عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م, 04:51 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ({إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}
أي شاهدا على أمتك يوم القيامة.
وهذه حال مقدّرة أي مبشرا بالجنة من عمل خيرا ومنذرا من عمل شرّا بالنّار). [معاني القرآن: 5/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [آية: 8]
قال قتادة : أي شاهدا على أمتك ومبشرا المحسن منهم ونذيرا المسيء
قال أبو جعفر : هذا قول حسن وهذه حال مقدرة
حكى سيبويه : مررت برجل معه صقر صائدا به غدا
فالمعنى إنا أرسلناك مقدرين لشهادتك يوم القيامة وعلى هذا تقول رأيت عمروا قائما غدا). [معاني القرآن: 6/498-499]

تفسير قوله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا...} ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا...}.
ومعناه: ليؤمن بك من آمن، ولو قيل: ليؤمنوا؛ لأن المؤمن غير المخاطب، فيكون المعنى: إنا أرسلناك ليؤمنوا بك، والمعنى في الأول يراد به مثل هذا، وإن كان كالمخاطب؛ لأنك تقول للقوم: قد فعلتم وليسوا بفاعلين كلهم، أي فعل بعضكم، فهذا دليل على ذلك.
وقوله: {وَتُعَزِّرُوهُ...}.
تنصروه بالسيف كذلك ذكره عن الكلبي). [معاني القرآن: 3/65]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( "وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ" تعزروه: تعظموه). [مجاز القرآن: 2/217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وتعزروه}: تسودوه وتشرفوه). [غريب القرآن وتفسيره: 341]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {وَتُعَزِّرُوهُ} أي تعظموه. وفي تفسير أبي صالح: تنصروه). [تفسير غريب القرآن: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [هود: 14]، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [هود: 14] يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 14].
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟ [طه: 49].
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117].
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح: 8]، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 9].
[تأويل مشكل القرآن: 290]
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [النجم: 32]، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 291] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}
الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وخطاب للناس ولأمّته ، والمعنى يدل على ذلك.
ويجوز {ليؤمنوا باللّه ورسوله}وقد قرئ بهما جميعا.
وجائز أن يكون {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} خطابا للمومنين وللنّبي جميعا.
لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد آمن بالله وبآياته وكتبه ورسله.
وقوله {شَاهِدًا} حال مقدرة، أي يكون يوم القيامة، والبشارة والإنذار حال يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - ملابسا لها في الدنيا لمن شاهده فيها من أمّته، وحال مقدرة لمن يأتي بعده من أمّته إلى يوم القيامة ممن لم يشاهده.
يعني بقوله مقدّرة أن الحال عنده في وقت الإخإر على ضربين.
حال ملابسة يكون المخبر ملابسا لها في حين إخباره.
وحال مقدّرة لأن تلابس في ثان من الزمان.
وقوله عزّ وجلّ: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} معنى {وَتُعَزِّرُوهُ} تنصروه، يقال: عزّرته أعزّره، أي نصرته مرة بعد مرة.
وجاء في التفسير لتنصروه بالسيف ويجوز ولتعزروه، يقال: عزرته أعزره عزرا، وعزّرته أعزّره عزرا وتعزيرا. ونصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي نصرة الله عزّ وجلّ.
{وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} فهذه الهاء ترجع على اللّه عزّ وجلّ.
ومعنى يسبحون اللّه، أي يصلّون له. والتسبيح في اللغة تعظيم الله وتنزيهه عن السوء). [معاني القرآن: 5/21-22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [آية: 9]
روى شعبة عن أبي بشر عن عكرمة في قوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ} قال وتقاتلوا معه بالسيف
قال قتادة وتنصروه
وقرأ جويبر أي وتفخموه
وقرأ عاصم الجحدري وتعزروه
وأصله في اللغة من التبجيل والتطهير ومنه التعزير الذي هو دون الحد
وقرأ محمد اليماني وتعززوه بزاءين معجمتين يقال عززه أي جعله عزيزا وقواه ومنه قوله تعالى: {فعززنا بثالث}
ويجوز أن يكون وتعزروه وتوقروه لله جل وعز وحده ويجوز أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم
9 - فأما قوله تعالى: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [آية: 9]
فلا يجوز أن تكون إلا لله جل وعز لأنه ليس يخلو من أن يكون معناه كما قال جويبر وتصلوا له
أو يكون معناه وتعظموه وتنزهوه). [معاني القرآن: 6/499-500]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ} قال: التعزير: النصرة بالسيف واللسان). [ياقوتة الصراط: 471]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ويُعَزِّرُوه}: أي تعظموه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 233]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وتُعَزِّرُوه}: تعظموه). [العمدة في غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ...} بالوفاء والعهد). [معاني القرآن: 3/65]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}
أي أخذك عليهم البيعة عقد للّه عزّ وجلّ عليهم.
ومعنى {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} يحتمل ثلاثة أوجه:
منها وجهان جاءا في التفسير، أحدهما يد اللّه في الوفاء فوق أيديهم.
وجاء أيضا يد اللّه في الثواب فوق أيديهم.
والتفسير - واللّه أعلم - يد الله في المنّة عليهم في الهداية فوق أيديهم في الطاعة.
وقوله: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} والنكث في اللغة نقض ما تعقده، وما تصلحه.
وجاء في التفسير: ثلاثة أشياء ترجع على أهلها.
أحدها النكث. والبغي والمكر.
قال اللّه - عزّ وجلّ - {إنّما بغيكم على أنفسكم}.
والمكر قال اللّه عزّ وجلّ: {ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله}
وقوله: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
{فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
ويقرأ {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
ويقرأ عليه اللّه، وعليه اللّه.
وقد فسرنا مثل هذا فيما سلف). [معاني القرآن: 5/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [آية: 10]
أي عقدك عليهم البيعة عقد لله جل وعز
ثم قال جل وعز: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [آية: 10]
أي يد الله في الثواب ، وقيل في الوفاء ، وقيل في المنة عليهم بالهداية
{ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } في الطاعة
{فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} يقال نكث إذا نقض ما اعتقده). [معاني القرآن: 6/501-502]

رد مع اقتباس