عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:15 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بنصبٍ وعذابٍ...}.
اجتمعت القراء على ضمّ النون من (نصبٍ) وتخفيفها, وذكروا أن أبا جعفر المدنيّ قرأ
{بنصبٍ وعذابٍ} ينصب النون والصاد, وكلاهما في التفسير واحد.
وذكروا أنه المرض , وما أصابه من العناء فيه.
والنّصب والنّصب : بمنزلة الحزن والحزن، والعدم والعدم، والرّشد والرشد، والصّلب والصّلب: إذا خفّف ضمّ أوله , ولم يثقّل ؛ لأنهم جعلوهما على سمتين: إذا فتحوا أوّله ثقّلوا، وإذا ضمّوا أوله خفّفوا، قال: وأنشدني بعض العرب:
لئن بعثت أم الحميدين مائرا = لقد غنيت في غير بؤسٍ ولا جحد
والعرب تقول: جحد عيشهم جحداً إذا ضاق واشتدّ، فلمّا قال: جحد , وضمّ أوله خفّف, فابن على ما رأيت من هاتين اللغتين).
[معاني القرآن: 2/405-406]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (
{ بنصبٍ وعذابٍ } قال بشر بن أبي خازم:
= تعنّاك نصبٌ من أميمة منصبٌ=
أي: بلاء وشر , وقال النابغة:
كليني لهمّ يا أميمة ناصب= وليل أقاسيه بطيءٍ الكواكب
تقول العرب: أنصبني , أي: عذبني , وبرح بي , وبعضهم يقول: نصبني , والنصب إذا فتحت , وحركت حروفها كانت من الأعياء.
والنصب إذا فتح أولها , وأسكن ثانيها واحدة : أنصاب الحرم , وكل شيء نصبته , وجعلته علماً يقال: لا نصبنك نصب العود.).
[مجاز القرآن: 2/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({بنصب}: أي ببلاء وشر).[غريب القرآن وتفسيره: 323]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (النّصب) , والنصب واحد - مثل حزن وحزن - وهو: العناء والتعب.
وقال أبو عبيدة النّصب: الشر. والنصب الإعياء).
[تفسير غريب القرآن: 380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {واذكر عبدنا أيّوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الشّيطان بنصب وعذاب (41)}
(عبدنا) منصوب بوقوع الفعل عليه، و (أيّوب) بدل من (عبدنا)؛ لأن أيوب هو الاسم الخاص، والاسم الخاص لا يكون نعتا , إنما يكون بدلا مبيّنا بـ (نصب) , ونصب بفتح النون والصاد، ونصب بضم النون بمعنى واحد , وقد قرئت بنصب بضم النون وإسكان الصاد، وقرئت بفتح النون وإسكان الصاد.
ونصب بفتح النون والصاد بمنزلة نصب بضم النون، والنّصب والنّصب: بمنزلة الرّشد والرّشد، والبّخل والبّخل والعرب والعرب.
والنّصب بفتح النون وإسكان الصاد على أصل المصدر.
والنّصب والنصب على معنى : نصبت نصبا ونصبا, ونصبا على أصل المصدر.
ومعنى
{بنصب وعذاب} : بضرّ في بدني، وعذاب في مالي وأهلي , ويجوز أن يكون بضرّ في بدني , ووعذاب فيه.
وروي أنه مكث أيوب عليه السلام سبع سنين مبتلى يسعى الدّود من بدنه، فنادى ربّه:
{أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين}). [معاني القرآن: 4/334]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب}
ويروى عن الحسن , والجحدري , وأبي جعفر بنصب بفتح النون والصاد .
وهما عند أكثر أهل اللغة بمعنى واحد , كما يقال: حزن وحزن، إلا أن القتبي حكى: أن أبا عبيدة قال: النصب الشر , والنصب : الإعياء .
قال أبو جعفر : يقال أنصبه ينصبه إذا عذبه وآذاه ومنه:
= كليني لهم يا أميمة ناصب=
قال أبو جعفر : وأحسن ما قيل في معنى :
{أني مسني الشيطان بنصب وعذاب }
ما رواه يوسف بن مهران , عن ابن عباس قال : (لما أصاب أيوب البلاء , أخذ إبليس تابوتا , وقعد على الطريق يداوي الناس , فجاءته امرأة أيوب فقالت : أتداوي رجلا به علة كذا وكذا ؟.
فقال: نعم , بشرط واحد على أني إذا شفيته , قال لي: أنت شفيتني , لا أريد منه أجرا غير هذا .
فجاءت امرأة أيوب إلى أيوب , فأخبرته , فقال لها: ذاك الشيطان , والله لئن برأت , لأضربنك مائة , فلما برأ, أخذ شمراخا فيه مائة , فضربها به ضربة)
.
قال أبو جعفر : فمعنى النصب على هذا : هو ما ألقاه إليه , أي: يكون شيئا وسوس به , فأما قول من قال : إن النصب ما أصابه في بدنه , والعذاب ما أصابه في ماله , فبعيد .
قال مجاهد , عن ابن عباس : (ضربها بالأسل) .
قال قتادة: (أخذ عودا فيه تسعة وتسعون عودا , وهو تمام المائة , فضربها به) .
قال مجاهد: (هذا له خاص).
وقال عطاء : (هذا لجميع الناس).
قال أبو جعفر : البين من هذا أنه خاص ؛ لأنه قال :
{ولا تحنث}: فأسقط عنه الحنث , وقال الله جل وعز: {فاجلدوهم ثمانين جلدة} : ومن جلد بشمراخ فيه مائة , فإنما جلد جلدة واحدة.) [معاني القرآن: 6/118-122]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نُصْبٍ}: أي: بشر , والنصب بالفتح : الإعياء , وقيل: واحد, وقيل: معناها: الإعياء والتعب.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {نُصْبٍ}: ببلاء). [العمدة في غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى:{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ اركض برجلك }: وهو مختصر , والركض : هو الدفع بالرجل , وهي حركة الرجل، يقال: ركضني الدابة , ويقال: لم تركض ثوبك برجلك.
{ هذا مغتسلٌ باردٌ }: وضوءٌ غسول , وهو ما اغتسلت به من الماء.
{وشرابٌ }: أي: وتشرب من, ه والموضع الذي يغتسل فيه : يسمى مغتسلاً.). [مجاز القرآن: 2/185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اركض برجلك}: أي: اضرب الأرض برجلك, ومنه : ركضت الفرس, و(المغتسل): الماء. وهو: الغسول أيضاً.). [تفسير غريب القرآن: 380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (42)}
المعنى قلنا له: اركض برجلك: معناه دس الأرض برجلك , فداس الأرض دوسة خفيفة، فنبعت له عين , فاغتسل منها , فذهب الداء من ظاهر بدنه، ثم داس دوسة ثانية , فنبع ماء فشرب منه , فغسلت الداء من باطن بدنه).
[معاني القرآن: 4/334]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ارْكُضْ بِرِجْلِكَ}: أي : أضرب الأرض برجلك.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 211]

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منّا وذكرى لأولي الألباب (43)}
قيل:
ووهبنا له أهله : أعطيناه في الآخرة ثواب فقدهم، ووهبنا له في الدنيا مثلهم، وقيل: أحيي له أهله، ووهب له مثلهم.
{رحمة منّا}: (رحمة) منصوبة مفعول لها.
{وذكرى لأولي الألباب}: لذوي العقول، ومعنى {وذكرى لأولي الألباب}: إذا ابتلي اللبيب , ذكر بلاء أيوب فصبر.). [معاني القرآن: 4/335]

تفسير قوله تعالى:{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ضغثاً...}
والضّغث: ما جمعته من شيء؛ مثل حزمة الرطبة، وما قام على ساقٍ , واستطال, ثم جمعته , فهو ضغث.).
[معاني القرآن: 2/406]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وخذ بيدك ضغثاً }: وهو ملء الكف من الشجر , أو الحشيش , والشماريخ , وما أشبه ذلك , قال عوف بن الخرع:
وأسفل مني نهدةً قد ربطتها = وألقيت ضغثاً من خليً متطيّب.).
[مجاز القرآن: 2/185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الضغث}: الأسل). [غريب القرآن وتفسيره: 323]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و(الضغث): الحزمة من الخلى , والعيدان.).[تفسير غريب القرآن: 381]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أوّاب (44)}
المعنى : وقلنا خذ بيدك, والضغث: الحزمة من الحشيش , أو الريحان , أو ما أشبه ذلك.
وجاء في التفسير: أن امرأة أيوب قالت له: لو تقربت إلى الشيطان , فذبحت له عناق.
قال : ولا كفّا من تراب، وحلف أن يجلدها إذا عوفي مائة جلدة, وشكر الله لها خدمتها إيّاه , فجعل تحلة يمينه أن يأخذ حزمة فيها مائة قضيب , فيضربها ضربة واحدة.
فاختلف النّاس , فقال قومه: ذا لأيوب - عليه السلام - خاصّة, وقال قوم: هذا لسائر الناس.
{أوّاب}: كثير الرجوع إلى اللّه.). [معاني القرآن: 4/335]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب}
ويروى عن الحسن , والجحدري , وأبي جعفر بنصب بفتح النون والصاد , وهما عند أكثر أهل اللغة بمعنى واحد , كما يقال حزن وحزن إلا أن القتبي حكى: أن أبا عبيدة قال: النصب الشر , والنصب : الإعياء .
قال أبو جعفر : يقال أنصبه ينصبه إذا عذبه وآذاه ومنه:
= كليني لهم يا أميمة ناصب
قال أبو جعفر : وأحسن ما قيل في معنى :
{أني مسني الشيطان بنصب وعذاب }
ما رواه يوسف بن مهران , عن ابن عباس قال : (لما أصاب أيوب البلاء , أخذ إبليس تابوتا , وقعد على الطريق يداوي الناس , فجاءته امرأة أيوب فقالت : أتداوي رجلا به علة كذا وكذا ؟.
فقال: نعم , بشرط واحد على أني إذا شفيته , قال لي: أنت شفيتني , لا أريد منه أجرا غير هذا .
فجاءت امرأة أيوب إلى أيوب , فأخبرته , فقال لها: ذاك الشيطان , والله لئن برأت , لأضربنك مائة , فلما برأ, أخذ شمراخا فيه مائة , فضربها به ضربة)
.
قال أبو جعفر : فمعنى النصب على هذا : هو ما ألقاه إليه , أي: يكون شيئا وسوس به , فأما قول من قال : إن النصب ما أصابه في بدنه , والعذاب ما أصابه في ماله , فبعيد .
قال مجاهد , عن ابن عباس : (ضربها بالأسل) .
قال قتادة: (أخذ عودا فيه تسعة وتسعون عودا , وهو تمام المائة , فضربها به) .
قال مجاهد: (هذا له خاص) .
وقال عطاء : (هذا لجميع الناس).
قال أبو جعفر : البين من هذا أنه خاص , لأنه قال :
{ولا تحنث}: فأسقط عنه الحنث , وقال الله جل وعز: {فاجلدوهم ثمانين جلدة} : ومن جلد بشمراخ فيه مائة , فإنما جلد جلدة واحدة.)[معاني القرآن: 6/118-122] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (ضغثا) أي: باقة من كل شيء، من قضبان، من ريحان، من عيدان). [ياقوتة الصراط: 441]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الضغث): الحزمة من الخلى أو العيدان.
أمر : أن يضرب امرأته بقبضة من خلى , أو عيدان فيبر في يمينه التي حلف عليها ليضربنها إذ كان في القبضة من العيدان , ما حلف عليه , وهذا لأيوب عليه السلام خاصةً عند العلماء.).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الضِغْث): الأسبل قبضة.).[العمدة في غريب القرآن: 260]

رد مع اقتباس