عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 11:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المؤمنون

[من الآية (23) إلى الآية (30) ]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)}
قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)}
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)}
قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {من كل زوجين اثنين} [27].
روى حفص عن عاصم {من كل زوجين} منونا على تقدير: اسلك فيها زوجين اثنين {من كل} أي: من كل جنس، ومن كل الحيوان، كما قال تعالى: {ولكل وجهة} أي: ولكل إنسان قبلة هو موليها؛ لأن «كلا»، و«بعضًا» يقتضيان مضافًا إليهما.
وقرأ الباقون {من كل زوجين} مضافًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/89]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: من كل زوجين اثنين [المؤمنون/ 27] منون. وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بلا تنوين.
حجة قول عاصم: (من كل شيء) [الحجر/ 19] فحذف كما حذف في قوله: وكل آتوه داخرين [النمل/ 87] فزوجين على هذا مفعول به واثنين وصف له.
وأما من قال: (من كلّ زوجين) فإنه أضاف كلّا إلى زوجين واثنين انتصب على أنه مفعول به، والمعنى في قراءة عاصم: من كلّ يؤول إلى كلّ زوجين، لأن شيئا المقدّر حذفه في كلّ إنما هو ما يحمل من الأزواج التي للنسل وغيره دون الأشياء التي لا تكون أزواجا.
فقراءة الجمهور في هذا أبين، والرواية الأخرى عن عاصم أولى من هذه، كأنه وضع العام موضع الخاص. أراد من كلّ زوج الأشبه أن يريد هذا). [الحجة للقراء السبعة: 5/294]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك}
قرأ حفص {من كل زوجين} منونا أراد من كل شيء فحذف كما حذف من قوله كل أتوه و{زوجين} مفعول به و{اثنين} وصف له وتقدير الكلام اسلك فيها زوجين اثنين من كل أي من كل جنس ومن كل الحيوان كما قال {ولكل وجهة} أي ولكل إنسان قبلة لأن كلا وبعضا يقتضيان مضافا إليهما
وقرأ الباقون {من كل زوجين} مضافا أضافوا {كلا} إلى زوجين و{اثنين} مفعول به). [حجة القراءات: 486]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} [آية/ 27] بالتنوين:
قرأها الباقون و-ياش- عن عاصم {مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ} بالإضافة.
وقد مضى وجه هذا في سورة هود). [الموضح: 894]

قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)}
قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (منزلًا مباركًا.. (29)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (منزلًا) بفتح الميم، وبكسر الزاي.
وقرأ الباقون (منزلًا) بضم الميم وفتح الزاي.
[معاني القراءات وعللها: 2/189]
قال أبو منصور: من قرأ (منزلاً) فهو موضع النزول، من نزل ينزل.
ومن قرأ (منزلاً) فله وجهان:
أحدهما: مصدر أنزله إنزالاً ومنزلاً.
والوجه الثاني: الموضع الذي ينزلون فيه). [معاني القراءات وعللها: 2/190]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {أنزلني منزلا مباركًا} [29].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/88]
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر (منزلا) جعله اسما للمكان ومصدر ثلاثي:
وقرأ الباقون (منزلا) لأنه مصدر، أنزلت، إنزالا، ومنزلا مثل {أدخلني مدخل صدق} وإدخال صدق {وأنت خير المنزلين} فلو قرأ قارئ: وأنت خير المنزلين لكان صوابًا على تقدير وأنت خير المنزلين به، كما تقول: أنزلت حوائجي بك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/89]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الميم وفتحها من قوله عز وجل منزلا [المؤمنون/ 29] فقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (منزلا) بفتح الميم وكسر الزاي. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: منزلا بضم الميم وفتح الزاي.
المنزل فيمن ضم الميم منه يجوز أن يكون مصدرا أو يكون
[الحجة للقراء السبعة: 5/293]
موضعا للإنزال، فإذا أراد المكان فكأنه قال: أنزلني دارا، وإذا أراد المصدر كان بمنزلة: أنزلني إنزالا مباركا، فعلى هذا الوجه يجوز أن يعدّى الفعل إلى مفعول آخر، وعلى الوجه الأول قد استوفى مفعوليه.
ومن قال: (منزلا) أمكن أن يكون مصدرا وأن يكون موضع نزول، ودلّ: (أنزلني) على نزلت، وانتصب (منزلا) على أنه محل، وعلى أنه مصدر، فإذا عنيت به المصدر جاز أن تعدّي الفعل إلى المكان). [الحجة للقراء السبعة: 5/294]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقل رب أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين}
قرأ أبو بكر {وقل رب أنزلني منزلا} بفتح الميم وكسر الزّاي جعله اسما للمكان كأنّه قال أنزلني دارا مباركة والمنزل اسم لكل ما نزلت فيه
وقرأ الباقون {منزلا} بضم الميم وفتح الزّاي جعلوه مصدرا بمعنى الإنزال تقول أنزلته إنزالا مباركًا ومنزلا). [حجة القراءات: 486]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {منزلًا} قرأه أبو بكر بفتح اليم وكسر الزاي، جعله مصدرًا لفعل ثلاثي كان «أنزل» في الآية، دل على «نزل» فكأنه قال: «أنزلني نزولًا مباركًا» ويجوز أن يكون اسم مكان، كأنه قال: أنزلي مكانًا مباركًا فيكون مفعولًا به، وقرأ الباقون بضم الميم وفتح الزاي، وجعلوه مصدرًا لـ «أنزل» لأن قبله {أنزلني} فأتى المصدر على المصدر، كأنه قال: أنزلني إنزالًا مباركًا، ويجوز أيضًا أن يكون اسمًا للمكان، فيكون نصبه على المفعول، وقد تقدم ذكر {هيهات هيهات} والوقف عليهما). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/128]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {مَنْزِلًا مُبَارَكًا} [آية/ 29] بفتح الميم وكسر الزاي:
قرأها عاصم وحده ياش-.
والوجه أنه يجوز أن يكون مصدرًا، وأن يكون موضع نزولٍ.
فإذا كان مصدرًا فيجوز أن يكون المفعول به محذوفًا ويكون الفعل العامل في المصدر مضمرًا يدل عليه {أَنْزِلْنِي}، كأنه قال: أنزلني مكاني لأنزله نزولًا مباركًا، فإن النزول لا يكون مصدرًا لأنزل، بل مصدرًا لنزل، والمنزل والنزول واحد، ويجوز أن يكون المفعول به هو هذا المصدر على تقدير حذف المضاف كأنه قال: أنزلني موضع نزول مباركًا؛ لأن المنزل هو النزول.
وإذا كان المنزل للموضع فيكون المنزل بمعنى موضع النزول؛ لأن مفعلًا قد يكون للمكان وهو القياس فيه؛ لأنه من نزل ينزل بكسر الزاي، فيكون المنزل على هذا مفعولًا به، وهو أظهر الوجوه.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {مُنْزَلًا} بضم الميم وفتح الزاي.
والوجه أن يجوز أن يكون مصدرًا، وأن يكون موضع إنزال.
فإن كان مصدرًا فالمفعول به محذوف، والتقدير: أنزلني مكاني إنزالًا مباركًا.
[الموضح: 894]
وإن كان موضعًا للإنزال كان مفعولًا به، والمعنى: أنزلني موضع إنزالٍ مباركًا، فيكون المُنزَل على هذا اسمًا للمكان من أنزل). [الموضح: 895]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس