عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 10:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"إذ" في قوله تعالى: {إذ قال ربك} بدل من "إذ" الأولى، على تأويل من رأى الخصومة في شأن من يستخلف في الأرض، وعلى الأقوال الأخرى يكون العامل في "إذ" الثانية فعل مضمر تقديره: واذكر إذ قال، و"البشر المخلوق" هو آدم عليه السلام).[المحرر الوجيز: 7/ 363]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"سويته" يريد به شخصه. و"نفخت فيه" عبارة عن إجراء الروح فيه، وهي عبارة على نحو ما يفهم من إجراء الأشياء بالنفخ، وقوله تعالى: {من روحي} هي إضافة ملك إلى مالك؛ لأن الأرواح كلها هي ملك لله تبارك وتعالى، وأضاف إلى نفسه تشريفا. وقوله تعالى: "ساجدين" اختلف الناس فيه، فقالت فرقة: على السجود المتعارف، وقالت فرقة: معناه: خاضعين، على أصل السجود في اللغة). [المحرر الوجيز: 7/ 363]

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أن الملائكة بأمره سجدوا إلا إبليس فإنه استكبر عن السجود.
وقوله تعالى: {وكان من الكافرين} يحتمل أن يريد به: وكان من أول أمره من الكافرين في علم الله تعالى، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، ويحتمل أن يريد: ووجد عند هذه الغفلة من الكافرين، وعلى القولين فقد حكم الله على إبليس بالكفر، وأخبر أنه كان قد عقد قلبه في وقت الامتناع).[المحرر الوجيز: 7/ 363-364]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم}
القائل لإبليس هو الله عز وجل، وقوله: {ما منعك} تقرير وتوبيخ، وقرأ عاصم والجحدري: "لما خلقت" بفتح اللام من (لما) وشد الميم، وقرأ جمهور الناس: "بيدي" بالتثنية، وقرأت فرقة: "بيدي" بفتح الياء، وقد جاء في كتاب الله تعالى: {مما عملت أيدينا} بالجمع، وهذه كلها عبارة عن القدرة والقوة، وعبر عن هذا المعنى بذكر اليد تقريبا على السامعين; إذ المعتاد عند البشر أن القوة والبطش والاقتدار إنما هو باليد، وقد كانت جهالة العرب بالله تعالى تقتضي أن تنكر نفوسها أن يكون خلق بغير مماسة ونحو هذا من المعاني المعقولة. وذهب القاضي ابن الطيب إلى أن اليد والعين والوجه صفات ذات زائدة على القدرة والعلم وغير ذلك من متقرر صفاته تعالى، وذلك قول مرغوب عنه، ويسميها الصفات الخبرية. وروي في بعض الآثار أن الله تعالى خلق أربعة أشياء بيده، وهي: العرش، والقلم، وجنة عدن، وآدم، وسائر المخلوقات بقوله: {كن}، وهذا - إن صح - فإنما ذكر على جهة التشريف للأربعة والتنبيه منها، وإلا فإذا حقق النظر فكل مخلوق فهو بالقدرة التي بها يقع الإيجاد بعد العدم.
وقرأت فرقة: "استكبرت" بصلة الألف، على الخبر عن إبليس، وتكون "أم" بنية الانقطاع لا معادلة لها، وقرأت فرقة: "أستكبرت" بقطع الألف، على الاستفهام، فـ"أم" - على هذا - معادلة للألف، وذهب كثير من النحويين إلى أن "أم" لا تكون معادلة للألف مع اختلاف الفعلين، وإنما تكون معادلة إذا أدخلتا على فعل واحد، كقولك; أزيد قام أم عمرو؟ وقالوا: وإذا اختلف الفعلان كهذه الآية فليست أم معادلة. ومعنى الآية: أحدث لك الاستكبار الآن أم كنت قديما ممن لا يليق أن تكلف مثل هذا لعلو مكانك؟ وهذا على جهة التوبيخ). [المحرر الوجيز: 7/ 364-365]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول إبليس: أنا خير منه قياس أخطأ فيه، وذلك أنه لما توهم أن النار أفضل من الطين قاس أن ما يخلق من الأفضل فهو أفضل من الذي يخلق من المفضول، ولم يدر أن الفضائل تخصيصات من الله تعالى يسم بها من يشاء، وفي قوله رد على حكمة الله تعالى وتجوير، وذلك بين في قوله: {أرأيتك هذا الذي كرمت}، ثم قال: {أنا خير منه}، وعند هذه المقالة اقترن كفر إبليس به، إما عنادا - على قول من يجيزه -، وإما بأن سلب المعرفة، وظاهر أمره أنه كفر عنادا; لأن الله تعالى قد حكم عليه بأنه كافر، ونحن نجده خلال القصة يقول: "يا رب، وبعزتك، وإلى يوم يبعثون"، فهذا كله يقتضي المعرفة، وإن كان للتأويل فيه مزاحم، فتأمله). [المحرر الوجيز: 7/ 365]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى إبليس بالخروج على جهة الدخور له، فقالت فرقة: أمره بالخروج من الجنة، وقالت فرقة: من السماء. وحكى الثعلبي عن الحسن، وأبي العالية أن قوله تعالى: "منها" يريد تعالى: من الخلقة التي أنت فيها، ومن صفات الكرامة التي كانت له، قال الحسين بن الفضل: ورجعت له أضدادها، وعلى القول الأول فإنما أمره أمرا يقتضي بعده عن السماء، ولا خلاف أنه أهبط إلى الأرض.
و"الرجيم": المرجوم بالقول السيء).[المحرر الوجيز: 7/ 365-366]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"اللعنة": الإبعاد. و"يوم الدين": يوم القيامة. و"الدين": الجزاء.
وإنما حد له اللعنة بيوم الدين، ولعنته إنما هي مخلدة، ليحصر له أمد التوبة; لأن امتناع توبته بعد يوم القيامة بين; إذ ليست الآخرة دار عمل). [المحرر الوجيز: 7/ 366]

رد مع اقتباس