عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (97) إلى الآية (100) ]

{جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (98) مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99) قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}

قوله تعالى: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (جعل اللّه الكعبة البيت الحرام قيامًا للنّاس... (97)
قرأ ابن عامر وحده (قيمًا للنّاس) بغير ألف، وقرأ الباقون (للنّاس).
[معاني القراءات وعللها: 1/339]
قال أبو منصور: من قرأ (قيمًا) فهو مصدر على (فعل)، من قام يقوم، وجعلها بالياء لأن الواو لما فسدت في قام بالألف فسدت مع كسرة القاف، ومن قرأ (قيامًا) بناه على (فعال)، وكان في الأصل قوامًا، فجعلت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وهما لغتان: يقال فلان قوام قومه، وقيام قومه). [معاني القراءات وعللها: 1/340]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في إدخال الألف وإخراجها من قوله تعالى: قياما للناس [المائدة/ 97].
فقرأ ابن عامر وحده: قيما* بغير ألف.
وقرأ الباقون قياما بألف.
قوله عز وجل: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس [المائدة/ 97] التقدير فيه: جعل الله حج الكعبة [البيت الحرام قياما] أو نصب الكعبة قياما لمعايش الناس ومكاسبهم، لأنه مصدر قاموا، كأنّ المعنى: قاموا بنصبه ذلك لهم فاستتبّت
[الحجة للقراء السبعة: 3/258]
معايشهم به واستقامت أحوالهم له. ويؤكّد إثبات الألف في القيام قوله: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما [النساء/ 5] فالقيام: كالعياذ، والصيام والقياد وعلى هذا ما لحقته تاء التأنيث من هذه المصادر فجاءت على فعالة كالزيارة والعياسة والسياسة والحياكة. فكما جاءت هذه المصادر على فعالة، كذلك حكم القيام أن يكون على فعال.
ووجه قول ابن عامر قيما* على أحد أمرين: إما أن يكون جعله مصدرا كالشّبع، أو حذف الألف وهو يريدها كما يقصر الممدود. وحكم هذا الوجه أنّه يجوز في الشعر دون الكلام وحال السعة. فإن قلت: فإذا جعله مصدرا كالشّبع فهلّا صحّحه كما صحح الحول والعوض مما ليس على بناء من أبنية الفعل؟
فالقول فيه أنه لما اعتلّ فعله اعتلّ المصدر على اعتلال فعله، ألا ترى أنّهم قالوا: ديمة وديم، وحيلة وحيل، فأعلّوا الجموع لاعتلال آحادها، فإذا أعلّوا الجموع لاعتلال الآحاد، فأن تعلّ المصادر لاعتلال أفعالها أولى، ألا ترى أنّهم قد أعلّوا بعض الآحاد، وصححوا الجموع نحو معيشة ومعايش، ومقام ومقاوم، ولم
[الحجة للقراء السبعة: 3/259]
يصحّحوا مصدرا أعلّوا فعله، لكي يجزي المصدر على فعله، إن صحّ حرف العلّة في الفعل صحّ في مصدره، نحو اللّواز والغوار، وإن اعتلّ في الفعل اعتلّ في مصدره. وتقدير الآية: جعل الله حج الكعبة [البيت الحرام] أو نصب الكعبة قياما لمعايش الناس ومصالحهم. وقوله تعالى: والشهر الحرام [المائدة/ 97] معطوف على المفعول الأول: لجعل. ونحو ذلك: ظننت زيدا منطلقا وعمرا، أي: فعل ذلك ليعلموا أنّ الله يعلم مصالح ما في السموات والأرض، وما يجري عليه شأنهم في معايشهم، وغير ذلك مما يصلحهم، وأن الله بكلّ شيء يقيمهم ويصلحهم عليم.
وقيل في قوله: قياما للناس: أمنا لهم. وقيل: قياما للناس أي: مما ينبغي أن يقوموا به، والقول الأوّل عندنا أبين). [الحجة للقراء السبعة: 3/260]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للنّاس}
قرأ ابن عامر (قيمًا للنّاس) وهو مصدر قام يقوم قياما وقيما وحجته قول حسان بن ثابت
فنشهد أنّك عبد الملي ... ك أرسلت نورا بدين قيم
وقرأ الباقون {قياما للنّاس} أي صلاحا لدينهم وأمنا وهما مصدران من قام والأصل فيه قواما تقول قاوم يقاوم مقاومة
[حجة القراءات: 237]
وتقول قام يقوم قياما فإذا اعتل الفعل اعتل المصدر وقاوم ليس بمعتل فلذلك لم يقل قواما وليس لك أن تقول قياما كان في الأصل قواما فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها لأنّه ينعكس عليك بقولك صوان وخوان). [حجة القراءات: 238]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (37- قوله: {قيامًا للناس} قرأه ابن عامر بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف.
وحجة من قرأ بألف أنه مصر «قام القيام» كالصيام، فالتقدير جعل الله حج الكعبة أو قصد الكعبة قيامًا لمعاش الناس وأمثالهم في سكونهم بألا خوف عليهم ولا أذى من أحد، وكذلك جعل الأشهر الحرم لا يؤذهم فيها أحد بقتال ولا بغارة.
38- وحجة من حذف الألف أنه جعله أيضًا مصدرًا لـ «قام» كالسمع، وكان حقه أن لا يعتل كالحول والعور، ولكن أعل لاعتلال فعله). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/419]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {قِيَمًا لِلنَّاسِ} [آية/ 97]:-
بغير ألف، قرأها ابن عامر وحده.
ووجه ذلك أنه جعله مصدرة على فعل كالشبع، وإنما جعل الواو فيه ياء وهو من قام يقوم لاعتلال فعله، فلما اعتل الفعل اعتل المصدر، ولم يصحح كما صحح نحوه مثل العوض والحول، ويجوز أن يكون أراد قيامًا فحذف الألف وهو يريدها، كما يقصر الممدود، وباب هذا وأمثاله الشعر.
وقرأ الباقون {قِيَامًا} بالألف.
وهو مصدر قام، اعتل باعتلال الفعل على ما سبق في القيم.
والمعنى في القراءتين: جعل الله حج الكعبة أو نصب الكعبة قيامًا لمعايش الناس ومكاسبهم). [الموضح: 452]

قوله تعالى: {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (98)}

قوله تعالى: {مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)}

قوله تعالى: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس