عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم (8) خالدين فيها وعد اللّه حقًّا وهو العزيز الحكيم (9)}
هذا ذكر مآل الأبرار من السّعداء في الدّار الآخرة، الّذين آمنوا باللّه وصدّقوا المرسلين، وعملوا الأعمال الصّالحة المتابعة لشريعة اللّه {لهم جنّات النّعيم} أي: يتنعّمون فيها بأنواع الملاذّ والمسارّ، من المآكل والمشارب، والملابس والمساكن، والمراكب والنّساء، والنّضرة والسّماع الّذي لم يخطر ببال أحدٍ، وهم في ذلك مقيمون دائمًا فيها، لا يظعنون، ولا يبغون عنها حولًا.
وقوله: {وعد اللّه حقًّا} أي: هذا كائنٌ لا محالة؛ لأنّه من وعد اللّه، واللّه لا يخلف الميعاد؛ لأنّه الكريم المنّان، الفعّال لما يشاء، القادر على كلّ شيءٍ، {وهو العزيز}،الّذي قد قهر كلّ شيءٍ، ودان له كلّ شيءٍ، {الحكيم}، في أقواله وأفعاله، الّذي جعل القرآن هدًى للمؤمنين {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]، {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء: 82]). [تفسير ابن كثير: 6/ 332]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خلق السّماوات بغير عمدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ (10) هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه بل الظّالمون في ضلالٍ مبينٍ (11)}
يبيّن سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السموات والأرض، وما فيهما وما بينهما، فقال: {خلق السّموات بغير عمدٍ}، قال الحسن وقتادة: ليس لها عمد مرئيّةٌ ولا غير مرئيّةٍ.
وقال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٌ: لها عمدٌ لا ترونها. وقد تقدّم تقرير هذه المسألة في أوّل سورة "الرّعد" بما أغنى عن إعادته.
{وألقى في الأرض رواسي} يعني: الجبال أرست الأرض وثقّلتها لئلّا تضطرب بأهلها على وجه الماء؛ ولهذا قال: {أن تميد بكم} أي: لئلا تميد بكم.
وقوله: {وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ} أي: وذرأ فيها من أصناف الحيوانات ممّا لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إلّا الّذي خلقها.
ولـمّا قرّر أنّه الخالق نبّه على أنّه الرّازق بقوله تعالى {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ} أي: من كلّ زوجٍ من النّبات كريمٍ، أي: حسن المنظر.
وقال الشّعبيّ: والنّاس -أيضًا- من نبات الأرض، فمن دخل الجنّة فهو كريمٌ، ومن دخل النّار فهو لئيمٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 332-333]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {هذا خلق اللّه} أي: هذا الذي ذكره تعالى من خلق السموات، والأرض وما بينهما، صادرٌ عن فعل اللّه وخلقه وتقديره، وحده لا شريك له في ذلك؛ ولهذا قال: {فأروني ماذا خلق الّذين من دونه} أي: ممّا تعبدون وتدعون من الأصنام والأنداد، {بل الظّالمون} يعني: المشركين باللّه العابدين معه غيره {في ضلالٍ} أي: جهلٍ وعمًى، {مبينٍ} أي: واضحٌ ظاهرٌ لا خفاء به). [تفسير ابن كثير: 6/ 333]

رد مع اقتباس