عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:54 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (قالَ غيرُه: الأَيِّمُ: التي لا زَوجَ لها). [شرح لامية العرب: --]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
ولا تتركوا أثآركم ونساؤكم = أيامى تنادي كلما طلع الفجر
قوله نساؤكم أيامى يعني بلا أزواج). [نقائض جرير والفرزدق: 925]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال فلانة أيم إذا لم يكن لها زوج بكرا كانت أو ثيبا والجميع أيامى والأصل أيائم فقلبت ورجل أيم لا امرأة له وقد آمت المرأة من زوجها تئيم أيمة وأيما وقد تأيمت المرأة زمانا ويأيم الرجل زمانا إذا مكث زمانا لا يتزوج قال وسمعت العلاء بن أسلم يقول حدثني رجل قال سمعت رجلا من العرب يقول أي يكونن على الأيم نصيبي يقول ما يقع بيدي بعد ترك التزويج أي امرأة صالحة أو غير ذلك ولقد إمتها أئيمها ويقال الحرب مأيمة أي تقتل الرجال فتدع النساء بلا أزواج). [إصلاح المنطق: 341]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حضر المأمون إملاكًا وهو أمير، فسأله بعض من حضر أن يخطب، فقال: المحمود اللّه والمصطفى رسول اللّه، وخير ما عمل به كتاب اللّه؛ قال اللّه تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم} ولم يكن في المناكحة آيةٌ منزلّة ولا سنةٌ متبّعةٌ إلا ما جعل اللّه في ذلك من تألف البعيد وبرّ القريب، وليسرع إليها الموّفق ويبادر إليها العاقل اللّبيب وفلانٌ من قد عرفتموه في نسب لم تجهلوه خطب إليكم فلانة فتاتكم وقد بذل لها من الصّداق كذا، فشفّعوا شافعنا وأنكحوا خاطبنا، وقولوا خيرًا تحمدوا عليه وتؤجروا؛ أقول قولي هذا، وأستغفر اللّه لي ولكم). [عيون الأخبار: 10/75]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن الأضداد أيضا الأيم؛ يقال: امرأة أيم، إذا كانت بكرا لم تزوج، وامرأة أيم، إذا مات عنها زوجها، قال الله عز وجل: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم}، فالأيامى جمع الأيم: يقال: هن الحرائر، ويقال: هن القرابات، نحو البنت والأخت، وقول جميل:
أحب الأيامى إذ بثينة أيم
يدل على أن (الأيم) البكر التي ما زوجت، لقوله:
وأحببت لما أن غنيت الغوانيا
ويقال: قد آمت المرأة إذا مات عنها زوجها، ورجل أيمان وأيم، والمرأة أيمة، وأيمى، قال الشاعر:
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة = ونسوان سعد ليس فيهن أيم
وقال جميل:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذا لسعيد
وهل ألقين سعدى به وهي أيم = وما رث من حبل الوصال جديد
وقال الآخر:
فإن تنكحي أنكح وإن تتأيمي = يد الدهر ما لم تنكحي أتأيم
وحدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا نصر، قال: خبرنا الأصمعي، عن أبي الأشهب، قال: قال الأحنف: لا أناة عندي في ثلاث: الصلاة إذا حضرت حتى أقضيها، وحميم إذا مات حتى أواريه، وأيم إذا خطبها كفؤها حتى أنكحها.
ويقال في دعاء للعرب: ماله آم وعام، فمعنى (آم) ماتت امرأته، و(عام) اشتدت شهوته للبن لعدمه إياه. وإنما لم يدخلوا الهاء في (أيم)، وهو وصف للمرأة لأن النساء يوصفن
بهذا أكثر من الرجال، فكن أغلب عليه، فأجري مجرى حائض، وطالق، وطامث؛ وما أشبههن، مما لا يحتاج فيه إلى إدخال علامة تدل على التأنيث). [كتاب الأضداد: 331-333]

تفسير قوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن كسب الزمارة.
حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الحجاج: الزمارة: الزانية.
فمعناه مثل قوله إنه نهى عن مهر البغي، والتفسير في الحديث.
ولم أسمع هذا الحرف إلا فيه، ولا أدري من أي شيء أخذ.
وقال بعضهم: الرمازة، وهذا عندي خطأ في هذا الموضع.
إنما الرمازة في حديث آخر، وذلك أن معناها مأخوذ من الرمز، وهي التي تومئ بشفتيها أو بعينيها فأي كسب لها ههنا ينهى عنه، ولا وجه للحرف إلا ما قال الحجاج: زمارة، وهو عندنا أثبت ممن خالفه، إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الزانية، وبه نزل القرآن في قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} فهذا العرض
هو الكسب، وهو مهر البغي وهو الذي جاء فيه النهي وهو كسب الأمة، كانوا يكرهون فتياتهم على البغاء ويأكلون كسبهن حتى أنزل الله تبارك وتعالى في ذلك النهى.
حدثني يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كانت أمة لعبد الله بن أبي وكان يكرهها على الزنا فنزلت: {ولا تكرهوا فتياتكم على
البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}.
المغفرة لهن لا للمولى، وحدثني إسحاق الأزرق عن عوف عن الحسن في هذه الآية قال: لهن والله، لهن والله، لهن والله). [غريب الحديث: 3/355-359]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (
قال أبو علي: قال الأصمعي: البغيّ: الأمة، وجمعه بغايا، وفي الحديث: قامت على رءوسهم البغايا وقال الأعشى:
والبغايا يركضن أكسية الإضريج والشرعبى ذا الأذيال
وقال آخر:
فخر البغي بحدج ربتها = إذا ما الناس شلّوا
أي طردوا، والبغيّ أيضًا: الفاجرة، يقال: بغت تبغي إذا فجرت، والبغاء: الفجور في الإماء خاصةً قال الله عز وجل: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} [النور: 33] والبغيّة: الربيئة، قال الشاعر:
وكان وراء القوم منهم بغيّةٌ = فأوفى يفاعًا من بعيدٍ فبشّرا
وجمعها بغايا، وقال طفيل الغنويّ:
فألوت بغاياهم بنا وتباشرت = إلى عرض جيشٍ غير أن لم يكتّب).
[الأمالي: 2/275]

رد مع اقتباس