عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 06:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون (17) وله الحمد في السّماوات والأرض وعشيًّا وحين تظهرون (18) يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون (19) }
هذا تسبيحٌ منه تعالى لنفسه المقدّسة، وإرشادٌ لعباده إلى تسبيحه وتحميده، في هذه الأوقات المتعاقبة الدّالّة على كمال قدرته وعظيم سلطانه: عند المساء، وهو إقبال اللّيل بظلامه، وعند الصّباح، وهو إسفار النّهار عن ضيائه.
ثمّ اعترض بحمده، مناسبةً للتّسبيح وهو التّحميد، فقال: {وله الحمد في السّموات والأرض} أي: هو المحمود على ما خلق في السموات والأرض.
ثمّ قال: {وعشيًّا وحين تظهرون} فالعشاء هو: شدّة الظّلام، والإظهار: قوّة الضّياء. فسبحان خالق هذا وهذا، فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكنًا، كما قال: {والنّهار إذا جلاها. واللّيل إذا يغشاها} [الشّمس: 3، 4]، وقال {واللّيل إذا يغشى. والنّهار إذا تجلّى} [اللّيل: 1، 2]، وقال: {والضّحى. واللّيل إذا سجى} [الضّحى: 1، 2]، والآيات في هذا كثيرةٌ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذ بن أنسٍ الجهني، عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه قال: "ألا أخبركم لم سمّى اللّه إبراهيم خليله الّذي وفّى؟ لأنّه كان يقول كلّما أصبح وأمسى: سبحان اللّه حين تمسّون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيًّا وحين تظهرون".
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا مطّلب بن شعيب الأزديّ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثني اللّيث بن سعدٍ، عن سعيد بن بشيرٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن البيلمانيّ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من قال حين يصبح: {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السّموات والأرض وعشيًّا وحين تظهرون} الآية بكمالها، أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته". إسنادٌ جيّدٌ ورواه أبو داود في سننه). [تفسير ابن كثير: 6/ 307-308]

تفسير قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ} هو ما نحن فيه من قدرته على خلق الأشياء المتقابلة. وهذه الآيات المتتابعة الكريمة كلّها من هذا النّمط، فإنّه يذكر فيها خلقه الأشياء وأضدادها، ليدلّ خلقه على كمال قدرته، فمن ذلك إخراج النّبات من الحبّ، والحبّ من النّبات، والبيض من الدّجاج، والدّجاج من البيض، والإنسان من النّطفة، والنّطفة من الإنسان، والمؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
وقوله: {ويحيي الأرض بعد موتها} كقوله: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون} [يس: 33، 34]، وقال: {وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ. ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّه يحيي الموتى وأنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ. وأنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها وأنّ اللّه يبعث من في القبور} [الحجّ: 5 -7]، وقال: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحابًا ثقالا سقناه لبلدٍ ميّتٍ فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كلّ الثّمرات كذلك نخرج الموتى لعلّكم تذكّرون} [الأعراف: 57]؛ ولهذا قال هاهنا: {وكذلك تخرجون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 308]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون (20) ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون (21)}
يقول تعالى: {ومن آياته} الدّالّة على عظمته وكمال قدرته أنّه خلق أباكم آدم من ترابٍ، {ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}، فأصلكم من ترابٍ، ثمّ من ماءٍ مهينٍ، ثمّ تصوّر فكان علقةً، ثمّ مضغةً، ثمّ صار عظامًا، شكله على شكل الإنسان، ثمّ كسا اللّه تلك العظام لحمًا، ثمّ نفخ فيه الرّوح، فإذا هو سميعٌ بصيرٌ. ثمّ خرج من بطن أمّه صغيرًا ضعيف القوى والحركة، ثمّ كلّما طال عمره تكاملت قواه وحركاته حتّى آل به الحال إلى أن صار يبني المدائن والحصون، ويسافر في أقطار الأقاليم، ويركب متن البحور، ويدور أقطار الأرض ويتكسّب ويجمع الأموال، وله فكرةٌ وغورٌ، ودهاءٌ ومكرٌ، ورأيٌ وعلمٌ، واتّساعٌ في أمور الدّنيا والآخرة كلٌّ بحسبه. فسبحان من أقدرهم وسيّرهم وسخّرهم وصرّفهم في فنون المعايش والمكاسب، وفاوت بينهم في العلوم والفكرة، والحسن والقبح، والغنى والفقر، والسّعادة والشّقاوة؛ ولهذا قال تعالى: {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ وغندر، قالا حدّثنا عوف، عن قسامة بن زهيرٍ، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "إنّ اللّه خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطّيّب، والسّهل والحزن، وبين ذلك".
ورواه أبو داود والتّرمذيّ من طرقٍ، عن عوفٍ الأعرابيّ، به. وقال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 308-309]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا} أي: خلق لكم من جنسكم إناثًا يكنّ لكم أزواجًا، {لتسكنوا إليها}، كما قال تعالى: {هو الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها} [الأعراف: 189] يعني بذلك: حوّاء، خلقها اللّه من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر. ولو أنّه جعل بني آدم كلّهم ذكورًا وجعل إناثهم من جنسٍ آخر [من غيرهم] إمّا من جانٍّ أو حيوانٍ، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس. ثمّ من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهنّ مودّةً: وهي المحبّة، ورحمةً: وهي الرّأفة، فإنّ الرّجل يمسك المرأة إمّا لمحبّته لها، أو لرحمةٍ بها، بأن يكون لها منه ولدٌ، أو محتاجةٌ إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما، وغير ذلك، {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 309]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ومن آياته خلق السّماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنّ في ذلك لآياتٍ للعالمين (22) ومن آياته منامكم باللّيل والنّهار وابتغاؤكم من فضله إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يسمعون (23) }
يقول تعالى: ومن آيات قدرته العظيمة {خلق السّموات والأرض} أي: خلق السموات في ارتفاعها واتّساعها، وشفوف أجرامها وزهارة كواكبها ونجومها الثّوابت والسّيّارات، والأرض في انخفاضها وكثافتها وما فيها من جبالٍ وأوديةٍ، وبحارٍ وقفارٍ، وحيوانٍ وأشجارٍ.
وقوله: {واختلاف ألسنتكم} يعني: اللّغات، فهؤلاء بلغة العرب، وهؤلاء تترٌ لهم لغةٌ أخرى، وهؤلاء كرج، وهؤلاء رومٌ، وهؤلاء إفرنج، وهؤلاء بربر، وهؤلاء تكرور، وهؤلاء حبشةٌ، وهؤلاء هنودٌ، وهؤلاء عجمٌ، وهؤلاء صقالبةٌ، وهؤلاء خزرٌ، وهؤلاء أرمنٌ، وهؤلاء أكرادٌ، إلى غير ذلك ممّا لا يعلمه إلّا اللّه من اختلاف لغات بني آدم، واختلاف ألوانهم وهي حلاهم، فجميع أهل الأرض -بل أهل الدّنيا- منذ خلق اللّه آدم إلى قيام السّاعة: كلٌّ له عينان وحاجبان، وأنف وجبين، وفمٌ وخدّان. وليس يشبه واحدٌ منهم الآخر، بل لا بدّ أن يفارقه بشيءٍ من السّمت أو الهيئة أو الكلام، ظاهرًا كان أو خفيًّا، يظهر عند التّأمّل، كلّ وجهٍ منهم أسلوبٌ بذاته وهيئةٌ لا تشبه الأخرى. ولو توافق جماعةٌ في صفةٍ من جمالٍ أو قبحٍ، لا بدّ من فارقٍ بين كلّ واحدٍ منهم وبين الآخر، {إنّ في ذلك لآياتٍ للعالمين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 309-310]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن آياته منامكم باللّيل والنّهار وابتغاؤكم من فضله} أي: ومن الآيات ما جعل لكم من صفة النّوّم في اللّيل والنّهار، فيه تحصل الرّاحة وسكون الحركة، وذهاب الكلال والتّعب، وجعل لكم الانتشار والسّعي في الأسباب والأسفار في النّهار، وهذا ضدّ النّوم، {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يسمعون} أي: يعون.
قال الطّبرانيّ: حدّثنا حجّاج بن عمران السّدوسيّ، حدّثنا عمرو بن الحصين العقيليّ، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن علاثة، حدّثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، سمعت عبد الملك بن مروان يحدّث عن أبيه، عن زيد بن ثابتٍ، رضي اللّه عنه، قال: أصابني أرقٌ من اللّيل، فشكوت ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "قل: اللّهمّ غارت النّجوم، وهدأت العيون، وأنت حيٌّ قيّومٌ، يا حيّ يا قيّوم، [أنم عيني و] أهدئ ليلي" فقلتها فذهب عنّي).[تفسير ابن كثير: 6/ 310]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ومن آياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا وينزّل من السّماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون (24) ومن آياته أن تقوم السّماء والأرض بأمره ثمّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون (25) }
يقول تعالى: {ومن آياته} الدّالّة على عظمته أنّه {يريكم البرق [خوفًا وطمعًا} أي:] تارةً تخافون ممّا يحدث بعده من أمطارٍ مزعجةٍ، أو صواعق متلفةٍ، وتارةً ترجون وميضه وما يأتي بعده من المطر المحتاج إليه؛ ولهذا قال: {وينزل من السّماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها} أي: بعدما كانت هامدةٌ لا نبات فيها ولا شيء، فلمّا جاءها الماء {اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوجٍ بهيجٍ} [الحجّ: 5]. وفي ذلك عبرةٌ ودلالة واضحةٌ على المعاد وقيام السّاعة؛ ولهذا قال: {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 310]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ومن آياته أن تقوم السّماء والأرض بأمره} كقوله: {ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} [الحجّ: 65]، وقوله: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا} [فاطرٍ: 41]. وكان عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، إذا اجتهد في اليمين يقول: لا والّذي تقوم السّماء والأرض بأمره، أي: هي قائمةٌ ثابتةٌ بأمره لها وتسخيره إيّاها، ثمّ إذا كان يوم القيامة بدلت الأرض غير الأرض والسموات، وخرجت الأموات من قبورها أحياءً بأمره تعالى ودعائه إيّاهم؛ ولهذا قال: {ثمّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون} كما قال تعالى: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلا قليلا} [الإسراء: 52].
وقال تعالى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم بالسّاهرة} [النّازعات: 13، 14]، وقال: {إن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم جميعٌ لدينا محضرون} [يس: 53] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 310-311]

رد مع اقتباس