عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22 جمادى الآخرة 1435هـ/22-04-2014م, 11:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري


تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أنذر تعالى بني آدم بأنّه سيبعث إليهم رسلًا يقصّون عليهم آياته، وبشر وحذّر فقال: {فمن اتّقى وأصلح}؛ أي: ترك المحرّمات وفعل الطّاعات، {فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 409]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها}؛ أي: كذّبت بها قلوبهم، واستكبروا عن العمل بها {أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون} أي: ماكثون فيها مكثًا مخلّدًا). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 409]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين (37)}
يقول تعالى: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته} أي: لا أحد أظلم ممّن افترى الكذب على اللّه، أو كذّب بآيات اللّه المنزّلة.
{أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} اختلف المفسّرون في معناه، فقال العوفي عن ابن عبّاسٍ: ينالهم ما كتب عليهم، وكتب لمن يفتري على اللّه أنّ وجهه مسودٌّ.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس يقول: نصيبهم من الأعمال، من عمل خيرًا جزي به، ومن عمل شرًّا جزي به.
وقال مجاهدٌ: ما وعدوا فيه من خيرٍ وشرٍّ.
وكذا قال قتادة، والضّحّاك، وغير واحدٍ. واختاره ابن جريرٍ.
وقال محمّد بن كعبٍ القرظيّ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: عمله ورزقه وعمره.
وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم. وهذا القول قويٌّ في المعنى، والسّياق يدلّ عليه، وهو قوله: {حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم}، ويصير المعنى في هذه الآية كما في قوله [تعالى]: {إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون* متاعٌ في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون} [يونس: 69، 70]، وقوله: {ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبّئهم بما عملوا إنّ اللّه عليمٌ بذات الصّدور * نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 23، 24].
وقوله [تعالى]: {حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه} الآية: يخبر تعالى أنّ الملائكة إذا توفّت المشركين تفزعهم عند الموت وقبض أرواحهم إلى النّار، يقولون لهم أين الّذين كنتم تشركون بهم في الحياة الدّنيا وتدعونهم وتعبدونهم من دون اللّه؟ ادعوهم يخلّصوكم ممّا أنتم فيه. قالوا: {ضلّوا عنّا} أي: ذهبوا عنّا فلا نرجو نفعهم، ولا خيرهم. {وشهدوا على أنفسهم} أي: أقرّوا واعترفوا على أنفسهم {أنّهم كانوا كافرين}). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 409-410]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون (38) وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون (39)}
يقول تعالى مخبرًا عمّا يقوله لهؤلاء المشركين به، المفترين عليه المكذّبين بآياته: {ادخلوا في أممٍ} أي: من أشكالكم وعلى صفاتكم، {قد خلت من قبلكم}؛ أي: من الأمم السّالفة الكافرة، {من الجنّ والإنس في النّار} يحتمل أن يكون بدلًا من قوله: {في أممٍ} ويحتمل أن يكون {في أممٍ} أي: مع أممٍ.
وقوله: {كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها} كما قال الخليل، عليه السلام: {ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا} الآية [العنكبوت:25]. وقوله تعالى: {إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب * وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار} [البقرة: 166، 167].
وقوله [تعالى]: {حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا}؛ أي: اجتمعوا فيها كلّهم، {قالت أخراهم لأولاهم}؛ أي: أخراهم دخولًا -وهم الأتباع -لأولاهم -وهم المتبوعون -لأنّهم أشدّ جرمًا من أتباعهم، فدخلوا قبلهم، فيشكوهم الأتباع إلى اللّه يوم القيامة؛ لأنّهم هم الّذين أضلّوهم عن سواء السّبيل، فيقولون: {ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار}؛ أي: أضعف عليهم العقوبة، كما قال تعالى: {يوم تقلّب وجوههم في النّار يقولون يا ليتنا أطعنا اللّه وأطعنا الرّسولا * وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا * ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا} [الأحزاب: 66-68]
وقوله: {قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون} أي: قد فعلنا ذلك وجازينا كلًّا بحسبه، كما قال تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} [النّحل: 88] وقال تعالى: {وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألنّ يوم القيامة عمّا كانوا يفترون} [العنكبوت: 13]، وقال: {ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ ألا ساء ما يزرون} [النّحل:25] ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 410-411]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالت أولاهم لأخراهم} أي: قال المتبوعون للأتباع: {فما كان لكم علينا من فضلٍ}، قال السّدّيّ: فقد ضللتم كما ضللنا.
{فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون} وهذا الحال كما أخبر اللّه تعالى عنهم في حال محشرهم، في قوله تعالى: {ولو ترى إذ الظّالمون موقوفون عند ربّهم يرجع بعضهم إلى بعضٍ القول يقول الّذين استضعفوا للّذين استكبروا لولا أنتم لكنّا مؤمنين * قال الّذين استكبروا للّذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الّذين استضعفوا للّذين استكبروا بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا وأسرّوا النّدامة لمّا رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الّذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} [سبأٍ:31-33] ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 411]


رد مع اقتباس