عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:51 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون (39) إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون}.
يقول تعالى ذكره: فلا، ما الأمر كما تقولون معشر أهل التّكذيب بكتاب اللّه ورسله، أقسم بالأشياء كلّها الّتي تبصرون منها، والّتي لا تبصرون.
بنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون}. قال: أقسم بالأشياء، حتّى أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون}. يقول: بما ترون وبما لا ترون). [جامع البيان: 23/241-242]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]، تقدّم في سورة الواقعة). [مجمع الزوائد: 7/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فلا أقسم بما تبصرون (38) وما لا تبصرون} يقول: بما ترون وما لا ترون). [الدر المنثور: 14/681]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ}. يقول تعالى ذكره: إنّ هذا القرآن لقول رسولٍ كريمٍ، وهو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلوه عليهم). [جامع البيان: 23/242]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون}. يقول جلّ ثناؤه: ما هذا القرآن بقول شاعرٍ لأنّ محمّدًا لا يحسن قول الشّعر، فتقولوا هو شعرٌ. {قليلاً ما تؤمنون} يقول: تصدّقون قليلاً به أنتم، وذلك خطابٌ من اللّه لمشركي قريشٍ). [جامع البيان: 23/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون}: طهّره اللّه من ذلك وعصمه، {ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون}: طهّره اللّه من الكهانة، وعصمه منها). [جامع البيان: 23/242] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وما هو بقول شاعر} قال: طهره الله وعصمه {ولا بقول كاهن} قال: طهره من الكهانة وعصمه منها). [الدر المنثور: 14/681]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون} يقول: ولا هو بقول كاهنٍ، لأنّ محمّدًا ليس بكاهنٍ، فتقولوا: هو من سجع الكهّان. {قليلاً ما تذكّرون} يقول: تتّعظون به أنتم قليلاً، وقليلاً ما تعتبرون به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون}: طهّره اللّه من ذلك وعصمه، {ولا بقول كاهنٍ قليلاً ما تذكّرون}: طهّره اللّه من الكهانة، وعصمه منها). [جامع البيان: 23/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وما هو بقول شاعر} قال: طهره الله وعصمه {ولا بقول كاهن} قال: طهره من الكهانة وعصمه منها). [الدر المنثور: 14/681] (م)

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين}.
يقول تعالى ذكره: ولكنّه {تنزيلٌ من ربّ العالمين} نزّل عليه). [جامع البيان: 23/242-243]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولو تقوّل} محمّدٌ {علينا بعض الأقاويل} الباطلة، وتكذّب علينا). [جامع البيان: 23/243]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل} [الحاقة: 44].
- عن يزيد بن عامرٍ السّوائيّ «أنّهم بينا هم يطوفون بالطّاغية إذ سمعوا متكلّمًا وهو يقول: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل - لأخذنا منه باليمين - ثمّ لقطعنا منه الوتين} [الحاقة: 44 - 46]
[مجمع الزوائد: 7/128]
ففزعنا لذلك، فقلنا: ما هذا الكلام الّذي لا نعرفه؟ فنظرنا فإذا النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - منطلقًا».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه السّائب بن يسارٍ الطّائفيّ، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن يزيد بن عامر السوائي أنهم بينما هم يطوفون بالطاغية إذا سمعوا متكلما وهو يقول: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين} ففزعنا لذلك وقلنا ما هذا الكلام الذي لا نعرفه فنظرنا فإذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم منطلق). [الدر المنثور: 14/682]

تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لأخذنا منه باليمين} يقول: لأخذنا منه بالقوّة منّا والقدرة، ثمّ لقطعنا منه نياط القلب.
وإنّما يعني بذلك أنّه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخّره بها.
وقد قيل: إنّ معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}. لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه؛ قالوا: وإنّما ذلك مثلٌ، ومعناه: إنّا كنّا نذلّه ونهينه، ثمّ نقطع منه بعد ذلك الوتين؛ قالوا: وإنّما ذلك كقول ذي السّلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه، خذ بيده فأقمه، وافعل به كذا وكذا قالوا: وكذلك معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}: أي لأهنّاه كالّذي يفعل بالّذي وصفنا حاله). [جامع البيان: 23/243-244] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {لأخذنا منه باليمين} قال: بقدرة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله: {لأخذنا منه باليمين} قال: بالحق). [الدر المنثور: 14/682]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: {ثمّ لقطعنا منه الوتين}، قال: نياط القلب). [الجامع في علوم القرآن: 1/41-42]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لقطعنا منه الوتين قال حبل القلب). [تفسير عبد الرزاق: 2/315]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الوتين} [الحاقة: 46] : «نياط القلب»). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ الوتين نياط القلب بكسر النّون وتخفيف التّحتانيّة هو حبل الوريد وهذا وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ والفريابيّ والأشجعيّ والحاكم كلّهم من طريق عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ وإسناده قويٌّ لأنّه من رواية الثّوريّ عن عطاءٍ وسمعه منه قبل الاختلاط وقال أبو عبيدة مثله وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال الوتين حبل القلب). [فتح الباري: 8/664-665]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس الوتين نياط القلب
قال ابن أبي حاتم ثنا أحمد بن منصور ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان هو الثّوريّ عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله 46 الحاقة {الوتين} قال نياط القلب
تابعه الأشجعيّ في التّفسير عن سفيان
ورواه الفريابيّ عن قيس بن الرّبيع عن عطاء
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث الثّوريّ أيضا). [تغليق التعليق: 4/347]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ الوتين: نياط القلب
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى عز وجل: {ثمّ لقطعنا منه الوتين} (الحاقة: 64) أي: (نياط القلب) بكسر النّون وتخفيف الياء آخر الحروف. وهو حبل الوريد إذا قطع مات صاحبه، وتعليق ابن عبّاس وصله ابن أبي حاتم من حديث سفيان عن عطاء بن السّائب عن سعيد عنه). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ({الوتين}: نياط القلب) وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه). [إرشاد الساري: 7/400]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله: {لقطعنا منه الوتين} قال: نياط القلب). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({لأخذنا منه باليمين} يقول: لأخذنا منه بالقوّة منّا والقدرة، ثمّ لقطعنا منه نياط القلب.
وإنّما يعني بذلك أنّه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخّره بها.
وقد قيل: إنّ معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}. لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه؛ قالوا: وإنّما ذلك مثلٌ، ومعناه: إنّا كنّا نذلّه ونهينه، ثمّ نقطع منه بعد ذلك الوتين؛ قالوا: وإنّما ذلك كقول ذي السّلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه، خذ بيده فأقمه، وافعل به كذا وكذا قالوا: وكذلك معنى قوله: {لأخذنا منه باليمين}: أي لأهنّاه كالّذي يفعل بالّذي وصفنا حاله.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله الوتين قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {لقطعنا منه الوتين} قال: نياط القلب.
- حدّثني ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ بمثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ بمثله.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ {الوتين} نياط القلب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ بنحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، قال: حدّثنا سفيان، عن سعيد بن جبيرٍ بمثله.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ثمّ لقطعنا منه الوتين}. يقول: عرق القلب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين}. يعني: عرقًا في القلب، ويقال: هو حبلٌ في القلب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {الوتين} قال: حبل القلب الّذي في الظّهر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين}. قال: حبل القلب.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لقطعنا منه الوتين} وتين القلب: وهو عرقٌ يكون في القلب، فإذا قطع مات الإنسان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ثمّ لقطعنا منه الوتين} قال: الوتين: نياط القلب الّذي القلب متعلّقٌ به
وإيّاه عنى الشّمّاخ بن ضرارٍ التّغلبيّ بقوله:
إذا بلّغتني وحملت رحلي = عرابة فاشرقي بدم الوتين). [جامع البيان: 23/243-245]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {ثمّ لقطعنا منه الوتين} [الحاقة: 46] قال: «نياط القلب» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/544]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {ثمّ لقطعنا منه الوتين} [الحاقة: 46] قال: «هو حبل القلب الّذي في الظّهر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس قال: الوتين عرق القلب.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {ثم لقطعنا منه الوتين} قال: هو حبل القلب الذي في الظهر.
[الدر المنثور: 14/682]
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ثم لقطعنا منه الوتين} قال: كنا نحدث أنه حبل القلب.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: الوتين الحبل الذي في الظهر.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: الوتين نياط القلب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن حصين بن عبد الرحمن قال: قال ابن عباس: إذا احتضر الإنسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه فإذا انقطع الوتين خرج روحه فهناك حين يشخص بصره ويتبعه روحه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة قال: إذا انقطع الوتين لا إن جاع عرق ولا إن شبع عرق). [الدر المنثور: 14/682]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({من أحدٍ عنه حاجزين} [الحاقة: 47] : «أحدٌ يكون للجمع وللواحد»). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من أحدٍ عنه حاجزين أحدٌ يكون للجميع والواحد هو قول الفرّاء قال أبو عبيدة في قوله من أحدٍ عنه حاجزين جمع صفته على صفة الجميع لأنّ أحدًا يقع على الواحد والاثنين والجمع من الذّكر والأنثى). [فتح الباري: 8/664]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من أحدٍ عنه حاجزين أحدٌ يكون للجمع وللواحد
أشار به إلى قوله تعالى: {فما منكم من أجد عنه حاجزين} (الحاقة: 74) الضّمير في عنه: يرجع إلى القتل، وقيل: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحجزون عن القاتل قاله النّسفيّ في (تفسيره) وغرض البخاريّ في بيان أن لفظ: أحد، يصلح للجمع وللواحد وذلك لأنّه نكرة وقع في سياق النّفي. قوله: (للجمع) ، ويروى للجميع). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من أحد عنه حاجزين}) [الحاقة: 47] قال الفراء: (أحد يكون للجمع وللواحد) ولأبي ذر للجميع والواحد ومراده أن أحدًا في سياق النفي بمعنى الجمع فلذا قال حاجزين بصيغة الجمع وضمير عنه للنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-). [إرشاد الساري: 7/400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين (47) وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين (48) وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين (49) وإنّه لحسرةٌ على الكافرين (50) وإنّه لحقّ اليقين (51) فسبّح باسم ربّك العظيم}.
يقول تعالى ذكره: فما منكم أيّها النّاس من أحدٍ عن محمّدٍ لو تقوّل علينا بعض الأقاويل، فأخذنا منه باليمين، ثمّ لقطعنا منه الوتين، حاجزين يحجزوننا عن عقوبته، وما نفعله به.
وقيل: حاجزين، فجمعٌ، وهو فعلٌ لأحدٍ، وأحدٌ في لفظ واحدٍ ردًّا على معناه، لأنّ معناه الجمع، والعرب تجعل أحدًا للواحد والاثنين والجمع، كما قيل {لا نفرّق بين أحدٍ من رسله} وبين: لا تقع إلاّ على اثنين فصاعدًا). [جامع البيان: 23/245]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين}. يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا القرآن {لتذكرةٌ} يعني عظةً يتذكّر به، ويتّعظ، {للمتّقين}: وهم الّذين يتّقون عقاب اللّه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} قال: القرآن). [جامع البيان: 23/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال: القرآن.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وإنه لتذكرة للمتقين} قال: يعني هذا القرآن وفي قوله: {وإنه لحسرة على الكافرين} قال: ذاكم يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/683]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين}. يقول تعالى ذكره: وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين أيّها النّاس بهذا القرآن). [جامع البيان: 23/246]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإنّه لحسرةٌ على الكافرين}. يقول جلّ ثناؤه: وإنّ التّكذيب به لحسرةٌ وندامةٌ على الكافرين بالقرآن يوم القيامة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّه لحسرةٌ على الكافرين}. ذاكم يوم القيامة). [جامع البيان: 23/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال: القرآن.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وإنه لتذكرة للمتقين} قال: يعني هذا القرآن وفي قوله: {وإنه لحسرة على الكافرين} قال: ذاكم يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/683] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وإنّه لحقّ اليقين}. يقول: وإنّه للحقّ اليقين الّذي لا شكّ فيه أنّه من عند اللّه، لم يتقوّله محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 23/247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/683] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فسبّح باسم ربّك العظيم}. يقول: فسبّح بذكر ربّك وتسميته {العظيم} الّذي كلّ شيءٍ في عظمته صغيرٌ). [جامع البيان: 23/247]


رد مع اقتباس