عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 05:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون}
هذه مخاطبة لكفار مكة، أي: إنكم وأصنامكم حصب جهنم، و"الحصب":
[المحرر الوجيز: 6/203]
ما توقد به النار، إما لأنها تحصب به أي ترمى، وإما أن تكون لغة في الحطب إذا رمي، وأما قبل أن ترمى فلا يسمى حصبا إلا بتجوز.
وقرأ الجمهور: "حصب" بالصاد مفتوحة، وسكنها ابن السميفع؛ وذلك على إيقاع المصدر موقع اسم المفعول، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبي بن كعب، وعائشة، وابن الزبير رضي الله تعالى عنهم: "حطب جهنم" بالطاء، وقرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "حضب جهنم" بالضاد منقوطة مفتوحة، وسكنها كثير غيره، والخضب أيضا ما يرمى به في النار لتوقد به، والمحضب العود الذي تحرك به النار أو الحديدة ونحوه، ومنه قول الأعشى:
فلا تك في حربنا محضبا لتجعل قومك شتى شعوبا
وقوله تعالى: "وما تعبدون" يريد الأصنام، وحرقها بالنار على جهة التوبيخ لعابدها، ومن حيث تقع "ما" لمن يعقل في بعض المواضع اعترض في هذه الآية عبد الله بن الزبعرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن عيسى وعزيرا ونحوهما قد عبدا من دون الله فيلزم أن يكونا حصبا لجهنم، فنزلت: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} الآية). [المحرر الوجيز: 6/204]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قرر الأمر بالإشارة إلى الأصنام التي أراها في قوله: "ما تعبدون" فقال: لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها، وعبر عن الأصنام بـ "هؤلاء" من حيث هي عندهم بحال من يعقل، و"الورود" في هذه الآية ورود الدخول). [المحرر الوجيز: 6/204]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون}
[المحرر الوجيز: 6/204]
الضمير في قوله تعالى: "لهم" عائد على من يعقل ممن توعد. و"الزفير": صوت المعذب، وهو كشهيق الحمير وشبهه إلا أنه من الصدر، وقوله: "لا يسمعون" قالت فرقة: معناه: لا يسمعون خيرا ولا سارا من القول، وقالت فرقة: إن عذابهم أن يجعلوا في توابيت في داخل توابيت أخر فيصيرون هنالك لا يسمعون شيئا). [المحرر الوجيز: 6/205]

رد مع اقتباس