدهما أن يكون الفعل
[حجة القراءات: 171]
عنده مجزومًا بجواب الجزاء وتكون المضة في الرّاء تابعة لضمة الضّاد كقولهم مد ومده فأتبعوا الضّم الضّم في المجزوم وكانت في الأصل لا يضرركم ولكن كثيرا من القرّاء والعرب يدغم في موضع الجزم فلمّا أرادوا الإدغام سكنوا الرّاء ونقلوا الضمة الّتي كانت على الضّاد فصارت لا يضرركم ثمّ أدغموا الرّاء في الرّاء وحركوها بحركة الضّاد فصارت لا يضركم فهذه الضمة ضمة إتباع وأهل الحجاز يظهرون التّضعيف وفي هذه الآية جاءت فيها اللغتان جميعًا فقوله {إن تمسسكم حسنة} على لغة أهل الحجاز ولا يضركم على لغة غيرهم من العرب
والوجه الآخر أن يكون الفعل مرفوعا فتصير لا على مذهب ليس وتضمر في الكلام فاء كأنّه قال فليس يضركم والفاء المضمرة تكون جواب الجزاء واستشهد الكسائي على إضمار الفاء ها هنا بقوله {وإن تصبهم سيّئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} معناه فإذا هم وكذلك قوله {وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون} أي فإنّكم لمشركون). [حجة القراءات: 172]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (68- قوله: {لا يضركم} قرأه الكوفيون وابن عامر بفتح الياء والتشديد، وضم الضاد والراء، وقرأ الباقون بفتح الياء، وكسر الضاد، والتخفيف، والجزم، وهما لغتان: ضره ضره، وضاره يضيره، وقال الله جل ذكره: {قالوا لا ضير} «الشعراء 50» فهذا من: ضاره يضيره، وقال: {ما لا يضركم} «يونس 18» فهذا من: ضره يضره، والتشديد كثير في الاستعمال والقراءة، والجزم على جواب الشرط، والضم على إتباع الضم الضم، وهو مجزم أيضًا، حكى النحويون: لم أردها، بضم الدال، وهو مجزوم، لكنه أتبع حركته الدال، لما احتاج إلى تحريكها، حركة ما قبلها، وهو الراء، كذلك فعل في الراء لما احتاج إلى تحريكها، أتبعها ما قبلها، وهو حركة الضاد، وقد قيل: إن ضمة الراء، في قراءة من شدد، إعراب، والفعل مرفوع على إضمار الفاء، وذلك قليل في الكلام، والاختيار التخفيف، لخفته وأنها لغة موازية للتشديد، لأن أهل الحرمين عليه مع أبي عمرو). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/355]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (29- {لَا يَضُرُّكُمْ} [آية/ 120]:-
بكسر الضاد وسكون الراء، قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
وهو على هذا من ضار يضير كباع يبيع، فيضركم كيبعكم، وهو جزم على جواب الشرط الذي هو قوله تعالى {وَإِنْ تَصْبِرُوا}.
وقرأ الباقون {لا يَضُرُّكُمْ} بضم الضاد وتشديد الراء وضمها.
وذلك أنه من ضر يضر، ونظيره قوله تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ}، فيجوز أن يكون جزمًا أيضًا، وضمته للإتباع كضمة مد، ويجوز أن يكون رفعًا على إضمار الفاء، والتقدير: فلا يضركم). [الموضح: 381]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس