عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 04:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق اللّه السّماوات والأرض وما بينهما إلّا بالحقّ وأجلٍ مسمًّى وإنّ كثيرًا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون (8) أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّةً وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها وجاءتهم رسلهم بالبيّنات فما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (9) ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى أن كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون (10)}
يقول تعالى منبّهًا على التّفكّر في مخلوقاته، الدّالّة على وجوده وانفراده بخلقها، وإنّه لا إله غيره ولا ربّ سواه، فقال: {أولم يتفكّروا في أنفسهم} يعني به: النّظر والتّدبّر والتّأمّل لخلق اللّه الأشياء من العالم العلويّ والسّفليّ، وما بينهما من المخلوقات المتنوّعة، والأجناس المختلفة، فيعلموا أنّها ما خلقت سدًى ولا باطلًا بل بالحقّ، وأنّها مؤجّلةٌ إلى أجلٍ مسمًّى، وهو يوم القيامة؛ ولهذا قال: {وإنّ كثيرًا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 305]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ نبّههم على صدق رسله فيما جاءوا به عنه، بما أيّدهم به من المعجزات، والدّلائل الواضحات، من إهلاك من كفر بهم، ونجاة من صدّقهم، فقال: {أولم يسيروا في الأرض} أي: بأفهامهم وعقولهم ونظرهم وسماعهم أخبار الماضين؛ ولهذا قال: {فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّةً} أي: كانت الأمم الماضية والقرون السّالفة أشدّ منكم -أيّها المبعوث إليهم محمّد صلوات اللّه وسلامه عليه وأكثر أموالًا وأولادًا، وما أوتيتم معشار ما أوتوا، ومكنوا في الدّنيا تمكينًا لم تبلغوا إليه، وعمّروا فيها أعمارًا طوالًا فعمروها أكثر منكم. واستغلّوها أكثر من استغلالكم، ومع هذا لمّا جاءتهم رسلهم بالبيّنات وفرحوا بما أوتوا، أخذهم اللّه بذنوبهم، وما كان لهم من اللّه من واقٍ، ولا حالت أموالهم ولا أولادهم بينهم وبين بأس اللّه، ولا دفعوا عنهم مثقال ذرّةٍ، وما كان اللّه ليظلمهم فيما أحلّ بهم من العذاب والنّكال {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي: وإنّما أوتوا من أنفسهم حيث كذّبوا بآيات اللّه، واستهزؤوا بها، وما ذاك إلّا بسبب ذنوبهم السّالفة وتكذيبهم المتقدّم؛ ولهذا قال: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوءى أن كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون}، كما قال تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ ونذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأنعام: 110]، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم} [الصّفّ: 5]، وقال: {فإن تولّوا فاعلم أنّما يريد اللّه أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} [المائدة: 49].
وعلى هذا تكون السوءى منصوبة مفعولا لأساءوا. وقيل: بل المعنى في ذلك: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوءى} أي: كانت السوءى عاقبتهم؛ لأنّهم كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون. فعلى هذا تكون السوءى منصوبةً خبر كان. هذا توجيه ابن جريرٍ، ونقله عن ابن عبّاسٍ وقتادة. ورواه ابن أبي حاتمٍ عنهما وعن الضّحّاك بن مزاحم، وهو الظّاهر، واللّه أعلم، {وكانوا بها يستهزئون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 305-306]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده ثمّ إليه ترجعون (11) ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون (12) ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين (13) ويوم تقوم السّاعة يومئذٍ يتفرّقون (14) فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضةٍ يحبرون (15) وأمّا الّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون (16)}
يقول تعالى: {اللّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده} أي: كما هو قادرٌ على بداءته فهو قادرٌ على إعادته، {ثمّ إليه ترجعون}، أي: يوم القيامة فيجازي كلّ عاملٍ بعمله).[تفسير ابن كثير: 6/ 306]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون} قال ابن عبّاسٍ: ييأس المجرمون.
وقال مجاهدٌ: يفتضح المجرمون. وفي روايةٍ: يكتئب المجرمون).[تفسير ابن كثير: 6/ 306]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء} أي: ما شفعت فيهم الآلهة الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، وكفروا بهم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم).[تفسير ابن كثير: 6/ 306]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ويوم تقوم السّاعة يومئذٍ يتفرّقون}: قال قتادة: هي -واللّه -الفرقة الّتي لا اجتماع بعدها، يعني: إذا رفع هذا إلى علّيّين، وخفض هذا إلى أسفل السّافلين، فذاك آخر العهد بينهما؛ ولهذا قال: {فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضةٍ يحبرون} قال مجاهدٌ وقتادة: ينعمون.
وقال يحيى بن أبي كثيرٍ: يعني سماع الغناء. والحبرة أعمّ من هذا كلّه، قال العجّاج:
الحمد للّه الّذي أعطى الحبر = موالي الحقّ إنّ المولى شكر). [تفسير ابن كثير: 6/ 307]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) }

رد مع اقتباس