عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار (27) أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28) كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب (29)}
يخبر تعالى أنّه ما خلق الخلق عبثًا وإنّما خلقهم ليعبدوه ويوحّدوه ثمّ يجمعهم ليوم الجمع فيثيب المطيع ويعذّب الكافر ولهذا قال تعالى: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا} أي: الّذين لا يرون بعثًا ولا معادًا وإنّما يعتقدون هذه الدّار فقط، {فويلٌ للّذين كفروا من النّار} أي: ويلٌ لهم يوم معادهم ونشورهم من النّار المعدّة لهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 63]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ بيّن تعالى أنّه من عدله وحكمته لا يساوي بين المؤمن والكافر فقال: {أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار} أي: لا نفعل ذلك ولا يستوون عند اللّه، وإذا كان الأمر كذلك فلا بدّ من دارٍ أخرى يثاب فيها هذا المطيع ويعاقب فيها هذا الفاجر. وهذا الإرشاد يدلّ العقول السّليمة والفطر المستقيمة على أنّه لا بدّ من معادٍ وجزاءٍ فإنّا نرى الظّالم الباغي يزداد ماله وولده ونعيمه ويموت كذلك ونرى المطيع المظلوم يموت بكمده فلا بدّ في حكمة الحكيم العليم العادل الّذي لا يظلم مثقال ذرّةٍ من إنصاف هذا من هذا. وإذا لم يقع هذا في هذه الدّار فتعيّن أنّ هناك دارًا أخرى لهذا الجزاء والمواساة). [تفسير ابن كثير: 7/ 63]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولـمّا كان القرآن يرشد إلى المقاصد الصّحيحة والمآخذ العقليّة الصّريحة، قال: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} أي: ذوو العقول وهي الألباب، جمع لبٍّ، وهو العقل.
قال الحسن البصريّ: واللّه ما تدبّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتّى إنّ أحدهم ليقول: قرأت القرآن [كلّه] ما يرى له القرآن في خلقٍ ولا عملٍ. رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 63-64]

رد مع اقتباس