عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (57) إلى الآية (61) ]
{ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ (57)
قرأ نافع ويعقوب وحده (تجبى إليه) بالتاء.
وقرأ الباقون (يجبى إليه) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (تجبى) بالتاء فلتأنيث الثمرات.
ومن قرأ (يجبى) فللتفريق بين الفعل والأسماء بقوله (إليه)
قال الشاعر:
[معاني القراءات وعللها: 2/254]
لقد ولد الأخيطل أمّ سوءٍ ... على قمع استها صلبٌ وشام). [معاني القراءات وعللها: 2/255]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} [57].
قرأ نافع: {تجبى} بالتاء لتأنيث الثمرات.
وقرأ الباقون بالياء لثلاث علل:
إحداهن: أنه فعل مقدم فشبه بمقام النسوة.
والعلة الثانية أنك قد حجزت بين الاسم والفعل بحاجز.
والعلة الثالثة: إن كان علم التأنيث في الثمرات التاء فإن تأنيثها غير حقيقي.
فإن قيل لك: قد قال الله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} وقد رأينا بعضًا من الثمرات لا يجبي إليه كفواكه الجبل، وخراسان؟
ففي ذلك جوابان:
أحدهما: أن «كل» بمعنى «بعض»، كما قال: {يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان} أي: من بعض الأمكنة.
وقال آخرون: إن الثمرات تصل إليه من كل مكان، ومن كل قطر من أقطار الأرض ما يشاء، إما يابسا، وإما رطبا، وإما مقددًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله جلّ وعزّ: (تجبى إليه ثمرات) [القصص/ 57].
[الحجة للقراء السبعة: 5/423]
فقرأ نافع وحده: (تجبى إليه) بالتاء، [وقرأ الباقون بالياء].
قال أبو علي: تأنيث ثمرات تأنيث جمع، وليس بتأنيث حقيقي، فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ، والموعظة والصوت، والصيحة إذا ذكّرت كان حسنا، وكذلك إذا أنّثت). [الحجة للقراء السبعة: 5/424]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءَة أبان بن تغلب: [ثُمُرَات]، بضمتين.
قال أبو الفتح: الواحدة ثَمَرَة، كخَشَبَة. وثُمُر، كخُشُب. ومثله أَكَمَة وأُكُم، ثم ضمت الميم إشباعا وتمكينا، كقولهم، في بُرْد: بُرُد، وفي قُفْل قُفُل. ثم جمع ثُمُر على ثُمُرات جمع التأنيث؛ لأنه لمّا لم يَعقل جرى مجرى المؤنث. وذلك عندنا لِتَخَضُّع ما لا عقل له، فلحق بذلك بِضَعْفَة التأنيث، فعليه قالوا: يا لثارات فلان: جمع ثأر لما لم يكن من ذوي العلم. ونحو قول أبي طالب:
أُسْدٌ تَهُدُّ بِالزَّئِيراتِ الصَّفَا
جمع زئير، والعلة واحدة. وقد ذكرنا هذا مستقصى في تفسير ديوان المتنبي عند قوله:
ففِي الناسِ بُوقَاتٌ لَهَا وَطُبُولٌ
ومنه ما أنشده الأصمعي من قول الراجز:
وارْدُدْ إلَى حُورَاتِ حُور شِقَّه
فجمع حُورًا على حُورات لما ذكرنا). [المحتسب: 2/153]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء} 57
قرأ نافع (تجبى إليه) بالتّاء لتأنيث الثمرات وقرأ الباقون بالياء لأن تأنيث الثمرات غير حقيقيّ فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ والموعظة إذا ذكرت جاز وكذلك إذا أنثت). [حجة القراءات: 548]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {يُجبى إليه} قرأه نافع بالتاء لتأنيث الثمرات، وقرأ الباقون بالياء، لأنه قد فرق بين المؤنث وفعله، بـ «إليه» لأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن معنى الثمرات الرزق فحمل على المعنى فذكر، وقد مضى له نظائر، وعللت بأشبع من هذا، والياء الاختيار لأن الجماعة على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {تُجْبَى إِلَيْهِ} [آية/ 57] بالتاء:
قرأها نافع ويعقوب يس- و-ان-.
والوجه أنه إنما أنث الفعل لتأنيث الفاعل وهو الثمرات، وأنها جماعة ثمرة.
وقرأ الباقون {يُجْبَى} بالياء، وكذلك ح- عن يعقوب.
والوجه أن الثمرات وإن كانت جمعًا لثمرة، فليس تأنيثها بحقيقي؛ لأنه تأنيث جمع، فيجوز فيه التذكير حملًا على الجمع، والتأنيث حملًا على الجماعة، وقد ازداد التركيز ههنا حسنًا؛ لمكان الفصل بالجار والمجرور). [الموضح: 986]

قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}
قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: (أفلا يعقلون) وتعقلون بالتاء والياء [القصص/ 60] وقرأ الباقون: بالتاء.
[قال أبو علي]: حجّة التاء قوله: وما أوتيتم من شيء أفلا تعقلون [القصص/ 60] ليكون الكلام وجها واحدا.
والياء: أفلا يعقلون يا محمّد). [الحجة للقراء السبعة: 5/424]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدّنيا وزينتها} {أفلا تعقلون}
قرأ أبو عمرو {أفلا يعقلون} بالياء على أنه قل لهم يا محمّد وما أوتيتم من شيء ثمّ قال {أفلا يعقلون}
وقرأ الباقون {أفلا تعقلون} بالتّاء لقوله {وما أوتيتم من شيء} ثمّ قال {أفلا تعقلون} فأجروا على ما تقدمه من الخطاب). [حجة القراءات: 548]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أفلا تعقلون} قرأه أبو عمرو بالياء على لفظ الغائب، رده على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} «57» وقوله: {فتلك مساكنهم} «58» وقوله: {من بعدهم} وقوله: {عليهم} «59» وقوله: {وأهلها ظالمون}، وقرأ الباقون بالتاء، وهو الاختيار، ردوه على ما هو أقرب إليه من الخطاب في قوله: {وما أوتيتم من شيء}، وروي عن أبي عمرو أنه خيّر فيه، والمشهور عنه الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [آية/ 60] بالياء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على الغيبة، فإن هذا ليس بخطاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، كأنه قال: أفلا يعقل هؤلاء يا محمد؟ أي ألا يعلمون أن الباقي
[الموضح: 986]
خير من الفاني.
وقرأ الباقون {تَعْقِلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على موافقة ما قبله، وهو قوله تعالى {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ليكون الكلام على نسق واحد من حيث الخطاب). [الموضح: 987]

قوله تعالى: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
قرأ الحلواني وإسماعيل عن نافع والكسائيّ {ثمّ هو يوم القيامة} بتخفيف الهاء وقرأ أبو عمرو بضم الهاء وكذلك الباقون وحجّة أبي عمرو في ضم الهاء أن {ثمّ} تنفصل من الكتابة ويحسن الوقف عليها وكأن هو مبتدأة في المعنى وإذا كانت مبتدأة لم يجز فيها غير الضّم وحجّة من سكن الهاء أنّها إذا اتّصلت بفاء أو واو كانت في قولهم أجمعين ساكنة و{ثمّ} أخت الفاء والواو فجرت مجراهما في حكم ما بعدها). [حجة القراءات: 548]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {ثُمَّ هُوَ} [آية/ 61] بسكون الهاء:
قرأها نافع ن- والكسائي.
والوجه أنه على إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ لأنه أجرى مهو من: {ثُمَّ هُوَ} مجرى عضد، فأُسكن الأوسط كما أسكن من عضدٍ فقيل: عضدٌ، وهذا لاستثقالهم توالي الحركات المختلفة، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {ثُمَّ هُوَ} بتحريك الهاء. وهو الأصل). [الموضح: 987]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس