عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (51) إلى الآية (56)]
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}


قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تجري من تحتي أفلا تبصرون)
فتح الياء من " تحتي " ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/366]

قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)}
قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ.. (53)
قرأ عاصم في رواية حفص، ويعقوب (أسورةٌ) بغير ألف.
وقرأ الباقون (أساورةٌ) بألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أسورة) فهو جمع سوار.
ومن قرأ (أساورة) ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون جمع (أسورة)، فيكون جمع الجمع.
ويجوز أن يكون (أساورة) جمع إسوارة وأساورة.
يقال للسوار: أسوار). [معاني القراءات وعللها: 2/366]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أسورة من ذهب} [53].
قرأ عاصم في رواية حفص: {أسورة} وقد رويت عن الحسن كذلك، فـ{أسورة} جمع سوار.
وقرأ الباقون: {أسورة} جمع أسوار.
قال أبو عبيد: وقد يكون أسوار جمع أسورة، وفي حرف عبد الله {أسور من ذهب} بغير هاء شاهد لمن جمع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال وكلّهم قرأ: أساورة [الزخرف/ 53] إلّا عاصما في رواية حفص، فإنّه قرأ: أسورة.
قال أبو زيد: قالوا: رجل إسوار من قوم أساورة، وهو إسوار المرأة، وسوار المرأة وأسورة لجماعتها، قال: وهما قلبان يكونان في يديها.
قال أبو علي: فرواية حفص: أسورة هو جمع سوار، جمعه على أسورة، مثل: سقاء وأسقية. وإزار وآزرة، وخوان وأخونة.
ومن قرأ أساورة جعله جمع إسوار الذي ذكره أبو زيد، وقال في الجمع: أساورة، فألحق الهاء في الجمع على أن الهاء عوض من الياء التي ينبغي أن تلحق في جمع إسوار على حدّ: إعصار وأعاصير فإن شئت قلت: أساورة، وإن شئت قلت: أساوير. ويجوز في أساورة أن يكون جمع أسورة مثل أسقية وأساق، ولحقت علامة التأنيث كما لحقت في قشعم وقشاعمة، فأمّا أساورة في جمع إسوار، فالهاء فيه على حدّ ما يلحق المعربات نحو: طيالسة، وزنادقة، وقد لحقت هذه
[الحجة للقراء السبعة: 6/151]
الهاء المعرّبة نحو: صياقلة وقشعم وقشاعمة، والإسوار معرب وهو الفارس). [الحجة للقراء السبعة: 6/152]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب}
قرأ حفص {أسورة من ذهب} بغير ألف جمع سوار وأسورة كما تقول سقاء وأسقية ورداء وأردية
وقرأ الباقون (أساورة) جمع إسوار كذا قال أبو زيد وقال الزّجاج ويصلح أن يكون جمع الجمع نقول أسورة وأساورة كما تقول أقوال وأقاويل). [حجة القراءات: 651]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أسورة} قرأ حفص على وزن «أفعلة»، وقرأ الباقون على وزن «أفاعلة».
وحجة من قرأ على وزن «أفعلة» أنه جعله على جمع «سوار» كحمار وأحمرة.
14- وحجة من قرأه على وزن «أفاعلة» أنه جعله جمع «أساور»، حكى أبو زيد «إسوار المرأة» و«وسوارها» وكان القياس في جمع «إسوار» «أساوير» كإعصار وأعاصير، ولكن جعلت الهاء بدلًا من الياء، وحذفت الياء كما جعلوا الهاء بدلًا من الياء في «زنادقة»، ويجوز أن يكون «أساور» جمع «أسورة» كأسقية وأساقي، ودخلت الهاء كما دخلت في قشعم وقشاعمة، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/259]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [آية/ 53] بسكون السين من غير ألف:-
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه جمع سوار، جاء على أفعله كسقاء وأسقية وخوان وأخونة وحمار وأحمرة.
[الموضح: 1152]
وقرأ الباقون {أَسَاوِرَة} بالألف وفتح السين.
والوجه أنه جمع أسوار، فإن أسوارًا وسوارًا واحد، وجمع السوار أسورة، وجمع الأسوار أساور، إلا أنهم ألحقوا الهاء في الجمع عوضًا عن الياء التي كان ينبغي أن تلحق هذا الجمع نحو إعصار وأعاصير وفرزان وفرازين وحملاق وحماليق، فقالوا فرازنة وحمالقة). [الموضح: 1153]

قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)}
قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فجعلناهم سلفًا ومثلًا للآخرين (56)
قرأ حمزة والكسائي (سلفًا) بضمتين.
وقرأ الباقون (سلفًا) بفتحتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/366]
قال أبو منصور: من قرأ (سلفا) فهو جمع سالف وسلف.
ومعناه: جعلناهم متقدمين ليتعظ بهم من بعدهم.
ومن قرأ (سلفا) فهو جمع سليف. بالمعنى الأول، يقال: سلفت القوم أسلفهم، إذا تقدمتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/367]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- قوله: {فجعلناهم سلفًا} [56].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قرأ حمزة والكسائي: {سلفًا} جمع سليف.
وقرأ الباقون: {سلفًا} وهو الأسير في كلامهم.
وسمعت ابن [أبزون] الحمزي يقول قيل لحمزة: من قرأ {سلفًا} قال الناس، قيل: من هم؟ قال: أنا.
وفيها قراءة ثالثة: حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: أخبرني سفيان بن عيينة أن الأعرج قرأ {سلفًا} بفتح اللام جعله جمع سلقة مثل غرفة وغرف، وكذلك {زلفًا من الليل} جمع زلفة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/301]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ السّين واللّام من قوله عزّ وجلّ: سلفا [الزخرف/ 56] وفتحهما.
فقرأ حمزة والكسائي: سلفا بضمّ السّين واللّام.
وقرأ الباقون: سلفا بفتحهما.
قال أبو علي: من قال: سلفا بضمّ السّين واللّام جاز أن يجعله جمعا لسلف، فيكون مثل أسد وأسد، ووثن وقالوا: أثن، وممّا لحقته تاء التأنيث من هذا: خشبة وخشب، وبدنة وبدن. ومن قال: سلفا بفتح السّين واللّام، فلأنّ فعلا قد جاء في حروف يراد بها الكثرة، وكأنّه اسم من أسماء الجمع، كقولهم: خادم وخدم، وطالب وطلب، وحارس وحرس، وحكى أحمد بن يحيى: رائح وروح، فلذلك جاء في موضع الجمع في قوله: فجعلناهم سلفا [الزخرف/ 56] وكذلك المثل واحد يراد به الجمع، فمن ثمّ عطف على سلف في قوله: فجعلناهم سلفا ومثلا. ويدلّك على وقوعه على أكثر من واحد قوله: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا... ومن رزقناه [النحل/ 75] فأوقع لفظ الإفراد على التثنية، وكذلك جاز وقوعه على الجمع، وقد جمع المثل في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/152]
وتلك الأمثال نضربها للناس [العنكبوت/ 43، الحشر/ 21] فمثل في هذا كالمثل في أنّه جمع مرة وأفرد أخرى، في قوله: إنكم إذا مثلهم [النساء/ 140] وجمع في قوله: ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد/ 38] وكذلك أفرد في موضع التثنية فيما أنشده سيبويه:
وساقيين مثل زيد وجعل ويثنى أيضا في قوله:
والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان وإذا كانت الجموع الصّحيحة قد كسّرت في نحو: حمال وحمائل، وأسقية وأساق، فأن يجوز تكسير نحو سلف على سلف أجدر). [الحجة للقراء السبعة: 6/153]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين} 56
قرأ حمزة الكسائي {فجعلناهم سلفا} بضم السّين واللّام جمع سلف مثل أسد وأسد ووثن ووثن وممّا لحقته تاء التّأنيث من هذا خشبة وخشب وبدنة وبدن وجاز أيضا أن تجعله جمعا لسليف والسليف المتقدّم قال الكسائي سلفا جمع السليف مثل السّبيل والسبل والتبيل والتبل والعرب تقول مضى منا سلف وسالف وسليف وهو المتقدّم عن طلحة بن مصرف أنه قال
[حجة القراءات: 651]
السّلف بالفتح في الخير والسّلف بالضّمّ في الشّرّ
وقرأ الباقون {سلفا} بفتح السّين واللّام بلفظ الواحد والمعنى جماعة كما يقال هم لنا سلف وكذلك يقال في الأنثى والذكر والواحد والجمع والقراءتان متقاربتان في المعنى وذلك أن السّلف جمع سالف والسّلف جمع سليف بمنزلة عليم وعالم والعرب تقول هؤلاء سلفنا وهم السّلف وحجتهم قول النّبي صلى الله عليه للصّبيّ الميّت
اللّهمّ ألحقه بالسلف الصّالح ومنه قول النّاس فلان يحب السّلف ويشتم السّلف ويجوز أن يكون جمعا مثل خادم وخدم وتابع وتبع وسالف وسلف والمعنى جعلناهم سلفا متقدمين ليتعظ بهم الآخرون). [حجة القراءات: 652]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {سلفًا ومثلًا} قرأه حمزة والكسائي بضم السين واللام، وقرأ الباقون بفتحهما.
وحجة من ضم أنه جعله جمعًا لسلف، كأسد وأسد ووثن ووثن وهو كثير، وقيل: هو جمع لسلف، كرغيف ورغف، وهو كثير أيضًا، و«السليف» المتقدم، والعرب تقول: مضى منا سالف وسلف وسليف، وقيل: السليف جمع سالف، نادر، وسلف جمع سليف، كرغيف ورغف، فهو جمع الجمع.
16- وحجة من فتح أنه حمله على بناء يقع للكثرة في الجمع، جعله جمع سالف، كخادم وخدم وغائب وغيب فالقراءتان بمعنى واحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} [آية/ 56] بضم السين واللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع سلف، كأسد وأسد ووثن ووثن وخشب وخشب، وجمع فعل على فعل كثير.
وسلف بالفتح وإن كان جمعًا فإنه يجوز أن يجمع مرة أخرى؛ لأنهم جمعوا جمالاً وهو جمع على جمائل، على أن سلفًا وإن كان جمع سالف كخادم وخدم، فإنه على لفظ الواحد، فحسن جمعه لذلك.
وقرأ الباقون {سَلَفًا} بفتح السين واللام.
والوجه أنه جمع سالف على ما سبق، كما يقال طالب وطلب وحارس وحرس وخادم وخدم، وإنما جاز أن يعطف عليه المثل وهو واحد؛ لأنه يراد به الجمع، كأنه قال: فجعلناهم سلفًا وأمثالاً). [الموضح: 1153]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس