الموضوع: غير مصنف
عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 07:11 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الأسماء والصفات

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (فصل
[قال أبو سليمان رضي الله عنه -]:
ومن علم هذا الباب، أعني: الأسماء والصفات، ومما يدخل في أحكامه [ويتعلق به من شرائط] أنه لا يتجاوز فيها التوقيف ولا يستعمل فيها القياس؛ فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام، فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه: السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام. وذلك أن السخي، لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد، ثم إن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين، يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين والسهولة. وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك: جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، ومطر جود، وفرس جواد؛ إذا: بذل ما في وسعه من الجري.
وقد جاء في الأسماء: «القوي» ولا يقاس عليه الجلد وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين، لأن باب التجلد يدخله التكلف والاجتهاد ولا يقاس على «القادر» المطيق ولا المستطيع لأن الطاقة والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة ولا يقاس على «الرحيم» الرقيق، وإن كانت الرحمة في نعوت الآدميين نوعًا من رقة القلب، وضعفه عن احتمال القسوة.
وفي صفات الله سبحانه: «الحليم» و«الصبور» فلا يجوز أن يقاس عليها الوقور والرزين.
وفي أسمائه «العليم» ومن صفته العلم؛ فلا يجوز قياسه عليه أن يسمى «عارفًا» لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء. وكذلك لا يوصف بالعاقل. وهذا الباب يجب أن يراعى، ولا يغفل، فإن عائدته عظيمة، والجهل به ضار [وبالله التوفيق].
[وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرًا] ).[شأن الدعاء: 111-113]


رد مع اقتباس