عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 05:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما اعترض ابن الزبعرى بأمر عيسى بن مريم، وعزير نزلت: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} مبينة أن هؤلاء ليسوا تحت المراد لأنهم لم يرضوا ذلك ولا دعوا إليه، و"الحسنى" يريد كلمة الرحمة والحتم بالتفضيل). [المحرر الوجيز: 6/205]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقد ذهب بعض الناس إلى أن قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} يعم كل مؤمن، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال: عثمان منهم.
[المحرر الوجيز: 6/205]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا مرية أنها مع نزولها في خصوص مقصود تتناول كل من سعد في الآخرة). [المحرر الوجيز: 6/206]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الحسيس": الصوت، وهو بالجملة ما يتأدى إلى الحس من حركة الأجرام، وهذه صفة لهم بعد دخولهم الجنة، لأن الحديث يقتضي أن في الموقف تزفر جهنم زفرة لا يبقى نبي ولا ملك إلا جثا على ركبتيه). [المحرر الوجيز: 6/205]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الفزع الأكبر" عام في كل هول يكون في يوم القيامة، فكأن يوم القيامة بجملته هو الفزع الأكبر، وإن خصص بشيء من ذلك فيجب أن يقصد لأعظم هوله. قالت فرقة في ذلك: هو ذبح الموت، وقالت فرقة: هو وقوع طبق جهنم على جهنم، وقالت فرقة: هو الأمر بأهل النار إلى النار، وقالت فرقة: هو وقت النفخة الآخرة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا وما قبله من الأوقات أشبه أن يكون فيها الفزع لأنها وقت لرجم الظنون وتعرض الحوادث، فأما وقت ذبح الموت ووقع طبق جهنم فوقت قد حصل فيه أهل الجنة في الجنة، فذلك فزع بين أنه لا يصيب أحدا من أهل الجنة فضلا عن الأنبياء، اللهم إلا أن يريد: لا يحزنهم الشيء الذي هو عند أهل النار فزع أكبر، فأما إن كان فزعا للجميع فلا بد مما قلنا من أنه قبل دخول الجنة). [المحرر الوجيز: 6/205]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وتتلقاهم الملائكة} يريد بالسلام عليهم والتبشير لهم، أي: هذا يومكم الذي وعدتم فيه الثواب والنعيم). [المحرر الوجيز: 6/206]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}
قرأت فرقة: "نطوي" بنون العظمة، وقرأت فرقة: "يطوي السماء" بياء مفتوحة على معنى: يطوي الله، وقرأت فرقة: "تطوى" بتاء مضمومة وبرفع "السماء" على ما لم يسم فاعله.
واختلف الناس في "السجل"، فقالت فرقة: السجل: ملك يطوي الصحف، وقالت فرقة: السجل: رجل كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا كله وما شاكله ضعيف. وقالت فرقة: السجل: الصحيفة التي يكتب فيها، والمعنى: "كطي السجل" أي: كما يطوى السجل من أجل الكتاب الذي فيه، فالمصدر مضاف إلى المفعول، ويحتمل أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل، أي: كما يطوي السجل الكتاب الذي فيه، فكأنه قال: يوم نطوي كالهيئة التي فيها طي السجل للكتاب، ففي التشبيه تجوز.
وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "السجل" بشد السين وسكون الجيم وتخفيف اللام، وفتح أبو السمال السين فقرأها: "السجل"، وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير: "السجل" بضم السين وشدها وضم الجيم، وقرأ الجمهور: "للكتاب"، وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: "للكتب".
وقوله تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده} يحتمل معنيين: أحدهما أن يكون خبرا عن البعث، أي: كما اخترعنا الخلق أولا على غير مثال كذلك ننشئهم تارة أخرى فنبعثهم من القبور، والثاني أن يكون خبرا عن أن كل شخص يبعث يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا، ويؤيد هذا التأويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الناس
[المحرر الوجيز: 6/206]
يوم القيامة حفاة عراة غرلا، كما بدأنا أول خلق نعيده. والكاف في قوله: "كما بدأنا" متعلقة بقوله: "نعيده"، وقوله: {إنا كنا فاعلين} تأكيد للأمر، بمعنى أن الأمر واجب فيه ذلك). [المحرر الوجيز: 6/207]

رد مع اقتباس